لا مصالحة ولا مهادنة مع أعداء البشرية: قوى المال والسلطة
الاستكبار
لا مصالحة ولا مهادنة مع أعداء البشرية: قوى المال والسلطة
عدد الزوار: 173
لقد عبّر الله تعالى عن النبيّ أنّه ﴿رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(1)، ولم يقل: «لفرقة من البشر» أو «لجمع من العالمين»، بل قال: ﴿رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. هناك بالطبع مَن لا يرغب مِن أصحاب الذهب والتسلّط، في أن يجلس الناس للضيافة على هذه المائدة الواسعة للرحمة الإلهية. ولذلك يقف أمام هذه الحركة الإلهية، فيقول الله سبحانه وتعالى حينئذٍ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾(2). لا تسر وراءهم واحذرهم، ويقول في موضع آخر: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾(3). يقول تعالى «جاهد»، وليس «قاتل الكفار والمنافقين»، لأنّ القتال ليس واجبًا ضروريًا دومًا، ولكن الجهاد ضروريّ ولازم على الدوام.
الجهاد جهاد سياسي تارةً، وجهاد ثقافي تارةً أخرى، وجهاد ناعم حينا، وجهاد صلب حينا آخر. وتارة جهاد بالسلاح، وأخرى جهاد بالعلم. هذه كلها جهاد، ولكن ينبغي الالتفات فيها جميعها، أنّ الجهاد هذا إنما هو جهاد في مواجهة العدو، ومكافحة أعداء البشرية. ومحاربة الأعداء الذين يفرضون أعباء وجودهم الثقيلة ومطامعهم على البشرية اعتمادًا على قدرتهم وأموالهم وتسلطهم. ولا معنى للتوافق والانسجام معهم: ﴿اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾.
1 ـ سورة الأنبياء،جزء من الآية107
2 ـ سورة الأحزاب، جزء من الآية1
3 ـ سورة التوبة، جزء من الآية 73
* من كلمة الإمام الخامنئي لدی لقائه مسؤولي النظام الإسلامي وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية في يوم المولد النبوي الشريف وولادة الإمام الصادق (ص) ١٧/١٢/٢٠١٦.
2019-10-01