تبدّل المعايير
محرم
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبد الله الحسين عليه السلام، يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله مستفيداً من حادثة عاشوراء « هناك عاملان هما أساس الضلالة والانحراف العام ، أحدهما الابتعاد عن ذكر الله والذي يتجلى في الصلاة والعبادة والذي يعني الغفلة عن الله والمعنويات .. وفصل الحسابات الإلهية عن الحياة ، والعامل الآخر هو إتباع الشهوات والملذات وبعبارة واحدة السعي وراء الدنيا .. والوقوع فريسة الشهوات الدنيوية واعتبارها أساساً ومبدأً ، ونسيان الأهداف الحقيقية ، وهذا مرض رئيسي وخطير»
عدد الزوار: 215
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدّل المعايير
المناسبة: عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبد الله الحسين عليه السلام .
يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله مستفيداً من حادثة عاشوراء « هناك عاملان هما أساس الضلالة والانحراف العام ، أحدهما الابتعاد عن ذكر الله والذي يتجلى في الصلاة والعبادة والذي يعني الغفلة عن الله والمعنويات .. وفصل الحسابات الإلهية عن الحياة ، والعامل الآخر هو إتباع الشهوات والملذات وبعبارة واحدة السعي وراء الدنيا .. والوقوع فريسة الشهوات الدنيوية واعتبارها أساساً ومبدأً ، ونسيان الأهداف الحقيقية ، وهذا مرض رئيسي وخطير » .
ويضيف سماحته دام ظله :«عندما يكون المعيار هو الله والتقوى والإعراض عن الدنيا والجهاد في سبيل الله ، فإن الذي يتواجد في الساحة حينئذٍ هم الأفراد الواجدون لهذه المعايير وهم الذين يأخذون مقاليد الأمور بأيديهم ، ولكن عندما تتبدل المعايير الإلهية يتسلم الأمور من هو أحرص على الدنيا واشد في إتباع الشهوة وتحصيل المنافع الشخصية ، وأبعد عن الصدق والحقيقة ، حينذاك تكون النتيجة صيرورة مثال عمر بن سعد والشمر وعبيد الله بن زياد أمراء ، وذهاب أمثال الحسين بن علي عليهما السلام إلى المذبح واستشهاده في كربلاء وهذه قضية منطقية » .
وعن تبدّل المعايير يقول سماحة القائد دام ظله « لا ينبغي أن يسمح الأشخاص الحريصون بتبدل المعايير في المجتمع ، فلو تبدّل معيار التقوى في المجتمع فمما لا شك فيه أن يراق دم إنسان تقي كالإمام الحسين بن علي – عليهما السلام- ولو أن الدهاء والانغماس في الشؤون الدنيوية والإيقاع بالآخرين ، وعدم الاهتمام بالقيم الإسلامية ، اعتبرت ملاكاً في الأفضلية ، فإن شخصاً كيزيد يجب أن يكون على رأس السلطة ويجب أن يصبح شخص مثل عبيد الله الرجل الأول في العراق ».
وعن علاقة الثورة الإسلامية بعاشوراء يقول سماحته دام ظله رابطاً بين التاريخ والحاضر « لقد كان همّ الإسلام هو تغيير هذه المقاييس ، وكل همّ ثورتنا كان الوقوف بوجه هذه المقاييس المادية العالمية الباطلة والخاطئة وتغييرها , دنيا اليوم هي دنيا الدجل والقوة وإتباع الشهوات ، ودنيا تفضيل القيم المادية على القيم المعنوية . فلقرون متمادية كانت المعنويات تتجه نحو الضعف والأفول، لقد سعى المستكبرون لمحو المعنوية . أصحاب القدرة وعبدة المال والأثرياء نسجوا نظاماً وبساطاً مادياً ترأسه قوة عظمى كأمريكا أكثر الجميع دجلاً ومكراً وأقلهم رعاية للفضائل الإنسانية ورحمة بالبشرية .فالثورة الإسلامية تعني بعث الإسلام من جديد وإحياء مبدأ ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ والثورة الإسلامية جاءت لتحطيم هذا الترتيب العالمي الخاطئ وتنشئ مكانه ترتيباً جديداً . فلو كان الترتيب العالمي مادياً فلا ريب في مجيء أفراد فاسدين أتباع شهوات ضالين وأشقياء... وحينئذ ينبغي أن يكون شخص مثل الإمام الخميني قدس سره في السجن أو المنفى..»
ويضيف سماحته دام ظله « إذا حافظتم على هذه القيم فسوف يبقى نظام الإمامة ، وحينئذ لن يؤخذ بأمثال الحسين بن علي – عليهما السلام- إلى المذبحة » .
ويعتبر سماحة الإمام الخامنئي دام ظله «إن خلاصة ثورة الحسين عليه السلام هي أنه مر يوم على الإمام كانت الدنيا فيه تحت سيطرة الظلم والجور ولم يجرؤ أحد على بيان الحقائق .. فالإمام الحسين عليه السلام وقف في تلك الظروف مع نفر قليل بوجه الظلم ....افرضوا أنه عندما قال الإمام عليه السلام ليلة العاشر لأصحابه ليس عليكم مني ذمام ، فذهب الجميع .. هل يتراجع الإمام عليه السلام ؟ أم يقف ويقاتل ؟ ولقد ظهر في عصرنا رجل قال : لو أبقى وحيداً وتقف الدنيا كلها بوجهي فلن أتراجع عن طريقي وكان ذلك هو إمامنا ، وقد فعل وصدق فيما قاله ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ رأيتم ماذا فعل رجل ترعرع في مدرسة الحسين وعاشوراء ، فلو كنا من مدرسة عاشوراء لسارت الدنيا نحو العلاج بشكل سريع جداً ، ولمهدت الأرض لظهور ولي الحق المطلق ».
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2010-01-01