يتم التحميل...

كلمة السيد حسن نصرالله في احتفالية أبجدية النصر

2022

كلمة السيد حسن نصرالله في احتفالية أبجدية النصر بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاقة حزب الله

عدد الزوار: 200

كلمة السيد حسن نصرالله في احتفالية أبجدية النصر بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاقة حزب الله 24-8-2022

أعوذُ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم والحمدلله ربّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام ‏على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبا القاسم محمَّد بن عبدالله وعلى آله الطَّيبين الطَّاهرين وصحبه ‏الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.‏

السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..‏

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:‏ "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ‏وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ ‏الْمُسْلِمِينَ‎ ‎أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ ‏الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ"‏ صدق الله العليُّ العظيم.

أرحّب بكم جميعا في احتفالنا الكريم والكبير هذا، طبعاً بالنيابة عن أخواني الذين يديرون هذا المهرجان انا ‏أعتذر منكم بالنيابة عنهم وعني أيضاً عن التأخير الذي حصل لأسباب فنية وتقنية وفي كل الأحوال الأخوة ‏كانوا امام عمل معقّد ونحن جميعنا كانت قلوبنا على أيدينا لأن تتيسر الأمور حيث أن الوقت الذي ‏استغرقوا في تحضيره لإنجاز هذا العمل أيضاً كان وقتا ضيقا نسبيا، في كل الأحوال عطّلناكم قرابة ‏الساعة نشكركم على صبركم على تحمّلكم وهذا لازمه بأني أنا أيضا هناك جزء من الخطاب بعض ‏المقدمات بعض التوضيحات أريد أن أختصرها أو أحذفها كي لا نطيل عليكم أكثر وإن كان طبيعة ‏المناسبة تفترض إن شاء الله أن نعطي جميعنا بعضاً من الوقت نتيجة أهمية هذه المناسبة والمناسبات التي ‏نجتمع فيها.‏

طبعا في البداية أيضا كما اعتذر منكم وأتشكر صبركم أريد أن أشكر الأخوة والأخوات القائمين على هذا ‏العمل الفني والتي هي مبادرة جديدة وخطوة جديدة نشجعهم عليها رغم أنه كان هناك بعضاً من المخاطرة ‏قد تنجح أو لا الحمد لله سبحانه وتعالى رغم التأخيرالذي حصل الأخوة والأخوات كان موفقين ومشكورين ‏وتقبل الله منهم جميعا.‏

نحن في هذه الليلة أولا نختتم فعّاليات "الأربعون ربيعا" على مدى شهرين الأخوة والأخوات في كل ‏مؤسسات ووحدات حزب الله عملوا من خلال تقديم التقارير والأفلام الوثائقية والاطلالات التلفزيونية ‏والاعلامية على شرح الجوانب المتعددة من تاريخ هذه المسيرة خلال أربعين عاما من عطاءاتها في ‏المجالات المختلفة الثقافية التربوية الصحية الخدماتية الزراعية الصناعية الإعمارية الإعلامية النقابية ‏المهنية العمل الشعبي العمل البلدي العمل النيابي العمل الحكومي في كل الأبعاد العمل الكشفي العمل ‏النسائي العمل الرياضي لأن هذه المسيرة لها كل هذه الأبعاد وهي حاضرة في كل الميادين وفي كل ‏الساحات وعلى كل المستويات.‏

وإن كان العنوان الأبرز كما كان واضحا من خلال هذا العمل الفني "أبجدية النصر" العنوان الأبرز لأنه هو ‏يعبّر عن الماهية الحقيقية هو المقاومة والعمل الجهادي. انا أشكر جميع الأخوة والأخوات ايضا الذين ‏جهدوا على مدى شهرين في تقديم صورة طيبة وواقعية ومشرقة وغير مبالغ فيها عن عطاءات وجهود ‏وجهاد ونضالات وتضحيات كل العاملين والعاملات والمجاهدين والمجاهدات والمضحين والمضحيات في ‏هذه المسيرة المباركة. أيضاً وتزامنا مع اختتام هذه الاربعينية نحن دعونا الى ان نعتبر هذا الاحتفال ايضا ‏هو الاحتفال بانتصار المقاومة ولبنان وشعب لبنان وجيش لبنان ودولة لبنان وكل اللبنانيين في حرب تموز ‏في مواجهة الهمجية والوحشية الصهيونية وأيضا هي مناسبة في 2006 وايضا هي مناسبة للاحتفال ‏بالتحرير الثاني تحرير جرودنا وسلسلة جبالنا الشرقية في البقاع من الجمعات التكفيرية، التي جيء بها من ‏كل أنحاء الدنيا في إطار مشروع الحرب الكونية على سوريا وعلى المقاومة في المنطقة. أنا سأشطب عدد ‏من المقدمات من أجل أن أبدأ من هذه النقطة، عندما نتحدث نحن عن الاربعين ربيعاً ونبدأ من 1982 يجب أن ‏أوضح في البداية امراً مهما، نحن لا نقطع الصلة عما كان قبل 82 بل هناك صلة عميقة وجذرية وأصلية ‏وأساسية بكل الجهود والنضالات والأعمال والمواقف والنشاطات والأطر التي كانت قائمة قبل 1982، ‏نحن عندما نتكلم عن 1982 الى الآن أربعين عاما حتى نتحدث عما فعلته هذه الحركة هذه المسيرة هذا ‏الحزب هذه الجماعة هذه المجموعة هذه المقاومة دون أن ننسب اليها شيئا مما جرى قبل الـ 82 وإن كان ‏كثير من أفرادها وجيلها المؤسس وقادتها وعلمائها كانوا شركاء وحاضرين بقوة في كل مجريات ما قبل ‏عام 1982. نحن هنا نقدّر عالياً ما جرى في ساحتنا – الآن ما نحن واعين له انا والجيل القريب مني ‏وقبلي وبعدي بشوي اي عم نحكي بالستينات والسبعينات وبداية التمانينات – كل ما كان في ساحتنا من ‏حركات من احزاب من اطر عاملة من شخصيات علمائية من قادة فكر من رجال علم من قادة جهاديين ‏وميدانيين من حوزات علمية من مؤسسات كلها عملت خلال عقود من الزمن وأكملت ما كان بدأه قبل ذلك ‏الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين والإمام السيد محسن الأمين وكثيرون من علمائنا الأبرار والكبار ‏والشخصيات التي تداولت على المسؤولية خلال عقود طويلة من الزمن. أيضا نحن نقدّر عالياً جهود ‏علمائنا الكبار وكل علمائنا في ساحتنا الايمانية والاسلامية الذين نشروا الوعي وأمروا بالمعروف ونهوا ‏عن المنكر وربّوا أجيال ونحن أيضاً تربينا تحت منابرهم واستمعنا الى توجيهاتهم وارشاداتهم، كان هناك ‏عدد كبير من العلماء في لبنان أخصّ بالذكر قبل ان اتحدّث عن الامام الصّدر كُلاًّ من سماحة آية الله السيد ‏محمد حسين فضل الله رضوان الله تعالى عليه وسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين رضوان الله تعالى ‏عليه باعتبار كانوا من بين علمائنا أكثر الحاضرين في هذه الساحات التربوية والدينية والايمانية ‏والتوجيهية ايضا علماء كثر كانوا في المناطق والمدن والبلدات، هنا يجب أن نذكر بالتحديد الالهام الكبير ‏الذي قدمه الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه مباشرة وأيضاً من خلال طلابه وتلامذته ‏الذين كان لهم تأثير ميداني وكبير ومن جملة هؤلاء التلامذة الذين حملوا روح هذا الإمام الشهيد السيد ‏محمد باقر كان الشهيد السيد عباس الموسوي وكان الشهيد الشيخ راغب حرب وآخرون، نحن غالبا نتكلم ‏عن الشهداء الذين مضوا سماحة الشيخ حسين كوراني رحمه الله رضوان الله تعالى عليه سماحة الشيخ حسين ‏عبيد رضوان الله تعالى عليه وآخرون ممن حملوا هذا الفكر وانتموا اليه، طبعا هنا يجب ان نخصّ بالذكر ‏في بداية حديثنا سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر أعاده الله بخير لأنه كان المتصدّي الأكبر حتى من ‏بين مجموع العلماء وهذا مسلم ليست مسألة نقاش، المتصدّي الأكبر والأول للشأن العام لكل الاوضاع التي ‏كانت قائمة في لبنان وفي المنطقة والأوضاع كانت على درجة عالية من الحساسية و الخطورة واستنهاض ‏المستضعفين والمحرومين والحضور القوي بين الجماهير والتوجيه ورسم الخط وإعلان المواقف وتأسيس ‏المقاومة وقيادة المقاومة، ونحن على مقربة أيام من جريمة العصر الذي ارتكبها نظام القذافي باختطافه ‏وتغييبه تغييب الإمام مع أخويه العزيزين، نحن هنا في البداية نؤكد للعالم ولجميع في لبنان وفي المنطقة ‏وفي العالم أن مسيرتنا الجهادية هذه هي إحدى النتائج المباركة لجهاد هذا القائد الكبير وأن كلا من حزب ‏الله وحركة أمل هم أبنائه وتلامذته الذين يواصلون دربه ويهتدون بنهجه وخطه، أيضاً هذه الصلة وهي ‏صلة كانت مستمرة ومتواصلة وأيضا يبقى عامل اساسي وكبير في إلهام مسيرتنا قبيل الـ 82 وبعد الـ 82 ‏والى اليوم ويبقى بالنسبة الى انطلاقتنا ومسيرتنا منذ البداية والى اليوم والى ما شاء الله يبقى ملهمنا الاكبر ‏وهادينا الاعظم وباعث النهضة وروح الثورة في هذه الأمة وفي هذا العصر سماحة الإمام السيد روح الله ‏الموسوي الخميني قدس سره الشريف الذي لا نستطيع ان نتحدث عن انجاز مسيرتنا قبل ان نوجّه التحية ‏والسلام الى روحه العظيمة الطاهرة على ما أحيا وأرشد وألهم. حسناً إخوان أنا كنت قد كتبت شيئاً ثم ‏عدلت عنه هو أن اتحدث ولو بتكثيف وبتلخيص عن اربعين سنة وبعدها أقول نحن في المرحلة القادمة ما ‏الذي يجب ان نفعله يمكن ان يأخذ معنا ذلك وقت اطول ويمكن ايضاً ان يستدعي بعض التكرار لذلك ‏استبدلت الفكرة وسأقول في الاربعين سنة بشكل مكثف العناوين الاساسية وطبعا لن أستطيع أن استعرض كل ‏العناوين الاساسية ومع كل عنوان مباشرة أقول نحن كيف سنكمل في المرحلة المقبلة كي نقدم رؤية ‏واضحة لما مضى ورؤية واضحة عما نحن ذاهبون اليه وهذا يعني مصيرنا جميعا.‏

العنوان الأول: عنوان المقاومة والصراع مع العدو الاسرائيلي، بتكثيف، منذ بداية التأسيس – لن نتكلم الآن كيف تأسس حزب الله لأنه تكلم عنه كثيراً، وبالتالي لا داعي أن منه شيء من الوقت، منذ بداية التأسيس والإنطلاقة، أيضاً لن أقول واحد واثنين وثلاثة، بل أن نأخذهم واحدة واحدة، ‏المشاركة لِنقل خلال الأربعين سنة ما هي الانجازات ما هي الاعمال ما هي المهام الأساسية التي ‏تحملها أهل هذه المسيرة؟ وهنا اتحدث بالتحديد عن حزب الله ولست اختصر كل المقاومة وكل فصائل المقاومة وكل التضحيات ‏التي قام بها بقية الاعزاء والاصدقاء والحلفاء، المشاركة في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي من خلال ‏المجموعات الاولى التي تشكلت في أكثر من مكان ومنطقة الى جانب كل المقاومين في الـ 82 الناس ‏الذين قاوموا وفي مقدمهم الاخوة أفواج المقاومة اللبنانية أمل والقوى الوطنية والإسلامية وفصائل المقاومة ‏الفلسطينية والجيش العربي السوري، تلك المرحلة كانت لا تزال حالة مواجهة، وأنا تحدثت بمناسبة سابقة ‏أن حزب الله لم يتشكل بمؤتمر بقدر ما تشكل بالميدان في الأرض، البدء بعمليات المقاومة من خلال التشكيل ‏الجديد والاسم الجديد المقاومة الاسلامية والمساهمة إلى جانب جميع قوى المقاومة في انجاز ‏التحرير عام 2000 باستثناء ما بقي محتلا مزارع شبعا تلال كفروشبا والجزء الشمالي من بلدة ‏الغجر.‏

نحن دائما نقول المساهمة لا ندخل بالنسب المئوية لا شك أن مساهمة حزب الله كانت مساهمة ‏أساسية بالتحرير، لكن لا نقول نحن بمفردنا الذين صنعنا التحرير، كل القوى التي قاومت والتي ‏شاركت صنعت هذا التحرير ولذلك أنا استخدم عبارة المساهمة.‏

مع التذكير بأهمية انتصار 2000 ونتائجه الاستراتيجية على الصراع مع العدو وقضية فلسطين ‏حيث أنهى هذا الانتصار مشروع اسرائيل الكبرى وأحيا الأمال الفلسطينية بالمقاومة فكانت ‏انتفاضة الأقصى وأنهى أسطورة الجيش الذي لا يقهر.‏

تقديم تجربة نظيفة انسانيا وأخلاقيا للمقاومة وهذا لم يقدمه فقط حزب الله قدمته كل فصائل ‏المقاومة بتحرير أيار 2000.‏

في تحرير 2000 لماذا أقول تجربة انسانية وأخلاقية لأنه لم تحصل ضربة كف لم يعتدى على ‏أحد ولم يحرق شيء ولم يهدم شيء نظرا لما شهدته تجارب كثيرة في العالم من تجاوزات واحداث ‏وإعدامات ميدانية واعمال انتقامية.‏

المساهمة في تحرير الأسرى اللبنانيين وكان آخرهم الشهيد القائد سمير القنطار واخوانه نعم بقيت ‏ملفات عالقة عنوانهم مفقودين والاسرائيلي لا يعترف أنهم أحياء هؤلاء يحتاجون للمتابعة.‏

إيجاد بنية عسكرية وأمنية للمقاومة القادرة على ردع العدو وتثبيت المعادلات.‏

المساهمة في ترسيخ وتأكيد وتعميق فكر وثقافة المقاومة عند الناس وفي الأجيال.

المساهمة في ‏تأمين الحاضنة الشعبية والسياسية للمقاومة وخيار المقاومة لأن تأمين الحاضنة الشعبية والسياسية ‏ليس لوحدنا أمنا أيضا مجموع القوى المؤمنة بالمقاومة والداعمة ساعدت على ذلك.‏

الصمود الأسطوري في حرب تموز هذا الذي نحتفل به أيضا اليوم هذا الانتصار هو من انجازات ‏التي حصلت خلال هذه العقود.‏

الانتصار العسكري الصمود العسكري الشعبي السياسي الادارة المشتركة للمعركة ميدانيا وسياسيا، ‏االتذكير هنا بدور فخامة الرئيس العماد اميل لحود من خلال رئاسته لجلسات الحكومة وصموده ‏الكبير في تلك الجلسات وإلى جانبه الوزراء المعنيون المؤيدون للمقاومة ويجب أيضا أن نذكر ‏دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري من خلال تصديه وقيادته السياسية لهذه المعركة إلى جانب القيادة ‏الميدانية التي كانت قائمة، وتضامن وااحتضان الحلفاء والأصدقاء وكل اللبنانيين.‏

من نتائج هذا الصمود الأسطوري في حرب تموز اسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد الأمريكي ‏الصهيوني الذي تحدثت عنه كوندوليزا رايس وشاهدتم صورتها في العرض هذا 1.‏

‏2 - وانهاء مشروع اسرائيل العظمى، في ال2000 انتهى مشروع اسرائيل الكبرى لأن اسرائيل ‏غير القادرة على البقاء في لبنان ولا تبقى بالشريط الحدودي لا تستطيع أن تقيم دولة من النيل إلى ‏الفرات، وإسرائيل التي هزمت في حرب تموز 2006 لا تستطيع تقدم نفسها قوى عظمى في المنطقة أو ‏تقيم اسرائيل العظمى في المنطقة.‏

تثبيت معادلات الردع كانت من نتائج حرب تموز في مثل هذه الأيام لحماية لبنان من العدوان ‏والقصف والتهديدات الاسرائيلية، ولذلك ينعم بلدنا وخصوصا الجنوب بالأمن والأمان منذ 16 عاما ‏ومن نتائج الصمود في حرب تموز انها افشلت الهدف المعلن والواضح وهو سحق المقاومة، فشلوا ‏في سحق المقاومة بل خرجت المقاومة أقوى وأشد وأصلب، أيضا من جملة الانجازات خلال 40 ‏عاما المساهمة في مواجهة الشبكات الاسرائيلية وكشف العملاء إلى جانب أجهزة الدولة الأمنية ، التي تقوم بالدور الأساسي نحن نقوم بعمل مساعد.‏

المساهمة في استنهاض الناس في لبنان وفي الأمة وفي شعوب المنطقة عبر الانجازات ‏والانتصارات واحياء الأمل بالنصر والقدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو، هذا الأمل الجديد، يعني على طول الجيش الذي لا يقهر، تجربة لبنان قالت للشعب الفلسطيني للشعب ‏اللبناني لشعوب المنطقة: هذا جيش يقهر ويهزم ويذل، هذا موضوع حطم وكان يشغل على مدى ‏عشرات السنين لتكريس هذه القناعة عند شعوب المنطقة.‏

ومؤخرا عندما نتحدث عن الانجازات، دخول المقاومة على خط استعادة لبنان لحقوقه في النفط ‏والغاز في البحر، هذه إذا كثفنا عناوين التي تتعلق بالصراع مع العدو الاسرائيلي خلال 40 عاما، ‏والذي نعتبر أننا كنا جزءا أساسيا مساهما في هذه الانجازات، ولا ندعي نسبة كل هذه االانجازات ‏إلينا وحدنا لولا التعاون والتعاضض والتكافل والاحتضان الشعبي والسياسي والصمود الشعبي ‏والسياسي وأيضا في مراحل كثيرة الصمود الرسمي، إلى جانب تضحيات وجهود ودماء الشهداء ‏وعذابات الأسرى وعوائل الشهداء والمضحين والناس في القرى الأمامية والشريط الحدودي وكل ‏المناطق التي تعرضت للعدوان لما كانت هذه الانجازات.‏

في المرحلة المقبلة هذا ما مضى، للأمام نحن كيف سنكمل؟ هذه الجماعة كيف ستكمل.؟

في المرحلة المقبلة التي بدأت من الآن، الحفاظ على المقاومة وحضورها وجهوزيتها، ولا يتصور ‏أحد أن الحملات الدعائية والاعلام والضجيج والضوضاء والفضائيات والتلفزيونات والمقالات ‏والجيوش الألكترونية والتوهين والاساءات والشتائم والاتهامات والأكاذيب والشائعات يمكن أن ‏تفت من عزيمة هذه المقاومة وأنه في النهاية هذه المقاومة تقول خلاص يا خي ملينا زهقنا بطلنا ‏ما في هاي بطلنا ما في.‏

بالنهاية مسؤولية انسانية ودينية وشرعية وأخلاقية ووطنية وقومية ولا يمكن التخلي عنها نتيجة ‏كل هذا الذي ترونه وتسمعونه وتنفق عليه مليارات الدولارات باعترافهم هم.‏

إذا الحفاظ على المقاومة وحضورها وجهوزيتها.

2- تطوير بنيتها وقدراتها، نحن لسنا مقتنعين ‏بالمستوى الموجودة فيه حاليا بالعكس ذاهبين نحو تطوير البنية، البنية البشرية الكفاءة القدرة ‏المستوى وأيضا الامكانات والمقدرات العسكرية لأن هناك تطورات مهمة جدا على مستوى ‏الأسلحة والتكنولوجيا والتقنيات وهذا كله يجب أن نواكبه لأن الاسرائيلي أيضا لا يقف عند حد ولا ‏عند سقف والولايات المتحدة الأمريكية تقدم له أحدث التقنيات والتكنولوجيا والأسلحة.‏

في المسألة الأخيرة قصة المسيرات منذ عدة أسابيع استخدموا الطائرات التي حصلوا عليها حديثا ‏من الولايات المتحدة الf 35‎‏ حتى يسقطوا المسيرة.‏

التأكيد على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذا سنبقى نؤكد عليه ينزل، في البيان الوزاري ما ‏بينزل بالبيان الوزاري هذا صار تفصيل خلاص هذه معادلة صارت ثابتة لأن هذه المعادلة أثبتت ‏جدواها بالتحرير وبعد التحرير وفي حرب تموز وفي التحرير الثاني الذي سأتحدث عنه بعد قليل ‏وكل النظريات الأخرى التي تتداول ويخرجون لنا ثلاثيات كذا وكذا وكذا كله كلام لا ناتج له نحن ‏عندما نتحدث عن معادلة جيش شعب مقاومة نقول خلال 40 سنة هذه المعادلة ماذا قدمت للبنان؟ ‏أنتم تأتون بمعادلة جديدة نظريا غير مجربة حتى على المستوى النظري ليس واضح ما الذي ‏ستقدمه للبنان.‏

العمل على تحرير بقية الأرض اللبنانية المحتلة هذه مسؤولية وطنية، مسؤولية كل اللبنانيين ‏مزارع شبعا، تلال كفرشوبا، والجزء اللبناني من بلدة الغجر.‏

وأعيد وأجدد كان يقال في السابق من كلفكم ولماذا المقاومة تقوم بهكذا وما حد طالب منكم، طيب ‏هذه أرض لبنانية 22 سنة بعد التحرير وعشرات السنين قبل التحرير لم يفعل أحد شيء نحن قمنا ‏ببعض العمليات وسميناها عمليات تذكيرية ويجب أن نعيد النظر بهذا الأداء وهذا الموقف تبعنا ‏ودائما في أكثر من مناسبة أنا دعوة تفضلوا هذه الدولة وهذا الشعب وهذه القوى السياسية ‏واستراتيجية وطنية لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، لكن لم يحرك أحد ‏ساكن ولا ببال أحد أن يفكر بهذا الموضوع ولا أحد يفكر بهذا الموضوع غالبا وليس وولا أحد.‏

هذا نموذج نقدمه لجيلنا الجديد الذي ولد بال2000 وبعد ال2000 ان هذا هو التعاطي كان مع ‏الشريط الحدودي لولا ان هناك قوى مقاومة أخذت على عاتقها القيام بتحرير الشريط الحدودي، ‏وهنا عندما نقول نحن الله كلفنا نعم نحن مش بس أنا الله كلفني بحسن النية أخذوها فهمها وسيئي ‏النية أخذوها لمكان آخر.‏

نحن كلنا الله كلفنا الله كلفنا نعبده، والله كلفنا نحسن للآخرين، والله كلفنا ان نكون صادقين، والله ‏كلفنا ان لا نكذب، ولا نغتاب، ولا نسرق، ولا نفسد، ولا ننهب ولا نتخاذل، ولا نتعامل، ولا نبيع ‏أرضنا ونتخلى عن مقدساتنا، هذا تكليف إلهي لكل واحد واحد واحد واحد منكم ومنا ومن الناس.‏

على كلِ نحن اشتغلنا تكليفنا لكن في ناس عندهم وجهة نظر مختلفة.‏

هذا موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر هذا يجب أن يعاد ‏الحديث فيه، طيب شو بالنهاية هذه أرض لبنانية محتلة.‏

أيضا في المرحلة المقبلة من مسؤولياتنا جميعا تثبيت معادلات الردع للحماية لحماية لبنان شعبا، ‏أرضا، سيادة، كرامة، وموارد وثروات.‏

نحن أيضا في المرحلة اللاحقة كما في المرحلة السابقة دائما نعلن استعدادنا الدائم لمناقشة أي ‏استراتيجية دفاعية وطنية والاتفاق عليها أبدا ولا يوم هربنا من هذا الاستحقاق نحن جاهزين.‏

والنقطة الأخيرة في هذا الموضوع االاستحقاق الداهم وهو ما ينتظرنا خلال الأيام المتبقية القليلة ‏وهو موضوع النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية.‏

الآن لن أتكلم بشيء جديد، كل الذي يجب أن يقال قلناه، كلنا ننتظر الاسرائيلي يتحدث كثيرا هذه الأيام ‏ايجابي وسلبي علينا أن ننتظر ومن انتظر أكثر من عشر سنوات ينتظر عدة أيام لا توجد مشكلة فلننتظر ولنكن هادئين، دائما نسمع تهديدات وآخر واحد كان يهدد غانتس، هذه التهديدات جميعها بالنسبة ‏لنا ليس لها قيمة.‏

نحن قرارنا واضح وخطابنا واضح وتوجهنا واضح وننتظر الأيام القليلة المقبلة ليبنى على الشيء ‏مقتضاه.‏

هذا في موضوع الصراع مع العدو الاسرائيلي والمقاومة من لبنان وفي لبنان المقاومة اللبنانية ‏بفصائلها المختلفة ومنها المقاومة الاسلامية مقاومتنا نحن.‏

في نفس السياق انتقل للعنوان الثاني وإن كان هو أقرب لبحث سوريا، هو في نفس السياق ‏العسكري والجهادي والمقاوم لكن على جبهة أخرى ما جرى في مثل هذه الأيام في منطقة البقاع ‏الانتصار التحرير الثاني، عندما قامت المقاومة وبمساندة أهل البقاع وأهالي بعلبك الهرمل، وفي ‏المرحلة الأخيرة من خلال المشاركة الميدانية الهجومية المباشرة للجيش اللبناني، في تحرير هذه ‏الجبال والجرود والسلسلة الشرقية ومما أدى إلى هذا الانتصار وقدمت فيه تضحيات جسام شهداء ‏وجرحى... الخ.‏

أيضا اكتفي بهذا المقدار عن هذه المناسبة، العنوان الثاني لأنه إذا اعتبرنا التحرير الثاني والمقاومة ‏هو العنوان الأول.‏

العنوان الثاني أيضا بشكل مكثف فلسطين والقضية الفلسطينية بالنسبة لنا، خلال 40 عاما نحن كنا ‏نؤمن بهذه القضية نلتزم بها نعلن التزامنا الدائم بها بكل الوسائل الاعلامية والسياسية والثقافية، ‏عبّرنا دائما عن وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلى جانب المقدسات الاسلامية والمسيحية ‏وسنستمر بالمرحلة المقبلة بهذا الالتزام القاطع والحاسم والجازم وبدون أي تردد.‏

نحن نعتبر أن قضية فلسطين هي جزء في هذه الأمة هي جزء من دينها من ثقافتها من حضارتها ‏من التزامها جزء من شرفها من عرضها، وبالتالي في قضية فلسطين لا مكان للتخلي ولا للحياد ولا ‏للإبتعاد ولا للتراجع.‏

خلال أربعين عاماً أقمنا علاقات قوية وواسعة مع مختلف فصائل المقاومة الفلسطينة، تعاون وتنسيق ‏وقدمنا ما نستطيع من مساعدة، نقل تجربة، تدريب، إمكانات، لوجيست، معلومات، لتكون قادرة على ‏العمل وسنواصل في المرحلة المقبلة هذا الأمر أكثر من أي وقت مضى. ‏

الأصل في استرتيجيتنا كانت وما تزال الرهان على ثورة ومقاومة الشعب الفلسطيني، وعلى الجميع ‏أن يقدم له العون والمساعدة والدعم، على الجميع، على الجميع دون استثناء. ‏

أيضاً خلال أربعين عاماً تبنينا قضايا اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات ومتابعة حقوقهم والمساعدة ‏الممكنة القانونية والمباشرة ومن خلال مؤسساتنا، وسنواصل الوقوف الدائم إلى جانب إخواننا ‏الفلسطينيين اللاجئين في مخيمات لبنان، إلى جانبهم في موقفهم الحاسم في رفض التوطين والاصرار ‏على العودة الكريمة إلى أرض الوطن والديار في فلسطين العزيزة، وأيضاً في القضية الفلسطينية لبنانياً ‏وعربياً وإسلامياً وعلى كل صعيد واجهنا ورصدنا كل أشكال التطبيع ودعونا الشعوب العربية ‏والإسلامية وكل الشرفاء والأحرار في العالم إلى عدم التطبيع مع هذا الكيان العنصري المتوحش، ‏المجرم، الذي يحتل أرض الآخرين ويرتكب الجرائم اليومية ضد الإنسانية، هذا هو طبيعة العدو الذي ‏نرفض الاعتراف به ونرفض التطبيع معه. واليوم الحمد لله في هذه المعركة في معركة مواجهة ‏التطبيع هناك معركة حقيقية وهم يراهنون أنه نحن الذين هرمنا وشِبنا هؤلاء ميؤوس منهم، يُراهنون ‏على جيل الشباب أن هؤلاء الشباب من جيل آخر من عالم آخر من عالم الانترنت وشبكات التواصل ‏الاجتماعي وثورة الاتصالات وما شاكل وبالتالي الأجيال المقبلة يمكن أن تذهب إلى التطبيع سريعاً. ‏

اليوم أيضاً إلتحقت فتاة لبنانية شابة بزميلها في الأيام القليلة الماضية شربل أبو ضاهر – قالوا لي ‏الإخوان أنه موجود معكم وأنا طبعاً أرحب به وبوالده وبعائلته كلها – أيضاً اليوم قالوا في وسائل ‏الإعلام أن الفتاة اللبنانية ناديا قاسم فواز من بلدة شحيم بطلة لبنان بالشطرنج وهي بطلة دولية أيضاً ‏بالشطرنج في مهرجان أبو ظبي الدولي أيضاً انسحبت من الجولة الرابعة عندما أصبح تصنيفها في مقابل ‏اللاعب الإسرائيلي، هؤلاء الشباب 15 سنة و 12 سنة هؤلاء نحن نفتخر فيهم ونراهن عليهم كثيراً، ‏ومثلما دائماً كنا نقول المقاومة ليست فقط المقاومة المسلحة، هذا جزء أساسي من المقاومة، هذا ‏الموقف، أصلاً العنوان الكبير لشيخ الشهداء الشيخ راغب ماذا كان؟ الشيخ راغب لم يمارس العمل ‏العسكري، لم يحمل بندقية، لم يهاجم موقع، الشيخ راغب قال الموقف سلاح، المصافحة اعتراف، ‏يعني اليوم لما شربل وناديا يرفضان أن يلعبا مع الاسرائيلي رغم أن أي شاب في هذا العمر قدم جهداً ‏كبيراً ليصل على بطولة عالمية وعنده طموح كبير ليحصّل على ميدالية ذهبية أو جائزة دولية أو ما شكل..، ومع ‏ذلك نتيجة هذا الموقف يتخلى عن كل شيء نتيجة إيمانه ومبدأه وأصالته، هذا الذي نراهن عليه وهذا ‏يجب أن نكمل به كلنا سوياً وحقيقة كل الشعب اللبناني الذي يُجمع ولو البعض بحسب الظاهر يقول ‏نعم اسرائيل عدو، كل الشعب اللبناني الذي يُجمع على أن إسرائيل عدو يجب أن يفتخر اليوم بشربل ‏وناديا كما نفتخر بكل عناويننا وأسمائنا الكبيرة في المقاومة وفي شهدائنا وقادتنا. هذا في موضوع ‏القضية الفلسطينية وفلسطين. ‏

في قضايا المنطقة، وقفنا دائماً إلى جانب سوريا، خلال أربعين سنة نحن كنا إلى جانب سوريا، كنا ‏دائماً نؤكد على وحدة المسار والمصير وسنبقى نؤكد على وحدة المسار والمصير، لأن سوريا هي ‏أساس في محور المقاومة وفي جبهة المقاومة وفي جبهة الصمود ورفض الاستسلام للشروط ‏الإسرائيلية، وفي مواجهة الحرب الكونية على سوريا ومن موقع الوعي لأهداف هذه الحرب حيث لم ‏نؤخذ بالكثير من الشعارات والعناوين التي أعطيت أبعاداً طائفية أو مدنية أو ديمقراطية، من موقع ‏الوعي لأهداف هذه الحرب شاركنا هناك في هذه المواجهة التاريخية الكبرى، نحن نعتبر هذا جزء من ‏إنجازات الأربعين عاماً. مشاركتنا هناك ومساهمتنا أيضاً، ساهمنا إلى جانب القيادة السورية، الجيش ‏السوري، الشعب السوري، بقية الأصدقاء والحلفاء، ساهمنا على قدر جهدنا بصنع الانتصار الكبير ‏الذي تحقق وقدمنا الشهداء والجرحى. ‏

يوماً بعد يوم – نتحدث للمستقبل بالنسبة لسوريا – يوماً بعد يوم نزداد قناعة بصحة خيارنا وقرارنا ‏الذي اتخذناه، لأنه دائماً يأتي أناس يقولون بعد هذا الذي حصل أنتم تعيدون النظر؟ نحن نقول لهم يوم بعد ‏يوم عندما تتبين الحقائق والوثائق والمستندات والاعترافات ورؤساء وزراء سابقون، وزراء خارجية ‏سابقون، سفراء سابقون، جنرالات عسكريون سابقون، الآن يبدأون بالكلام وبدأوا بالكلام عن الأهداف ‏الحقيقية للحرب على سوريا، يوماً بعد يوم نحن نزداد قناعة بصحة خيارنا وقرارنا بالذهاب إلى هناك ‏وأنا أقول لكم مجدداً اليوم وغداً وفي أي وقت إذا تعرضت فيه سوريا المقاومة لأي موجة جديدة ‏مشابهة لن نتردد في الحضور في ميادين المواجهة والتحدي، أبداً. ‏

أيضاً في موضوع سوريا كُنا نُصر على إعادة العلاقات خلال الفترة الماضية إلى طبيعتها مع سوريا ‏لمصلحة البلدين، وفي الحقيقة عودة العلاقات الطبيعية الذي يستفيد منها أكثر لبنان، يستفيد أكثر من ‏سوريا، بملف النازحين الذي يجب أن نتعاون جميعاً كلبنانيين مع الحكومة السورية، مع القيادة ‏السورية، أن يُعالج هذا الموضوع ويتم تأمين عودة كريمة وآمنة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان ‏لأن الجزء الأكبر من سوريا أمن وأمان والناس يمكنها أن تعود والحياة طبيعية جداً هناك. عودة ‏النازحين، الأمن، ضبط الحدود، الفوائد الاقتصادية، موضوع الترانزيت، موضوع الجمارك، ‏موضوعات كثيرة هي في الحقيقة لمصلحة لبنان، لكن حتى الآن بسبب الضغوط السياسية الأميركية ‏بالدرجة الأولى ومراعاةً أيضاً لدول إقليمية في المنطقة والحرف الأول من اسمها السعودية، حتى الآن ‏هذا الأمر لا يتقدم، لكن يجب أن نعمل وسنبقى نعمل خلال المرحلة المقبلة على معالجة هذا الأمر. ‏

كُنا دائماً نقف إلى جانب شعوب منطقتنا المظلومة والمعتدى عليها وفي مقدمتها بشكل أساسي اليمن، ‏العراق، البحرين، أفغانستان، طبعاً كنا نأخذ مواقف إعلامية ومواقف سياسية ونصدر هذه المواقف ‏وسنبقى نُعبر عن موقفنا وتضامننا أيضاً في المرحلة المقبلة رغم الضغوط والأعباء لأن إعلان هذه ‏المواقف رتبت تبعات ولكن نحن جاهزين أن نتحمل هذه التعبات لأن هذا كلام حق يجب أن يقال ‏وموقف تضامن يجب أن يُعبر عنه. ‏

ساهمنا بشكل ضمن حجمنا وإمكاناتنا بمحاربة داعش في العراق بالشكل المطلوب، وإذا تعرض ‏العراق مجدداً لمخاطر من هذا النوع وطُلب منا أن نكون إلى جانب إخواننا العراقيين، الجيش ‏العراقي، الحشد العراقي، فصائل المقاومة في العراق، كما في السنوات الماضية أيضاً لن نتردد في أن ‏يذهب كوادرنا وإخواننا ليقاتلوا هناك جنباً إلى جنب مع العراقيين الشرفاء في مواجهة هذا المشروع ‏الأسود الذي تُديره في الحقيقة خلف الستار الولايات المتحدة الأميركية. ‏

أقمنا علاقة قوية ومتينة مع الجمهورية الإسلامية في إيران خلال أربعين عاماً وهي التي دعمت لبنان ‏وفلسطين وسوريا وجميع المقاومين ولم تتخلَ عنهم بالرغم من حرب الثماني سنوات عليها وحصار ‏وعقوبات وإلى آخره... هي تقف معنا ونحن أيضاً نقف معها وننظر إليها دائماً على أنها القوة الإقليمية ‏الكبرى التي يستند إليها جميع المقاومين والمظلومين في منطقتنا. ‏

أيضاً في وضع المنطقة نحن ساهمنا في تكوين وتشكيل محور المقاومة، مقاومتنا حزب الله كان ‏مساهماً في ايجاد هذا المحور، طبعاً ضمن حجمه، نحن ساهمنا في تكوين وتشكيل محور المقاومة ‏خلال السنوات الماضية ونحن جزءٌ من هذا المحور وسنبقى جزءاً من هذا المحور ونُراهن عليه ‏كمحور للقوة القادرة على مواجهة مشاريع الهيمنة والاحتلال والتسلط والدفاع عن المظلومين ‏والأراضي المحتلة والمقدسات المنتهكة في كل يوم. ‏

سعينا إلى أوسع علاقات شعبية وحزبية مع شرائح في العالمين العربي والإسلامي وشاركنا في أطر ‏قومية موجودة وساهمنا في ايجاد أطر أخرى وكنا جزءاً منها، مؤتمر القومي العربي، القومي ‏الإسلامي، مؤتمر الأحزاب العربية، مؤسسة القدس الدولية. سنبقى حريصين على التواصل مع أوسع ‏شرائح وقوى ممكنة في العالمين العربي والإسلامي تجمعنا معهم أهداف وقضايا مشتركة وأهمها ‏فلسطين، هذا سنستمر فيه ولا شك أن هذا تأثر في العشر سنوات الماضية بسبب أحداث سوريا ‏والمنطقة والالتباسات والفتن لكن الأمور كلها الحمد لله عادت وتسلك مسارها الطبيعي. ‏

لم يكن لدينا مشكلة في علاقات لبنان العربية وخصوصاً الخليجية وتطوير هذه العلاقات وتعزيز هذه ‏العلاقات - أتحدث عن لبنان الرسمي – لكن البعض من هذه الدول يريد من العلاقات مع لبنان ‏مصادرة الحريات في لبنان وكم الأفواه في لبنان بل تحويل لبنان إلى تابع، بل تحويل لبنان إلى مُمجد ‏لحروبه وعدوانه ومشاريعه وهذا ما لا نقبله وما لا نتحمله وما نعتبر أنه يتنافى مع هوية لبنان وطبيعة ‏لبنان ووجود لبنان وفرادة لبنان. بغض النظر عن هذه الملاحظة، نحن لم نُمانع ولم نُعرقل ولسنا ‏مشكلة أمام أي تطوير للعلاقات اللبنانية – العربية. ‏

أنتقل للعنوان الأخير العنوان اللبناني، على المستوى اللبناني، خلال أربعين عاماً في الدخل اللبناني، طبعاً كل ما ‏ذكرته سابقاً هذا جاء نتيجة جهد وتعب وسهر ودماء وعرق وتضحيات وجراح وأسرى ومعاناة وقهر وسهر، ‏والذي سنذكره في الداخل اللبناني نفس الشيء، هذا لم يأتِ بسهولة ولا كنا نشم الهواء. على المستوى ‏اللبناني تجنبنا الانزلاق إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية، هذا ما كان يُحضر للبنان عام 2005 بعد ‏اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذين استشهدوا معه، لكن نحن تعاونا مع القوى السياسية وفي ‏مقدمها تيار المستقبل وحركة أمل وحتى الحزب التقدمي الاشتراكي وقوى سياسية أخرى من أجل منع ‏ذهاب لبنان إلى حرب أهلية وإلى فتنة مذهبية لأن هذا الذي كان يُحضر له، وهذه كانت حيثية التحالف ‏الرباعي – البعض ينتقد أحياناً التحالف الرباعي – هذه حيثيته الأخلاقية بالدرجة الأولى والوطنية ‏بالدرجة الأولى. على كلٍ، نحن أيضاً في هذه النقطة نُصر ونقول للمستقبل نحن لن ننجر ولن نذهب ‏إلى أي حرب أهلية وإلى أي فتنة مذهبية، رغم أن هذا يحتاج إلى صبر وإلى حكمة وإلى بصيرة ‏وتحمل من الناس. آخر مشهد كان مؤلم جداً وخطير جداً هو مشهد الشهداء في الطيونة والذي وضع ‏لبنان على حافة حرب أهلية لولا أن أهل الشهداء وأحزاب الشهداء – يعني حزب الله وحركة أمل – ‏وكل من يقف خلف هؤلاء الشهداء من عوائلهم وعشائرهم تحلوا بالحكمة وبالبصيرة وبالوعي لكان ‏لبنان ذهب إلى حرب أهلية لأن هناك من يريد أن يأخذه إلى حرب أهلية. الحرص الشديد خلال ‏الأربعين سنة على السلم الأهلي والأمن والاستقرار في لبنان، والتأكيد على أن موضوع الأمن ‏والاستقرار الداخلي مسؤولية الدولة، وتعاون المكونات والقوى السياسية ونحن دائماً في موقع ‏المتعاون. ‏

تجنبنا كل محاولات جرّنا إلى صدام مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ممكن أن يقول أحد يا سيد هذا ‏افتراض ليس هناك شيء كهذا، كلا من زمان وهناك شواهد كثيرة على أن هناك في مكان ما في غرفة ‏سوداء ما من يعمل على جر المقاومة إلى صدام مع الجيش اللبناني ومع القوى الأمنية، وأنا أقول لكم ‏بصراحة هذا مشروع أميركي دائم ومعلن ولا داعٍ أن أقدم لكم وثائق سرية فقط لو تقرأون قليلاً ‏محاضر جلسات بعض اللجان بالكونغرس وبعض تصريحات بعض الشيوخ الأميركيين ستُدركون أنهم ‏يتحدثون بشكل علني بهذا الموضوع لأن هذه أمانيهم وهذا مشروعهم. لكن طبعاً كان الجيش وقيادة ‏الجيش يرفضان ذلك وكانت المقاومة وقيادة المقاومة يرفضان ذلك. ‏

نحن واجهنا تحديات خطيرة على هذا الصعيد، في عملية تصفية الحساب كما يسميها الاسرائيلي ونحن ‏نسميها معركة تموز 1993 هناك من أراد أن يُرسل الجيش اللبناني إلى الشريط الحدودي وليس إلى ‏الحدود الدولية لينتشر في جوار جيش الاحتلال الذي يحتل أرضاً لبنانية وكان القرار إذا لم تتجاوب ‏المقاومة اضربوها، المطلوب مِن مَن أن يضرب المقاومة؟ المطلوب من الجيش، يومها قيادة الجيش ‏رفضت هذا الأمر وهذا منذ البداية يُسجل لفخامة الرئيس العماد إميل لحود، يجب عندما نتحدث ‏بالتاريخ أن نكون منصفين، وبعد ذلك عولج الموقف في سوريا وفي لبنان وتدخل الحلفاء والأصدقاء، ‏لكن في مكان ما كان هناك من يدفع عام 1993 إلى صدام مع المقاومة، بين الجيش والمقاومة. الذي لم ‏يحصل في تموز 1993 عُمل على تكراره بأيلول 1993 يعني عند جسر المطار عندما خرجت ‏المسيرة المُنددة باتفاقية أوسلو يومها رغم كل الاتفاقات التي حصلت وأن المسيرة تمشي بمسار معين ‏وعندما مشت أطلق عليها النار من قبل ضباط وجنود في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، هذا ‏تاريخ لا يمكننا أن نتجاهله. نحن على الإطلاق لا يمكن أن نتهم قيادة الجيش لأن قائد الجيش وقتها ‏أيضاً العماد إميل لحود الذي رفض أن يُواجه المقاومة في الجنوب، وهو ‏لا يمكن ان يطلق النار عليها عند جسر المطار، نحن نعتقد، لاحقا ‏بمعزل كيف كانت التحقيقات، نحن نعتقد أنه هناك خرقا كبيرا كان في ‏داخل القوات المتواجدة في الميدان، وأقدمت خلافا لقرار القيادة ‏العسكرية على إطلاق النار، وقتل عشرة شهداء، وأربعين جريحا كله ‏في الصدر والرأس والكتف وكان الهدف جر الضاحية الجنوبية الى ‏القتال مع الجيش اللبناني، ولكن هذه الضاحية أيضا بوعيها وصبرها ‏وبصيرتها وأحزابها وعائلاتها وعشائرها لانه بين الشهداء كان هناك اولاد ‏عائلات وعشائر ومن كل المناطق إنضبطت، بعد ذلك كان إطلاق ‏النار في حي السلم وسقوط شهداء وبعد ذلك أمام كنيسة مار مخايل، ‏وبعد ذلك وعلى المكشوف القرارات المشؤومة التي إتخذتها الحكومة ‏في 5 أيار 2008 والتي كانت ستؤدي الى صدام أكيد بين الجيش ‏والقوى الامنية وبين المقاومة، هذا كله تجاوزناه وقطّعناه ولكن كيف؟ ‏دفعنا دم غالي، يوجد جرحى لا يزالون إلى الآن جرحى ويوجد آلام ‏وأيتام وأرامل وصبر وتحمل، اليوم هذا الأمن والأمان والاستقرار ‏الذي ينعم به لبنان لم يأتي نتيجة انه يوجد مؤسسات تؤمن الأمن ‏والأمان، بل لأن أيضاً يوجد أناس يحملون جراحهم وألامهم ‏وشهدائهم ولا يذهبون الى المؤامؤة التي يحيكها أعداء لبنان، لتدمير ‏هذا البلد ودفعه الى القتال والخراب والحرب الاهلية،

على كلٍ بهذه ‏النقطة أُريد ان أؤكد بأننا إلتزام قاطع بأنه لن نَنجر ولكن طبعا الامور ‏تحتاج الى معالجات حاسمة مثل موضوع الطيونة، هذا الموضوع ‏بالمرحلة المقبلة سنظل نعالجه ونتابعه، حادثة خلدة ذهبت الى القضاء ‏ونحن ننتظر القضاء، لكن موضوع الطيونة لأن الموضوع له علاقة ‏بالسلم الاهلي بالحرب الاهلية بإستقرار البلد.

حسنا لِنكمل، الالتزام ‏الدائم بالعيش المشترك والشراكة الوطنية على قاعدة القسط والعدالة، ‏مثلما تكلمنا أيام عاشوراء، العلاقة تقوم بين المسلمين والمسيحيين ‏وكل مكونات الشعب اللبناني الذين يريدون العيش سوياً والعيش ‏بسلام على قاعدة القسط والعدالة والبر والاحسان هكذا يأمرنا الله ‏والقرآن، وبالتالي يجب ان نبذل جميعا الجهد من أجل هذا الامر ‏خصوصا ان البلد يذهب مجددا الى الكثير من الحساسيات الطائفية ‏والمذهبية والمناطقية.

في الداخل اللبناني خلال أربعين عاما، أقمنا ‏علاقات وصداقات وتحالفات مع العديد من القوى الوطنية ‏والاسلامية، احزاب وتيارات وشخصيات ومرجعيات دينية وسياسية، ‏وكُنا حريصين على علاقاتنا وصداقاتنا وسنبقى اوفياء لهذه العلاقات ‏ما دام الطرف الاخر حريصا عليها بالتأكيد، نحن لا نغادر أي علاقة ‏وأي تحالف وأي صداقة، كُنا وسنبقى الأحرص، بين هلالين الان بعد ‏الانتخابات بعض الأصدقاء أحدهم خرج ليقول بأنه عتبان علينا أنه نحن في ‏الانتخابات لا أدري ماذا فعلنا، في هذه الانتخابات إستفادة ‏من كل التجارب السابقة نحن كنا واضحين جدا في التزاماتنا، نحن لم ‏نعد أحدا بشيء ولم نفي بما وعدنا، لم نعد أحدا بشيء ولم نفي بما ‏وعدنا، كنا واضحين جدا في وعودنا وواضحين جدا في التزاماتنا، ‏تجربتنا أيضا تشهد بوفائنا لحلفائنا واصدقائنا.

من جملة انجازات ‏المرحلة المقبلة، والتي أتت ثمارا كثيرا خصوصا خلال ثلاثين عاما ‏بعد العشرة الاولى والتي سنكمل عليها الى الامام هو الانتقال في ‏العلاقة بين حزب الله وحركة أمل من موقع سلبي، نحن نتكلم عن 40 ‏عاما، هناك شيء بالتاريخ حصل ونحن وإخواننا بامل اخذنا قرارا ان ‏لا نتكلم به، الانتقال في العلاقة في العلاقة بين حزب الله وحركة امل ‏من موقع سلبي الى موقع إيجابي جدا، الى موقع التعاون والنتسيق ‏وصولاً الى مرحلة التكامل ونحن سنستمر في هذه العلاقة، البعض ‏في لبنان لديه رأي مختلف ووجهة نظر معينة، بعض الناس يحبون ‏هذه العلاقة أن تنتهي وتسقط، أنا أقول لكم أيضا بكل صراحة وصدق ‏وبناءً على كل الخلفيات الثقافية والفكرية والايمانية والاخلاقية ‏وايضا مصلحة المقاومة ومصلحة لبنان ومصلحة شعب لبنان وليس ‏فقط مصلحة الشيعة في لبنان، أن تكون العلاقة القائمة بين حزب الله ‏وحركة امل دائما هي علاقة تكامل وتعاون وتوحد وخصوصا في ‏الملفات الكبرى والأساسية.

من جملة إنجازات المرحلة الماضية ‏التفاهم مع التيار الوطني الحر، وقتها كان بعده رئيس التيار فخامة ‏الرئيس العماد ميشال عون، في 6 شباط 2006، في كنيسة مار ‏مخايل، وصمد هذا التحالف الى اليوم والكثير كان يراهنون والكثير اشتغلوا والكثير ‏عملوا في الليل والنهار أن هذا التفاهم ينهار ويسقط، لكنه صمد ‏وصمد حتى إلى الانتخابات وما بعد الانتخابات وما زال صامدا ‏وكان له أيضا ثماره وبركاته على العيش الاسلامي المسيحي وعلى ‏السلام الداخلي، ايضا في المرحلة المقبلة نحن سنبقى حريصين على ‏هذا التفاهم وتعزيزه وتطويره بلا شك.

منذ عام 1992 شاركنا في ‏الانتخابات النيابية، شكلنا كتلة برلمانية كان لها مساهماتها في المجلس ‏وخارج المجلس وسوف نبقى نُشارك في المرحلة المقبلة بالإنتخابات ‏النيابية ونُفعّل مساهمتنا وحضورنا في المجلس النيابي وفي الجهد ‏النيابي والاخوان خلال الايام والاسابيع القادمة شرحوا بالتفصيل في ‏مقابلات ولقاءات إنجازات كتلة الوفاء وأيضا في خطابات أيام ‏الانتخابات فلا أعيد.

شاركنا في الانتخابات البلدية منذ أول إنتخابات ‏بلدية في التسعينات وخلال كل السنين الماضية كُنا ننُساهم في إدارة ‏عدد كبير من البلديات وأيضا بالتعاون لأن كل البلديات مشتركة بيننا ‏وبين إخواننا في أمل، وقوى وتيارات وطنية اخرى، وتحققت أيضا ‏إنجازات مهمة أيضا عُرضت في تقارير، والذي يذهب الى البلدات ‏يستطيع أن يرى بوضوح التحول الكبير الذي حصل في الكثير من ‏البلدات والمدن والقرى، وسنواصل أيضاً، الانتخابات البلدية قادمة، ‏يجب أن نشارك وهذه المسؤولية نحن سنكمل فيها وإياكم إن شاء الله.

إلى ما قبل عام 2005 لم نشارك في الحكومات المتعاقبة، لل 2005 ‏نحن لا دخل لنا في أي حكومة، كان لنا مواقف معروفة من السياسات ‏الاقتصادية والمالية المتبعة، وكُنا غالباً لا نُعط الثقة، لكن كنا دائما ‏مستعدين للتعاون حتى مع الحكومات التي لم نشارك فيها من أجل ‏مصلحة لبنان ومصلحة الناس، في عام 2005 الظروف والتطورات ‏التي حصلت وهي معروفة لكم أجبرتنا على الدخول الى الحكومات ‏منذ ذلك الحين، وشرحت هذا الموضوع ايضا في الانتخابات النيابية ‏والاحتفالات فلا أعيد، ونحن سنواصل الحضور في الحكومات ‏مستقبلا بسبب نفس الظروف ونفس الاسباب، وايضا للمساعدة في ‏خدمة الناس، وللدفاع عن مصالحهم، وايضا وهو الجديد من أجل ما ‏تبلور لدينا في السنوات الماضية من رؤية سياسية للوضع الداخلي ‏الذي سأختم به بعد قليل.

أطلقنا مشروع مكافحة الفساد، وقلنا منذ ‏البداية أن هذه معركة طويلة ويجب ان نُواصلها، وأساسها بعد التجربة ‏المتواضعة الوصول الى قضاء نزيه وشجاع ومستقل وعادل، لانه ‏مهما فعلت إذا لم يكن هناك قضاء بهذه المواصفات لا ييمكن مكافحة ‏الفساد في هذا البلد، ايضا سنواصل هذا المسار.

نحن ايها الاخوة ‏والاخوات في الشأن اللبناني منذ سنوات عديدة وخصوصا في الوثيقة ‏السياسية التي اصدرناها عام 2009، حسمنا رؤيتنا حول الخيارات، ‏لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وهذا نسير فيه على خطى الامام السيد ‏موسى الصدر أعاده الله بخير، بناء الدولة العادلة والقادرة، نحن الى ‏ما قبل كنا نتعايش مع الدولة الموجودة، نحرص ان لا نصطدم معها، ‏اولويتنا المقاومة، نخدم الناس بما نستطيع، وندافع عن مصالحهم بما ‏نستطيع، في المجلس النيابي والحكومة والشارع والنقابات والمهن ‏والمؤسسات، لكن التطور الذي حصل لدينا هو الايمان والاعتقاد انه ‏نحن نؤمن وشرحه قد تم في الانتخابات النيابية خصوصا في احتفال ‏الضاحية والجبل وبيروت، بالحاجة الملحة لبناء ووجود دولة عادلة ‏وقادرة، نحن لا نتكلم بإزالة هذه الدولة وأن نأتي بدولة جديدة، كلا، ‏نحن نتكلم بالدولة الموجودة والدستور الموجود القوانين الموجودة من ‏داخل الإطار يجب أن نعمل جميعا كلبنانيين لتحويل هذه الدولة الى ‏دولة قادرة والى دولة عادلة وشرحت ايضا في تلك المناسبات ماذا ‏نقصد بالدولة العادلة والدولة القادرة، ايضا نؤمن بقوة وبالتالي في ‏المرحلة المقبلة عندما نشرح ما هو برنامجنا في داخل لبنان، نقول ‏برنامجنا الاساسي في المرحلة المقبلة هو المساهمة والتعاون مع ‏مختلف القوى السياسية اللبنانية، من أجل بناء دولة عادلة وقادرة، هذا ‏بحاجة الى نقاش، لأنه لا يستطيع أي احد حتى من أصدقائنا يعني، لا ‏يستطيع أحد أن يأتي ليقول أنه أنا هذا رأيي ببناء الدولة وهكذا يجب أن ‏تبنوا الدولة، كلا، كيف نبني الدولة العادلة والقادرة، يجب أن يكون هناك خطة وحوار وطني واتفاق على أساسيات وبالتالي هذه الأساسيات لأن أين يجب أن يحصل؟ يجب أن يُترجم في المجلس النيابي ‏يترجم قوانين ويمكن ان يترجم في مكان ما تعديلات دستورية إذا ‏حصل إتفاق ما وإجماع عليها، وبالتالي لا يستطيع أي أحد لوحده أن ‏يقول هذه الدولة العادلة والقادرة وكلكم مطلوب منكم ان تطبّقوا ‏النسخة والروشتة التي بحوزتي، كلا، يجب أن نتفق على نسخة وعلى ‏اساسيات ويكون لدينا نية جيدة لبناء الدولة العادلة والقادرة ونذهب ‏اليها سويا، نؤمن بقوة بمبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية بين مختلف ‏المكونات اللبنانية بعيدا عن الاستئثار والاقصاء والالغاء لأن هذا بلد ‏لا يمكن أن يقوم إلا على الشراكة، نتطلع إلى دولة سيدة مستقلة ‏حقيقية، إستقلال وسيادة حقيقية في قراراتها، لا تخضع لا لسفارة ‏أميركية ولا لأي سفارة من السفارات، ولا لأي هيمنة خارجية، لا ‏يوجد وقت الان والا سنتكلم لاحقا بالموضوع لانه يبدو في الأونة ‏الاخيرة مستوى تدخل السفارة الاميركية في تفاصيل الوزارات ‏اللبنانية أكثر من أي وقت مضى، ويُلتزم ويُسكت بل يُخضع أحيانا ‏لإرادة السفارة الاميركية في العديد من الملفات، نحن نريد دولة سيدة ‏حقيقية تأخذ قرارا إنطلاقا من المصلحة الوطنية، تراعي صداقاتها ‏وعلاقاتها ولكنها لا تخضع لأي هيمنة ولأي تبعية، أولوليتنا في ‏المرحلة المقبلة إذاً هي المساهمة في بناء هذه الدولة العادلة والقادرة.

‏الاستحقاق الآخر الذي شغلنا خلال السنوات الماضية وحاليا هو ‏الوضع الاقتصادي والمعيشي والحياتي في لبنان، المرحلة المقبلة ‏يجب أيضاً أن نتعاون جميعا ونساهم في إنقاذ هذا الوضع، في تقديم الحلول ‏في النقاشات الموضوعية البعيدة عن الشعبوية، في إقتراح البدائل ‏وأخرها على كل حال الموقف الذي ذهبنا اليه في مساندة الدولة ‏اللبنانية لإستنقاذ الكنز اللبناني المخبوء في البحر، من الغاز والنفط ‏الذي يُشكل الامل الاخير والوحيد لإستنقاذ الوضع الاقتصادي في ‏لبنان، وحتى كُنا حاضرين ان نذهب الى مستوى المخاطرة، نحن الان ‏في قلب المخاطرة، في هذا الموقف، وهذا يعبر عن مدى التزامنا في ‏هذه المساهمة التي هدفها إنقاذ الوضع الاقتصادي والمعيشي والحياتي ‏للبنانيين.

اما نحن والناس خلال أربعين عاما، كنا في الخدمة، في ‏أطر العمل الشعبية التي تطورت الى مؤسسات، في جميع المجالات ‏والساحات، ثقافية وتربوية وإعلامية وصحية وخدماتية وإجتماعية ‏وكشفية ونقابية، اهم إنجاز كان المساهمة في إستيعاب تداعيات حرب ‏تموز وإعادة الاعمار، هذا من أضخم المشاريع الخدماتية والاجتماعية ‏التي ساعدنا وساهمنا فيها، نحن سنكمل في خدمة الناس في كل الاطر ‏وفي كل المؤسسات وفي كل المستويات وفي كل المناطق، رغم ‏الحصار، هذه للمرحلة القادمة، رغم الحصار والعقوبات والضغوط ‏والتهديد لكل من يتبرع لنا بمال أو يمد لنا يد المساعدة، سنعزز ‏مؤسساتنا، سنحضر أكثر في الخدمة، وخدمة الناس عندنا أساس ‏وأصل قائم بحد ذاته، بمعزل عن أي شيء آخر، ونعتبرها من أعظم ‏العبادات التي نتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى.

هنا اكون قد وصلت الى الخاتمة، هذه تكثيف لما ‏مضى ولما هو آتٍ، ، نحن الذي نحن ‏ذاهبون اليه بالنسبة لنا هو واضح، في المقاومة واضح، في الصراع مع العدو ‏الاسرائيلي واضح، بثروات لبنان واضح وبوضع المنطقة ‏واضح، وبالوضع الداخلي اللبناني واضح، نحن بالنسبة إلى المرحلة القادمة ‏أيضا من أجل ان نختم بصورة دقيقة قليلا، نحن متفائلون، يعني ‏قراءتنا للوضع الدولي، للتطورات الدولية وللتطورات الاقليمية، ‏لموازين القوة والضعف، نحن نرى ان الأمور هي لمصلحة شعوبنا ‏ولمصلحة محور المقاومة والشرف والكرامة والسيادة والحرية ‏والاستقلال الحقيقي، وبهذه الروح المتفائلة نتطلع الى المستقبل ‏القريب.

من واجبنا هنا في ختام الكلمة أن نشكر أولاً، طبعاً الله سبحانه ‏وتعالى نشكره أولاً وأخيراً، أن نشكر الاخوة في سورية خلال أربعين عاما وقفوا الى ‏جانبنا، الآن نحن نقف الى جانبهم، خلال أربعين عاما وقفوا الى ‏جانبنا وقدموا لنا العون وسهّلوا لنا وفتحوا لنا الابواب، قدموا لنا ‏الحماية السياسية والديبلوماسية والاقليمية والامنية، وهذا أيضا يجب ‏أن تُشكر عليه سورية وقيادة سورية، سواء في مرحلة الرئيس حافظ ‏الاسد، او في مرحلة الرئيس بشار الاسد، يجب أن نتوجه بالشكر الى ‏الجمهورية الإسلامية في ايران، لسماحة القائد شكر خاص، إلى كل المسؤولين في الجمهورية ‏الاسلامية، الى كل الحكومات ‏المتعاقبة خلال 40 عاما، الى كل مؤسسات الجمهورية الاسلامية، ‏وبالأخص الاخوة الاعزاء في حرس الثورة الإسلامية، الذين جاؤوا ‏منذ الايام الاولى، وكانوا معنا في المعسكرات، في معسكرات ‏التدريب ونقلوا لنا التجربة والخبرة وروح القتال وعشق الشهادة، ‏وقدموا معنا وفي معسكراتنا شهداء وواكبونا وبقوا وما زالوا الى ‏اليوم، وشاهد جهادهم وتضحياتهم ونضالهم معنا هو الشهيد القائد ‏الكبير الحاج قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه.

يجب أن نَشكر في ‏العالم العربي كل القوى والاحزاب والشخصيات والاطر والتيارات ‏والحركات ووسائل الاعلام والنخب وعامة الشعوب، الناس الذين ‏خلال 40 عاماً واكبونا وساعدونا ودعمونا ورفعوا أعلامنا وهتفوا ‏بإسم مقاوتنا وشهدائنا، وهؤلاء طبعا ما زلنا نُراهن على موقفهم لأن ‏هذه معركة الامة.

يجب أيضاً أن نشكر مراجعنا الدينية، مراجعنا ‏الكبار والعظام في كل الأربعين عاماً، الذين دائما كانوا خلفنا وخلف ‏هذه المقاومة بكل إتجاهاتها، بفتاواهم بأوامرهم بإرشاداتهم بتغطيتهم ‏بحمايتهم بدعائهم، لأنه تعرفون هذه كلها مسألة دماء وشهداء وإنما ‏هي نفسٌ واحدة، ونحن قوم نتطلع الى الآخرة بالدرجة الاولى، ولذلك ‏هؤلاء المراجع دائما كانوا يُحيطون ويَرعون ويدعمون ويَدعون ‏ويُساندون هذه المقاومة وما زالوا مستمرين في ذلك.

في لبنان أيضاً ‏كل من دعم وكل من ساند وكل من حمى وكل من أيد بكلمة وموقف ‏وإحتضان من مختلف الطوائف اللبنانية والاحزاب اللبنانية والتيارات ‏والشخصيات والمرجعيات الدينية والعلماء، علماء الدين، أفراد ‏الشعب اللبناني وغيرهم وكل المقيمين في لبنان أيضا، هؤلاء طبعا ‏نتوجه لهم بالشكر الجزيل.

لشهدائنا، لقادتنا الشهداء السيد عباس ‏والشيخ راغب والحاج عماد والسيد مصطفى والحاج حسان ‏وكل الإخوة، لأن لائحتنا طويلة، لشهدائنا القادة لكل شهدائنا لشهدائنا ‏الاستشهاديين لعوائل شهدائنا ‏لجرحانا لأسرانا، الذين عانوا سنوات طوال في سجون الاحتلال ومعتقلات ‏العملاء، للمجاهدين المقاومين ‏لأجيال المجاهدين والمقاومين الذي لم يخلوا الساحات ولم يخلوا الميادين ولم ‏يخلوا الجبهات وما زالوا ‏يملأونها، لكل هؤلاء كل الشكر كل التحية كل الاعتزاز، طبعا للجيل الجديد أقول ‏لهم: نحن نُراهن عليكم، نحن ‏جيلنا الآن خلص دخلنا في مرحلة الكهولة والشيخوخة انتم الجيل الجديد انتم ‏الشباب والشابات انتم الذين ‏ستحملون الراية ستكملون الطريق ستحققون الأهداف والآمال واحلام الشهداء، ‏نحن نراهن عليكم ولذلك ‏ندعوكم الى الجدية في الحياة، هم يريدون لكم لن تغرقوا في اللهو وفي اللعب وفي ‏الشهوات وفي تضييع ‏الوقت في هذا العالم اللامسؤول، نحن ندعوكم الى الاخلاق والالتزام والتقوى ‏وخوف الله وبر الوالدين ‏وصلة الرحم والصدق وحفظ الأمانة حسن العشرة، وندعوكم ايضاً الى العلم ‏والمعرفة والاختصاص والكفاءة ‏العلمية لأنه على أكتافكم يحفظ التحرير وتحفظ كل هذه الانجازات وأمانة ‏الشهداء ويبنى الوطن ويحقق ‏للناس عيشها الكريم والعزيز والشريف والهنيء، هذه رسالتنا في الأربعين ‏ربيعا الى هذا الجيل الشاب والذي ‏فيه طبعا لما فيه الكثير من الدلائل والشواهد التي تدعو الى التفاؤل والى ‏الامل والى الافتخار والى ‏الاعتزاز.‏

ختاماً يجب ان اتوجه بإسمكم جميعا الى قائدنا ومرجعنا وإمامنا وداعم وراعي مسيرتنا منذ اليوم الأول ‏حتى ‏في حياة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه كان سماحة الامام الخامنئي دام ظله هو الذي يباشر ‏هذه ‏الرعاية وهذا الاهتمام وهذا الدعم وعلى مدى اربعين عاما في حياة الامام وبعد ذلك بعد رحيل ‏الامام من ‏موقع القيادة والولاية، كان دائما الاب الحنون والقائد الكبير والحكيم والشجاع والملهم والمرشد ‏والذي لم ‏يتركنا في لحظة من اللحظات طبعا فضله على المقاومة في لبنان وفي المنطقة وعلى محور ‏المقاومة قد ‏لا تتاح الفرصة في الدنيا في هذا العالم لكي يعرفه الناس، ولكن يوم تبلى السرائر وتنكشف ‏الحقائق سوف ‏يكتشف الشعب اللبناني وشعوب المنطقة وعالمنا العربي والاسلامي عظمة وقيمة ما قدمه ‏هذا الإمام القائد ‏وما يقدمه لشعوبنا ولقضيتنا المقدسة، نسأل الله سبحانه وتعالى له طول العمر والبقاء ان ‏شاء الله والعزّة ‏ومزيد من القوة والشهامة والشجاعة. انا اشكركم على طول بالكم على صبركم على ‏حضوركم الكريم هذا ‏وان شاء الله كما كنا سويا خلال اربعين عاما نحن سنكمل ان شاء الله من يبقى على ‏قيد الحياة في الايام ‏والاسابيع والشهور والاعوام المقبلة باتجاه هذا الهدف، نحمل أمانة الشهداء أمانة ‏الجرحى أمانة الاسرى ‏عذابات الناس تضحيات الناس صمود الناس آمال وأحلام الناس، ونقول لمن يُهددنا ‏لا بأس نعود له قليلاً، لمن ‏يُخوفنا بالموت ويُهددنا بالقتل هذه الليلة على ما يبدو أو الليلة القادمة اي هذين ‏اليومين هي تناسب ذكرى ‏شهادة الامام زين العابدين عليه السلام الذي رغم كل ما لحق به وأصابه في ‏كربلاء وبعد كربلاء، قال كلمته ‏الخالدة في مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة وهذا الذي ذهبت نهجا وخطا ‏وشعارا وانا اختم به وكنا نردد ‏هذه الجملة دائما على مدى اربعين عاما، نقطة قوتنا هنا في روحنا في ‏ثقافتنا في ايماننا نُردد تلك الجملة ‏عندما هُدد الامام زين العابدين في القتل قال كلمته المعروفة واليوم ‏نقولها للصهاينة الذين ننتظر ماذا سيكون ‏الأمر بيننا وبينهم في الايام والاسابيع القليلة المقبلة، نقول لهؤلاء ‏الذين يهددوننا بالقتل وبالموت وبالحرب ‏وبالدمار نقول لهم مقالة إمامنا السَّجاد عليه السلام:" أبالموت ‏تهدّدُني يا ابن الطلقاء إنّ القتل لنا عادة وكرامتنا ‏من الله الشهادة"، كرامتنا من الله الشهادة الذي مَنّ علينا ‏خلال الأربعين عاما بالنصر والنصر ونقلنا من زمن ‏الهزائم الى زمن الانتصارات .‏

كل عام وأنتم بخير حفظكم الله حرسكم الله نصركم الله أعزّكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

2022-08-24