يتم التحميل...

المسلمون اليوم والحاجة إلى الاتحاد: محبة أهل البيت(ع) وسيلة لاتحادهم

الوحدة الإسلامية

المسلمون اليوم والحاجة إلى الاتحاد: محبة أهل البيت(ع) وسيلة لاتحادهم

عدد الزوار: 181



محبّة أهل البيت (ع) وسيلة لاتحاد لمسلمين
إن موضوع هذا المؤتمر هو محبة أهل البيت (عليهم السلام)، إنه موضوعٌ بالغ الأهمية. حبّ أهل البيت لا يختص بجماعةٍ معينةٍ في الإسلام. كل المسلمين يحبون أهل بيت الرسول، كل المسلمين يودّون أهل بيت الرسول. كان هناك عددٌ محدودٌ وقليل جدًا في التاريخ اسمهم النواصب، وحتى هؤلاء أيضًا من المحتمل أن تكون دوافعهم دوافع سياسية، وليست دوافع دينية بالمعنى الحقيقي للكلمة. لكن قاطبة المسلمين منذ صدر الإسلام الأول وإلى اليوم يُعتبرون محبّين لأهل البيت. حسنًا، هذه الجملة بحد ذاتها هي درس لنا. والدرس هو أنّه يمكن إيجاد إجماع بين المسلمين بواسطة محبة أهل البيت؛ يمكن جعل هذه المحبة محورًا للاتحاد والاتفاق بين المسلمين. كما إنّ الوجود المبارك لرسول الإسلام وسيلة ومحور للوحدة بين المسلمين. وكما إنّ القرآن والكعبة الشريفة محور للاتحاد بين المسلمين، يمكن لمحبة أهل البيت أيضًا أن تكون محورًا لاتحاد المسلمين وتقريب قلوبهم من بعضهم البعض.

العالم الإسلامي اليوم بأمسّ الحاجة إلى الاتحاد
وأقولها لكم أيها الإخوة الأعزاء: إن العالم الإسلامي اليوم بأمسّ الحاجة إلى هذا الاتحاد والتعاطف. إن جسد العالم الإسلامي اليوم جريح. لقد استطاع أعداء الإسلام - من خلال إشعال الحروب والخلافات- إفشال المسلمين، وإيقاع التنازع فيما بينهم وإشغالهم بعضهم ببعض، وبقاء أعدائهم في أمن وأمان. يعيش الكيان الصهيوني الغاصب حال الأمان في منطقة غرب آسيا، فيما يخوض المسلمون في دماء بعضهم البعض! هذه حقيقة وواقع قائم في الوقت الحاضر. وهو من فعل أعداء الإسلام: إنه من فعل أمريكا، ومن فعل الصهيونية الدولية، ومن فعل أتباعهم وأعوانهم في هذه المنطقة. يجب أن نعترف بكل أسف بأن هناك داخل الأمة الإسلامية والحكومات الإسلامية نفسها، من يقوم بما تريده أمريكا والصهيونية، ويتكفّل بنفقاته، ويوفّر مقدماته، فيصبح أداةً لهم؛ من أجل ماذا؟ من أجل جرح جسم الأمة الإسلامية. في مثل هذه الأوضاع والظروف، فإن اتّحاد الأمة الإسلامية أوجب الواجبات. يجب أن نجتمع حول بعضنا.
تكمن مصلحة أعداء الإسلام في جرّ الحروب إلى داخل العالم الإسلامي، وقد أشعلوا الحروب للأسف. لقد وقفنا وصمدنا بوجه مؤامرة العدو هذه وسنواجهها دومًا. وأقولها لكم: نحن نؤمن بأننا بتوفيق الله تعالى وإرادته ومشيئته وبإذنه، سننتصر على أعدائنا في هذه المواجهة.

البعض اليوم يحاد إخوانه المسلمين ويواد أعدائهم
ولكم أن تلاحظوا الآن؛ كيف أن شخصًا يكتسي لباس الإفتاء الديني، يفتي بأنّ قتال الصهيونية حرام وبأنه لا يجوز مساعدة الجماعة الفلانية التي تناضل ضد الصهيونية! إنها فاجعة حقًا؛ أنْ يعمل البعض في العالم الإسلامي ضد مصالح الإسلام بهذه الصورة، وتكون لهم علاقاتهم الوديّة مع الأعداء، وذلك تمامًا بخلاف النص القرآني الصريح بأن المؤمنين "اَشِدّآءُ عَلَى الكفّارِ رُحَمآءُ بَينَهُم" (1). فهؤلاء «أشداء على المسلمين» و«رحماء مع الكفار»؛ علاقاتهم مميزة وجيدة معهم.

• لعدم الغفلة عن كيد الأعداء
إجتثاث "شجرة داعش" ليس مدعاة للخلود إلى النوم عن مكائد الأعداء
لكن انظروا ما الذي يفعلونه بالمسلمين من بثٍّ للخلافات وزرعٍ لشجرة "داعش" الخبيثة وأمثال "داعش" في العراق وسوريا وباقي المناطق.
بالطبع، اجتثت هذه الشجرة في العراق وسوريا، ولكن لا يمكن الركون والثقة بهم. قد يخلقون مثل هذا الحال في أماكن أخرى. أمريكا لن تكفّ عن معاداة الإسلام. يجب أن نكون يقظين؛ يجب أن نحافظ على استعدادنا؛ ينبغي ألا نغفل ونفاجأ بشيء. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: «"وَاللهِ لَا أكونُ كالضَّبُعِ تَنامُ عَلىٰ طولِ اللَدم" (2) يجب أن نكون هكذا، فلا يمكننا أن نخلد إلى النوم ونغفل ونتجاهل كيد العدو. يجب أن نكون يقظين.
 


1ـ سورة الفتح، قسم من الآية 29.
2ـ نهج البلاغة، الخطبة رقم 6.

* كلمة الإمام الخامنئي في مؤتمر محبي أهل البيت (عليهم السلام) 23-11-2017.
 

2019-09-26