يتم التحميل...

ثلاثُ خصال

جمادى الثانية

عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «إنَّ الصدقةَ تزيدُ صاحبَها كثرة، فتصدّقوا يرحمُكم الله! وإنَّ التواضعَ يزيدُ صاحبَه رِفعة، فتواضعوا يرحمُكم الله! وإنَّ العفوَ يزيدُ صاحبَه عزّاً، فاعفوا يعزُّكمُ الله».[1]

عدد الزوار: 194



عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «إنَّ الصدقةَ تزيدُ صاحبَها كثرة، فتصدّقوا يرحمُكم الله! وإنَّ التواضعَ يزيدُ صاحبَه رِفعة، فتواضعوا يرحمُكم الله! وإنَّ العفوَ يزيدُ صاحبَه عزّاً، فاعفوا يعزُّكمُ الله».[1]

خصالٌ ثلاثةٌ يعطيها اللهُ عزَّ وجلَّ العبدَ إذا عمِلَ بها، ويعوّضُ اللهُ عزَّ وجلَّ للمتحلّي بها ممّا يقابلُها، فإنفاقُ المالِ في سبيلٍ اللهِ بابُ زيادة، والتواضعُ للهِ عزَّ وجلَّ بابُ علوِّ شأن، والصفحُ والعفوُ بابٌ لنيلِ درجاتِ العزّ.

1- الصدقة: قال تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾،[2] فالصدقةُ تُثمرُ في الدنيا زيادةً في الرزق، وفي الآخرةِ زيادةً في الأجرِ والثواب، فعن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «اتقوا النارَ ولو بشقِّ التمرة، فإنّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُربيها لصاحبِها كما يُربي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه، حتّى يوفيه إيّاها يومَ القيامة، حتّى يكونَ أعظمَ من الجبلِ العظيم».[3]

يوجد نقص وهو التعليمُ الذي كانت عليه تربيةُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)، ففي الروايةِ عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) -لابنِه محمّد(عليه السلام) -: «يا بُنَيَّ، كم فضُلَ مِن تلك النفقة؟ فقال: أربعونَ ديناراً، قال: اخرُجْ فتصدّقْ بها، قال: إنَّه لم يبقَ معي غيرُها، قال: تصدَّقْ بها، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُخلِفُها، أمَا علمتَ أنَّ لكلِّ شيءٍ مفتاحاً، ومفتاحُ الرزقِ الصدقة، فتصدَّقْ بها، قال: ففعلتُ، فمَا لبِثَ أبو عبدِ اللهِ (عليه السلام) إلّا عشرةَ أيَّام حتّى جاءه من موضعٍ أربعةُ آلافِ دينار».[4]

2- التواضعُ للهِ عزَّ وجلَّ: وهو أنْ يعيشَ المرءُ مع الناسِ كواحدٍ منهم، فلا يتمايزُ عنهم. وفي الثوابِ عنه وردَ عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «مَن يتواضعُ للهِ درجةً يرفعُه اللهُ درجة، حتّى يجعلَه في عليِّين»، فهذا في رِفعةِ الآخرة، كما ورد في رِفعةِ الدنيا أنَّ التواضعَ يجعلُ للإنسانِ مكانةً في القلوب، فعن الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «التواضعُ يكسوكَ المَهَابة».[5]

وروي عن الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «ما مِن أحدٍ من وُلدِ آدمَ إلّا وناصيتُه بيدِ مَلَك، فإنْ تكبَّرَ جذبَهُ بناصيتِه إلى الأرض، وقالَ له: تواضعْ وضَعَكَ الله! وإنْ تواضَعَ جذبَه بناصيتِه ثمّ قالَ له: ارفعْ رأسَكَ رفعَكَ الله، ولا وضعَكَ -بتواضُعِكَ- اللهُ».[6]

أمّا مظاهرُ التواضع، ففي الروايةِ عنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) -عن آبائِه (عليهم السلام): «إنَّ مِن التواضعِ أنْ يرضى الرجلُ بالمجلسِ دونَ المجلس، وأنْ يُسلِّمَ على مَن يلقى، وأنْ يتركَ المِراءَ وإنْ كانَ مُحقّاً، ولا يُحبَّ أن يُحمَدَ على التقوى».[7]

3- العفوُ في اللهِ عزَّ وجلَّ: والحثُّ عليه في الآياتِ والرواياتِ كثيرٌ، فعن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «إذا أُوقِفَ العِبادُ نادى مُنادٍ: لِيَقُمْ مَن أجرُهُ عَلَى اللَّهِ، ولْيَدخُلِ الجَنَّةَ. قيلَ: مَن ذا الّذي أجرُهُ عَلَى اللَّهِ؟ قالَ: العافُونَ عَنِ النّاسِ».[8] هذا في الآخرة، وأمّا في الدنيا، فقد وردَ عنِ النبيِّ (صلى الله عليه وآله): «مَن عَفا عَن مَظلِمَةٍ أبدَلَهُ اللَّهُ بِها عِزّاً في الدّنيا والآخِرَةِ». [9]

والصفحُ الجميلُ في تفسيرِ قولِه تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾[10] هو «العفوُ مِن غيرِ عِتاب»، وعنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام) هو: «عفوٌ مِن غيرِ عقوبة، ولا تعنيف، ولا عتب».[11]

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

[1] الكافي، الشيخ الكليني، ج7، ص:121.
[2] سورة البقرة، الآية:286.
[3]  بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج71، ص:410.
[4] الكافي، الشيخ الكليني، ج4، ص:10.
[5] ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج4، ص:3558.
[6] وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي،ج15، ص:377.
[7] ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج4، ص:3557.
[8] ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج3، ص:2012.
[9] ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج3، ص:2013.
[10] سورة الحجر، مقطع من الآية:85.
[11] ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج3، ص:2014.

2022-02-07