يتم التحميل...

حديث الإثني عشر إماماً وولادة صاحب الأمر (عج)

إضاءات إسلامية

حديث الإثني عشر إماماً وولادة صاحب الأمر (عج)

عدد الزوار: 147


 
حديث الإثني عشر، حديث مسلّمٌ بين الفريقين، يرويه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق أهل السنة، ومن طرقنا أيضاً قد رواه غير واحد كالشيخ الصدوق مثلاً في كمال الدين، والحديث منقول عن جابر بن سمرة يقول:
دخلت مع أبي على النبي (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: «إنّ هذا لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»، ثم تكلّم بكلام خفي عليّ، فقلت لأبي ما قال؟ قال: كلّهم من قريش([1]).

وهذا الحديث من المسلّمات أيضاً، وليس له تطبيق معقول ومقبول إلاّ الأئمة الإثني عشر.

وجاء البعض وحاول تطبيقه على الخلفاء الراشدين واثنين أو ثلاثة من بني أميّة واثنين أو ثلاثة من بني العباس.

إن هذا تطبيق غير مقبول، وكلّ شخص يلاحظ هذا الحديث يجده إخباراً غيبيا من النبي (صلى الله عليه وآله) عن قضية ليس لها مصداق وجيه ومقبول سوى الأئمة (صلوات الله عليهم) الإثني عشر.

وهذا الحديث بالملازمة يدلّ على ولادة الإمام المهدي سلام الله عليه، إذ لو لم يكن مولوداً الآن، والمفروض أنّ الإمام العسكري توفي، ولم يحتمل أحد أنه موجود، إذن كيف يولد الإمام المهدي من أب هو متوف.

فلابدّ وأن نفترض أنّ ولادة الإمام (عليه السلام) قد تحقّقت، وإلاّ يصبح تطبيق الحديث غير وجيه.

فهذا الحديث بالدلالة الإلتزامية يدل على ولادة الإمام صلوات الله وسلامه عليه.

الحديث الثالث الذي أريد أن أذكره في هذا المجال، حديث مسلّم سنداً بين الفريقين، وهو قوله (صلى الله عليه وآله):
«من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة»([2])، هذا أيضاً يرويه أهل السنة، ويرويه الشيخ الكليني في الكافي، فهو مسلّم عند السنّة والشيعة.

فإذا لم يكن الإمام المهدي (عج) مولوداً الآن، فهذا معناه نحن لا نعرف إمام زماننا، فميتتنا ميتة جاهلية.

فالحديث يدلّ على أنّ كلّ زمان لابدّ فيه من إمام، وكلّ شخص مكلّف بمعرفة ذلك الإمام ومكلّف بأن لا يموت ميتة جاهلية، فلو لم يكن الإمام مولوداً إذن كيف نعرف إمام زماننا؟

هذه أحاديث ثلاثة، وإن لم تكن منصبّة على الإمام المهدي صلوات الله عليه مباشرة، ولكنّها بالدلالة الإلتزامية تدلّ على أنّ الإمام سلام الله عليه قد ولد وتحققت ولادته.
 
الإمام المهدي بين التواتر وحساب الاحتمالات، سماحة الشيخ محمد باقر الإيرواني – بتصرّف يسير


([1]) كمال الدين: 272، والغيبة للطوسي: 128. وانظر صحيح البخاري 9: 729 كتاب الاحكام باب الاستخلاف، وصحيح مسلم 3: 220 ح 1821 كتاب الامارة، ومسند أحمد 5: 90.
([2]) كمال الدين: 409 ح 9، المناقب لابن شهر آشوب 3: 217، ونحوه الكافي 1: 377 ح 3، وفي مسند الطيالسي: 259، وصحيح مسلم 3: 239 ح 1851 عن عبد الله بن عمر: «... من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهليّة».

2021-03-24