يتم التحميل...

عمل العامل عبادة

عيد العمَّال

عمل العامل عبادة

عدد الزوار: 234

إنّ قضية العمل وشأن العامل وموقعه قضيّة فائقة الأهمية سواء في الإسلام أم في المنطق العقلائي. ففي منطق العقلاء، لو التفت الإنسان إلى سلسلة احتياجاته المصيرية لوجد أنّ الحلقة المتعلّقة بالعمل هي حلقة أساس ومصيرية. أي إنّنا لو جمعنا كلّ أموال الدنيا ولم يكن عنصر العمل والعامل إلى جانبها لبقيت كلّ حاجات الإنسان على الأرض. فالمال لا يمكن أكله أو لبسه أو الاستفادة منه. إنّ الشيء الذي يؤمّن حاجات الإنسان من الثروة البشرية والنّعم الموجودة على الأرض هو عنصر العمل.

والعمل يعتمد على العامل. لهذا فإنّ دور الساعد المقتدر والأنامل الماهرة والذهن والذوق والسليقة الموجودة عند العامل في حياة الإنسان سواءٌ في حياته الفردية أم الاجتماعية هو أمرٌ عقلائيٌّ واضح. هذا هو المنطق العقلائي وهو منطق صحيحٌ تماماً.

ولكن ما هو أعلى من هذا، هو منطق الإسلام. فالإسلام يعدّ هذا العمل الذي نقوم به عبادة وعملاً صالحاً. أي إنّ قضية العامل والعمل الذي يقوم به ليست محدودة ومنحصرة بالحياة الدنيا. بل إنّ الله تعالى قد أعدّ لهذه الحقيقة ولهذه الظاهرة ـ أي ظاهرة العمل ـ مقاماً سامياً في الخطّة الجامعة للحياة البشرية الممتدّة في الدنيا والآخرة. قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "هذه يدٌ لا تمسّها النار". عندما أخذ النبي يد العامل وقبّلها تعجّب الجميع. عندها قال النبي: هذه يدٌ لا تمسّها النار. أي إنّ صلاة الليل التي نؤدّيها وقراءتنا للقرآن الكريم وتوسّلنا إلى الله تعالى توجد في الواقع حجباً بيننا وبين النار. وكذلك العمل الذي نقوم به هو بنفسه سبب لإيجاد مانع وحجاب بيننا وبين النار. وهذا أمرٌ سامٍ جداً، ومهم للغاية، هذه هي رؤية الإسلام.


*كلمة الإمام الخامنئي دام ظله, عند لقاء الآلاف من العمّال من مختلف المناطق.ــ الزمان: 8/2/1390 ﻫ.ش.24/5/1432ﻫ.ق.28/04/2011م.

2018-05-01