تحوي البسملة التي نفتتح بها سور القرآن الكريم كماًّ لا يمكن حصره من المعارف
والدلالات العميقة. ولذلك نجد باب مدينة علم رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (عليه
السلام) يقول: "لو ثنيت لي الوسادة لذكرت في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم حمل بعير"([1]).
وفيما يلي ومضات قليلة من معين نور البسملة الذي لا ينفد:
1- البسملة هي اللون
والعلامة الإلهيّة وهي دالة على الوجهة التوحيدية([2]).
2- البسملة هي رمز التوحيد، وفي المقابل، فإنّ
ذكر أسماء الآخرين بدلاً عنها يعتبر رمزاً للكفر، والشرك هو أن يقرن اسم الله تعالى
بأسماء الآخرين. فإذن، لا اسم إلى جانب اسم الله ولا بديل عنه([3]).
3- البسملة رمز البقاء والخلود، وكل شيء فانٍ
ما لم يصطبغ بمسحة إلهيّة([4]).
4- البسملة تتضمّن سرّ الحبّ لله والتوكل عليه،
حبّ من هو رحمان ورحيم، ونسهّل أعمالنا بالتّوكّل عليه، فذكره مجلبة للرحمة.
5- البسملة انعتاق من الزهو والكبر،
وهي عبارة عن تقديم فروض الولاء والتذلّل والعجز بين يديّ الله سبحانه.
6- البسملة هي الخطوة الأولى على مسير العبودية لله.
7- البسملة رمز فرار الشيطان، فأنّى للشيطان
أن يؤثّر في من كان الله معه؟
8- بالبسملة تكسِب الأعمال قدسيةً وحصانةً.
9- البسملة تعني ذكر الله، تعني: إلهي، أنا لم أنسكَ.
10- البسملة تعبير عن دوافعنا، أي: إلهي أنت مقصدي، لا الناس، ولا
الطواغيت، ولا التجليات، ولا الأهواء.
11- يقول الإمام الرضا عليه السلام: "إنّ
البسملة أقرب إلى الإسم الأعظم من سواد العين إلى بياضها"([5]).
* الشيخ محسن قراءتي - بتصرّف
[1] شرح إحقاق الحق -
السيد المرعشي - ج 33 ص 225.
[2] - يقول الإمام الرضا عليه السلام: بسم الله علامة العبودية لله على نواصينا.
تفسير نور الثقلين.
[3] - ليس فقط الذات الإلهية المقدّسة، بل حتى اسمه منزّه عن كلّ شرك، } سَبِّحِ
اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى{، الشروع بالعمل باسم الله ومحمد صلى الله عليه وآله أيضاً
محرّم. إثبات الهداة، ج 7، ص482.
[4] - } كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ{، سورة القصص الآية 88.
[5] - تفسير راهنما.