يتم التحميل...

لزيادة قدراتنا الدفاعية الصاروخية: سنهزم أميركا مرة أخرى

الاستكبار

لزيادة قدراتنا الدفاعية الصاروخية: سنهزم أميركا مرة أخرى

عدد الزوار: 77

كلمة الإمام الخامنئي في مجموعة من النخب العلمية بمناسبة "ملتقى الغد" 18/10/2017

لزيادة قدراتنا الدفاعية الصاروخية: سنهزم أميركا مرة أخرى


المحاور الرئيسية
التبعية للغرب لا تجلب سوى التخلف والبؤس
التقدم العلمي أحد أهم العناصر للخلاص من التبعية
أميركا قلقة وغاضبة للقدرة التي صرنا إليها

أميركا قلقة وغاضبة للقدرة التي صرنا إليها
أما الجانب السياسي الذي قلنا إننا سوف نشير إلى نقطة فيه، إن التبعية السياسية كما ذُكر سابقًا هي أمر خطير. التبعية السياسية تؤدي إلى أن يكون الإنسان ذليلًا خانعًا. «صيل عليه» التي قيلت بخصوص العلم تحدث بشكلها الأصعب والأقسى في التبعية السياسية. الواقع أن «صيل عليه» بمعنى أن يصبح الإنسان ذليلًا خانعًا. الشعب التابع لغيره من الناحية السياسية يضطر للخضوع والرضى بالذل، وسوف يكون خانعًا. حسنًا، قلنا إن التقدم العلمي هو مضاد ومخالف لهذه التبعية.

والآن أريد القول إنّ عدونا غاضب جدًّا لاقتدارنا وحركتنا، وهذه الدوافع التي تحملونها للتقدم العلمي وتطور البلاد. العدو غاضب بشدة؛ العدو مغتاظ. إن العدو يرصد وضع البلاد بدقة من بعيد وقريب كيفما يستطيع، وهو قلق جدًا من زيادة اقتدار البلاد. ومن الواضح جدًا بالنسبة لكل المراقبين الدوليين أنّ إيران اليوم تختلف عن إيران ما قبل أربعين سنة كالاختلاف بين السماء والأرض. كنا بلدًا وشعبًا في الدرجة "كذا" ومتخلّفين ومحكومين بأوامر هذا وذاك، وها نحن اليوم بلد مؤثر ذو نفوذ يسير على جادة الاقتدار: الاقتدار العلمي، والاقتدار السياسي، نحن سائرون على هذا الدرب، وهذا شيء ملموس تمامًا والعدو منزعج وغاضب لهذا.

وبالطبع فإن العدو الأصلي الذي يتواجد ويظهر في الساحة أكثر من غيره ضد إيران والإيرانيين هو أمريكا والنظام الأمريكي، وليست القضية قضية الشعب الأمريكي بل القضية قضية النظام الأمريكي الحاكم.

أ ــ قطعنا يد هيمنتهم عنا فأثاروا المشكلات في وجهنا
والسبب هو ما جرت الإشارة له، فقد كانوا لسنين طويلة أصحاب هذا البلد وتخضع كل مقدراته وشؤونه لسيطرتهم، فانتزعت الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية هذا الشيء من أيديهم، لذلك فهم غاضبون منذ اليوم الأول ومنزعجون، وقد فرضوا الحظر وتآمروا ووجّهوا كلامًا ثقيلًا، وهذه الحال ليست وليدة اليوم بل بدأوا بها منذ اليوم الأول، ولم تكن في ذلك الحين لا قضية الطاقة النووية، ولا قضية الصواريخ، ولا قضية النفوذ في منطقة غرب آسيا –التي يسمّونها هم الشرق الأوسط- لم تكن كل هذه الأمور، لكنهم بدأوا بافتعال المشاكل والعداوة، لذا فالسبب واضح: وهو خسارتهم للتسلط.

حسنًا، لقد استطعنا إقصاء الهيمنة الأمريكية، أي إننا قطعنا هيمنة أمريكا على هذا البلد بالكامل، الهيمنة السياسية والهيمنة الأمنية والهيمنة الاقتصادية، قطعناها. لقد قطعنا يد أمريكا.

ب ــ أكبر غضبهم؛ أننا تطورنا في ظل ضغوطهم وحصارهم
بالإضافة إلى هذا فقد استطعنا أن نكون أقوياء مقتدرين على الرغم من عداوات أمريكا، وهذا شيء بالغ الأهمية، هذا شيء مهم جدًّا في العالم أن ترى الشعوب أن بإمكان شعب أن ينمو ويرشد ويتحرك من دون أن يكون في ظل القوى (الاستكبارية). بل ويستطيع أن ينمو ويتحرك ويقف على قدميه ويتقدم إلى الأمام على الرغم من خصومات هذه القوى. هذا ما دللنا عليه وأثبتناه عمليًا، وهو ما يغضبهم ويغيظهم.

لقد تحول شعب إيران إلى نموذج للبلدان والشعوب ليدل على أن بالمستطاع الوقوف مقابل هذه القوى وعدم الخوف منها والتقدم إلى الأمام رغم كل هذا. تعلمون أن كل هذا التقدم العسكري وهذه الصواريخ والأمور التي ينزعجون منها الآن كل هذا الانزعاج تحققت خلال فترة الحظر، تحققت كلها في فترة الحظر، أي إننا كنا في حالة حظر تام وحدث كل ما حدث في هذه الفترة، وهذا ما يثير دهشتهم وعجبهم وانزعاجهم. رفعوا لي تقريرًا قبل عدة سنين من الآن بأن جنرالًا إسرائيليًّا وصهيونيًا ،من هذا الكيان الصهيوني، كتب في مقال له بعد أن اختبرنا صاروخًا، من الصواريخ التي تم اختبارها، وقد كان هذا الشخص خبيرًا ويفهم هذه الأمور، وهم يستطيعون عن طريق الأقمار الصناعية وما شابه ذلك أن يفهموا ويقوّموا بشكل صحيح، قال إنني متحير حقًّا، كان مضمون كلامه: إنني أتعجب وأحتار حقًّا كيف استطاعت إيران القيام بهذا العمل، فأنا عدو لإيران لكنها تثير إعجابي لأنها استطاعت القيام بهذا الإنجاز. على الرغم من هذا الحظر الثقيل المفروض عليها استطاعت القيام بمثل هذا العمل. وهذا شيء يراه العدو على كل حال.

ج ــ اعرفوا العدو ولا تغفلوا عنه
أنا طبعًا لا أريد هدر الوقت في الردّ على أباطيل ولغو هذا الرئيس الدجال (7) البذيء اللسان (8). هذا شيء لا داعي له حقًّا. حسنًا، لقد تحدث المسؤولون في البلاد وردّوا عليه، وقد تحدثوا بطريقة جيدة وصحيحة. ولا أريد الرد. والواقع إن التعليق على كلامه هو هدر للوقت. لكنني أريد أن أقول لكم ولكل من سيسمع هذا الكلام: اعرفوا العدو، اعرفوا العدو. من الأخطار التي تهدد أي شعب أن لا يعرف عدوه، وأن لا يعتبر عدوه عدوًا، فيعتبره إما صديقًا أو محايدًا. هذا خطر كبير جدًا. هذا ركون إلى النوم. اعرفوا العدو واعرفوا أساليبه في العداء، دققوا كيف يمارس عداءه. يجب أن لا نصاب بالغفلة. إذا غفلنا فسوف نُنهب ويُغار علينا. إذا غفلنا سوف يهجمون ويغيرون علينا. لا نغفل. قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: «وَاللَّهِ لَا أكونُ كالضَّبُعِ تَنامُ عَلَى طولِ اللَّدم»‌ (9) لن أكون كذلك الحيوان الذي عادة ما يعزفون له لحنًا معينًا لكي ينام. يجب أن لا أنام، بل أبقى يقظًا وأدرك ما الذي يجري حولي. وهذا ما طلبه منا أيضًا، يجب أن لا ننام ولا نغفل.

د ــ أميركا تتوهم إمكانية فرض هيمنتها من جديد
الجهاز الحاكم في أميركا يعاني من تخلف ذهني: يظنون أنهم يستطيعون وأقولها لكم طبعًا إن عدونا يعاني من تخلف ذهني؛ وسوف أفصّل القول قليلًا في هذا أكثر. ليس رئيسهم هذا فقط، بل جهازهم الحاكم أيضًا يعاني حقًا من تخلف ذهني. يريدون أن يعيدوا إيران الشابة المؤمنة الثورية النشطة إلى الوراء، إلى ما قبل خمسين سنة، هذا غير ممكن بالتالي، واضح أنه غير ممكن! بمعنى أنهم يريدون أن يفرضوا على هذا البلد حسب ظنهم نفس ذلك الوضع الذي فرضوه قبل خمسين سنة على هذا الشعب، أليس هذا تخلفا ذهنيا؟ يفكرون كما كانوا قبل خمسين سنة، ولا يستطيعون أن يدركوا ويفهموا ما الذي حدث هنا. لقد حدثت في هذه المنطقة أحداث مهمة، وأهمها بالطبع الثورة الإسلامية وظهور نظام الجمهورية الإسلامية، ولكن وقعت أيضًا أحداث مهمة أخرى حولنا، وهم عاجزون عن إدراك هذه الأحداث بشكل صحيح. ولأنهم لا يستطيعون إدراكها لذلك يُكتب لهم الفشل والهزيمة. لا ريب في أن الحسابات الخاطئة تؤدي إلى أن يخسروا ويُهزموا. في العراق كانت حساباتهم خاطئة فخسروا، وفي سوريا كانت حساباتهم خاطئة أيضًا فهُزموا، وكذلك الحال في المنطقة التي على الشرق منا -ولا أريد الآن الخوض في التفاصيل- كانت حساباتهم خاطئة فهُزموا لحد الآن. وكذا الحال بالنسبة لبلادنا. إنهم يمارسون العداء ضدنا منذ أربعين سنة، وكانوا يتلقون الضربات على أفواههم وينهزمون، لماذا؟ لأن حساباتهم خاطئة، ولأن إدراكهم للواقع خاطئ. ليس لهم إدراك صحيح.

أميركا هي أصل انعدام الأمن في المنطقة
حسنًا، إن أمريكا -أي النظام الأمريكي، النظام السياسي الأمريكي- شيء شرير وسيّئ جدًا بالطبع. وكما قال عنها الإمام فهي الشيطان الأكبر، والحق أن أمريكا هي الشيطان الأكبر. أمريكا هي أصل انعدام الأمن في المنطقة. حالات الاضطراب وعدم الثبات هذه التي ترونها جذرها وسببها الأصلي أمريكا. أمريكا عاملة عميلة للصهيونية العالمية. ثمة في العالم شبكة خطيرة خبيثة اسمها الصهيونية العالمية، وأمريكا كادر عامل لدى هذه الشبكة. أمريكا عدوّة الشعوب المستقلة، وهي التي تقف وراء معظم الشرور وإشعال الحروب والمذابح في منطقتنا وفي الكثير من مناطق العالم الأخرى. أمريكا مثل "العلقة" (الدودة) تريد امتصاص كل ما تملكه الشعوب. هذه هي أمريكا، هذا هو النظام السياسي الأمريكي اليوم. أما هل كان الأشخاص الذين أوجدوا هذا النظام السياسي يعلمون أنه سوف ينتهي إلى هذه الوضعية أم لا فهذا بحث آخر. المهم هو أن هذه هي أمريكا اليوم.

أميركا شريكة أصيلة في جرائم الصهيونية
هذا هو وضع الحكومة والنظام الأمريكي في السنين الأخيرة. أمريكا شريكة أصلية في جرائم الصهاينة، سواء في فلسطين أو في لبنان أو في سوريا أو في مناطق أخرى من العالم. أمريكا هي التي أوجدت "داعش" وهذا التيار التكفيري الناشط المسلح. هذا ما قاله هذا الشخص نفسه بصراحة خلال معركته الانتخابية. من انتقاداته واعتراضاته التي كان يسجلها على "الديمقراطيين" هو، أنكم أنتم من أوجد داعش. اعترف هو نفسه. حسنًا، فهل تتوقعون أن لا تكون القوة التي استطاعت الوقوف بوجه "داعش" وصدتها مكروهة من قبلهم؟ لقد أوجدوا "داعش" لهدف معين. وترون الآن أنهم يلقون الخطابات ويعربدون ويصرخون ضد الحرس الثوري الذي استطاع مواجهة "داعش" وإيقافها، وهذا شيء طبيعي على كل حال. عندما تعرفون الطرف المقابل فسوف يبدو هذا الشيء طبيعيًا جدًا في أنظاركم.

حسنًا، إذًا فهم غاضبون منا. والسبب في غضبهم هو: أحد الأسباب تقصير أيديهم، والسبب الآخر هو أن الجمهورية الإسلامية استطاعت اليوم إفشال المخططات الأمريكية في "الشرق الأوسط". أي في منطقة غرب آسيا هذه التي لديهم الكثير من الأطماع والمخططات فيها. استطاعت الجمهورية الإسلامية إفشال مخططاتهم في لبنان وفي سوريا وفي العراق. وكذا الحال بالنسبة لهزيمة الصهاينة على يد حزب الله لبنان. ولقد كانوا بالتالي وراء القضية، وقد قالت وزيرة خارجية أمريكا في حينها: إن الشرق الأوسط في حال مخاض ولادة (10)، وقد تصوروا أن أمرًا كبيرًا سوف يحدث.

توصيات ومواقف بشأن التصعيد الأميركي الأخير
والآن أوصي الناشطين السياسيين والصحفيين والثقافيين ومسؤولي البلاد بعدة توصيات بمناسبة هذه القضايا الأخيرة وهذه الأعمال التي قاموا بها:

أ ــ أميركا ستهزم على أيدينا من جديد
أولًا؛ ليتيقّن الجميع أن أمريكا سوف تتلقى هذه المرة أيضًا صفعة على فمها وسوف يفرض شعبُ إيران الثوري الهزيمة عليها. كونوا متأكدين من أن هذا ما سيحصل. وهذا ما كان في الأحداث والقضايا التي حصلت خلال العقود الأخيرة دائمًا حيث واجهوا الجمهورية الإسلامية وهُزموا. هذه نقطة.

ب ــ عدم الغفلة عن مكر العدو والإستعداد التام له
وثانيًا؛ يستعرض الرئيس الأمريكي بلاهته، لكن، هذا يجب أن لا يؤدي إلى أن نغفل عن مكر العدو وحيله ومؤامراته. لا يصح افتراض العدو ضعيفًا ومسكينًا (11). حينما نقول إن فلانًا أبله مثلًا أو أحمق -وهو كلام يُقال وقد يكون صحيحًا- ينبغي أن لا يجعلنا هذا في الوقت نفسه نغفل عن كيد العدو. يجب أن يتحلى الجميع بالتدبير في كل الساحات، ينبغي على الجميع أن يكونوا يقظين واعين متواجدين في الساحة بكامل جهوزيتهم واستعدادهم. لن تحصل حرب عسكرية، لكن هناك أمورًا لا تقل أهميتها عن الحرب العسكرية. يجب أن نكون حذرين ونرى ما الذي يفعله العدو وما الذي يريد أن يفعله، ونتوقع ونستعد ذلك.

ج ــ لزيادة عوامل الإقتدار لدينا
النقطة الثالثة؛ هي أن العدو يعارض ويخالف اقتدار الجمهورية الإسلامية. العدو يعارض أي عامل أو رصيد من أرصدة اقتدار الجمهورية الإسلامية. ويجب علينا أن نسعى على الرغم من إرادة العدو لزيادة عوامل الاقتدار داخل الجمهورية الإسلامية. ومن هذه العوامل العلم الذي تعملون أنتم في سياقه وفي إطاره. العلم حقًا ساحة قتال وهو مبعث اقتدار البلاد. إنه قوة دفاعية، و قضية الصواريخ نفسها وهذه الأصوات والضجيج الذي يثيرونه، يجب أن تزداد هذه القوة الدفاعية يومًا بعد يوم، وهي تزداد طبعًا على الرغم من أنوف الأعداء، سوف تزداد هذه القوة وتتضاعف يومًا بعد يوم.

• لتجذير سياسة "الإقتصاد المقاوم"
وثالثًا؛ هناك القدرة الاقتصادية، اهتموا للاقتدار الاقتصادي، والاقتدار الاقتصادي لا يحصل بالتبعية لهذا وذاك. لقد قلت منذ السابق وليس الآن، قلت مرارًا إنني أوافق على استثمار الأجانب في البلاد، لا أعارض هذا أبدًا، سواء كان المستثمرون غربيين أو أوربيين، ولكن يجب أن لا يكون اعتماد اقتصاد البلاد على ركن قد يتزعزع بعربدة شخص مثل" ترامب". يجب أن لا يكون الأمر كذلك. ذلك الركن الذي يجب الاعتماد عليه في اقتصاد البلاد يجب أن يكون في داخل البلاد، أي إن اقتصادنا ينبغي أن يكون متدفقًا داخليًا. وهذا هو "الاقتصاد المقاوم" الذي أعلنتْ سياساته ويجب متابعته. إذًا، هذه أيضًا نقطة وهي أن يُصار إلى تعزيز كل عوامل وعناصر الاقتدار في الداخل، القوة الدفاعية، والقوة الإقليمية وما شاكل.

د ــ لا تركنوا لإيحاءات العدو المعسولة
رابعًا؛ ينبغي عدم الاهتمام بكلام العدو وإشاراته. إنه يوحي بأشياء ويبثها. في قضية الاتفاق النووي "برجام" يوحي أننا إذا اتفقنا ستزول حالة العداء وإذا لم نتفق فسوف يعادوننا. حسنٌ، ها قد قمنا باتفاق لكن حالات العداء ليس أنها لم تزل وحسب بل ازدادت. لقد كانت هذه إيحاءات العدو أننا إذا لم نتفق أو إذا تأخرنا فسوف يحصل كذا وكذا. وهم يطرحون اليوم أمورًا أخرى بأننا إذا لم نتفق بخصوص القضية الفلانية ـ على سبيل المثال إذا لم نتفق بخصوص حضور البلد في المنطقة الفلانية ـ فقد يحدث كذا وكذا. كلا، هذه إيحاءات العدو. يجب أن نقيس مصلحتنا بأنفسنا، ونجدها بأنفسنا، ونفهم بأنفسنا ما هي مصلحتنا، ولا نسمعها من العدو.

هـ ــ لزيادة قدراتنا الدفاعية الصاروخية
خامسًا؛ حين نشدد على قدراتنا الدفاعية فهذا ناجم عن تجاربنا، إن لنا تجاربنا. ذات يوم كانت هذه البلاد -طهران هذه نفسها التي تسيرون فيها بكل أمن وبكلّ راحة بال والحمد لله- تحت رحمة صواريخ "صدام". وربما لم يكن الكثيرون منكم قد ولدوا في ذلك الحين. لم تكن لدينا أي وسيلة دفاعية، بينما كان الجميع يساعدون "صدّام". كانت أمريكا تساعد "صدّام" من خلال هذه الصواريخ ومن خلال هذه الأدوات الدفاعية وحتى في خرائط ساحة الحرب. كانت تساعده بأقمارها الصناعية وغير ذلك. وكانت فرنسا أيضًا تساعده، كانت فرنسا تمنحه الصواريخ والطائرات. وألمانيا أيضًا كانت تساعده وتعطيه موادَّ كيميائية. وتعلمون أن جيش صدام استخدم المواد الكيميائية في حالات كثيرة. ولدينا الكثير من الجرحى والمعوقين بالأسلحة الكيميائية، وقد استشهد الكثير منهم. كانت ألمانيا هي التي تعطيه المواد الكيميائية. كانت ألمانيا تزوّده بالمواد الكيميائية ليصنع منها قنابل كيميائية. وربما منحوه في بعض الأحيان القنابل الكيميائية مباشرة. ساعده الجميع، وكانت أيدينا فارغة ولم تتوافر لدينا الوسائل اللازمة. لذلك فكرنا في ضرورة أن نصنع وسائلنا الدفاعية، وبدأنا، وقد بدأنا في الواقع من الصفر. لو رويت لكم وصورت لكم -ولم يبق متسع من الوقت للأسف- ما الشيء الذي أطلقناه لأول مرة وكان مداه حوالي عشرين كيلومترًا لضحكتم ربما. كانوا قد صنعوا شيئًا يشبه الميزاب لنستطيع إطلاق قذائف الـ «آر. بي. جي» من هذا الشيء الذي يشبه الميزاب بشكل من الأشكال، ليصل إلى حوالي خمسة عشر كيلومترًا أو عشرين كيلومترًا. هكذا بدأنا. ثم استطعنا زيادة القدرات. وعندما ازدادت قدراتنا وشاهد العدو أننا نستطيع الرد بالمثل توقف. هذه هي تجربتنا. إذا لم نزد من قدراتنا الدفاعية فسوف يتجرأ الأعداء ويزدادون وقاحة ويتشجعون على مهاجمتنا. يجب أن تكون قدراتنا الدفاعية بحيث لا يتشجع العدو على المبادرة وارتكاب أخطاء وحماقات.

و ــ موقف الأوروبيين الداعم للإتفاق النووي غير كاف
سادسًا؛ الحكومات الأوروبية تشدد على الاتفاق النووي. لقد قال إنه سيمزق هذا الاتفاق ويفعل كذا وكذا -كان قد قال بعض الترهات- فأدانوه وقالوا: لا، يجب أن لا تمزقه وما إلى ذلك. جيد جدًا؛ جيد، أي إننا نرحّب بهذا القدر وهو جيد. غير أن هذا لا يكفي بأن يقولوا فقط لا تمزق الاتفاق. إن هذا الاتفاق لمصلحتهم، لمصلحة الأوروبيّين ولمصلحة أمريكا أيضًا، ومن الطبيعي أن لا يريدوا تمزيقه. ونحن بدورنا قلنا إنه ما لم يُمزقه الطرف الآخر فلن نمزقه. لكنه إذا مزقه فإننا سوف نمزقه، نفتّته تفتيتًا (12)، وسبق أن قلتُ شيئًا آخر (13). حسنٌ، إذًا هذا المقدار جيد، لكنه لا يكفي.

1 ــ يجب أن يقفوا بوجه خروقات أميركا للإتفاق
أولًا يجب على الأوروبيّين أن يقفوا بوجه الخطوات العملية لأمريكا. حتى ولو لم تمزق أمريكا المعاهدة لكنها نقضتها. هذه الحالات من الحظر مثلًا، أو هذه الأعمال التي يتوقعون الآن أن تخرج عن "كونغرسهم". فيجب على الأوروبيّين أن يقفوا بوجه ذلك، فرنسا وألمانيا، ولا يمكن توقّع الكثير من بريطانيا (14). يجب أن يقفوا بوجه مثل هذه الممارسات ولا يكفي أن يقولوا إنّنا نعارض ذلك.

2 ــ عليهم أن لا يتناغموا مع أميركا بشأن قدراتنا الصاروخية
ثانيًا، يجب أن يتجنّبوا التدخل في قضايانا الأساسية -مثل القدرات الدفاعية وما شاكل- وأن لا يتناغموا مع أمريكا. أن تأتي الحكومات الأوروبية وتطلق الكلام نفسه الذي تطلقه أمريكا من قبيل لماذا تتواجد إيران في المنطقة. ولماذا لا يكون لإيران تواجدها؟! لها تواجدها على الرغم من أنوفكم وإن عميت عيونكم ! أو عندما تُشكِل أمريكا: لماذا لديكم صواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلومتر أو ثلاثة آلاف كيلومتر مثلًا. أن يأتي هؤلاء ويكرروا الكلام نفسه، فهذا لا معنى له. وما شأنكم أنتم؟ أنتم أنفسكم لماذا لديكم صواريخ؟ لماذا لديكم صواريخ نووية؟ لماذا لديكم أسلحة نووية؟ أن يريدوا التدخل والكلام في القدرة الدفاعية للجمهورية الإسلامية، كلا، هذا أيضًا لا نقبله أبدًا من الأوروبيين، ويجب أن لا يتناغموا ولا يضموا صوتهم لصوت أمريكا في كلامها التسلطي الذي تطلقه، وفي أي حماقة تصدر عنها. كانت هذه النقطة السادسة.

ز ــ لتعامل المسؤولين مع مرتكزات الإقتصاد المقاوم بجدية
سابعًا، على المسؤولين الاقتصاديّين أن يحملوا قضية الاقتصاد المقاوم على محمل الجدّ. ومن أولويات الاقتصاد المقاوم الإنتاج الداخلي، ومنع الاستيراد، والحيلولة دون تهريب البضائع. هذه السنة سنة فُرص العمل. ونحن الآن في النصف الثاني من شهر "مهر"(15). أي إن أكثر من نصف السنة قد انقضى. ويجب زيادة النشاطات في مجال فرص العمل والإنتاج الداخلي الوطني. يجب مضاعفة العمل وتلافي حالات التأخر. في فترة ما كنا مشغولين بقضايا الانتخابات والكلام الانتخابي وما شاكل، ومضى الوقت، ويجب عليهم التعويض لنستطيع الوصول إلى مكان ما في هذا المضمار. قلتُ إننا نرحب بالمستثمر الأجنبي لكننا لا نعقد آمال قلوبنا على عمل المستثمر الأجنبي لأنه لا يمكن الوثوق به. يأتي المستثمر الخارجي اليوم، وغدًا يخلق لنا مشكلة بسبب حادثة ما. ليأتِ المستثمرون الأجانب وليستثمروا، ولكن اعتماد اقتصاد البلاد يجب أن يكون على القدرة الداخلية. والإمكانيات الداخلية ليست بقليلة بل هي كثيرة، والأعمال التمهيدية الأولى التي يجب أن تتم هي أعمالٌ واضحة وجيدة، وقد أشار لها الدكتور السيد ستاري. وهذا المنطق منطق صحيح أن اقتصادنا اقتصاد نفطي أي إنه اقتصاد مصادري. بمعنى أن عليك أن تبيع رؤوس أموالك باستمرار وتأكل منها. إنها رؤوس أموال بالتالي، وهذا شيء يجب أن يتغير، ويجب أن يقوم الاقتصاد على أساس القيمة المضافة. بل حتى بعض الأحجار الثمينة التي نمتلكها -الأحجار الثمينة التي يمتلكها البلد وتنفع في مجال البناء- يُصدَّر الكثير منها إلى الخارج من دون جهوزية ومعالجة وبطريقة بدائية، وهذا شيء عجيب جدًا. وبعض وزرائنا قصّروا حقًّا في هذه المجالات. حسنٌ، كانت هذه نقاطًا حول القضايا السياسية.


7 ـ إشارة إلى كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتاريخ 13/10/2017 م.
8 ـ ضحك الحضور.
9 ـ نهج البلاغة، الخطبة رقم 6.
10 ـ كوندليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة.
11 ـ سعدي الشيرازي، ديوان جلستان، الباب الأول، شطر من بيت شعري ترجمته: «أتدري ما الذي قاله زال لرستم، لا يصح افتراض العدو تافهًا مسكينًا».
12 ـ ضحك الإمام الخامنئي والحضور.
13 ـ كلمته في لقائه بمسؤولي الدولة بتاريخ 14/06/2016 م.
14 ـ ضحك الإمام الخامنئي والحضور.
15- شهر مهر: الشهر السابع من أشهر السنة الهجرية الشمسية يتوافق مع الفترة من 23 أيلول حتى 22 تشرين الأول من السنة الميلادية.
16 ـ سورة العنكبوت، شطر من الآية 69.
17 ـ سورة التغابن، شطر من الآية 11.

2017-10-30