يتم التحميل...

نوعية مواجهة التحديات والأحداث-2

الاستكبار

نوعية مواجهة التحديات والأحداث-2

عدد الزوار: 35



هـ ــ المواجهة بتدبر والمواجهة السطحية أو المتهاونة
وهناك ثنائية أخرى، وهي أنّ الحركة التي نريد القيام بها في مواجهة العدوّ هل هي حركة تمتاز بالحزم والتدبير أم تتّصف بالرؤية التبسيطيّة للأمور والتساهل واللامبالاة. على سبيل المثال ما ورد في كلمات السادة في خصوص الفضاء الافتراضي وقضايا من هذا القبيل. نوعية التعامل والتصرّف في هذه القضية يمكن أن تكون على نحوين: يمكن العمل بطريقة مدبّرة، ويمكن التعامل بطريقة التفكير التبسيطي. طبعاً التفكير التبسيطي شيء والتساهل شيء آخر. التفكير التبسيطي يعني أن لا يرى الإنسان تعقيدات الأمور ولا يلاحظ صعوباتها ومنعطفاتها ومشكلاتها. هذا هو التفكير التبسيطي. أمّا التساهل فهو أن يرى الإنسان هذه الأمور ويمر من أمامها دون مبالاة بالخطر. يمكن التصرّف بهذه الطريقة، ويمكن ورود الميدان بتدبير ودقّة، ومع ملاحظة كلّ الأبعاد والجوانب.

و ــ المواجهة بنظرة شاملة والمواجهة بنظرة أحادية الجانب
ثنائية أخرى: النظر للأحداث على أنّها تهديدات وفرص في الوقت ذاته [من ناحية]، والنظر إليها بنظرة أحادية الجانب، وأنّها إمّا تهديدات أو فرص [من ناحية أخرى]. على سبيل المثال عندما نكون أمام عداء أمريكا يمكننا أن نتعامل بطريقتين: [تارة] ننظر لنرى ما هي فرصنا مقابل هذا العدوّ القوي حسب الظاهر وما هي التهديدات والأخطار التي أمامنا؛ نلاحظ كلا الأمرين ونخلص إلى نتيجة شاملة ثم نقرّر. وتارة نرى التهديد والخطر فقط ولا نرى الفرص المتاحة لنا، وأحياناً لا؛ إذ نرى فرصاً أمامنا ولا نرى ما يحيط بنا من أخطار. هذه النظرة الأحاديّة الجانب للأمور خاطئة، ويمكن أن تكون لنا نظرتنا الجامعة الشاملة إزاء مثل هذه القضايا. هذه أيضاً ثنائية أخرى.

لاحظوا، هذه كلّها مهمّة بالنسبة إلى الشعب، وهي ليست قضية خاصّة بالمسؤولين. حتماً المسؤولون هم المخاطبون قبل غيرهم بمثل هذه التوصيات والكلام: المسؤولون السياسيون بنحو والمسؤولون العسكريون بنحو ومسؤولو الشؤون الاجتماعية بنحو.لكنّ عموم الناس يجب أن يكونوا هم أيضاً أصحاب رؤية في هذه المجالات ويتوفروا على وعي وفهم عميقين لها. وهذا هو معنى قولي إنّنا يجب أن نصل إلى فهم عام بين الناس. وسوف أوضح هذه النقطة بعض الشيء لاحقاً.

ز ــ معرفة موقعنا وموقع العدو في ساحة المواجهة
وهناك ثنائية أخرى: معرفة واقع الميدان. معرفة واقع الميدان وعدم معرفته. بمعنى أن نعلم أين نتموضع ونقف الآن: «أين نحن، أين العدوّ، وما هو موقعنا؟» هذه من جملة الأمور التي يبذل العدوّ مساعيه حولها. ولقد انصبّت محاولاته دائماً طوال هذه الأعوام وكرّر عملاؤه الداخليّون الأمر نفسه،بأن يظهروا موقعنا وموقفنا ضعيفين، وموقف العدوّ وموقعه قويّين، والإيحاء بأنّنا «مساكين ومنكوبين وحلت بنا الويلات ولا نستطيع فعل شيء». هذه من جملة تلك الأمور التي تمثل إحدى هذه الثنائيات الأساسية. يجب أن نعلم أين نحن في الواقع. على سبيل المثال، إذا لم نكن نعلم بأنّ موقعنا وموقفنا في المنطقة الآن بحيث يحسب لنا العدوّ حساباً فسوف نتصرّف بنحو، وإذا علمنا بأنّ موقعنا بحيث يحسب لنا العدوّ حساباً فسوف نتصرّف بشكل آخر. هؤلاء الذين يتكلمون حول وجودنا في المنطقة، ويكتبون، ويعترضون، ويوردون إشكالات في غير محلّها، هؤلاء في الواقع يساعدون ـ ولا أتّهم الآن أحداً ـ على تحقيق مخطّط العدوّ من دون أن يشعروا. هذه أيضاً ثنائية أخرى وهي أن نعرف موقعنا في الساحة وموقع عدوّنا في ساحة المواجهة والتحدّي.


كلمة الإمام الخامنئي في لقائه أعضاء مجلس خبراء القيادة 14/03/2019 م

2019-09-23