المَرأة وَالحِجَاب
المرأة في القرآن والسنة
الحِجاب ليس كما يتوهّم البعض من أنّه ختم ملكيّة المرأة للرجل ، فإنّ المرأة والرجل من الناحية الإنسانية سَواء ، لم يخلق أحدهما ليملِك الآخر ،
عدد الزوار: 248
الحِجاب ليس كما يتوهّم البعض من أنّه ختم ملكيّة المرأة للرجل ، فإنّ المرأة
والرجل من الناحية الإنسانية سَواء ، لم يخلق أحدهما ليملِك الآخر ، بل خلَق أحدهما
ليتمّم الآخر ويُكمّله ، ولكلٍّ منهما جانبان مزدوجان : فالرجل إنسانٌ وذكَر
والمرأة إنسانٌ وأُنثى ، وكلٌّ منهما بوصفه إنسان يسمح له بالمشاركة في خِدمة
المجتمع ، على أنْ يظهَر في مجال الخِدمة كإنسان لا أكثر ولا أقل .
إذن فعدَم تظاهِر المرأة بأُنوثتها لا يُؤخَذ دليلاً على أنّ الإسلام أراد أنْ
يَحجبها من المجتمع ، فهي عندما تتّصل بالمجتمع ، تتّصل به لحساب كونها إنسان طبعاً
، فكما أنّ للرجل أنْ يثبت إنسانيّته في الوجود ، للمرأة أيضاً أنْ تُثبت وجودها
الإنساني ، حالها في ذلك حال الرجل سَواءٌ بسواء .
وفي النواحي التي يتحتّم على المرأة التستّر فيها يتحتّم على الرجل ذلك أيضاً ،
فكما أنّ المرأة لا يُمكن لها أنْ تتظاهر بأُنوثتها وبكونها الجِنس الناعم ، عن
طريق الخلاعة والتبرّج ، لا يمكن للرجل أنْ يتظاهر برجولته وذكورته ، ولا يُمكن له
أنْ يعيش في المجتمع الواسع إلاّ كإنسان ، كالمرأة التي لا يُمكن لها أنْ تعيش في
المجتمع الواسع إلاّ كإنسانة ، وفي المَواطِن التي يظهر فيها الرجل كرجل علاوة على
كونه إنساناً ، يُمكن للمرأة ، بل ويجب عليها أنْ تظهَر بمظهر الأُنثى علاوة على
كونها إنسانة .
وبما أنّ جاذبية المرأة وسِحرها أقوى وأشدّ تأثيراً من جاذبيّة الرجل وسحره ، كان
حِجاب المرأة أوسَع وأشمَل من حِجاب الرجل ، فالمرأة التي تظهَر في المجتمع بمظهر
إنسانة بدون إشارات وهوامِش تشير إلى أُنوثتها ، تكون مساوية للرجل ، على العكس
تماماً من المرأة الغربيّة ، التي إنْ قال لها الرجل أنّها حرَّة في تصرّفاتها وفي
كلّ شيءٍ ، تكون في الواقع مقيّدة بإرضاء الرجل أي رجلٍ كان وإشباع رغباته ، إذ
فرَض عليها تظاهرها بأُنوثتها باسم الحرّية على ما يتطلّب ذلك من تعَبٍ وجُهد وعلى
ما يستنفذ ذلك مِن وقت المرأة .
فهل من الإنسانية أنْ تكون المرأةُ سِلعةً تُعرَض لعيونِ الرجال المتعطّشة ؟ وهل
أنّ مِن مستلزمات أنانية المرأة أنْ تَصرف الساعات الطِوال في محلاّت ( الكوافير )
وتحت أيدي المواشِط مع ما يَلزم ذلك من استهلاك وقتٍ مادّي ومعنوي ؟
كلّ هذا لأجل أنْ تُرضي الرجل ، فهل يمكن لهؤلاء النساء أنْ يظهرْنَ ولو مرّةً
واحدة فقط بدون علامات تدلّ على أُنوثتهن معتمدات على شخصيّتهنّ أو على معارفهن ؟
وهل خطَر لإحداهن مرّة في أنّها لو دُعيَت إلى الحفل الفلاني سَوف تكون المُبرزة
بين لِدَاتها لما تملك من معرفة أو لِما تتمتّع به من شخصيّة ؟ بل إنّ أفكارهن
تتّجه أوّل ما تتّجه في أمثال هذه المناسبات إلى أناقتهن وإلى تحصيل الأسباب التي
تجعل إحداهن أكثر جاذبية وفتنة من الأُخرى .
وأنا لا أُريد أنْ أقول أنّ مستلزمات الأناقة التبرّج ، أو أنّ التبرّج من مستلزمات
الأناقة ، ولا أُريد أنْ أدعو إلى التقشّف ولكنّي أُريد أنْ أُنبّه اللاتي جعلْنَ
في التبرّج والتأنّق عِماد شخصيّتهن ، أنّ الواقع يؤكّد أنّ هذا شيء ثانوي لا يعدو
كونه إرضاءً للرجل ولو بسبعين واسطة .
بنت الهدى / المرأة مع النبي (ص).
2016-07-13