التضرع إلى الله يلين القلوب ويهديها سبل النجاة
تربية دينية (مواعظ)
التضرع إلى الله يلين القلوب ويهديها سبل النجاة
عدد الزوار: 185
ورد في أدعية عدة، منها دعاء أبي حمزة الثمالي الشريف: " ولا ينجّي مِنك إلَّا التَّضَرُّعُ إلَيك".1 سبيل نجاتنا هو التضرع إلى الله تعالى. حسنًا، التضرّع إلى الله تعالى الذي هو مصدر نجاتنا - نقول «لا ينجّي مِنك إلَّا التَّضَرُّعُ إلَيك» - كيف يكون هذا التضرع وسيلة نجاة؟ الأفراد الضعفاء أيضًا قد يتضرعون أحيانًا لأناس آخرين، فما الفرق بين هذين؟ ما هو الفرق والتفاوت بين التضرّع إلى الله والتضرّع إلى «عباد الله»؟ المهم أن نلتفت إلى هذه النقطة. التضرع إلى عباد الله هو من أجل أن تليّنوا قلب ذلك الشخص الذي تتضرعون إليه، أما التضرع إلى الله فهو من أجل أن نُليّن قلوبنا، ونُنقذ قلوبنا من القسوة. هذا هو سبب النجاة. إذا خرج القلب من حال القسوة ولان فسوف يكتسب النورانية. ونورانية القلب هذه هي التي تفتح الطرق أمام الإنسان وتمنحه الأمل وتجعله يُجِّدُّ ويجتهد ويعمل، وتهديه إلى الدروب الصحيحة. إذا وُجدت التقوى سيمُنّ الله تعالى بهدايته على الإنسان. هذه التقوى ناجمة عن تلك الحال من لطافة القلب ونعومته ونورانيته. هذا هو أساس المسألة.
قسوة القلب تودي إلى الضلال
جاء في سورة الزمر المباركة: "فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"(2). هكذا هي القلوب القاسية، القلوب المبتلاة بالقسوة. تذكر هذه الآية لهم الضلال المبين. ويقول عزَّ وجلَّ في سورة المائدة المباركة عن بني إسرائيل: "فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم لَعَنّـٰهُم وجَعَلنا قُلُوبَهُم قاسِية" (3)، مظهر اللعنة الإلهية كان قسوة قلوبهم الناتجة عن أعمالهم «فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم». نسوا عهدهم مع الله تعالى ونقضوه. هذه أمور ينبغي الالتفات إليها في مجتمعنا المؤمن. في سورة البقرة المباركة يقول تعالى عن بني إسرائيل أيضًا: "ثُمَّ قَسَت قُلوبُكم مِن بَعدِ ذٰلِك فَهِي كالحِجارَةِ اَو أشَدَّ قَسوَةً وإنَّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يتَفَجَّرُ مِنهُ الأنهار"(4) ، أصبحت قلوبهم أشد قسوة من الحجارة. هذا ما يقوله النبي الأكرم نقلًا عن الله سبحانه وتعالى وهو يجادل ويحاجج يهود المدينة ويذكرهم بماضيهم. كل هذه دروس ووعي وعبر وموعظة لنا، فيجب أن نسعى ونبذل الجهود. ورد في حديث قدسي في الكافي الشريف: «والقاسِي القَلبِ مِنّي بَعيد»(5). البُعد عن الله تعالى أسوأ الآفات بالنسبة إلى الإنسان، أنْ يصبح الإنسان بعيدًا عن الله تعالى، ولقسوة القلب مثل هذه الخصوصية إنها تُبعد الإنسان عن الله. أو في رواية أخرى: «ما ضُرِبَ عَبدٌ بِعُقوبَةٍ أعظَمَ مِن قَسوَةِ القَلب» (6).
1 ـ من لا يحضره الفقيه،ج 1، ص 490 (دعاء أبي حمزة الثمالي).
2 ـ سورة الزمر، قسم من الآية 22 .
3 ـ سورة المائدة، قسم من الآية 13 .
4 ـ سورة البقرة، قسم من الآية 74 .
5 ـ الكافي، ج 2 ، ص 329 .
6 ـ تحف العقول، ص 296 .
* من كلمة الإمام الخامنئي لدى لقاء المسؤولين الرسميين في السابع عشر من شهر رمضان المبارك_12/6/2017.