يتم التحميل...

المعاد

إضاءات إسلامية

المعاد

عدد الزوار: 114

 
 
1- آيات قرآنية:


1 ـ ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه﴾([1]).
عن الإمام علي بن الحسين «عليه السلام»: والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى، وهو يرى النشأة الأولى([2]).

2 ـ ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾([3]).
حكمة الله وعدله قضت بحياة أخرى، يكون فيها الحساب، ويُنتصر للمظلوم من الظالم. وليس الله بغافل عمّا يعمل الظالمون، ولا هو مخلفٌ ما أتى به الرسل، وإنما اقتضت حكمته أن يؤخِّر عقابهم ليوم مخيف، تسكن فيه الأبصار ولا تغمض لشدة ما ترى.

3 ـ ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾([4]).
إنّه توبيخ يشمل المنكرين والغافلين عن يوم القيامة، وتذكيرهم بأن الله لم يخلق الخلق عبثاً ولغواً ولم يتركهم سدى، بل سيبعثهم ويرجعون إليه للحساب، لأن الله منزّه عن العبث والباطل.

4 ـ ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾([5]).
بيان لعظيم التدبير الإلهي، وإنّ مسار الإنسان لا محالة إلى الموت، ثم يبعث يوم القيامة للسؤال والجزاء.

5 ـ ﴿لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَ﴾([6]).
لقد لبث أصحاب الكهف في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً، ثمّ بعثهم الله من رقدتهم الطويلة، وأطلع الناس عليهم، ليعلم المكذبون بالبعث أن وعد الله حق، وأن البعث والحساب واقعان لا محالة.

6 ـ ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾([7]).
إنّ اقتران الإيمان باليوم الآخِر بالإيمان بالله، تدليلٌ على عظمة وجوب الإيمان به.

7 ـ ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُم * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾([8]).
يوم القيامة يخرج الناس من قبورهم متفرقين، حسب أعمالهم ومراتبهم لِيُجَازَوا بما يستحقون.

8 ـ ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾([9]).
نفخة الصعق هي من المراحل الأولى للقيامة وتأتي بغتة، يموت فيها كل ذي روح في السماوات والأرض، إلا ما شاء الله، ثم تكون نفخة البعث، حيث يُبعث الأموات، ثمّ يحشرون إلى أرض المحشر ينتظرون حكم الله فيهم.

9 ـ ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ﴾([10]).
النفخ في الصور كناية عن صيحة الإحياء، والبعث من القبور، وهي من أهوال يوم القيامة، ويحصل ذلك بغتة أيضاً، حيث يخرجون من قبورهم مسرعين إلى المحشر، ويتعجب الذين كانوا يُنكرون البعث بعد الموت من إحيائهم مقرّين بأنّ البعث والحساب حق.
 
روايات معتـبرة ســـنداً:     


1 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال:
قال أبو جعفر «عليه السلام»: كان أمير المؤمنين «عليه السلام» بالكوفة إذا صلى العشاء الآخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد:
أيها الناس، تجهزوا رحمكم الله، فقد نودي فيكم بالرحيل.
...واعلموا أن طريقكم إلى المعاد، وممركم على الصراط([11]).

2 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ «عليه السلام» يَقُولُ: عَجَبٌ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمَوْتَ، وهُوَ يَرَى مَنْ يَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، والْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الأُخْرَى وهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الأُولَى([12]).

3 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
سُئِلَ عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلَى جَسَدُه؟
قَالَ: نَعَمْ، حَتَّى لَا يَبْقَى لَه لَحْمٌ ولَا عَظْمٌ، إِلَّا طِينَتُه الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا، فَإِنَّهَا لَا تُبْلَى تَبْقَى فِي الْقَبْرِ مُسْتَدِيرَةً حَتَّى يُخْلَقَ مِنْهَا كَمَا خُلِقَ أَوَّلَ مَرَّةٍ([13]).

4 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله «عليه السلام» أنه قال لرجل:
يا فلان، مالك ولأخيك؟
قال: جعلت فداك، كان لي عليه شيء، فاستقصيت في حقي.
فقال أبو عبد الله «عليه السلام»: أخبرني عن قول الله عز وجل: ﴿وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾، أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا، ولكنهم خافوا الإستقصاء والمداقة([14]).

5 ـ روى الشيخ الصدوق بالأسانيد الثلاثة([15]) (معتبرة الإسناد) عن الرضا «عليه السلام» عن آبائه قال:
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن الله عز وجل يحاسب كل خلق إلا من أشرك بالله، فإنه لا يحاسب يوم القيامة، ويؤمر به إلى النار([16]).

6 ـ روى الشيخ الطوسي عن المفيد، عن أَبي غَالِبٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَارِيّ، عن عَلِيّ بْن سُلَيْمَانَ بْنِ الْجَهْمِ، عن أَبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بْن خَالِدٍ الطَّيَالِسِيّ، عن الْعَلَاء بْن رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِم‏ الثَّقَفِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ «عَلَيْهِمَا السَّلَامُ» عَنْ قَوْلِ اللهِ (عَزَّ وجَلَّ): ﴿فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيم﴾، فَقَالَ «عَلَيْهِ السَّلَامُ»:
يُؤْتَى بِالْمُؤْمِنِ الْمُذْنِبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَامَ بِمَوْقِفِ الْحِسَابِ، فَيَكُونُ اللهُ (تَعَالَى) هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى حِسَابَهُ، لَا يُطْلِعُ عَلَى حِسَابِهِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ، فَيُعَرِّفُهُ ذُنُوبَهُ حَتَّى إِذَا أَقَرَّ بِسَيِّئَاتِهِ، قَالَ اللهُ (عَزَّ وجَلَّ) لِمَلَائِكَتِهِ: بَدِّلُوهَا حَسَنَاتٍ، وأَظْهِرُوهَا لِلنَّاسِ. فَيَقُولُ النَّاسُ حِينَئِذٍ: مَا كَانَ لِهَذَا الْعَبْدِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَهُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، فَهَذَا تَأْوِيلُ الْآيَةِ، وهِيَ فِي الْمُذْنِبِينَ مِنْ شِيعَتِنَا خَاصَّةً([17]).

7 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِه يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا مِنْ أَحَدٍ يَمْنَعُ مِنْ زَكَاةِ مَالِه شَيْئاً، إِلَّا جَعَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُعْبَاناً مِنْ نَارٍ مُطَوَّقاً فِي عُنُقِه يَنْهَشُ مِنْ لَحْمِه حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ، ثُمَّ قَالَ هُوَ قَوْلُ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِه يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ يَعْنِي مَا بَخِلُوا بِه مِنَ الزَّكَاةِ([18]).

8 ـ روى الشيخ الطوسي عن الْحُسَيْن بْن سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ «عليه السلام» يَقُولُ:‏ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ، الصَّلَاةُ، فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا([19]).

9 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيَضْرِبُونَه، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: عَلَى مَا صَبَرْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ الله، ونَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللَه، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: صَدَقُوا، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ، وهُوَ قَوْلُ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾([20]).

10 ـ روى الشيخ الكليني عَنْ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «عليه السلام» قَالَ:
كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ ثَلَاثٍ: عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وعَيْنٍ فَاضَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وعَيْنٍ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله([21]).

11 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ «عليه السلام» يَقُولُ: إِنَّ اللَه ثَقَّلَ الْخَيْرَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، كَثِقْلِه فِي مَوَازِينِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وإِنَّ اللَه عَزَّ وجَلَّ خَفَّفَ الشَّرَّ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، كَخِفَّتِه فِي مَوَازِينِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ([22]).

12 ـ روى الشيخ الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، قال:
سمعت موسى بن جعفر «عليه السلام» يقول: لا يُخلّد الله في النّار إلا أهل الكفر والجحود، وأهل الضلال والشرك، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يُسأَل عن الصغائر، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمً﴾([23]).

13 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَه: سَقَرُ، شَكَا إِلَى الله عَزَّ وجَلَّ شِدَّةَ حَرِّه وسَأَلَه أَنْ يَأْذَنَ لَه أَنْ يَتَنَفَّسَ، فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ([24]).

14 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله «عليه السلام» قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله «صلى الله عليه وآله»: مَنْ تَرَكَ مَعْصِيَةً لِلهِ مَخَافَةَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى، أَرْضَاه اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ([25]).

15 ـ روى الشيخ الكليني عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ «عليه السلام» قَالَ:
سَمِعْتُه يَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللُه تَبَارَكَ وتَعَالَى الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟
قَالَ: فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: ومَا كَانَ فَضْلُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا، ونُعْطِي مَنْ حَرَمَنَا، ونَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَنَا، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُمْ: صَدَقْتُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ([26]).
 
هذه عقيدتنا في المعـــاد:    

يجب الإعتقاد بالمعاد، وأنّ الله تعالى سيبعث النّاس بأجسادهم وأرواحهم بعد موتهم يوم القيامة.. ويجمعهم، ويريهم أعمالهم، ويحاسبهم عن الصغيرة والكبيرة، ولا يظلم مثقال ذرة، فيثيب من أطاعه ويعاقب من عصاه، ويغفر لمن يشاء.

ومن أهوال يوم القيامة، زمن ذلك اليوم العظيم: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾([27]).

وورد: أنّ في القيامة خمسين موقفاً، مقدار كل موقف ألف سنة، وأنّ ذلك اليوم يُخفّف عن المؤمن، حتى يكون أخفّ من صلاة مكتوبة.

وإنَّ قيام الساعة لا يكون إلا بغتة، وما علمها إلاّ عند الله تعالى.

وفي مراحل القيامة الأولى نفخة في الصّور للصعق والإماتة، فيموت الخلق في السموات والأرض، فلا حسّ ولا محسوس إلا من شاء الله، ثمّ تليها نفخة الإحياء والقيام لرب العالمين.

ويطول زمان ما بين النفختين إلى ما يشاء الله، وقد ورد أنّ المدة أربعون سنة، وفي نص آخر أربعمائة سنة.

وقد ثقلت الساعة في السماوات والأرض لعظمتها وثقل وقوعها وما فيها من الشدائد، من حساب وعقاب وجزاء الخ..

يومئذٍ يكشف الغطاء، ويجد الكفّار أعمالهم حاضرة لا يستطيعون إخفاءها، فيتحسرون لما يرون من شدائد، وما يصيبهم من أهوال ومصائب، ويتمنون لو أنهم لم يُخلقوا وكانوا تراباً.

وأما المؤمنون ففي ظل الله آمنون، سعداء راضون، مستبشرون بما أعدّ الله لهم.

وفي القيامة حشر، وحساب، وميزان، وصراط، وشفاعة، وجنّة ونار الخ..

وهو يوم تحقّق العدل الإلهي، فلا يكون المحسنون كالمفسدين، ولا المتقون كالفجّار.

قال تعالى: ﴿فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾([28])

وقال سبحانه: ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾([29]).

والخلود في النار يختص بأهل الكفر والشرك بالله.

أما المذنبون، ومرتكبو الكبائر من أهل التوحيد، فأمرهم إلى الله، فإن شاء عفا عنهم، وإن شاء عذّبهم في النّار، ولا يخلّدون فيها، وإنّما يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم، أو الشفاعة التي تنالهم، والله غفور رحيم.
 
سماحة الشيخ نبيل قاووق


([1]) الآية 4 من سورة يونس.
([2]) الكافي، ج3 ص258.
([3]) الآية 42 من سورة إبراهيم.
([4]) الآية 115 من سورة المؤمنون.
([5]) الآيتان 15 و 16 من سورة المؤمنون.
([6]) الآية 21 من سورة الكهف.
([7]) الآية 177 من سورة البقرة.
([8]) الآيات 6 ـ 8 من سورة الزلزلة.
([9]) الآية 68 من سورة الزمر.
([10]) الآية 51 من سورة يس.
([11]) أمالي الصدوق، ص402، وبحار الأنوار، ج68 ص263.
([12]) الكافي، ج3 ص258، ومرآة العقول، ج14 ص257.
([13]) الكافي ج3 ص251 ومرآة العقول ج14 ص240.
([14]) معاني الأخبار للصدوق ص247.
([15]) الأسانيد الثلاثة للشيخ الصدوق عن الرضا «عليه السلام»:
1 ـ أبو الحسن محمد بن علي عن أبي بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد عن أبيه ..
2 ـ أبو منصور بن إبراهيم عن أبي اسحاق إبراهيم بن هارون عن جعفر بن محمد عن أحمد بن عبد الله الهروي ..
3 ـ أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني عن علي بن محمد بن مهروية عن داوود بن سليمان الفراء ..
([16]) عيون أخبار الرضا، ج2 ص37، وبحار الأنوار، ج7 ص260.
([17]) أمالي الطوسي، ص72، وبحار الأنوار، ج7 ص262.
([18]) الكافي، ج3 ص502، ومرآة العقول، ج16 ص13.
([19]) تهذيب الأحكام، ج2 ص239، وبحار الأنوار، ج7 ص268، والكافي، ج3 ص268.
([20]) الكافي، ج2 ص75، وبحار الأنوار، ج67 ص101.
([21]) الكافي، ج2 ص80، وبحار الأنوار، ج7 ص195.
([22]) الكافي، ج2 ص143، وبحار الأنوار، ج68 ص225.
([23]) التوحيد للصدوق، ص408، وبحار الأنوار، ج8 ص351.
([24]) الكافي، ج2 ص310، وبحار الأنوار، ج70 ص218.
([25]) الكافي، ج2 ص81، ومرآة العقول للمجلسي، ج8 ص78.
([26]) الكافي، ج2 ص107، ومرآة العقول للمجلسي، ج8 ص194.
([27]) سورة المعارج الآية 4.
([28]) سورة هود الآية 105.
([29]) سورة الشورى الآية 7.

2020-01-20