الإمام الباقر عليه السلام: إنّهُ (عَلِيّا عليه السلام ) كانَ إذا قَدِمَ مَكّةَ بَدَأَ بِمَنزِلِهِ قَبلَ أن يَطوفَ.
الإمام الصادق عليه السلام: إذا دَخَلَ الحاجّ أوِ المُعتَمِرُ مَكّةَ بَدَأَ بِحِياطَةِ رَحلِهِ، ثُمّ قَصَدَ المَسجِدَ الحَرامَ.
عِمرانُ الحَلَبِيّ: سَأَلتُ أباعَبدِاللّهِ عليه السلام أتَغتَسِلُ النّساءُ إذا أتَينَ البَيتَ؟ فَقالَ: نَعَم، إنّ اللّهَ تَعالى يَقولُ: ﴿طَهّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ والعاكِفينَ والرّكّعِ السّجودِ﴾. ويَنبَغي لِلعَبدِ أن لا يَدخُلَ إلّا وهُوَ طاهِرٌ قَد غَسَلَ عَنهُ العَرَقَ والأَذى وتَطَهّرَ.
عَطاء: يَدخُلُ المُحرِمُ مِن حَيثُ شاءَ، ودَخَلَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم مِن بابِ بَني شَيبَةَ، وخَرَجَ مِن بابِ بَني مَخزومٍ إلَى الصّفا.
الإمام الصادق عليه السلام - في شَرحِ المَأزِمَينِ: إنّهُ مَوضِعٌ عُبِدَ فيهِ الأَصنامُ، ومِنهُ اُخِذَ الحَجَرُ الّذي نُحِتَ مِنهُ هُبَلٌ الّذي رَمى بِهِ عَلِيّ عليه السلام مِن ظَهرِ الكَعبَةِ، لَمّا عَلا ظَهرَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم ، فَأَمَرَ بِهِ فَدُفِنَ عِندَ بابِ بَني شَيبَةَ، فَصارَ الدّخولُ إلَى المَسجِدِ مِن بابِ بَني شَيبَةَ سُنّةً لِأَجلِ ذلِكَ.
أفلَحُ مَولى أبي جَعفَرٍ عليه السلام: خَرَجتُ مَعَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ حاجّا، فَلَمّا دَخَلَ المَسجِدَ نَظَرَ إلَى البَيتِ فَبَكى حَتّى عَلا صَوتُهُ، فَقُلتُ: بِأَبي أنتَ واُمّي، إنّ النّاسَ يَنظُرونَ إلَيكَ، فَلَو رَفَقتَ بِصَوتِكَ قَليلاً. فَقالَ لي: وَيحَكَ يا أفلَحُ! ولِمَ لا أبكي؟! لَعَلّ اللّهَ تَعالى أن يَنظُرَ إلَيّ مِنهُ بِرَحمَةٍ فَأَفوزَ بِها عِندَهُ غَدًا. ثُمّ طافَ بِالبَيتِ، ثُمّ جاءَ حَتّى رَكَعَ عِندَ المَقامِ فَرَفَعَ رَأسَهُ مِن سُجودِهِ، فَإِذا مَوضِعُ سُجودِهِ مُبتَلّ مِن كَثرَةِ دُموعِ عَينَيهِ.
الإمام الباقر عليه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرامَ وحاذَيتَ الحَجَرَ الأَسوَدَ فَقُل:"أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وأشهَدُ أنّ مُحَمّدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ، آمَنتُ بِاللّهِ وكَفَرتُ بِالطّاغُوتِ وبِاللّاتِ والعُزّى وبِعِبادَةِ الشّيطانِ وبِعِبادَةِ كُلّ نِدّ يُدعى مِن دونِ اللّهِ".
ثُمّ ادنُ مِنَ الحَجَرِ واستَلِمهُ بِيَمينِكَ، ثُمّ تَقولُ:"بِسمِ اللّهِ واللّهُ أكبَرُ، اللّهُمّ أمانَتي أدّيتُها وميثاقي تَعاهَدتُهُ، لِتَشهَدَ عِندَكَ لي بِالمُوافاةِ".
مُعاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرامَ فَادخُلهُ حافِيًا عَلَى السّكينَةِ والوَقارِ والخُشوعِ.
وقالَ: مَن دَخَلَهُ بِخُشوعٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ إن شاءَ اللّهُ، قُلتُ: مَا الخُشوعُ؟ قالَ: السّكينَةُ، لا تَدخُلهُ بِتَكَبّرٍ، فَإِذَا انتَهَيتَ إلى بابِ المَسجِدِ فَقُم وقُل:"السّلامُ عَلَيكَ أيّهَا النّبِيّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ، بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ومِنَ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ، والسّلامُ عَلى أنبِياءِ اللّهِ ورُسُلِهِ، والسّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ، والسّلامُ عَلى إبراهيمَ، والحَمدُ للّهِ ِ رَبّ العالَمينَ".
فَإِذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَارفَع يَدَيكَ واستَقبِلِ البَيتَ وقُل:"اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ في مَقامي هذا في أوّلِ مَناسِكي أن تَقبَلَ تَوبَتي، وأن تَجاوَزَ عَن خَطيئَتي، وتَضَعَ عَنّي وِزري، الحَمدُ للّهِ ِ الّذي بَلّغَني بَيتَهُ الحَرامَ، اللّهُمّ إنّي أشهَدُ أنّ هذا بَيتُكَ الحَرامُ الّذي جَعَلتَهُ مَثابَةً لِلنّاسِ وأمنًا مُبارَكًا وهُدًى لِلعالَمينَ، اللّهُمّ إنّي عَبدُكَ، والبَلَدُ بَلَدُكَ، والبَيتُ بَيتُكَ، جِئتُ أطلُبُ رَحمَتَكَ، وأؤُمّ طاعَتَكَ، مُطيعًا لِأَمرِكَ، راضِيًا بِقَدَرِكَ أسأَلُكَ مَسأَلَةَ المُضطَرّ إلَيكَ الخائِفِ لِعُقوبَتِكَ، اللّهُمّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ، واستَعمِلني بِطاعَتِكَ ومَرضاتِكَ".
الإمام الصادق عليه السلام: تَقولُ وأنتَ عَلى بابِ المَسجِدِ:"بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ومِنَ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ وعَلى مِلّةِ رَسولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ، وخَيرُ الأَسماءِ للّهِ ِ والحَمدُ للّهِ ِ، والسّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ. السّلامُ عَلى مُحَمّدِ بنِ عَبدِاللّهِ، السّلامُ عَلَيكَ أيّهَا النّبِيّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ، السّلامُ عَلى أنبِياءِ اللّهِ ورُسُلِهِ، السّلامُ عَلى إبراهيمَ خَليلِ الرّحمنِ، السّلامُ عَلَى المُرسَلينَ، والحَمدُ للّهِ ِ رَبّ العالَمينَ، السّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ. اللّهُمّ صَلّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وبارِك عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّدٍ، وارحَم مُحَمّدًا وآلَ مُحَمّدٍ، كَما صَلّيتَ وبارَكتَ وتَرَحّمتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنّكَ حَميدٌ مَجيدٌ. اللّهُمّ صَلّ عَلى مُحَمّدٍ (وآلِ مُحَمّدٍ) عَبدِكَ ورَسولِكَ، وعَلى إبراهيمَ خَليلِكَ، وعَلى أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ، وسَلّم عَلَيهِم، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ، والحَمدُ للّهِ ِ رَبّ العالَمينَ. اللّهُمّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ، واستَعمِلني في طاعَتِكَ ومَرضاتِكَ، واحفَظني بِحِفظِ الإِيمانِ أبَدًا ما أبقَيتَني، جَلّ ثَناءُ وَجهِكَ. الحَمدُ للّهِ ِ الّذي جَعَلَني مِن وَفدِهِ وزُوّارِهِ، وجَعَلَني مِمّن يَعمُرُ مَساجِدَهُ، وجَعَلَني مِمّن يُناجيهِ. اللّهُمّ إنّي عَبدُكَ وزائِرُكَ في بَيتِكَ، وعَلى كُلّ مَأتِيّ حَقّ لِمَن أتاهُ وزارَهُ، وأنتَ خَيرُ مَأتِيّ وأكرَمُ مَزورٍ، فَأَسأَلُكَ يا اللّهُ يارَحمانُ، بِأَنّكَ أنتَ اللّهُ الّذي لا إلهَ إلّا أنتَ، وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وبِأَنّكَ واحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ، لَم تَلِد ولَم تولَد، ولَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أحَدٌ، وأنّ مُحَمّدًا عَبدُكَ ورَسولُكَ صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلى أهلِ بَيتِهِ؛ يا جَوادُ يا كَريمُ، يا ماجِدُ يا جَبّارُ يا كَريمُ، أسأَلُكَ أن تَجعَلَ تُحفَتَكَ إيّايَ بِزِيارَتي إيّاكَ أوّلَ شَي ءٍ تُعطيني فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ. اللّهُمّ فُكّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ - تَقولُها ثَلاثًا - وأوسِع عَلَيّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ الطّيّبِ، وادرَأ عَنّي شَرّ شَياطينِ الإِنسِ والجِنّ، وشَرّ فَسَقَةِ العَرَبِ والعَجَمِ".
نَضرُ بنُ كَثير: دَخَلتُ أنَا وسُفيانُ عَلى جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عليه السلام ، فَقُلتُ: إنّي اُريدُ البَيتَ الحَرامَ، فَعَلّمني ما أدعو بِهِ، فَقالَ: إذا بَلَغتَ الحَرَمَ فَضَع يَدَكَ عَلَى الحائِطِ وقُل: يا سابِقَ الفَوتِ، يا سامِعَ الصّوتِ، يا كاسِيَ العِظامِ لَحمًا بَعدَ المَوتِ، ثُمّ ادعُ بِما شِئتَ.
الإمام الصادق عليه السلام: إذا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرامَ فَامشِ حَتّى تَدنُوَ مِنَ الحَجَرِ الأَسوَدِ، فَتَستَقبِلُهُ وتَقولُ:"الحَمدُ للّهِ ِ الّذي هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ، سُبحانَ اللّهِ والحَمدُ للّهِ ِ ولا إلهَ إلّا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ، اللّهُ أكبَرُ مِن خَلقِهِ وأكبَرُ مِمّن أخشى وأحذَرُ. ولا إلهَ إلّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلّ شَي ءٍ قَديرٌ" وتُصَلّي عَلَى النّبِيّ وآلِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم وتُسَلّمُ عَلَى المُرسَلينَ، كَما فَعَلتَ حينَ دَخَلتَ المَسجِدَ، ثُمّ تَقولُ:"اللّهُمّ إنّي اُؤمِنُ بِوَعدِكَ واُوفي بِعَهدِكَ"1.
1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة/ العلامة محمد الريشهري.
2019-07-31