تخليد ذكريات الدفاع المقدس تقوية لأركان الثورة والهوية الوطنية
الحرب الناعمة
تخليد ذكريات "الدفاع المقدس" تقوية لأركان الثورة والهوية الوطنية
عدد الزوار: 167
من كلمة سماحة الإمام الخامنئي في "أمسية
ذكريات" الدفاع المقدس في
ذكرى تحرير "خرّمشهر" في الثالث من خرداد 1396 ه.ش
(24 أيار 2017م)
تخليد ذكريات "الدفاع المقدس" تقوية لأركان الثورة والهوية الوطنية
نستطيع أن نتغلب على كل الصعاب والتحديات بروحية إيمانية. هذه نتيجة الحفاظ على هذه
الذكريات وتقديرها. أريد أن تتنبهوا إلى أهمية هذا العمل؛ لا تسمحوا بأن تُنسى
ذكريات هذه الأعوام الثمانية من الدفاع المقدس. هذه التفاصيل، هذه الأشياء التي
ذكرها الأصدقاء كلها أمور مهمة، هذه الكتب التي تُؤلف مهمة، إنها كتب قيّمة؛ وليست
مجرد أعمال فنية فقط، بالطبع ولحسن الحظ يتم إنجاز أعمال فنية جيدة، سواء في
الكتابة والآداب أو في السينما ومثل هذه الأعمال. يجري القيام بأعمال جيدة لحسن
الحظ. طبعًا نحن متقدمون في بعض المجالات ومتأخرون في مجالات أخرى؛ يجب أن نتقدم
إلى الأمام. تم إنجاز أعمال قيمة من النواحي الفنية ومن النواحي الأدبية. إنها
أعمال قيّمة؛ غير أن هناك قضية أسمى وراء هذه الأعمال الفنية. هذا الفيلم الذي
يخرجه هذا السيد، وهذا الكتاب الذي يكتبه ذلك السيد، هو في الواقع، بمثابة ضخ إسمنت
في هذه الأركان والأعمدة التي نريد تقويتها. نريد أن نجعلها أكثر متانةً وخلودًا.
إنها تقوية لأركان الثورة ودعائمها. تقوية لأركان تقدم البلاد. تقوية للهوية
الوطنية. هذه أمور قيّمة جدًا.
هذه الذكريات هي حقا ثروة وطنية
وأقول لكم إنّ هذه الذكريات هي حقًا ثروة وطنية. هذه الذكريات ثروة وطنية. وهي ليست
ملكًا للشخص الذي روى هذه الذكريات، بل هي ملك للجميع. يجب على الجميع أن يرووا هذه
الذكريات، يجب أن يكتبوها. طبعًا من المعلوم والمعروف -وقد قلنا مرارًا والظاهر أن
الوضع هكذا- إنه يجب اجتناب المبالغة والتضخيم وما شابه. يجب ذكر أصل الوا كما هو
وكما حدث فعلًا. إن ما وقع هو فاخر وجميل وإعجازي إلى درجة لا يحتاج معها لأية
مبالغة. ما حدث فعلًا هو هكذا. يجب أن يتكلموا ويحدّثوا بالشيء الذي حدث ويحيوه
ويستخدموا الأساليب الفنية من أجل التعبير الأبلغ والبيان الأفضل.
أعمال تخليد هذه الذكريات بمثابة حسنة لأصحابها
كل هذه الأعمال حسنة، إنها صدقة. هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بأعمال في هذا المجال،
هؤلاء الإخوة الحاضرون هنا، سواء الذين يعملون في مجال الكتابة والأدب، أو الذين
يعملون في مجال الأفلام والسينما وأمثالها؛ ليعلموا أن هذا العمل الذي يقومون به
إنما هو حسنة، إنّه إنفاق معنوي كبير. إنكم تمنحون الرزق للناس ولهذا المجتمع وهذا
البلد. إنكم واسطة الرزق الإلهي والرزق المعنوي لهم. اعرفوا قدر هذا الأمر. هذا أمر
جيد وحسن جدًا. "قوافل النور" (الرحلات الى الجبهات) من جملة هذه الأعمال، من هذه
الصدقات والحسنات. وكذلك كتابة الذكريات والخواطر وروايتها والتحدث بها، هذه
اللقاءات والجلسات أيضًا.
التنبه لمحاولات البعض شطب ثقافة الجهاد والشهادة
لا تسمحوا لهذا الحدث الإعجازي بأن يضعف. أعزائي:توجد دوافع ونوايا لإضعاف هذه
الحقيقة في واقع حياتنا وفي واقع أذهاننا. هناك من لديهم هذه الدوافع؛ الأشخاص
أنفسهم الذين يخططون ويبرمجون للبلدان الإسلامية ويبلغونهم، فيوافقون على إلغاء
وحذف قضايا الجهاد وقضايا الشهادة من مجموعة المعارف الدينية في الكتب المدرسية
والجامعية وباقي الكتب. لقد تم تبليغ هذا الشيء لبعض البلدان فقالوا لهم احذفوا
مفهوم الجهاد ومفهوم الشهادة وما شاكل، وقد حذفوها فعلًا. هذه النوايا والدوافع
بهذا الشكل؛ هذه الدوافع نفسها تستمر وتتواصل في الداخل وتلاحظ هنا وهناك على شكل
سياسات ثقافية جزئية. ينبغي عدم الغفلة. فلنحافظ على هذه المفاهيم والقيم ولنجعلها
حيّة مؤثرة. الحرب والدفاع المقدس والشهادة والجهاد، لنعرف قدر هذه الذكريات، إنها
قيّمة جدًا.
أعمالكم تتجلى في شباب الجيل الحالي روحا ثورية
وبالطبع، نحن لا يزال لدينا الكثير من الأفكار والكلام لنقوله في هذا المجال. حين
أقول "نحن " أقصدكم أنتم ومن كانوا وشاركوا في الحرب. فهذه أعمال تستطيع حقًا وصل
الجيل الحالي بذلك الجيل الذي أبدع ذروة الدفاع المقدس وبنى قمة تاريخنا. شبابٌ
كثرٌ يأتون أو يكتبون لنا مرارًا وتكرارًا رسائل بأعداد كبيرة، وبإصرار وتوسل
وبكاء، من أجل أن يُسمح لهم بالذهاب للدفاع عن الحرم وليكونوا من المدافعين عن
الحرم. هذه الحالات نفسها، كنا نشاهدها في أيام الستينيات [الثمانينيات من القرن
العشرين للميلاد]. كان الشباب والفتيان الصغار يأتون ويتوسلون؛ من الذين لم يكن
بالإمكان السماح لهم لأسباب معينة بالذهاب إلى الجبهات. الآن أيضًا نجد الحالات
نفسها لدى كثير من الشباب والفتيان؛ هذا هو
﴿الَحِقني بِالصّٰلِحين﴾ (1)،. هذا هو
الإلحاق بالصالحين. هذه نتيجة وآثار جهودكم وأعمالكم التي تقومون بها. إن شاء الله
يبارك في جهودكم وأعمالكم ويضاعف في تأثيرها يومًا بعد يوم.
أعمالكم قيمة للغاية: تابعوها وجددوا في أسليبها
أتقدم بالشكر حقًا من الدائرة الفنية "حوزه هنري"، ومن أخينا العزيز السيد سرهنگي
وباقي الإخوة العاملين. إن عملهم هذا عمل قيّم للغاية. فليتابعوه ويواصلوه، سواء
هذا العمل "أمسية الذكريات" أو تنظيم هذه الذكريات وتدوينها. كم هي قيّمة! وهم
موجودون في كل مكان، ونحن لا نعرف سوى عدد محدود من الشخصيات التي شاركت في الحرب،
وكنا قد سمعنا منهم ذكرياتهم، هم ذهبوا شيئًا فشيئًا إلى آذربيجان وهمدان ولورستان
وخراسان وإصفهان وإلى كل مكان وكتبوا ذكرياتهم وأحيوها، فوجدناها عالمًا، بحرًا
زاخرًا، بالأفكار والكلام والمنطق والروح والمعنويات. هذا عمل قيّم جدًا فتابعوه
واستمروا فيه. لقد قلتُ وكررت مرارًا إننا لو تحدثنا وعملنا وأنجزنا أعمالًا جديدة
حول هذه الأعوام الثمانية من الدفاع المقدس لخمسين سنة، لما كان هذا كثيرًا، وأظن
أننا حتى بعد خمسين سنة لن ننتهي من هذا العمل! طبعًا ينبغي استخدام الأساليب
الجيدة، يجب استخدام الأساليب الفنية.
1- سورة يوسف، جزء من الآية 101 .