يتم التحميل...

الوحدة الإسلامية أعظم شروط النصر في مواجهة الإستكبار

الوحدة الإسلامية

الوحدة الإسلامية أعظم شروط النصر في مواجهة الإستكبار

عدد الزوار: 180



إنّ على العالم الإسلامي أن يفي بالتزاماته إذا ما أراد أن يأخذ بيد الأمة الإسلامية على الطريق الصحيح نحو النصر، وعلى رأس هذه الالتزامات الوحدة الإسلامية والانسجام الإسلامي.
إنّ دقّ إسفين الخصومة بين الأشقّاء ليس سوى خطة دأب عليها الاستكبار منذ القدم، فشعاره: فرّق تَسُدْ، وهي سياسة قديمة، ومع معرفتنا جميعاً بهذه القضية، فإن البعض بوسعه استخدام نفس هذه السياسة للأسف الشديد, ونحن في غفلة عن ذلك جرّاء الأهواء النفسية والتحليلات الخاطئة وانعدام النظرة الثاقبة, وترجيح المصالح الشخصية أو المصالح قصيرة الأمد على المصالح بعيدة المدى.
إنّ سياسة الاستكبار اليوم تتركز في إيقاع الصِدام والتناحر بين الفلسطيني والفلسطيني, والعراقي والعراقي, والمسلم الشيعي والمسلم السنّي, وبين العربي وغير العربي، وهي سياسة معروفة.
إنّ من الواجب على الجميع أن يتخلّصوا من هذا الداء أولاً وقبل كل شيء. ونحن من جانبنا نعتقد أنّ الوحدة بين الأمة الإسلامية ضرورة أساسية؛ ولذلك فقد أطلقنا على هذا العام (عام الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي).
إنّ من الممكن أن تكون هناك اختلافات بين أصحاب المذهب الواحد، فلا مانع في ذلك. ولكن هناك قواسم مشتركة أكبر قيمة وقدراً، فليلتفّ الجميع حول محور هذه القواسم المشتركة، وليحذروا مؤامرات الأعداء وألاعيبهم.
إنّ المهم بالنسبة للإستكبار هو الإسلام. إنهم يريدون ضرب الإسلام، وهو ما يجب أن يفهمه الجميع. إنه لا فرق لديهم بين الشيعة والسنة.
إنهم يشعرون بالخطر إزاء كل من يتمسك بشدة بالإسلام شخصاً كان أو جماعة، وعندهم الحق في ذلك.
فالإسلام بالتأكيد يمثل خطراً على أهداف ومطامع السيطرة الاستكبارية، ولكنه لا يمثل أدنى خطر على الشعوب غير المسلمة، ولكن وسائلهم الدعائية تبثّ غير ذلك.
فالإسلام هو ذلك الدين الذي أدهش برحمته غير المسلمين بعد الفتح, واعترف أصحاب الديانات الأخرى بأن حكمه أعظم عطفاً ورأفة من حكم حكّامهم السابقين.
إنّ الإسلام لا يمثل خطراً على الشعوب والأديان الأخرى، بل على الجبروت والظلم والاستكبار وحب السلطة والسيطرة.
ولكن المتسلطين والجائرين والمستكبرين يُدخلون في روع شعوب العالم ما يناقض هذه الحقيقة.
إنهم يستغلون كافة ما لديهم من إمكانيات، من هوليود وحتى اللوبي الإعلامي والتسليح والقوات المسلحة من أجل تغيير الواقع أمام العالم.
نعم، إنّ الإسلام والصحوة الإسلامية بمثابة الخطر، ولكن على الاستكبار، وهم يوجّهون إليه سهامهم حيثما كان، سواء أكان أهله من السنّة أو من الشيعة.


* من كلمة الإمام الخامنئي في مسؤولي النظام وسفراء البلدان الإسلامية وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية، بمناسبة: ولادة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام الصادق (عليه السلام).  الزمان: 17/1/1386هـ. ش ـ 17/3/1428هـ.ق ـ 6/4/2007م.
 

2019-09-26