يتم التحميل...

مدرسة الأمومة في كلام الإمام الخميني (قدس سره)

وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

مدرسة الأمومة في كلام الإمام الخميني (قدس سره)

عدد الزوار: 440

نحن مكلَّفون بالحفاظ على دين الله، بالمحافظة على الأهداف الإلهية، وإنّكنّ أيتها المؤمنات.. أيتها المخدّرات من بيوت العلماء والفضلاء: أَولى من غيركن بهذا، أنتنّ من بيت النبوّة، وجدير بكنّ المحافظة على أهداف الإسلام، لقد منّ الله تبارك وتعالى علينا بهذا اللطف، بأن نحافظ مع الله عزّ وجلّ على الدين الإسلامي: ﴿حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ1.

أيتها النساء المكرّمات: إنّكنّ مسؤولات.. نحن مسؤولون جميعاً.. إنّكنّ مسؤولات عن تربية الأبناء إنّكن مسؤولات عن تربية أبناء متّقين في أحضانكن ورفد المجتمع بهم.

نحن جميعاً مسؤولون عن تربية الأبناء، فالأبناء يتربّون في أحضانكن أفضل، وأحضان الأمّهات أفضل مدرسة لتربية الأبناء. إنكنّ مسؤولات تجاه أبنائكنّ، كما أنّكنّ مسؤولات تجاه بلدكنّ، وبمقدوركنّ أن تربّين أفراداً يعمّرون البلاد.. بإمكانكنّ تربية أطفال يحفظون ميراث الأنبياء، ويحقّقون أهدافهم. أنتنّ أيضاً ينبغي أن تحافظن على ميراث الأنبياء وأن تربّين محافظين عليه، والمحافظون والحراس هم أبناؤكن، فربّوا مثل هؤلاء الأفراد.

ينبغي أن تكون بيوتكن مدارس يتربّى فيها الأبناء.. منازلكن منازل العلماء.. مهد التربية العلمية والدينية والتهذيب الأخلاقي. إنّ الاهتمام بمصير هؤلاء الأطفال يقع على عاتق الآباء والأمّهات، ومسؤوليات الأمّهات أكثر وأكبر شرفاً.. إنّ شرف الأمومة أكبر من شرف الأبوّة، والأم تؤثّر في روحية الطفل أكثر من تأثير الأب.

إنّكنّ مسؤولات.. نحن جميعاً مسؤولون.. الله تبارك وتعالى حمّلنا المسؤولية جميعاً، إذ قال عزّ من قائل:َ ﴿حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَك، فالله تبارك وتعالى جعل المؤمنين بالإسلام والتابعين لرسوله كافين لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

إنّه تكليف عظيم ملقى على عاتق الجميع.. على عاتق أبناء هذه الأمة التي تتّبع الرسول (صلى الله عليه وآله). يجب أن تكون هذه العلامة: ﴿حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ ظاهرة على جباههم أيضاً: بأن يذودوا عن دين الله، ويحافظوا على الإسلام وعلى القرآن الكريم.

أحد أعمالكنّ تربية أبناء صالحين، يجب أن يتربّى في أحضان الأمّهات إنسان، وهذا يعني أنّ أولى مراحل التربية تبدأ من أحضان الأم، لأنّ ارتباط الطفل بأمّه أكثر من ارتباطه بأيّ شيء آخر، وليس هناك رابطة أسمى من رابطة الأمومة والبنوّة. الأطفال يتعلّمون من الأم بنحو أفضل من غيرها، يتأثّرون بالأم لدرجة لا يتأثّرون مثلها لا بالأب ولا بالمعلّم ولا بالأستاذ، لهذا ينبغي أن تربّين أطفالكنّ تربية إسلامية إنسانية2.


1- الأنفال، 64.
2- صحيفة الإمام الخميني، ج7، ص359.

2018-03-19