التسرّع، ماهيته، آثاره وطرق معالجته
دراسات أخلاقية::الأخلاق المذمومة
المسارعة والتّسرّع كلمتان متضادّتان في معناهما الأخلاقيّ، وإن كانتا من أصل واحد. فالمسارع هو الذي يتحرّك بنشاط وقوّة نحو هدفٍ محقّق ونتيجة واضحة. أمّا التسرّع فإنّه يريد تحقيق الأمر قبل أوانه، أو دون أن يعلم أوانه، ويتثبّت من حصوله.
عدد الزوار: 377
المسارعة والتّسرّع كلمتان متضادّتان في معناهما الأخلاقيّ، وإن كانتا من أصل واحد.
فالمسارع هو الذي يتحرّك بنشاط وقوّة نحو هدفٍ محقّق ونتيجة واضحة. أمّا التسرّع
فإنّه يريد تحقيق الأمر قبل أوانه، أو دون أن يعلم أوانه، ويتثبّت من حصوله.
المسارع، كما في قوله تعالى:
﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾1 عاقلٌ،
لأنّه يدرك المقدّمات الموصلة ويلتزم بها دون توانٍ أو تكاسل. أمّا المتسرّع فهو
شخصٌ لا يعطي للمقدّمات والأسباب العقلائيّة أيّة قيمة أو اهتمام، تراه يندفع بدافع
الوصول إلى مشتهى النّفس. لهذا، فهو عبد الشّهوة، والشّهوة تقوده. وهو مع ذلك كثير
الخطأ، كثير الندّامة، لأنّه يخالف سنّة الله في الأخذ بالأسباب اللازمة من إعداد
العدّة وإنضاج الثّمرة.
وفي قوله تعالى:
﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾2، فإنّ من أدرك الكمال
المطلق والخير المطلق عند ربّه، فإنّ فطرته السّليمة ستبعث فيه حالة من الاستعجال
والشّوق الشّديد للوصول إلى الغاية والنّتائج. وحيث إنّ النّتائج عظيمة للغاية وفوق
قدرته وفوق طاقته ونفسه، فمن الطّبيعيّ أن يتغلّب حضور هذه النّتيجة على الصّبر أو
ما يُعبّر عنه بالتّؤدة، حتّى أنّه يغلب الطمأنينة، ويتسبّب باضطرابٍ شديد، فيبعث
النّفس حتّى تخرج من هذا الاضطراب والفوران أن تسرع... فعلى هذا الأساس نقول إنّ
المسارعة التي هي ناشئة من العجلة إلى الله هي الثّمرة الطّيّبة للعجالة الإيجابيّة.
وإنّما نقول مسارعة ولا نقول تسرّع، لسببٍ بسيط، وهو أنّ الله سبحانه وتعالى يهدي
هذا الإنسان، ويأخذ بيده من أن يحرق المراحل ويدوس على المقدّمات اللازمة. وكيف لا
يكون كذلك، من كان الله هاديه ومعشوقه الذي يحبّ لقاءه.
ماهيّة الشّخصية المتسرّعة
جاء في الحديث عن الإمام الصّادق عليه السلام أنّ من جنود العقل التّؤدة وضدّها
التسرّع، فإنّ الإمام الخمينيّ قدس سره يعرّف التسرّع بتعريف ضدّه، لأنّ الأشياء
تعرف بأضدادها، فيقول: "التُّؤدَة" على وزن "هُمَزَة" تعني التثبّت في الأمر، وكذلك
الرّزانة والتّأنّي، وكذلك الطّمأنينة والثّقل في الحركة يقابلها التسرّع في كلّ
هذه الموارد"3.
و"يظهر أنّ المراد من "التُّؤدَةِ" في هذا الحديث الشّريف، وبدليل مقابلتها للتسرعِ،
هو "التّأنّي" وهو عبارة عن اعتدال القوّة الغضبيّة التي يكون التّسرّع طرف الإفراط
فيها، كما صرّح بذلك بعض المحقّقين الأجلّاء، واعتبروا الطّمأنينة النّفسيّة من
فروع الشّجاعة... وقد يكون المراد من "التُّؤدَة" التّثبّت، وهو أيضًا من ثمار
اعتدال القوّة الغضبيّة ومن فروع الشّجاعة، ويعني تحلّي النّفس بالثّبات والاستقامة
في تحمّل الشّدائد وطوارق الحدثان المتنوّعة، وعدم الفرار منها بسرعة واجتناب
الخفّة والضّعف والتّهاون والانفعال في مواجهتها، سواء أكانت عوارض أخلاقيّة
وروحيّة، أم طبيعيّة وبدنيّة.
إن النفس المتحلِّية بالثبات والاستقامة لا تنهار في مواجهة المصاعب الروحية، بل
تثبت في الشدائد دون أن تسمح لها بأن تسلب منها شيئاً من الطمأنينة والاستقامة،
ولعلّ في الآية الكريمة
﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾4 إشارة
إلى هذا المقام من مقامات النفس.
ولا يخفى أن التحلِّي بهذه الروحيّة في التعامل الاجتماعي هو من أهم المهمات
وأصعبها في الوقت نفسه، ولذلك روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه
قال: "شيبتني سورة هود لمكان
﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾5"، لعلَّ اختصاصه هذه
الآية بذلك رغم وجود آية مماثلة لها في سورة الشورى، يرجع إلى قوله تعالى في ذيلها
﴿وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾، وهذا غير موجود في آية سورة الشورى، إذ التحلّي بالاستقامة
مع الأمّة أمرٌ في غاية الصعوبة.
وعلى أي حال فإن من ثمار التحلّي بالثبات والاستقامة ثبات الإنسان وعدم فراره عند
اشتداد المعارك، وتحمّل صعابها، وعدم التهاون في الذب عن النواميس الإلهية، مثلما
أنه يستقيم ويثبت في مواجهة الصعاب الروحية فلا يفقد الطمأنينة والاستقامة
النفسية"6.
منشأ التسرّع
إنّ أوّل ما يلاحظ في الشّخصيّة المتسرّعة هو كثرة وقوعها في الأخطاء التّي تؤدّي
إلى الضّرر ـ سواء على مستوى النّفس أو الغير. ولو فرضنا شخصًا متسرّعًا، لكنّه لا
يقع في الخسائر، فهو في الواقع سريع وليس متسرّعًا. ويعد الخوف على المآرب الدنيوية
الفانية والحرص على اللذات والشهوات من أهم الأسباب التي توقع الإنسان في التسرّع
كما يقول الإمام الخميني قدس سره: "فكثرة الوقوع في الأضرار والخسائر من علامات ضعف
العقل، الذي يسمح للقوّتين الغضبيّة والشّهويّة بالاستيلاء على مملكة وجود الإنسان.
وحينها، فإنّ مثل هذا الشّخص وبمجرّد أن يرى أنّ ما تشتهيه نفسه يكاد يزول أو
يُفوته، فإنّه يسرع إلى الحصول عليه دون أن يجعل للعقل دورًا في تقدير الأمور.
فتكون القوّة الشّهويّة سببًا في الاندفاع، حيث تؤمّن القوّة الغضبيّة قوّة
الاندفاع الّذي يؤدّي إلى التّسرّع. فالشّهوة دون العقل كالحيوان يسيل لعابه رغبةً،
لكنّه لا يتحرّك. وهنا تلعب القوّة الغضبيّة دور إطلاق سراح هذا الحيوان دون حسابٍ
أو تدبير. يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "ولا ريب في كون جميع أشكال العجلة
والتسرّع والتّذبذب وعدم الاستقرار ناشئةً من خوف عدم الحصول على المآرب النّفسيّة
واللذات والشّهوات الحيوانيّة، أو من فقدان هذه المآرب الحيوانيّة"7.
بعض آثار التسرّع
1- الاضطراب وعدم الثّبات
عندما تترسّخ هذه الحالة في النّفس ينشأ منها اضطرابٌ وهيجانٌ دائم، ويُسلب صاحبها
حالة الطّمأنينة والثّبات، فيعيش في الدّنيا عيش الأشقياء، وينتقل إلى ذاك العالم
صفر اليدين، حيث فقد فرصته الوحيدة لمعرفة الله تعالى التي تحصل من حالة السّلام مع
موجودات العالم. يقول الإمام الخميني قدس سره:
"التسرّع، فهو من الملكات القبيحة، ويؤدّي إلى عدم استقرار الإنسان وخفّته في كل
حال وسرعة انهياره وإفلات زمام الأُمور من يديه، فلا هو يثبت في تحمّل الصعاب
الروحية، ولا يثبت في مواجهة الشدائد الجسمية"8.
2- الانحراف عن جادّة الحقّ
يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "يؤدّي هذا الخلُق القبيح إلى ظهور الكثير من
المفاسد الفرديّة والاجتماعيّة في المدينة الفاضلة. فما أكثر ما يدفع المبتلى به
إلى الانهيار والإعراض عن القيام بالواجبات الإلهيّة والروحيّة عند تعرّضه لأدنى
الصّعوبات، فتغلبه النّفس والشّيطان، ويبعدانه عن سلوك طريق الحقّ تعالى، ويصير
إيمانه لعبة بأيديهما، فيفقد بالكامل شعار دينه ومذهبه وكرامته، لأنّ طمأنينة
النّفس واستقامتها هي التي تعطي الغلبة للإنسان في مواجهة جنود الجهل، وتحفظه في
مجابهة حزب الشّيطان، وتجعله يسيطر على قوّتي الغضب والشّهوة، فلا يستسلم لهما، بل
هي التي تُسخّر لطاعته جميع قواه الباطنيّة والظاهريّة"9.
إنّ أشدّ ما يحتاجه المجاهد في ساحتي الجّهاد الأصغر والأكبر هو الثّبات، وعندما
يفقد المجاهد هذه الحالة، فإنّ عدوّه سيتمكّن منه بسهولة. ولهذا، عدّ رسول اللهصلى
الله عليه وآله وسلم التسرّع من سلاح الشّياطين، لأنّ المواجهة في ساحة الجّهاد هي
في الحقيقة والباطن مع الشّياطين، وليس للشّيطان من أسلحة أمضى وأشدّ من النّفس
الأمّارة والضّعيفة والجاهلة.
3- حبّ الدّنيا
ولا يحتاج الإنسان إلى قوّة الإيمان لكي لا يكون عجولًا، فإنّ التّجارب التي ينتفع
منها العقلاء تفيد بأنّ المتسرّع سيُبتلى بأنواع الخسائر والأضرار. لكن ها هنا نكتة
مهمّة، وهي أنّ غير المؤمن لا بدّ له أن يقع في العجالة والتسرّع، لأنّ غير المؤمن
الذي فقد معنى الآخرة لا بدّ وأن يصبح دنيويًّا. ومن أحبّ الدّنيا وتعلّق بها لا
يمكن أن يرى حياتها وفرصها إلّا فوات المطالب والمآرب، فهي هكذا فعلًا. ومن جانبٍ
آخر لن يستطيع مثل هذا الشّخص أن يتخلّى عن هذه المآرب، لأنّها المعنى الوحيد الذي
يتبقّى له من الحياة، فمهما بلغت حكمة الحكيم الدّنيويّ، فإنّه سيقع في العجالة
يومًا ما.
يقول الإمام الخميني قدس سره: "أمّا الدعاء استعجالًا، وهو دعاء العامّة، فهم
يستعجلون في الدّعاء، لأنّهم أسرى المقاصد النّفسيّة، ويخافون فوات المقاصد
الدّنيويّة أو الأغراض الحيوانيّة"10.
كيف نقضي على التسرّع؟
1- معرفة الله وتوحيده
فإذا علمنا أسباب التسرّع ومخاطره، فإنّنا ندرك لماذا اعتبر الإمام أنّ معرفة الله
تعالى وتوحيده هي الّتي تؤدّي إلى زوال هذه الملكة القبيحة.
يقول الإمام قدس سره: "إنّ القلب الذي أشرق فيه نور التّوحيد ومعرفة الكمال المطلق
يتحلّى بالطّمأنينة والثّبات والتّأنّي والاستقرار، وإنّ القلب الذي تنوَّر بمعرفة
الحقّ ـ جلَّ وعلا ـ يرى عيانًا أنّ مجاري الأمور بيد قدرته تعالى، ويرى نفسه
واجتهاده وحركته وسكونه هو، وكذلك حركات وسكنات جميع الموجودات صادرة منه تبارك
وتعالى، لأنّ زمام أمورها ليس بيدها، بل بيده عزَّ وجلّ، مثل هذا القلب لا يعتريه
اضطراب أو تسرّع أو تذبذب. وعلى العكس منه حال القلب المحتجب، المحروم من معرفة
الله، الواقع في حجب التوجّه للنّفس والشّهوات واللذات الحيوانيّة، فهو مضطربٌ
لخوفه فوات اللذات الحيوانيّة، فصاحبه فاقدٌ للطّمأنينة يقوم بأعماله بعجلةٍ
وتسرُّع"11.
"وعلى أيّ حال، فإنّ من ثمار التحلّي بالثبات والاستقامة ثبات الإنسان وعدم فراره
عند اشتداد المعارك، وتحمّل صعابها، وعدم التهاون في الذبّ عن النواميس الإلهية،
مثلما أنّه يستقيم ويثبت في مواجهة الصعاب الروحيّة، فلا يفقد الطمأنينة والاستقامة
النفسيّة.
... إنّ ملكة الثّبات والاستقامة هي التي تجعل الإنسان ثابتًا كالسدِّ المنيع في
مواجهة مختلف أشكال صعاب الدّهر والضّغوط الرّوحيّة والجسميّة، فلا ينحرف ولا ينهار
ولا يتهاون، وهي التي تحفظ ـ بطمأنينة النفس وسكون الرّوح ـ قوّة الإيمان بيسر
وسهولة، وتحمي الإنسان حتّى النّفس الأخير في مجابهة عواصف ابتلاءات هذا العالم
العاتية، وهي التي تمنع أخلاق الغرباء والمنافقين وملكاتهم من النّفوذ إلى روحه،
وتحفظه من أن يكون لعبةً في أيدٍ تسوقه حيثما شاءت، وتجعله ـ باستقامة نفسه
وطمأنينتها ـ وحدهُ أمّةً واحدة ثابتًا شامخًا كجبلٍ من حديد، حتى إذا أغرقت سيول
الانحرافات الأخلاقيّة النّاس جميعًا، لم يستوحش من ثباته لوحده في مجابهة الجميع.
إنّ الإنسان يستطيع القيام بجميع الواجبات الفرديّة والاجتماعيّة، فلا ينحرف ولا
يسقط في المعاصي، في أيّة مرحلة من مراحل حياته المادّيّة والرّوحيّة، وذلك ببركة
التحلّي بهذه القوّة الرّوحانيّة العظيمة، أي ملكة الاستقامة والطّمأنينة. فبها قام
قادة الدّين في وجه الملايين من الجاهلين دون أن يسمحوا لكثرة هؤلاء بأن توجد فيهم
أدنى وهن، وهذه الرّوح العظيمة هي التي جعلت الأنبياء العظام ينهضون فرادى لمواجهة
العقائد الجاهليّة، الباطلة التي سيطرت على العالم، دون أن يدخلهم أدنى خوف أو رهبةٌ
بسبب وحدتهم وكثرة مخالفيهم، وبها تغلّبوا على تلك العقائد الجاهليّة وغيّروا
العادات التي أوجدتها في النّاس، واستبدلوها بصبغتهم التّوحيديّة.
إنّ روح الاستقامة المقترنة بالطّمأنينة هي التي حفظت الفئات القليلة في مواجهة
الفئات الكثيرة، بل ومكّنتها من فتح البلدان والممالك القويّة والسّيطرة عليها مع
قلّة العِدَّة والعَدَد، لذلك فَقَدْ أولاها القرآن الكريم مزيد الاهتمام، وقال:
﴿إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ﴾12. وهذا ما
تحقّق بالفعل"13.
ويُفهم من هذا البيان أنّ الشّخص المتسرّع هو في الحقيقة بعيدٌ عن أنوار التّوحيد،
الّذي يعني فيما يعنيه أنّ الله تعالى متكفّلٌ بتدبير أمورنا على الصّورة الأصلح
والأجمل. فإنّ من اعتقد بهذه الحقيقة، وآمن بها، سيسعى جهده لمشاهدة تجلّياتها في
كلّ حياته. والسّبيل الوحيد هو أن يمشي مع التّدبير الإلهيّ ولا يسبقه. ومعنى
التّماشي مع التّدبير الإلهيّ، كما أسلفنا، هو رعاية نظام الأسباب الإلهيّ. فلا
سبيل للإنسان الذي يريد شهود هذا التّوحيد سوى أن يشاهد حصوله في حياته، ولا سبيل
لمشاهدة حصوله إذا كان المرء متسرّعًا، لأنّ المتسرّع شخصٌ يجعل الأسباب وراء ظهره،
فكيف له أن يراها؟ فهذا هو العلاج العلميّ.
2- تصّنع التّؤدة
أمّا العلاج العمليّ، فيعتمد على تصنّع التّؤدة وتكلّفها، لأنّ من شأن السّلوكيّات
السّليمة إذا استدامت أن تنتقل إلى النّفس، فتصبح ملكة راسخة فيها.
يقول الإمام: "نتيجة شدّة الاتّصال والوحدة بين المقامات النّفسيّة، فإنّ جميع
أحكام الباطن تسري إلى الظّاهر مثلما أنّ جميع أحكام الظّاهر تسري إلى الباطن،
ولذلك أولت الشّريعة المطهّرة الاهتمام البالغ لحفظ الظّاهر، فشرَّعت آدابًا
وأحكامًا حتّى لكيفية الجلوس والقيام والمشي والكلام، لأنّ لجميع الأعمال الظاهريّة
ودائع تتركها لدى النّفس والرّوح، وتؤدّي إلى إحداث تغييرات كلّية في الرّوح.
فمثلاً، إذا تسرّع الإنسان في المشي، أوجد ذلك حالَ تسرّع في روحه، وإذا كانت في
روحه حالٌ من التسرّع، ظهرت آثارها على ظاهره أيضًا، وكذلك الحال إذا التزم الوقار
والسّكينة والطّمأنينة في أعماله الظّاهريّة ـ حتّى لو كان ذلك على نحو التكلّف ـ
ظهرت وترسّخت في باطن روحه تدريجيًّا ملكة الطّمأنينة، وهي من كرائم الصّفات، ويصدر
منها الكثيرُ من الخيرات والكمالات"14.
* دراسات أخلاقية - الأخلاق المذمومة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- سورة آل عمران، الآية 133.
2- سورة طه، الآية 84.
3- جنود العقل والجهل، ص 321.
4- سورة هود، الآية 112.
5- مجمع البيان للطبرسي، ج5، ص304.
6- جنود العقل والجهل، ص323.
7- (م.ن), ص 326.
8- جنود العقل والجهل، ص 324.
9- (م.ن), ص 324.
10- جنود العقل والجهل، ص 326.
11- (م.ن), ص 326.
12- سورة الأنفال، الآية 65.
13- جنود العقل والجهل، ص 323 - 325.
14- جنود العقل والجهل، ص 322.