"الاقتصاد المقاوم" طريق الإصلاح لاقتصاد البلاد
النهوض والتقدم
"الاقتصاد المقاوم" طريق الإصلاح لاقتصاد البلاد
عدد الزوار: 207
من كلمة
الإمام الخامنئي في لقائه حشدًا من أهالي محافظة آذربيجان الشرقية بمناسبة ذكرى
انتفاضة 29 بهمن ـ 18/2/2018
"الاقتصاد المقاوم" طريق الإصلاح لاقتصاد البلاد
حسنًا، من المسائل المهمة المطروحة اليوم هي المسألة الاقتصادية. سأذكر هذه المسألة
هنا أيضًا. كل المسؤولين والمطلعين والعارفين وأبناء الشعب يعتقدون بشكل أو بآخر
بأن قضية الاقتصاد هي اليوم من قضايا البلاد الأصلية. حسنًا، ما الذي يجب فعله
لإصلاح اقتصاد البلاد؟ أحد السبل هو الاعتماد على الناس؛ أي الاقتصاد المقاوم. هذا
ما أعلنّا عنه وصدّقه وأيده كل مسؤولي البلاد، أي إنه لم يواجه معارضة من أيّ شخص،
وطبعًا يُسمع أحيانًا بعض التذمر والتبرم من هنا وهناك، ولكن عندما أُعلنت سياسة
الاقتصاد المقاوم أيدها كل المسؤولين في البلاد، وأكدوا أنَّ هذا هو طريق الحل فقط
لا غير. الاقتصاد المقاوم لا يعني الانزواء والسجن في داخل البلاد، فلا يقولنّ أحد:
«نحن نريد التواصل مع العالم». في الاقتصاد المقاوم هناك علاقات مع العالم. ولكن
ينبغي القول والتأكيد إن الثقة يجب أن تكون بالشعب والاعتماد عليه. أي الاقتصاد
المتدفق داخليًا والمتّجه خارجيًا. تدفق الحركة الاقتصادية من داخل البلاد ومن
مواهب الشعب وطاقاته وإمكانياته وأرصدته. ليكن هناك تدبير يجعل هذه الأرصدة وهذه
المواهب وهذه الإمكانيات تنشط وتعمل وتنتج في الداخل وتنتج الثروة في الداخل. هذا
بحاجة إلى تدبير. لا تكن نظرتنا وانتظارنا للخارج. طبعًا إذا أردنا للاقتصاد
الداخلي الازدهار فيجب أن تكون لنا صادراتنا الجيدة، وأن تكون لنا وارداتنا في
حالات معينة. أي يجب أن تكون لنا علاقاتنا الاقتصادية. هذا مما لا شكَّ فيه. يجب أن
تكون هناك استثمارات خارجية في الداخل. إنني لا أعارض أن يأتي الأجانب ويستثمروا،
لكن تدبير الأمور وزمام الأمور يجب أن يكون بيد المديرين الداخليين. فهم من يجب أن
يقرروا وهم من يجب أن يديروا، فلا تترك الأمور بيد الأجانب. إذا تُرك زمام الأمور
بيد الأجانب، فإنها ستخرج من أيدي مديري البلاد. لقد وقعت أحداث ذات عبرة في هذا
المجال.
• الإعتماد على الأجانب مدمر لاقتصادنا
في طهران هذه، جاء رئيس أحد البلدان المعروفة في المنطقة - ولا نريد ذكر الأسماء؛
أحد البلدان الآسيوية المتقدمة نسبيًا والتي حققت تقدمًا اقتصاديًا جيدًا وكان لها
نموها الاقتصادي- جاء إلى هنا قبل حوالي اثني عشر عامًا أو ثلاثة عشر عامًا وكان
عندنا لقاء معه. وكان ذلك الحين زمن وقوع زلزال اقتصادي كبير في بلدان شرق آسيا،
وكان هذا الشخص رئيس أحد هذه البلدان. جاء إلى اللقاء وبمجرد أن دخل مكان اللقاء،
كان أول ما نطق به «لقد أصبحنا متسوّلين في ليلة واحدة». عندما يكون الاقتصاد
تابعًا لرأس مال وإرادة رأسمالي يهودي وغربي وأمريكي فهكذا سيكون الأمر. بلد ناهض
وناشط اقتصاديًا وله نموّه الاقتصادي العالي يقول لي رئيسه إننا أصبحنا متسولين في
ليلة واحدة. هذا هو الاعتماد على الخارج. وقد شاهدنا نحن بأنفسنا الاعتماد على
الأجانب في قضية الاتفاق النووي. وثقنا بهم في قضية المفاوضات النووية ولم نربح
شيئًا من ثقتنا بهم. ولحسن الحظ أرى أن مسؤولي البلاد يتعاملون معهم بطريقة جيدة،
ويجب أن أشكر حقًّا وزير خارجيتنا فتعامله مع خبث الأمريكيين ونفاق الأوروبيين كان
تعاملًا جيدًا جدًا وحاسمًا. وقد بُثَّ البعض منه والبعض الآخر لم يُبث ولم يُعلن
لكننا على علم به. تعامل تعاملًا قويًا وجيدًا جدًا. نعم، هذا هو الطريق، يجب
التصدي والمواجهة ويجب إظهار العزة الوطنية في العلاقات الخارجية. الاعتماد على
الأجانب خطير، الاعتماد على الأجانب يؤدي إلى أن يتسلط الأجانب على مصير البلاد
تدريجيًّا بمختلف الطرق. يجب عدم الاعتماد على الأجانب. يجب الانتفاع من الأجانب،
ولكن ينبغي عدم الاعتماد عليهم، ينبغي عدم الاعتماد عليهم. هذه من جملة القضايا
المهمة جدًا التي ينبغي على كل مسؤولي البلاد التنبه إليها بشكل حقيقي.