ذكر الله يصون القلوب من ظلمات الأهواء والشهوات
تربية دينية (مواعظ)
ذكر الله يصون القلوب من ظلمات الأهواء والشهوات
عدد الزوار: 181
يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ويأتي هذا الخطاب بعد تأسيس المجتمع المؤمن وتعرّضه للابتلاءات وامتحانات عديدة.
وفي مثل هذه الظروف نجد أنّ القرآن الكريم يخاطب المسلمين بالقول: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} وذلك بدلاً من الغفلة والنسيان.
إنّ الانغماس في الأحداث والنوائب المختلفة والابتعاد عن القضية الأصلية يمثّل مشكلة عويصة بالنسبة لنا نحن البشر. والله تعالى ينهى عن ذلك، ويأمرنا بذكره سبحانه، بل بذكره ذكراً كثيراً.
ثم يقول الله تعالى في الآية التالية {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ}.
وفي تفسير هذه الآية يقول المرحوم العلامة الطباطبائي(رضوان الله عليه) في الميزان: إنّ قول تعالى {هو الذي يصلي} ورد في مقام التعليل لفعل الأمر{اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}.
فما هي العلة إذاً في هذه الصلوات وهذه الرحمة وهذا الاستغفار من الحق جلّ شأنه ومن الملائكة الإلهيين نزولاً من عالم الغيب ومن الملأ الأعلى عليكم أيها المؤمنون؟ أجاب سبحانه قائلاً{لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ} وفي هذا كلام يقصر عنه المقام. ولكنها ظلمات الفكر والقلب والأخلاق، وذلك في مقابل النور.
إنّ الشهوات والعنف الحيواني والجشع وحب الدنيا إذا ما تمكّنت من الفرد أو المجتمع أو السلطان فإنها تكون ظلمة، وحركة ظلمانية، واتجاهاً ظلمانياً، وهدفاً ظلمانياً.
وأما إذا ما غلبت عليه المُثُل والقيم المعنوية والعقيدة الدينية والصفات الإنسانية والفضائل الأخلاقية وحب الخير والصدق والإخلاص، فإن هذه هي النورانية، وهو ما يدعونا إليه القرآن.
* من كلمة الإمام الخامني في لقائه مسؤولي البلاد في رحاب شهر رمضان. الزمان: 31/6/1386هـ. ش ـ 10/9/1428هـ.ق ـ 22/9/2007م..