يتم التحميل...

الـمـســاجــد

شعبان

من أعظم تشريعات الدين المبين فضل المساجد التي جعلها الله بيوتا له يتقرب بها عباده إليه، وأمر بعمارتها في هذه الآية واصفا أهل ذلك بأنهم الذين

عدد الزوار: 34

الـمـســاجــد


قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ.

من أعظم تشريعات الدين المبين فضل المساجد التي جعلها الله بيوتا له يتقرب بها عباده إليه، وأمر بعمارتها في هذه الآية واصفا أهل ذلك بأنهم الذين اجتمعت فيهم العقيدة الصحيحة من الإيمان بالله واليوم الآخر، وأداء الفرائض من الصلاة والزكاة والأهم من ذلك كله التوحيد في الخوف، فهم لا يخافون أحدا إلا الله عز وجل.

وقد ورد الحث وبألسنة متعددة على الملازمة للمساجد وإقامة الصلاة فيها فعن الإمام الصادق (عليه السلام):"عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه وكتب من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء".

وككل فعل حث الشرع على العمل به فقد رسم له آدابا خاصة، على الإنسان العمل على التحلّي بها ومنها في أدب الحضور الى المسجد وقد ذكر العلامة المجلسي في البحار رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام)، اشتملت على بعض آداب الحضور في المساجد:

1ـ الحضور الإلهي في قلب المؤمن عندما يقصد المسجد: يقول الإمام الصادق (عليه السلام):"إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت باب بيت ملك عظيم لا يطأ بساطه إلا المطهرون، ولا يؤذن بمجالسة مجلسه إلا الصديقون، وهِبْ القدوم إلى بساط خدمة الملك فإنّك على خطر عظيم إن غفلت هيبة الملك، واعلم أنه قادر على ما يشاء من العدل والفضل معك وبك".

2ـ الاعتراف بحقيقة النفس عند الحضور بين يدي الله في بيته: يقول الإمام الصادق (عليه السلام):"واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك بين يديه، فإنك قد توجهت للعبادة له، والمؤانسة، واعرض أسرارك عليه، ولتعلم أنه لا تخفي عليه أسرار الخلائق أجمعين وعلانيتهم، وكن كأفقر عباده بين يديه".

3ـ الإخلاص في التوجه إلى الله عند التواجد في المسجد:
يقول الإمام الصادق (عليه السلام):"وأخل قلبك عن كل شاغل يحجبك عن ربك، فإنه لا يقبل إلا الأطهر والأخلص".

4ـ ترقب الفوز والأمل بأن يكون العمل مقبولا:
يقول الإمام (عليه السلام):"وانظر من أي ديوان يخرج اسمك، فإن ذقت من حلاوة مناجاته، ولذيذ مخاطباته وشربت بكأس رحمته وكراماته من حسن إقباله عليك وإجابته، فقد صلحت لخدمته، فادخل فلك الأمن والأمان".

5ـ الحذر والوجل والخوف من عدم قبول الطاعة:
يقول الإمام (عليه السلام):"وإلا فقف وقوف مضطر قد انقطع عنه الحيل، وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فإذا علم الله عز وجل من قلبك صدق الالتجاء إليه، نظر إليك بعين الرحمة والرأفة والعطف ووفقك لما يحب ويرضى فإنه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين إليه المحترقين على بابه لطلب مرضاته، قال الله عز وجل: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ".

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2017-05-27