يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 197 - شهر رمضان 1440 هـ

شهر رمضان

عدد الزوار: 244

اعرفوا قدر هذه الساعات وهذه اللحظات. كما وإنّي أسألكم الدعاء في ليالي القدر المباركة.

لو أردنا أن نستفيد من القرآن بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، فعلينا أن نتعرّف إلى معارفه ومفاهيمه.

ليلة القدر فرصة سانحة للاستغفار وطلب العفو من الله تعالى.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 شهر رمضان: فرصةُ إنعاش الروح
يمثّل شهر رمضان فرصة خاصّة لإنعاش روح الإيمان والصفاء والمعنويّة في أنفسنا. فالصوم وتلاوة القرآن والدعاء والمناجاة والاستماع إلى المواعظ تولّد بمجموعها أجواء تمكّن قلوبنا بمقدار وسعها واستعدادها من الاستفادة من هذه البيئة المعنويّة والروحانيّة. ولربّما يمكن القول إنّ هذا الشهر بين أشهر السنة الاثني عشر، هو بمنزلة تلك السويعات السابقة لطلوع الفجر بين ساعات الليل والنهار. فكما أنّ هذه السويعات قبل حلول أذان الفجر، تمتاز بميزة خاصّة، وأكثر ما يشعر الإنسان فيها بالمعنويّة والصفاء -وقد أشير في الآيات والروايات إلى إحياء تلك الساعات بكثرة-، وفي هذا دلالة على أن تلك السويعات تتّسم بين الساعات الأربع والعشرين بخصوصيّة لا تتّسم بها الساعات الأخرى، كذلك شهر رمضان، فإنّه يتمتّع بين الأشهر الاثني عشر بخصوصيّة تماماً كخصوصيّة تلك السّويْعات.

المسؤولون والحاجة الأكبر إلى البنية المعنويّة
شهر رمضان فرصة متاحة لجميع الناس، بيد أنّ هذه الفرصة تتضاعف في الأجواء النخبويّة والإداريّة، وذلك لثقل المسؤوليّة الملقاة على عاتقي وعاتقكم. فالناس عاكفون على تمشية أمور معاشهم ولا يحملون على كاهلهم هذا العبء الثقيل. أمّا نحن المسؤولين إن لم نعمل على تعزيز بنيتنا المعنويّة، فلن نتمكّن من بلوغ المقصد بذلك العمل اللازم وتلك المسؤوليّة الثقيلة. انظروا كيف يخاطب الله سبحانه وتعالى شخصاً كالنبيّ وإنساناً عظيماً كرسول الله في سورة المزمل قائلاً: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيل﴾. قُم الليل نصفه أو أقل أو أكثر منه، واشتغل بالعبادة والدعاء والمناجاة وتلاوة القرآن في تلك الساعات، لماذا؟ ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيل﴾. مهمّتك شاقّة، وعلى كاهلك عبء ثقيل، عليك أن تتحمّله، فإن بادرت إلى إحياء الليل وإلى التضرّع والدعاء، سيكون بمقدورك حمل هذا العبء، والمضيّ به قدماً حتّى الوصول إلى المقصد، وإلّا فلا.. وهكذا هي حالنا.

أعزّائي! إنْ لم نعمل على تعزيز بنيتنا المعنويّة فلن يسعنا النهوض بالأمر. في أيّ موقع كنّا كلّنا مخاطَبون بهذا الخطاب: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيل﴾، وعلينا أن نعدّ أنفسنا.

أيها الشباب! الأنس بالقرآن..
أنتم الشباب أكثروا يوماً بعد يوم من الأنس بالقرآن والتدبّر فيه. لا تنسوا تلاوة القرآن والتدبر فيه. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما جالَسَ أحَدٌ هذَا القُرآنَ إلّا قامَ عَنهُ بِزيادَةٍ أو نُقصانٍ؛ زيادَةٍ في هُدًى أو نُقصانٍ من عَمًى». عندما نجالس القرآن، ونقوم عنه بعد الانتفاع منه، فيجب أن تكون هدايتنا قد ازدادت، وعمى قلوبنا قد قلَّ، ومعرفتنا قد تضاعفت، وأنسُنا بالمعارف الحقة قد ازداد، وقربنا من الله تعالى قد ازداد، وشوقنا إلى العبادة قد تضاعف.

البعد عن القرآن نكبة المسلمين
إنّ بلاء العالم الإسلاميّ اليوم هو بُعده عن القرآن، كما أنّ نكبة بعض المجتمعات الإسلاميّة سببها البُعد عن القرآن.
يقول الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين في سورة الفتح: ﴿أشِدّاءُ على الكفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم﴾. لذا، ينبغي أن نكون أشدّاء مقابل الكفّار، ورحماء فيما بيننا. لكنّ بعض المسلمين يعملون عكس ذلك. يُطلق الأعداء فيما بيننا حروباً وخلافات ونزاعات بين الشيعة والسنّة، وبين العرب والعجم وما شابه، وتنطلي على الحُكام البعيدين عن القرآن وعن التعقل وعن العقل خدعة الكفار ويستسلمون لهم.

إنّنا بعيدون عن القرآن. لقد حدّد القرآن واجبنا، وقد عرّفهم القرآن لنا بقوله: ﴿قَد بَدَتِ البَغضاءُ مِن أفواهِهِم وما تُخفي صُدورُهُم أكـبَر﴾. لقد تُليت هذه الآيات اليوم وهي آيات قرآنية. عداؤهم للإسلام والمسلمين لا ينتهي ﴿وَما نَقَموا مِنهُم إلّا أن يؤمِنوا بِاللهِ العَزيزِ الحَميد﴾. سبب عدائهم هو ميل المسلمين للإسلام. نحن بعيدون عن القرآن، والأمّة الإسلاميّة بعيدة عن القرآن. لو اقتربنا من القرآن فسوف ننتصر على العدوّ بلا شكّ أيّاً كان هذا العدوّ ﴿وَلَو قاتَلَكمُ الَّذينَ كفَروا لَوَلَّوُا الأدبارَ ثُمَّ لا يجِدونَ وَلِياً وَلا نَصيراً سُنَّةَ اللهِ الَّتي قَد خَلَت مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبديل﴾. هذا وعدٌ إلهيّ ووعدٌ قرآنيّ ﴿وَلَينصُرَنَّ‌ اللهُ مَن ينصُرُه﴾. هذه مفاهيم يجب أن نتعلّمها من القرآن، وأن نعمل بها.

اقرأوا دعاء أبي حمزة
لا تغفلوا عن أدعية هذا الشهر (شهر رمضان)، اقرأوا دعاء أبي حمزة ودعاء الافتتاح وأدعية الأيّام التي لها مضامين عالية، وبقيّة الأدعية في ليالي القدر. وادعوا اللّه بغير هذه الأدعية المأثورة وفي كلّ مكان: في الطريق وفي العمل، واطلبوا من اللّه التوفيق والعون والهداية والنورانيّة القلبيّة أكثر من كلّ شيء.

الاستمداد من أرواح الشهدء..
إنّ إحدى أدوات التوسّل والتقرّب إلى الله، هي التوجّه إلى أرواح الشهداء المطهّرة. فلو أردنا في هذه الليالي أن نتوسّل ونتضرّع إلى الله، وأن تكون لنا دعوة مستجابة، علينا أن نستشفع بالأرواح المتعالية، وأن نجعلها شفيعة لنا عند الله، ومنها أرواح شهدائنا الأعزّاء هؤلاء. وهذه الفرصة متوافرة لعوائل الشهداء كي يستمدّوا من أرواح شهدائهم الأحبّاء الذين تعلّقت قلوبهم بهم، للتقرّب إلى الله.

ليلة القدر فرصة للاستغفار
ليلة القدر فرصة سانحة للاستغفار وطلب العفو من الله تعالى. فهو طالما قد فتح المجال أمامي وأمامكم لنعود إليه ونطلب منه العفو والمغفرة، فلنفعل ونرجع إلى الله وإلاّ فسيأتي يوم يقول فيه عزّ وجلّ للمجرمين: ﴿لا يؤذن لهم فيعتذرون﴾. لا يأذن لنا لا سمح الله يوم القيامة بالاعتذار، ولا يؤذن للمجرمين بالتفوّه بكلمة واحدة للاعتذار، فليس هناك مجال للاعتذار. وما دام باب العفو مفتوحاً هنا، وما دام الاستغفار يرفع الإنسان درجة ويغسل الذنوب ويضفي على الإنسان نوراً فليستغفر وليعتذر إليه تعالى، وطالما كانت الفرصة سانحة للاسترحام وطلب الرأفة منه بنا والعطف علينا فعلينا بالمسارعة إلى مثل هذا العمل، ﴿فاذكروني أذكركم﴾؛ أي في اللحظة نفسها التي يتوجّه فيها القلب إلى الله ويستحضر ذكره، يتفضّل هو عليكم بلطفه ورحمته وبركته، ويمدّ لكم يده بالبذل والعطاء.
 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

استفتاء

 

تحقُّق الإعراض عن الوطن

يتحقّق الإعراض عن الوطن بالخروج منه مع العزم على عدم العودة إليه، ويتحقّق أيضاً بحصول العلم أو الاطمئنان بعدم إمكان العودة.

 
 

من توجيهات القائد (دام ظله)

 

الإكثار من ختم القرآن وتلاوته من أوّله إلى آخره

ختم القرآن وتلاوته من أوّله إلى آخره أمر لازم وضروريّ، ويجب أن نكثر من ذلك، وأن نكرّر ذلك، حتّى يتسنّى لقلب الإنسان وعقله أن يُشرفا على جميع المعارف القرآنيّة.

بطبيعة الحال، نحن نحتاج إلى من يعلّمنا ويفسّر لنا، ويرفع لنا المشكلات التي ربّما تواجهنا في فهم الآيات، ويُظهر لنا خبايا معارف القرآن الكريم وبطون الآيات الإلهيّة. هذه الأمور كلّها ضروريّة ولازمة، وإذا ما تحقّقت، فإنّنا سنمضي قُدُماً إلى الأمام بخطىً راسخة، ولن نتوقّف أبداً.

 
 

نور من نور

 

﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ﴾

إنّ الذنوب علی نوعين: ذنوب تضرّ الإنسان الذي اقترفها فقط، ونوع آخر من الذنوب، يلحق الضرر بعد ارتكابها بالآخرين أيضاً. فالشيء الذي يقطّعه المرء ويمضغه بأسنانه، تارة يكون صلباً، يؤدّي إلی تهشّم الأسنان، من دون أن يلحق الضرر بعضو آخر، وتارة أخری يتناول الإنسان بأسنانه طعاماً يؤول إلی إيقاف الكبد عن العمل، ولا تقصير للكبد في ذلك، وإنّما المقصّر هو الأسنان والفم. هكذا هي ذنوبنا أحياناً، فقد نقطع خطوة، أو نتفوّه بكلمة، أو نسير في مسيرة، تلحق الضرر بالمجتمع وبالبلاد، وهذه ذنوب خطيرة وكبيرة. قال تعالی: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ﴾، إذ أحياناً ما يقترف المرء ظلماً، تكون العقوبة التي جعلها الله له شاملة تشمل المجتمع بأسره، فلا بدّ من تجنّب مثل هذا الظلم، والوقوع في مثل هذه الفتنة. وهذا خطابٌ موجَّه لنا نحن المسؤولين، وليس موجَّهاً لآحاد الناس. نحن مسؤولون، وبوسعنا أن نعمل عملاً يؤدّي إلی ضرر بالمجتمع، أو علی العكس من ذلك، نقوم بما ينفع المجتمع.

 
 

أنشطة القائد (دام ظله)

 

في الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) في لقائه حشداً من المعلّمين: سيشهد الشباب بفضل الله هزيمة أمريكا وتركيع الصهاينة) 2019/05/01).
بمناسبة عيد المعلّم الذي يصادف ذكرى استشهاد الشهيد مطهري، التقى عدد من الأساتذة والتربويّين بالإمام الخامنئي (دام ظله)، حيث شدّد سماحته على أنّ اصطفاف العدوّ اليوم حربيّ في المجالات السياسية والاقتصاديّة والفضاء الافتراضي، وينبغي للشعب أن يشكّل اصطفافات مناسبة لمواجهته. ولفت سماحته إلى أنّ مؤامرات العدوّ ودعاياته الواسعة الرامية إلى إلهاء الأذهان سوف ترتدّ عليه، وأنّ الشباب سيشهدون هزيمة أمريكا وتركيع الصهاينة.

الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) يزور معرض طهران الدولي الثاني والثلاثين للكتاب
زار سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) المعرض الدولي للكتاب المقام في مصلّى الإمام الخمينيّ (قدّس سرّه) في طهران وجال في أروقته. رافق الإمام الخامنئي في جولته وزير الثقافة، وتخلّلت الزيارة محادثات بين الإمام الخامنئي (دام ظله) وأصحاب دور النشر، اطلع فيها سماحته على أحدث الإصدارات.

الإمام الخامنئيّ (دام ظله): يجب أن تصون الشرطة أمن الناس في الفضاء الافتراضي (2019/04/28).
التقى عدد من قادة الشرطة ومسؤوليها بسماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)، وكان ممّا ورد في كلامه (دام ظله) تشديده على ضرورة استمرار سير هذه القوات باتجاه قوات الشرطة التي تنشدها الجمهورية الإسلاميّة، وعلى دور الشرطة في التصدّي لعوامل زعزعة الأمن في الفضاء الافتراضيّ قائلاً: «مسؤوليّة الشرطة هي توفير الأمن في الفضاء الافتراضيّ. الفضاء الافتراضي اليوم بات له حضور كبير في حياة الناس، ورغم انطوائه على منافع وإمكانات إلّا أنّه يتضمّن أيضاً أخطاراً كبيرة. انعدام الأمن في الفضاء الافتراضي يلحق الأضرار بالنّاس».

الإمام الخامنئيّ (دام ظله) لدى لقائه بالعمّال: نحن سنُصدّر القدر الذي نشاؤه من النفط(2019/04/24).
بمناسبة الأسبوع الوطنيّ للعمل والعمال، التقى عدد من العمّال بسماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله)، الذي شدّد على أنّ جهود أمريكا الرامية إلى فرض عقوبات على مبيعات النفط الإيرانية وإركاع الشعب الإيراني من خلال الاقتصاد ستبوء بالفشل، وأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة قادرة على تصدير المقدار الذي تشاؤه من النفط، ولن تلتزم الصمت حيال العداء الأمريكيّ.

2019-05-10