أي دور للمسجد في حياتنا؟
أسبوع المسجد
يمكن العمل على حلّ المشاكل إذا وجدت القدرات والاستعدادات الآتية:
عدد الزوار: 488يمكن العمل على حلّ المشاكل إذا وجدت القدرات والاستعدادات الآتية:
أوّلاً: أن نعتمد على الإسلام الذي أوجد هذه الحكومة بعد انقضاء أكثر من خمسين عاماً على الحكم البهلوي، وقد احتضن الإسلام جميع أبناء الشعب بمن فيهم الشباب بعد كلّ المفاسد التي أوجدها النظام السابق.
ثانياً: أنّ إيران تمتلك موقعاً مميزاً بين دول المنطقة والعالم، لذلك تسعى أمريكا لإقامة علاقات مع إيران. طبعاً موطن القوة التي تتحلّى بها إيران كونها تلتزم الدين الإسلامي الذي ما زال شامخاً منذ أربعة عشر قرناً وكانت الثورة من أبرز نتاجاته.
ثالثاً: يمتلك الإنسان فطرة صافية وطاهرة وإذا ما تمّ إيقاظ هذه الفطرة وجعلها تتلاءم مع الإسلام فستتحول إلى قدرة كبيرة لا يعدلها شيء. يمتلك الشعب أطهر فطرة حتى إنّ بعض الأشخاص الملوثين بالشبهات ظاهراً يعودون إلى الإسلام بسرعة في المقاطع الحسّاسة.
رابعاً: إنّ ما يساعدنا وجود بعض المحطات الهامة التي ترفد الإنسان بالقوة والثبات كمحرّم وشهر رمضان اللذين يضفيان حالة من التوجّه المعنوي لدى أبناء الشعب وبالتالي يمكّنان الشخص من مواجهة أكبر القوى الاستكبارية على الإطلاق.
من المسائل الأخرى المطروحة في هذا الخصوص عدم وجود تعادل في النموّ. وهذا يعني أننا تقدمنا كثيراً في بعض المجالات وما زلنا متأخّرين في مجالات أخرى. مثال ذلك أننا تقدّمنا كثيراً على مستوى الطبّ ولكننا ما زلنا متأخرين مائتين أو ثلاث مئة سنة على مستوى التبليغ الديني. طبعاً تعود أسباب التأخر إلى التعقيد في السلوك الإنساني وتبدل قداسة الخطاب ليحلّ مكانه نوع من قداسة الأداة. إنّ الذي يمتلك القداسة هو القرآن والحديث، أمّا أداة نقل القرآن والحديث فليست مقدّسة بل يجب أن تتغيّر طبق ظروف الزمان والمكان.
لعلّ من أبرز الأدوات المناسبة لموضوع التبليغ هي الجلسات التي تنبع من الصميمية والمحبّة بالأخص عندما تكون مع جيل الشباب. نحن أخطأنا عندما اعتبرنا أنّ حلَّ المشاكل الثقافية يبدأ من وجود معمَّم على التلفزيون يتلو خطاباً دينياً أو ثقافياً.
يجب أن نتعرّف على الأزمات التي يعاني منها مجتمعنا، وإذا رغبنا في أن يتجلّى مفهوم حاكمية الإسلام في جميع المجالات، يجب علينا تربية علماء متخصّصين في المجال التبليغي بما يتناسب مع ظروف الزمان والمكان، نحن نحتاج إلى نوع من التنظيم في نظام التعليم الديني لنعمد إلى تعريف الاختصاصات.
يجب أن نعمل على تعريف حضور العالم الديني في المجتمع. وإذا أردنا أن يكون الله تعالى حاكماً على علاقاتنا يجب أن يستعيد المسجد دوره الأوّل ويجب إعادة ترتيب الشروط التي يُحتاج إليها للحياة في المسجد.
واقع المساجد اليوم:
في يوم من الأيام كان المسجد مركز ومصدر التحول والتغيير ثم انتقلت المهمة بالتدريج إلى المدارس، الثانويات والجامعات، عندما يضعف المسجد، فهذا يعني أنّ حضور عالم الدين في العلاقات الاجتماعية أصبح ضعيفاً، وقد شاهدتم مقدار الأموال التي تصرف هنا وهناك ولكننا غفلنا عن تجهيز المساجد. عندما يخرج الشابّ من بيته فمن الطبيعي أن يختار المكان الأكثر جاذبية، وهكذا كان يضعف دور المسجد عاماً بعد آخر.
بناءً على ما تقدّم يجب إعداد كافّة الأدوات والوسائل التي تساهم في جذب جيل الشباب إلى المساجد، لتحافظ على نشاطها وحيويتها.
بعد انتصار الثورة تغيرت العديد من المفاهيم، فبعد أن كان الناس يخافون بداية على دين أولادهم أصبحوا يخافون عليهم من الرسوب في امتحان الدخول إلى الجامعة وبعض المسائل الأخرى من هذا القبيل. وهكذا تبدّل النظام التنفيذي والإداري وأصبح الشباب يفرّون منه. في يوم من الأيام كان الطالب يدرس لله تعالى ولأجله ولأجل العمل والخدمة، ولكنه اليوم أصبح يدرس لأجل الوصول إلى الرفاه والحياة الفُضلى.
يجب أن نوثّق العلاقة بين المسجد والمدرسة، ويجب أن تقع المدرسة تحت تأثير المسجد، طبعاً المقصود من المسجد ذاك الذي يتولى إدارته عالم مدرك وبعض المتخصّصين الواعين.
* روضة المبلغين (4) – 2015م، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
2024-03-07