يتم التحميل...

ربـيـع الـقــرآن

شهر رمضان

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لَا يَغُشُّ، وَالْهَادِي الَّذِي لَا يُضِلُّ وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لَا يَكْذِبُ ، وَمَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ، زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى".

عدد الزوار: 299

ربـيـع الـقــرآن


قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لَا يَغُشُّ، وَالْهَادِي الَّذِي لَا يُضِلُّ وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لَا يَكْذِبُ ، وَمَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ، زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى".

من أعظم النعم التي أنعم الله بها على أمة رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) هذا الكتاب الهادي بين أيديهم الذي تكفل بحفظه وصونه من التحريف، وجعله أمانا للناس مع أهل بيته (عليه السلام).

وقد ربط الإسلام أتباعه بالقرآن، فأمر الناس بالرجوع إليه، والاستضاءة بنوره، وحثّهم على تلاوته، وقد وصفه الإمام (عليه السلام) في حديثه بأنه ناصح، هاد، محدث صادق، فيه نفع دائم للعباد.

ومن آداب التعامل مع القرآن الكريم أمور:

أولها: الحذر من تفسير القرآن بالرأي ومن غير الرجوع إلى الراسخين في العلم الذين يعلمون حقيقة مراده، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):"وَلَنْ تَأْخُذُوا بِمِيثَاقِ الْكِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَقَضَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَبَذَهُ، فَالْتَمِسُوا ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ، فَإِنَّهُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ وَمَوْتُ الْجَهْلِ ، هُمُ الَّذِينَ يُخْبِرُكُمْ حُكْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَصَمْتُهُمْ عَنْ مَنْطِقِهِمْ وَظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ، لَا يُخَالِفُونَ الدِّينَ وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَهُوَ بَيْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ وَصَامِتٌ نَاطِقٌ".

ثانيها: أن لا يقتصر المؤمن في تعامله مع القرآن على التلاوة فقط، بل يسعى إلى تعلّمه، والتفقه فيه أي التدبر لمعرفة حقيقة مراد الله في آياته، وجعله شفاء للصدور، وهذا كله مع الحث على التلاوة التي تكون متقنة, قال أمير المؤمنين (عليه السلام):"وتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور، وفي رواية أخرى يبيّن الإمام كيف يكون شفاء القرآن فيقول: فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ...، فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ وَالْغَيُّ وَالضَّلَالُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ".

ثالثها: التفاعل مع القرآن، وأن تكون تلاوته بالقلب مع اللسان، وأن يشعر الإنسان بكل آية يتلوها كأنه المخاطب بها، وأن الله يحدثه بها, قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يصف المتقين:"تَالِينَ لأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ، فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ، أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ".

وطريق هذا التأثر هي التلاوة بصوت حسن ومحبب يقول الإمام الخامنئي (حفظه المولى):"التلاوة الجيدة تزيد من جاذبية القرآن وتقرّب القلوب إليه وتذكّر الإنسان بالقرآن. ويذكر السيد القاضي (رضوان الله عليه) هذه النقطة في التوصيات التي تركها بشكل مكتوب لبعض تلاميذه، يوصي بقراءة القرآن بلحن عذب عند قيام الأسحار. هذه توصية رجل روحاني معنوي كالمرحوم الحاج ميرزا علي القاضي".

وفي هذا الشهر الكريم يتضاعف الثواب من الله عز وجل على الطاعات وورد الحث على تلاوة القرآن فيه، ولا بد من أن يغتنم الإنسان الفرصة بتحويل مجالس ليالي هذا الشهر إلى مجالس أنس بهذا القرآن.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2017-06-12