يتم التحميل...

الخشية من أحكام الناس يُفْقِد التفكير الديني أصالته

ثقافة إسلامية

الخشية من أحكام الناس يُفْقِد التفكير الديني أصالته

عدد الزوار: 44

إنّنا لا نحتاج إلى الشجاعة في العمل فقط بل نحتاج إليها في الفهم أيضًا. ثمّة حاجة للشجاعة في الفهم الفقهي. إذا افتُقدَت الشجاعة فسيقع الخلل حتى في الفهم. وإلّا فالخوف على أموالنا، وعلى أرواحنا، وعلى سمعتنا، والانفعال أمام الأعداء، والخوف من الأجواء ومن المحيط: إذا قلنا كذا فسوف يتكتّلون ضدّنا، وإذا قلنا كذا فسوف يصموننا بالوصمة الفلانيّة ؛ هذه المخاوف تزعزع فهم الإنسان وتصيبه بالخلل. وبذلك يقع في الخطأ.
من هنا كان شعار "ولا يخشون أحدًا إلّا الله" مهمًّا جدًا. في هذه الآية الشريفة {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفى بالله حسيبًا}، يتّضح أنّ شرط البلاغ والإبلاغ والتبليغ هو عدم الخوف والخشية. {ولا يخشون أحدًا إلا الله}. إذا جعلنا الخوف من أحكام الناس وأقوالهم محلّ الخوف من الله فسوف نتعرض لمشاكل. لأنّ الخوف من الله تعالى هو التقوى. وإذا نبذناه جانبًا وأحللنا محلّه الخوف من النّاس عندئذٍ لن يحصل الفرقان الذي تحدّث الله تعالى عنه: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا} هذا الفرقان ناتج عن التقوى. من ثمرات التقوى تجلّي الحقيقة للإنسان.
هذه القضية مهمّة إلى درجة أنّ الله تعالى يخاطب رسوله ويحذّره: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحقّ أن تخشاه}. يجب عدم الاهتمام لكلام الناس والتهم التي سيطلقونها وما سيفعلونه. {والله أحقّ أن تخشاه}.


* من كلمة الإمام الخامنئيّ في أعضاء مجلس الخبراء 24/09/2009 الموافق لـ2/7/1388.
 

2019-09-30