يتم التحميل...

يـَـوْمُ الإسْلَام

شهر رمضان

يُشكِّلُ شهرُ رمضانَ المباركِ محطّةً مهمّةً للإنسانِ ليلتفتَ إلى الهدفِ من الحياةِ ومن الوجودِ في هذه الأرض، وهو أنْ يرتبطَ بخالقِه، ويتهيّأَ ليومِ لقائه. وتُشكِّلُ مراجعةُ النفسِ في هذا الشهر، والأعمالُ الصالحةُ والعباداتُ، رصيداً مهمّاً في صحيفةِ الإنسانِ يحضرُ معه يومَ القيامة.

عدد الزوار: 196



يُشكِّلُ شهرُ رمضانَ المباركِ محطّةً مهمّةً للإنسانِ ليلتفتَ إلى الهدفِ من الحياةِ ومن الوجودِ في هذه الأرض، وهو أنْ يرتبطَ بخالقِه، ويتهيّأَ ليومِ لقائه. وتُشكِّلُ مراجعةُ النفسِ في هذا الشهر، والأعمالُ الصالحةُ والعباداتُ، رصيداً مهمّاً في صحيفةِ الإنسانِ يحضرُ معه يومَ القيامة.

ومن الفرصِ العباديّةِ المهمّةِ في هذا الشهرِ، هو أنْ يسألَ الإنسانُ عنِ المجتمعِ الذي يعيشُ فيه، فيسألُ عن الفقراءِ لينفقَ عليهم، ويسألُ عن الأيتامِ ليحنَّ عليهم. ومن مصاديقِ تلك الواجباتِ والمسؤوليّاتِ نصرةُ المظلومينَ التي أكّدَ عليها الإسلامُ، وعلى مسؤوليّةِ الإنسانِ عنها في مجتمعِه الذي يعيشُ فيه.

وانطلاقاً ممّا وردَ عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله): «مَنْ أصبحَ لا يهتمُّ بأمورِ المسلمينَ فليس منهم، ومَنْ سمِعَ رجلاً ينادي: يا للمسلمين، فلم يجبْهُ فليسَ بمسلم»، كانت مناسبةُ يومِ القدسِ العالميِّ التي أعلنَها الإمامُ الخمينيُّ (قدّس سرّه) في آخرِ جمعةٍ من شهرِ رمضانَ المباركِ من كلِّ عام.

فإحياءُ هذا اليومِ هو من أبرزِ مصاديقِ الاهتمامِ بقضايا المسلمين، والإعانةِ لهم في مواجهةِ الظلم.

ويؤكِّد الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه) على الأبعادِ الخاصّةِ لهذا اليوم، التي تتمثَّلُ بالآتي:

1- حياةُ القضيّة: إنَّ من أخطرِ ما تواجههُ قضيّةٌ محقّةٌ، ويعملُ عليها أعداؤها، هو إخفاءُ تلك القضيّةِ وجعلُها في عالمِ الكتمان؛ لذا كانتْ مِنْ أهدافِ ما أعلنهُ الإمامُ الخمينيُّ (رضوانُ اللهِ تعالى عليه) عن هذا اليوم: «ليُبقيَ القضيّة‌َ الفلسطينيَّةَ حَيَّةً في الضَّميرِ البَشَريَّ، ويُركِّزَ الهتافاتِ كلَّها ضِدَّ الصِّهيونيّة. ونحن نَشهَد كلَّ عامٍ إقبالاً واسعاً من قِبَل المسلمينَ علی هذه المَراسِم».

2- بثُّ الأملِ في نفوسِ المظلومين: يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه): «الذين يُناضلونَ ويعانونَ من الظُّلم... يجبْ أنْ يَعلموا ويَشعروا أنَّ الشُّعوبَ في أنحاءِ العالمِ الإسلاميِّ كلِّه تَتَذكّرُهم وتَدْعَمُهم... إنّ طرحَ فكرةِ يومِ القُدسِ من قِبَلِ إمامِنا الجليلِ وقائدِنا العظيم (رضوانُ اللهِ تعالی عليه)، حَصَل بِأَخذِ هذا المعنی بِنَظَرِ الاعتبار».

3- مواجهةُ مَنْ يريدُ خيانةَ قضيَّةِ فلسطين: فبعضُ الحكوماتِ أصبحتْ تسعى للتخلُّصِ من هذه القضيّةِ. ومواجهةُ هؤلاء وتذكيرُهم بهذه الخيانة يكونانِ من خلالِ يومِ القدسِ، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه): «علی العالَمِ الإسلاميِّ إحياءُ يومِ القُدس، فلا تَسمحُ الكُتَلُ المُسلمةُ لِبعضِ الحكوماتِ التي باعَتْ نفسَها بإذابةِ قضيّةِ فلسطينَ قطرة‌ً قطرةً، ولحظةً بعد لحظة، من خلال الأجواءِ الهادئةِ والصَّمتِ المُفْتَعَلِ اللذَين أَوْجَدَتْهُما، وتَرْكِ قضيّةِ فلسطينَ لِرِياحِ النِّسيان».

4- مواجهةُ النظامِ العالميّ المستكبِر: أصبحتْ قضيّةُ القدسِ اليومَ قضيّةً تتجاوزُ مسألةَ شعبٍ مظلومٍ وأرضٍ محتلّة، بل أصبحتْ عنواناً لمواجهةِ النظامِ السياسيِّ العالميِّ الذي يقودُه الشيطانُ الأكبر، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه): «نحنُ على أعتابِ يومِ القدس... لا ندافعُ فقطْ عن شعبٍ مظلومٍ شُرِّدَ من ديارِه؛ في الحقيقةِ، إنّنا نقارعُ نظاماً ظالماً واستكباريّاً... الدفاعُ اليومَ عن فلسطينَ هو دفاعٌ عن الحقيقة، والقضيّةُ هي أوسعُ بكثيرٍ من فلسطين، وفي الوقتِ الحاضِر، إنَّ مواجهةَ الكيانِ الصهيونيِّ هي مواجهةٌ مع الاستكبار».

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين

2020-05-18