عدم تأثير الذكورة والأنوثة في الخطابات الإلهية
المرأة في القرآن والسنة
هذه المسألة بينت بشكل مفصل، وثبت أن المسائل القيمية ليس لها وصف ذكورة أو أنوثة. وقد بين القرآن الكريم هذا المعنى لفظاً ومعنى بشكل دقيق، وحكم بأن المسائل القيمية هي ما وراء الذكورة والأنوثة، وحكم أيضاً بأن موصوف هذه الأوصاف هي روح الإنسان، والروح لا هي مذكر ولا مؤنث.
عدد الزوار: 84
هذه المسألة بينت بشكل مفصل، وثبت أن المسائل القيمية ليس لها وصف ذكورة أو أنوثة. وقد بين القرآن الكريم هذا المعنى لفظاً ومعنى بشكل دقيق، وحكم بأن المسائل القيمية هي ما وراء الذكورة والأنوثة، وحكم أيضاً بأن موصوف هذه الأوصاف هي روح الإنسان، والروح لا هي مذكر ولا مؤنث.
الدلالة المعنوية للقرآن
القرآن من حيث المحتوى يقول إن الكمالات الإنسانية تكمن في معرفة المبدأ، ومعرفة المعاد ومعرفة الوحي والرسالة، أي أن الكمال هو في الرؤية الكونية الإلهية، وبمعنى أن للعالم بداية باسم (الله واسمائه الحسنى) وله نهاية باسم (المعاد) والقيامة وجهنم والجنة و.. وبين هذه البداية والنهاية صراط مستقيم، وان مسألة الوحي والنبوة هي هذا الصراط المستقيم.
ولأنه ـ في كل العالم ـ ليس هناك سوى المبدأ والمعاد والعلاقة بين المبدأ والمعاد، لذا فأصول الدين ليست غير هذه الأصول الثلاثة: الأول، معرفة المبدأ، الثاني، معرفة المعاد، الثالث، معرفة النبي، وقيل ان الجملة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام:"رحم الله امرءاً عرف من أين وفي أين وإلى أين"1.
تتعلق بهذه الأصول الدينية الثلاثة، ولا يشترط الذكورة والأنوثة في فهم هذه الأصول الثلاثة، أي لا الذكورة هي شرط ولا الأنوثة مانع، والأنبياء الذين دعوا الناس إلى هذه الأصول الثلاثة لم يرسلوا دعوة خاصة للرجال. ولم يحرموا النساء من المشاركة في هذه المراسم.
عندما يقول القرآن على لسان النبي الأكرم:﴿أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾2.
فان هذه الدعوة تشمل جميع الناس. وإذا كان أحد الأنبياء قد كتب دعوة إلى أحد الرجال بصفته رئيس أحد البلدان فان هناك نبياً آخر قد كتب دعوة إلى إحدى النساء بصفتها رئيسة أحد البلدان، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا رجالاً رؤساء إلى الإسلام، فان سليمان عليه السلام دعا أيضاً امرأة رئيسة إلى الإسلام، فالدعوات عامة وكذلك المدعويّن، ولا يوجد في هذا أي اختصاص.
لغة القرآن، لغة ثقافة الحوار
رغم أن الله تعالى قال في شأن جزاء الأعمال: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾3.
ولكن (امرىء) هذه ليست في مقابل (امرأة)، بل إن طريقة الحوار هي أن يذكر الإنسان بصفة إنسان وليس بصفة رجل في مقابل المرأة.
عندما تتواجد المرأة والرجل في ساحة الثورة، يقال أن أهل إيران ثاروا، أو إذا كان لدى امرأة ورجل سؤال عن موضوع يقال: إن (الناس) يقولون هكذا هؤلاء الناس أي (جماهير الناس) لا خصوص الرجل أو المرأة.
بناء على هذا. في الآية التي تقول: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ ليس المقصود هو الرجل في مقابل المرأة، حيث ان هذا المعنى بيّنه تعالى في آية أخرى بتعبير (نفس) وقال:﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾4.
وأحياناً يعبر بـ (الإنسان) ويقول:﴿لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى﴾5. بناء على هذا، فان مسألة الجزاء ومسألة المعاد لا تختص بمجموعة خاصة، ولأن المعاد هو عودة إلى المبدأ فكل إنسان مسؤول تجاه عمله، وهنا لا مدخلية للذكورة أو الأنوثة، وكذلك في معرفة المبدأ والتقرب إليه. هذه تعابير معنوية في القرآن الكريم.
الدلالة اللفظية في القرآن
أحياناً تذكر في القرآن هذه المعارف المعنوية مع بيان ألفاظ خاصة، لأجل أن يفهمنا أن لغة الحوار أعم من المذكر والمؤنث وإذا بين أحياناً مسألة بلغة الناس فليس المقصود هو الرجل في مقابل المرأة يطرح آيات مثل آيات سورة آل عمران التي تتعلق بهجرة المهاجرين في صدر الإسلام، لأنه عندما هاجر علي بن أبي طالب عليه السلام كانت معه الفواطم، وهاجرت بعض النساء معه أيضاً.
قال تعالى في ذيل بحث الهجرة هذا:﴿أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾6.
فالمرأة إذا هاجرت تكون مأجورة والرجل أيضاً إذا هاجر فهو مأجور. في هذه الآية حكم بتساوي المرأة والرجل في فضيلة الهجرة، ولكنه اختار لفظاً بنحو يفهمنا أن سائر الألفاظ إذا كانت مذكرة، فليس المقصود بها الرجل في مقابل المرأة، لأنه قال في هذه الآية:
﴿أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ فكلمة ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ هذه، بيان المقصود من كلمتي (عامل) و(منكم) إذ لو كان المراد بهما خصوص العامل الذكر في مقابل العاملة لا يمكن القول، ﴿عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾. وإذا كان (منكم) في مقابل (منكن). عند ذلك لا يمكن القول ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾، فيتضح انه يجب عدم تفسير (عامل) بأنه في مقابل (عاملة) وكذلك (منكم) في مقابل، (منكن). وهذا شاهد جيد على هذا الادعاء وهو انه إذا جاءت التعابير القرآنية بصورة مذكر فهي على أساس لغة الحوار وليس على أساس الأدبيات الكتابية. وقال تعالى في سورة النحل المباركة: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾7.
حيث بين في هذه الآية ثلاثة ألفاظ، جاءت كلها بصورة مذكر، ولكن في أثناء الآية،قال تعالى: ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ وهذا لا ينسجم مع القسم السابق في الآية ولا مع القسم اللاحق له، لأنه جاء في أول الآية ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا﴾ حيث بين كلا اللفظين (من) و (عمل) بصورة مذكر، طبعاً يمكن أن يقال في شأن (من) أنها تشمل المرأة والرجل، أما اللفظ الثاني وهو (عمل) فهو خاص بالمذكر. ثم قال تعالى:﴿... مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ﴾.
هنا أيضاً لفظ (مؤمن)، وضمير (هو) والضمير المفعولي في فلنحيينه جاء مذكراً، وفي الحقيقة ذكر في الآية أربعة ألفاظ مذكرة لفظاً مذكراً قبل ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ وثلاثة ألفاظ مذكرة بعد ذلك.
بناء على هذا، يجب البحث عن أن ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ هذه، بيان لماذا ؟ لو كانت بيان (عمل) فـ (عمل) تشمل المذكر فقط وضمير المذكر اللاحق الذي يقول (فلنحيينه) يعود إلى خصوص المذكر، فقوله تعالى: ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ في وسط الآية، لا ينسجم مع المذكر السابق ولا مع المذكر الذي يأتي بعد ذلك.
فالجواب الصحيح هو أن الله تعالى يريد أن يفهمنا هنا، أنه عبر بصورة مذكر على أساس لغة الحوار لا أن العمل يكون خاصاً بالرجل وبناء على هذا يجب تفسير قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"8.
حيث لم يقل (مسلمة)، وفي بعض الروايات أضيفت كلمة (مسلمة) أيضاً، أو أن بعض المحدثين روى (مسلمة أيضاً). ان القرآن الكريم في نفس الوقت الذي يعرفنا بعظمة ذلك المعنى، يرشدنا أيضاً إلى خاصية لغة الحوار، ويقول: إن الكلام إذا كان عن المذكر، فهو ليس من أجل أن هذا الوصف هو وصف المذكر بل من أجل انه يعبر هكذا في مقام اللفظ، الخلاصة أن تلك الشواهد المعنوية، وهذه الشواهد اللفظية، تثبت أن ما يعود إلى العلم وإلى العمل في المعارف والكمالات ليس الكلام فيه عن الذكورة والأنوثة.
*جمال المرأة وجلالها،الشيخ جوادي آملي، دار الهادي، بيروت ـ لبنان، ط1 1415هـ ـ1994م، ص71ـ76.
الدلالة المعنوية للقرآن
القرآن من حيث المحتوى يقول إن الكمالات الإنسانية تكمن في معرفة المبدأ، ومعرفة المعاد ومعرفة الوحي والرسالة، أي أن الكمال هو في الرؤية الكونية الإلهية، وبمعنى أن للعالم بداية باسم (الله واسمائه الحسنى) وله نهاية باسم (المعاد) والقيامة وجهنم والجنة و.. وبين هذه البداية والنهاية صراط مستقيم، وان مسألة الوحي والنبوة هي هذا الصراط المستقيم.
ولأنه ـ في كل العالم ـ ليس هناك سوى المبدأ والمعاد والعلاقة بين المبدأ والمعاد، لذا فأصول الدين ليست غير هذه الأصول الثلاثة: الأول، معرفة المبدأ، الثاني، معرفة المعاد، الثالث، معرفة النبي، وقيل ان الجملة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام:"رحم الله امرءاً عرف من أين وفي أين وإلى أين"1.
تتعلق بهذه الأصول الدينية الثلاثة، ولا يشترط الذكورة والأنوثة في فهم هذه الأصول الثلاثة، أي لا الذكورة هي شرط ولا الأنوثة مانع، والأنبياء الذين دعوا الناس إلى هذه الأصول الثلاثة لم يرسلوا دعوة خاصة للرجال. ولم يحرموا النساء من المشاركة في هذه المراسم.
عندما يقول القرآن على لسان النبي الأكرم:﴿أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾2.
فان هذه الدعوة تشمل جميع الناس. وإذا كان أحد الأنبياء قد كتب دعوة إلى أحد الرجال بصفته رئيس أحد البلدان فان هناك نبياً آخر قد كتب دعوة إلى إحدى النساء بصفتها رئيسة أحد البلدان، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا رجالاً رؤساء إلى الإسلام، فان سليمان عليه السلام دعا أيضاً امرأة رئيسة إلى الإسلام، فالدعوات عامة وكذلك المدعويّن، ولا يوجد في هذا أي اختصاص.
لغة القرآن، لغة ثقافة الحوار
رغم أن الله تعالى قال في شأن جزاء الأعمال: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾3.
ولكن (امرىء) هذه ليست في مقابل (امرأة)، بل إن طريقة الحوار هي أن يذكر الإنسان بصفة إنسان وليس بصفة رجل في مقابل المرأة.
عندما تتواجد المرأة والرجل في ساحة الثورة، يقال أن أهل إيران ثاروا، أو إذا كان لدى امرأة ورجل سؤال عن موضوع يقال: إن (الناس) يقولون هكذا هؤلاء الناس أي (جماهير الناس) لا خصوص الرجل أو المرأة.
بناء على هذا. في الآية التي تقول: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ ليس المقصود هو الرجل في مقابل المرأة، حيث ان هذا المعنى بيّنه تعالى في آية أخرى بتعبير (نفس) وقال:﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾4.
وأحياناً يعبر بـ (الإنسان) ويقول:﴿لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى﴾5. بناء على هذا، فان مسألة الجزاء ومسألة المعاد لا تختص بمجموعة خاصة، ولأن المعاد هو عودة إلى المبدأ فكل إنسان مسؤول تجاه عمله، وهنا لا مدخلية للذكورة أو الأنوثة، وكذلك في معرفة المبدأ والتقرب إليه. هذه تعابير معنوية في القرآن الكريم.
الدلالة اللفظية في القرآن
أحياناً تذكر في القرآن هذه المعارف المعنوية مع بيان ألفاظ خاصة، لأجل أن يفهمنا أن لغة الحوار أعم من المذكر والمؤنث وإذا بين أحياناً مسألة بلغة الناس فليس المقصود هو الرجل في مقابل المرأة يطرح آيات مثل آيات سورة آل عمران التي تتعلق بهجرة المهاجرين في صدر الإسلام، لأنه عندما هاجر علي بن أبي طالب عليه السلام كانت معه الفواطم، وهاجرت بعض النساء معه أيضاً.
قال تعالى في ذيل بحث الهجرة هذا:﴿أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾6.
فالمرأة إذا هاجرت تكون مأجورة والرجل أيضاً إذا هاجر فهو مأجور. في هذه الآية حكم بتساوي المرأة والرجل في فضيلة الهجرة، ولكنه اختار لفظاً بنحو يفهمنا أن سائر الألفاظ إذا كانت مذكرة، فليس المقصود بها الرجل في مقابل المرأة، لأنه قال في هذه الآية:
﴿أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ فكلمة ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ هذه، بيان المقصود من كلمتي (عامل) و(منكم) إذ لو كان المراد بهما خصوص العامل الذكر في مقابل العاملة لا يمكن القول، ﴿عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾. وإذا كان (منكم) في مقابل (منكن). عند ذلك لا يمكن القول ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾، فيتضح انه يجب عدم تفسير (عامل) بأنه في مقابل (عاملة) وكذلك (منكم) في مقابل، (منكن). وهذا شاهد جيد على هذا الادعاء وهو انه إذا جاءت التعابير القرآنية بصورة مذكر فهي على أساس لغة الحوار وليس على أساس الأدبيات الكتابية. وقال تعالى في سورة النحل المباركة: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾7.
حيث بين في هذه الآية ثلاثة ألفاظ، جاءت كلها بصورة مذكر، ولكن في أثناء الآية،قال تعالى: ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ وهذا لا ينسجم مع القسم السابق في الآية ولا مع القسم اللاحق له، لأنه جاء في أول الآية ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا﴾ حيث بين كلا اللفظين (من) و (عمل) بصورة مذكر، طبعاً يمكن أن يقال في شأن (من) أنها تشمل المرأة والرجل، أما اللفظ الثاني وهو (عمل) فهو خاص بالمذكر. ثم قال تعالى:﴿... مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ﴾.
هنا أيضاً لفظ (مؤمن)، وضمير (هو) والضمير المفعولي في فلنحيينه جاء مذكراً، وفي الحقيقة ذكر في الآية أربعة ألفاظ مذكرة لفظاً مذكراً قبل ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ وثلاثة ألفاظ مذكرة بعد ذلك.
بناء على هذا، يجب البحث عن أن ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ هذه، بيان لماذا ؟ لو كانت بيان (عمل) فـ (عمل) تشمل المذكر فقط وضمير المذكر اللاحق الذي يقول (فلنحيينه) يعود إلى خصوص المذكر، فقوله تعالى: ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾ في وسط الآية، لا ينسجم مع المذكر السابق ولا مع المذكر الذي يأتي بعد ذلك.
فالجواب الصحيح هو أن الله تعالى يريد أن يفهمنا هنا، أنه عبر بصورة مذكر على أساس لغة الحوار لا أن العمل يكون خاصاً بالرجل وبناء على هذا يجب تفسير قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"8.
حيث لم يقل (مسلمة)، وفي بعض الروايات أضيفت كلمة (مسلمة) أيضاً، أو أن بعض المحدثين روى (مسلمة أيضاً). ان القرآن الكريم في نفس الوقت الذي يعرفنا بعظمة ذلك المعنى، يرشدنا أيضاً إلى خاصية لغة الحوار، ويقول: إن الكلام إذا كان عن المذكر، فهو ليس من أجل أن هذا الوصف هو وصف المذكر بل من أجل انه يعبر هكذا في مقام اللفظ، الخلاصة أن تلك الشواهد المعنوية، وهذه الشواهد اللفظية، تثبت أن ما يعود إلى العلم وإلى العمل في المعارف والكمالات ليس الكلام فيه عن الذكورة والأنوثة.
*جمال المرأة وجلالها،الشيخ جوادي آملي، دار الهادي، بيروت ـ لبنان، ط1 1415هـ ـ1994م، ص71ـ76.
1- نهج البلاغة، الكلمات القصار.
2- يوسف: 108.
3- الطور:21.
4- المدثر: 38.
5- النجم:39ـ 41.
6- آل عمران:195.
7- النحل:97.
8- بحار الأنوار، ج 1، ص 171.