أسماءُ المَدينَة
ابنُ عُمَر: ما طَلَعَ النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى المَدينَةِ قافِلاً مِن سَفَرٍ قَطّ إلّا قالَ: يا طَيبَةُ ياسَيّدَةَ البُلدانِ.
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللّهَ عَزّوجَلّ أمَرَني أن اُسَمّيَ المَدينَةَ طَيبَةَ.
أبو حُمَيد: أقبَلنا مَعَ النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم مِن تَبوكٍ حَتّى أشرَفنا عَلَى المَدينَةِ، فَقالَ: هذِهِ طابَةُ.
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ اللّهَ تَعالى سَمّى المَدينَةَ طابَةَ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: لِلمَدينَةِ عَشَرَةُ أسماءٍ، هِيَ: المَدينَةُ، وطَيبَةُ، وطابَةُ، ومِسكينَةُ، وجَبارٌ، ومَحبورَةُ، ويَندَدُ، ويَثرِبُ.
فائدة حول أسماء المدينة
أحصى المؤرّخون وكتّاب السّيرة أسماء متعدّدة للمدينة، منهم السّمهوديّ حيث ذكر لها في وفاءالوفا أربعة وتسعين اسمًا، ورد بعضها في القرآن مثل يثرب والمدينة. ومن الجدير بالذّكر أنّ لفظ "المدينة" ذكر في القرآن أربع عشرة مرّة، يراد من أربعة منها مدينة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
خَصائِصُ المَدينَة
أ - حَرَمُ النّبِي
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: لِكُلّ نَبِيّ حَرَمٌ، وحَرَمِيَ المَدينَةُ.
سَهلُ بنُ حُنَيف: أهوى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِيَدِهِ إلَى المَدينَةِ، فَقالَ: إنّها حَرَمٌ آمِنٌ.
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ إبراهيمَ حَرّمَ مَكّةَ ودَعا لَها، وحَرّمتُ المَدينَةَ كَما حَرّمَ إبراهيمُ مَكّةَ، ودَعَوتُ لَها في مُدّها وصاعِها مِثلَ ما دَعا إبراهيمُ عليه السلام لِمَكّةَ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: اللّهُمّ إنّ إبراهيمَ حَرّمَ مَكّةَ فَجَعَلَها حَرَمًا، وإنّي حَرّمتُ المَدينَةَ حَرامًا ما بَينَ مَأزِمَيها، أن لا يُهراقَ فيها دَمٌ، ولا يُحمَلَ فيها سِلاحٌ لِقِتالٍ، ولا تُخبَطَ فيها شَجَرَةٌ إلّا لِعَلفٍ. اللّهُمّ بارِك لَنا في مَدينَتِنا،اللّهُمّ بارِك لَنا في صاعِنا، اللّهُمّ بارِك لَنا في مُدّنا، اللّهُمّ بارِك لَنا في صاعِنا، اللّهُمّ بارِك لَنا في مُدّنا، اللّهُمّ بارِك لَنا في مَدينَتِنا، اللّهُمّ اجعَل مَعَ البَرَكَةِ بَرَكَتَينِ. والّذي نَفسي بِيَدِهِ ما مِنَ المَدينَةِ شِعبٌ ولا نَقبٌ إلّا عَلَيهِ مَلَكانِ يَحرُسانِها حَتّى تَقدَموا إلَيها.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: المَدينَةُ حَرَمٌ ما بَينَ عائِرٍ إلى كَذا، مَن أحدَثَ فيها حَدَثًا أو آوى مُحدِثًا فَعَلَيهِ لَعنَةُاللّهِ والمَلائِكَةِ والنّاسِ أجمَعينَ، لا يُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ ولا عَدلٌ.
الإمام عليّ عليه السلام: مَكّةُ حَرَمُ اللّهِ، والمَدينَةُ حَرَمُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم.
الإمام الصادق عليه السلام: مَكّةُ حَرَمُ إبراهيمَ عليه السلام ، والمَدينَةُ حَرَمُ مُحَمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.
ب - مُهاجَرُ النّبِي
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: المَدينَةُ مُهاجَري ومَضجَعي فِي الأَرضِ، حَقّ عَلى اُمّتي أن يُكرِموا جيراني مَا اجتَنَبُوا الكَبائِرَ.
ج - مَحبوبَةُ النّبِي
أنَس: إنّ النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم كانَ إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ فَنَظَرَ إلى جُدُراتِ المَدينَةِ أوضَعَ راحِلَتَهُ، وإن كانَ عَلى دابّةٍ حَرّكَها مِن حُبّها.
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: اللّهُمّ إنّ إبراهيمَ خَليلَكَ وعَبدَكَ ونَبِيّكَ دَعاكَ لِأَهلِ مَكّةَ، وأنَا مُحَمّدٌ عَبدُكَ ونَبِيّكَ ورَسولُكَ أدعوكَ لِأَهلِ المَدينَةِ مِثلَ ما دَعاكَ بِهِ ابراهيمُ لِأَهلِ مَكّةَ، نَدعوكَ أن تُبارِكَ لَهُم في صاعِهِم ومُدّهِم وثِمارِهِم، اللّهُمّ حَبّب إلَينَا المَدينَةَ كَما حَبّبتَ إلَينا مَكّةَ.
د - قُبّةُ الإِسلام
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: المَدينَةُ قُبّةُ الإِسلامِ، ودارُ الإِيمانِ، وأرضُ الهِجرَةِ، ومُبَوّأُ الحَلالِ والحَرامِ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الإِيمانَ لَيَأرِزُ إلَى المَدينَةِ كَما تَأرِزُ الحَيّةُ إلى جُحرِها.
ه - اُفتُتِحَت بِالقُرآن
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: اُفتُتِحَتِ القُرى بِالسّيفِ، وافتُتِحَتِ المَدينَةُ بِالقُرآنِ.
و - تَنفِي الخَبَث
زَيدُ بنُ ثابِت: رَجَعَ ناسٌ مِن أصحابِ النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم مِن اُحُدٍ، وكانَ النّاسُ فيهِم فِرقَتَينِ، فَريقٌ يَقولُ: اُقتُلهُم ، وفَريقٌ يَقولُ: لا ، فَنَزَلَت: (فَما لَكُم فِي المُنافِقينَ فِئَتَينِ). وقالَ: إنّها طَيبَةُ تَنفِي الخَبَثَ كَما تَنفِي النّارُ خَبَثَ الفِضّةِ.
فَضلُ المُقامِ فِي المَدينَة
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: المَدينَةُ خَيرٌ مِن مَكّةَ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: رَمَضانُ بِالمَدينَةِ خَيرٌ مِن ألفِ رَمَضانَ فيما سِواها مِنَ البُلدانِ، وجُمُعَةٌ بِالمَدينَةِ خَيرٌ مِن ألفِ جُمُعَةٍ فيما سِواها مِنَ البُلدانِ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: مَنِ استَطاعَ أن يَموتَ بِالمَدينَةِ فَليَفعَل، فَإِنّي أشفَعُ لِمَن ماتَ بِها.
الحَسَنُ بنُ الجَهم: سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام: أيّما أفضَلُ: المُقامُ بِمَكّةَ أو بِالمَدينَةِ؟ فَقالَ: أيّ شَي ءٍ تَقولُ أنتَ؟ فَقُلتُ: وما قَولي مَعَ قَولِكَ؟! قالَ: إنّ قَولَكَ يَرُدّكَ إلى قَولي، فَقُلتُ لَهُ: أمّا أنَا فَأَزعَمُ أنّ المُقامَ بِالمَدينَةِ أفضَلُ مِنَ المُقامِ بِمَكّةَ. فَقالَ: أما لَئنِ قُلتَ ذلِكَ لَقَد قالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام ذاكَ يَومَ فِطرٍ، وجاءَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَسَلّمَ عَلَيهِ فِي المَسجِدِ ثُمّ قالَ: قَد فُضّلنَا النّاسَ اليَومَ بِسَلامِنا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم.
مُرازِم: دَخَلتُ أنَا وعَمّارٌ وجَماعَةٌ عَلى أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام بِالمَدينَةِ فَقالَ: ما مُقامُكُم؟ فَقالَ عَمّارٌ: قَد سَرّحنا ظَهرَناوأمَرنا أن نُؤتى بِهِ إلى خَمسَةَ عَشَرَ يَومًا. فَقالَ: أصَبتُمُ المُقامَ في بَلَدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم والصّلاةَ في مَسجِدِهِ، واعمَلوا لِآخِرَتِكُم وأكثِروا لِأَنفُسِكُم. إنّ الرّجُلَ قَد يَكونُ كَيّسًا فِي الدّنيا فَيُقالُ: ما أكيَسَ فُلانًا! وإنّمَا الكَيّسُ كَيّسُ الآخِرَة1ِ.
1- الحج والعمرة في الكتاب والسنة / العلامة محمد الريشهري.
2019-07-31