يتم التحميل...

الشهيد بلسان الوحي

جمادى الثانية

لقد تحدّثَ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه) بوضوحٍ عن مكانةِ الشهيدِ الحاجّ قاسم سليمانيّ مبيِّناً الصفاتِ الخاصّةَ التي تمتّعَ بها هذه الشهيدُ، والتي تَصلُح أنْ تكونَ مدرسةً في ثقافتِنا الإسلاميّة. ونشيرُ هنا إلى ستِّ صفاتٍ وردتْ في كلماتِ الإمامِ الخامنئيّ (دام ظلّه) حول الشهيدِ سليمانيّ:

عدد الزوار: 180

لقد تحدّثَ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه) بوضوحٍ عن مكانةِ الشهيدِ الحاجّ قاسم سليمانيّ مبيِّناً الصفاتِ الخاصّةَ التي تمتّعَ بها هذه الشهيدُ، والتي تَصلُح أنْ تكونَ مدرسةً في ثقافتِنا الإسلاميّة. ونشيرُ هنا إلى ستِّ صفاتٍ وردتْ في كلماتِ الإمامِ الخامنئيّ (دام ظلّه) حول الشهيدِ سليمانيّ:
 
1. الشّجاعةُ والتّدبير: كان الشّهيدُ سليمانيّ شجاعاً ومدبّراً على السواء. لم يقتصرِ الأمرُ على الشجاعة؛ بعضهم لديهمُ الشجاعة، لكنّهم لا يمتلكونَ التدبيرَ والعقلَ اللّازمَين لاستخدامِ هذهِ الشجاعة. الآخرونَ همْ مِن أهلِ التدبير، لكنّهم ليسوا أهلَ الإقدامِ والعمل، ولا يتحلَّونَ برباطةِ الجأشِ اللازمةِ للعمل. شهيدُنا العزيزُ كان يمتلكُ رباطةَ الجأش. يقع في فُوّهةِ الخطرِ، غيرِ آبه. الشجاعةُ والتدبيرُ توأمانِ ليسَ في الساحاتِ العسكريّةِ فقط، بل كذلك في الساحةِ السياسيّة. ففي الميدانِ السياسيّ أيضاً، كان شجاعاً ومدبّراً في الوقت نفسه.[1]
 
2. الإخلاص: كان الحاجّ قاسم مخلصاً يُنفق أداتَي الشجاعةِ والتدبيرِ هاتَينِ في سبيلِ الله، ولم يكن من أهلِ التظاهرِ والرّياءِ وما إلى ذلك.[2]
الإخلاصُ فيه برَكةٌ. أينما كان الإخلاصُ يُبارك اللهُ تعالى في إخلاصِ عبادِه المخلِصين، وتكونُ في العملِ بركةٌ ورشدٌ ونموّ، وتصلُ آثارُه إلى الجميع، وتبقى بركاتُه بين الناس. هذا ناجمٌ عن الإخلاص. ونتيجةُ ذلك الإخلاصِ هو هذا العشقُ والحبُّ والوفاءُ من عند الشعب، وهذه الدّموعُ والآهاتُ والمشاركةُ الشعبيّةُ، وتجدّدُ الرّوحِ الثّوريةِ لدى الشعب.[3]
 
3. الروحانيّة: كان الشهيدُ سليمانيّ من أهلِ المعنويّةِ والإخلاصِ والسعيِ وراءَ الآخرة. كان معنويّاً حقّاً، ومن أهلِ المعنويّةِ حقّاً، ولم يكن من المتظاهرينَ بذلك. حسناً، هذه مجموعةُ مكارمِ الأخلاق، وهي مكارمُ قيّمة. الناسُ رأَوا هذا. فلقد تبلورتْ في هذا الإنسان. ذهب إلى صحاري البلدِ الفلانيّ والبلدِ الفلاني... وعلى الجبالِ ومقابلَ الأعداءِ شتّى.[4]
 
4. الإنسانيّةُ والتضحية: كان لدى الحاجّ قاسم روحُ التضحيةِ والإنسانيّة، فلم يكن مطروحاً لديه هذا الشعبُ وذاك الشعبُ وما شابه. كان إنسانيّاً ويضحّي بنفسِه حقّاً من أجلِ الجميع.[5]
 
5. مراعاةُ الحدودِ الشّرعيةِ في ميدانِ الحرب: كان الشهيدُ دقيقاً جدّاً في مراعاةِ الحدودِ الشرعيّة. قد ينسى الأفرادُ أحياناً الحدودَ الإلهيّةَ في ساحةِ الحرب، فيقولونَ مثلاً: ليس الآنَ وقتُ هذا الكلام... أمّا هو، فلا؛ كان حذراً. في الموضعِ الذي لا ينبغي فيه استخدامُ السلاح، لم يكنْ يستخدمُه. كان يحذرُ من أن يحدُث اعتداءٌ أو ظلمٌ على أحد، فيحتاطُ ويلتزمُ بأمورٍ لا يرى كثيرونَ أنّها ضروريّةٌ في الميدانِ العسكريّ.[6]
 
6. الثّورةُ خطٌّ أحمرُ: لم يكنِ الحاجّ قاسم -في إطارِ القضايا الداخليّةِ للبلاد- من أهلِ الأحزابِ والأجنحةِ (السياسيّة) وما شاكل. تلك الأمورُ تتعلّقُ غالباً بكفاحِه ونشاطاتِه الإقليميّة، لكنّه كان ثوريّاً بشدّة. الثّورةُ والنزعةُ الثوريّةُ خطُّه الأحمرُ الحاسم. فلا يحاولنَّ أيٌّ كانَ صرفَ الأنظارِ عن هذا الأمر. هذا هو واقعُه. كان ذائباً في الثّورة، والنزعةُ الثوريّةُ خطُّه الأحمر. وكان ملتزماً بالثّورةِ أشدَّ الالتزام، ملتزماً بالخطّ المباركِ النورانيّ للإمامِ الخمينيّ الراحلِ (رضوان الله عليه).[7]
 
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

[1] في لقاء أهالي مدينة قم المقدسة بتاريخ 8/1/2020.
[2] في لقاء أهالي مدينة قم المقدسة بتاريخ 8/1/2020.
[3] خطبتا صلاة الجمعة بتاريخ 17/1/2020.
[4] خلال استقباله أعضاء لجنة إحياء الذكرى السنوية للفريق الشهيد قاسم سليماني وأسرته بتاريخ 16/12/2020.
[5] خلال استقباله أعضاء لجنة إحياء الذكرى السنوية للفريق الشهيد قاسم سليماني وأسرته بتاريخ 16/12/2020.
[6] خلال استقباله أعضاء لجنة إحياء الذكرى السنوية للفريق الشهيد قاسم سليماني وأسرته بتاريخ 16/12/2020.
[7] في لقاء أهالي مدينة قم المقدسة بتاريخ 8/1/2020.

2022-01-07