يتم التحميل...

الإمامُ العسكريّ والتمهيدُ للغَيبة

ربيع الثاني

نبارِكْ لصاحبِ العصرِ والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وللإمامِ القائدِ الخامنئيّ (دام ظلُّه)، ولجميعِ المجاهدين، ذكرى ولادةِ الإمامِ الحسنِ العسكريِّ عليه السلام.

عدد الزوار: 188



نبارِكْ لصاحبِ العصرِ والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وللإمامِ القائدِ الخامنئيّ (دام ظلُّه)، ولجميعِ المجاهدين، ذكرى ولادةِ الإمامِ الحسنِ العسكريِّ عليه السلام.

لقد كانت مدّةُ إمامتِهِ (عليه السلام) ستّةَ أعوام، امتازتْ في الحياةِ السياسيةِ لأئمّةِ أهلِ البيتِ (عليهِمُ السلام) بالآتي:

1- خصوصيّةُ زمانِ الإمامِ العسكريِّ (عليه السلام): يتحدّثُ عن ذلكَ الإمامُ الخامنئيُّ فيقول: «إنّ ما يُقالُ مِن أنّ الأئمّةَ الثلاثةَ (عليهِمُ السلام)، مِنَ الإمامِ الجوادِ (عليه السلام) حتّى الإمامِ العسكريِّ (عليه السلام)، كانوا في غربةٍ تامّة؛ هو هكذا في الواقع، فقد كانوا بعيدينَ عن المدينة، وعن أهلِهم، وعن بيئتِهِمُ التي أَلِفوها، وكلّما اتّجهنا إلى نهايةِ إمامةِ الإمامِ العسكريِّ (عليه السلام)، فإنّ هذهِ الغربةَ تزداد. إنّ دائرةَ نفوذِ الأئمّةِ وَسَعَةَ دائرةِ الشيعةِ في زمانِ هؤلاءِ الأئمّةِ الثلاثة، إذا ما قورِنَتْ بزمانِ الإمامَينِ الصادقِ والباقرِ (عليهما السلام)، نجدُ أنّها ازدادت عشرةَ أضعافٍ عمّا كانت عليه، وهذا شيءٌ عجيب. ولعلَّ ذلكَ كان السببَ في أنّهم (عليهِمُ السلام) قد وُضِعوا تحتَ هذه الضغوطِ والتضييق».

2- الاهتمامُ بربطِ الشيعةِ بعضِهِم ببعض: وفي هذا يقولُ الإمامُ الخامنئيّ: «لا يوجد أيّ زمانٍ شهدتْ فيه روابطُ الشيعةِ وانتشارُ تشكيلاتِهِم في أرجاءِ العالَمِ الإسلاميِّ كُلِّهِ ما شهِدَتْهُ في زمنِ الأئمّةِ الجوادِ والهادي والعسكريِّ (عليهِمُ السلام). فوجودُ الوكلاءِ والنّوّابِ وتلكَ القِصصِ التي تُنقَلُ عن ِالإمامَين الهادي والعسكريِّ (عليهما السلام) -مثلاً عندما كان يُحضَرُ له المالُ والإمامُ يُحدِّدُ ماذا ينبغي أن يُفعَلَ به-؛ دليلٌ على هذا الأمر؛ أي أنّه على الرَّغمِ مِنَ الإقامةِ الجبريّةِ لهذَينِ الإمامَينِ الجليلَينِ في سامرّاء، وقبلَهُما الإمامُ الجوادُ (عليه السلامُ) بنحوٍ ما، والإمامُ الرضا (عليه السلامُ) بنحوٍ آخر؛ فإنّ الارتباطَ والتواصلَ مع الناسِ كان يتّسعُ على هذه الشاكلة».

3- الإمامُ عندَ كلِّ الناس: يصفُ الإمامُ الخامنئيُّ الإمامَ الحسنَ العسكريَّ (عليه السلام) فيقول: «هذا الإمامُ الذي أَقَرَّ بفضلِهِ، وبعلمِهِ، وبتقواهُ، وبطهارتِهِ، وبعصمتِهِ، وبشجاعتِهِ أمامَ الأعداءِ، وصبرِهِ وثباتِهِ أمامَ المصاعبِ؛ المؤيِّدون، والشيعة، والمخالِفون، ومَن لا عقيدةَ لهم، والجميع».

4- التمهيد لغَيبةِ الوليِّ (عجّل اللهُ تعالى فرجَه): لقد كانتْ مِنَ المهامِ الاساسيةِ التي اعتَنى بها الإمامُ العسكريُّ هو توجيهُ شيعتِهِ وتهيئتِهِم لفكرةِ غَيبةِ الوليِّ (عجّل اللهُ تعالى فرجَه)، فكان الإمامُ العسكريُّ (عليه السلامُ) يوضحُ لهم أبعادَ فكرةِ الغَيبة، وضرورةَ التكيُّفِ لها من الناحيةِ النفسيةِ والاجتماعية، تمهيداً لما يعانونَهُ مِن غَيبةِ الإمامِ وانقطاعِهِ عنهم.

فمِن ذلك كَتب الإمامُ (عليه السلامُ) لابنِ بابويهِ رسالةً يقولُ فيها: «عليكَ بالصبرِ وانتظارِ الفرج. قال النبيُّ (صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم): أفضلُ أعمالِ أُمّتي انتظارُ الفرج، ولا يزالُ شيعتُنا في حُزنٍ حتى يَظهَرَ وَلَدي الذي بَشّرَ به النبيُّ (صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم)، يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظلماً. فاصبر يا شيخي يا أبا الحسنِ عليّ، وأمُرْ جميعَ شيعتي بالصبر؛ فإنّ الأرضَ للهِ يورِثُها مَن يشاءُ مِن عبادِه، والعاقبةُ للمتّقين».

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

2021-11-11