يتم التحميل...

نعمة الولاية

شعبان

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يصف المرحلة المهدوية:"يَعْطِفُ الْهَوَى عَلَى الْهُدَى، إِذَا عَطَفُوا الْهُدَى عَلَى الْهَوَى، ويَعْطِفُ الرَّأْيَ عَلَى الْقُرْآنِ، إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَى الرَّأْيِ ... أَلَا وفِي غَدٍ وسَيَأْتِي غَدٌ بِمَا لَا تَعْرِفُونَ ... تُخْرِجُ لَه الأَرْضُ أَفَالِيذَ كَبِدِهَا، وتُلْقِي إِلَيْه سِلْماً مَقَالِيدَهَا، فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السِّيرَةِ، ويُحْيِي مَيِّتَ الْكِتَابِ والسُّنَّةِ".

عدد الزوار: 224
نعمة الولاية

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يصف المرحلة المهدوية:"يَعْطِفُ الْهَوَى عَلَى الْهُدَى، إِذَا عَطَفُوا الْهُدَى عَلَى الْهَوَى، ويَعْطِفُ الرَّأْيَ عَلَى الْقُرْآنِ، إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَى الرَّأْيِ ... أَلَا وفِي غَدٍ وسَيَأْتِي غَدٌ بِمَا لَا تَعْرِفُونَ ... تُخْرِجُ لَه الأَرْضُ أَفَالِيذَ كَبِدِهَا، وتُلْقِي إِلَيْه سِلْماً مَقَالِيدَهَا، فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السِّيرَةِ، ويُحْيِي مَيِّتَ الْكِتَابِ والسُّنَّةِ".

عندما صدع النبي (صلى الله عليه وآله) بأمر الولاية في عيد الغدير، معلنا مسارا رسمه الله عز وجل لدينه، متمثلا بخط الهدى في الأئمة من ولده، أنزل الله عليه قوله: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾.

وتربط الآية بوضوح حالة اليأس لدى الذين كفروا من هذا الدين بحالة تمامه وكماله، ولأن الحديث عن يوم الولاية فهذا يعني أن اليأس إنما تحقق بالولاية التي جعلها الله عز وجل لأكمل الخلق بعد رسول الله صادقا بعد صادق.

لم يكن المسار الذي سلكته الأمة بعد وفاة النبي بالنحو الذي أمر الله به، ولذا لم يتحقق اليأس من قبل الكافرين، بل ازداد الطمع بمحاربة الدين والقضاء عليه من خلال حرفه من الداخل عن المسار الصحيح، ولا بد وأن يأتي اليوم الذي يتحقق فيه بالفعل اليأس لدى الكافرين. وذلك إنما يتم عندما تفشل كل خطط الكفر ولا تثمر جهودهم في القضاء على هذا الدين من الداخل والخارج، ولما كان الخطر المحدق بالدين يتمثل باتِّباع الهوى والرأي، فالخطوة الأولى في الانتصار لهذا الدين تتمثل بإعادة الأمور إلى نصابها بأن يكون المتبع هو الهدى والقرآن فقط.

إن قوام يأس الذين كفروا يتحقق بوراثة الذين جعلهم الله أئمة لهذه الأرض وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:"لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا، عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلَى وَلَدِهَا، وتَلَا عَقِيبَ ذَلِكَ - ( ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ) - ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ".

ووراثة الأرض تتوقف على تلك الجماعة الصالحة الممهدة لهذا اليوم من خلال التسليم التام لإمامها المفترض طاعته ولنائبه المنصوب من قبله حقا أي الفقيه العادل الجامع للشرائط.

وتتجلى في الدولة المهدوية الموعودة مظاهر تكوينية وتشريعية، وبين الأمرين ارتباط وثيق فعندما تلتزم الناس بطاعة الله وتعود الحياة إلى ما أميت من الكتاب والسنة، سوف تخرج الأرض خيراتها للناس.

وهذا اليوم لا يتحقق إلا بعد شدة ومحنة يعقبها الراحة والنعمة يقول الإمام علي (عليه السلام):"أَلَا بِأَبِي وأُمِّي هُمْ مِنْ عِدَّةٍ، أَسْمَاؤُهُمْ فِي السَّمَاءِ مَعْرُوفَةٌ وفِي الأَرْضِ مَجْهُولَةٌ،أَلَا فَتَوَقَّعُوا مَا يَكُونُ مِنْ إِدْبَارِ أُمُورِكُمْ، وانْقِطَاعِ وُصَلِكُمْ واسْتِعْمَالِ صِغَارِكُمْ ... ذَاكَ حَيْثُ تَسْكَرُونَ مِنْ غَيْرِ شَرَابٍ، بَلْ مِنَ النِّعْمَةِ والنَّعِيمِ".

إنهم آل محمد (صلى الله عليه وآله) الذين نتولاهم ونأمل أن يكتب الله لنا بهم الفلاح في الدنيا والآخرة وكما وصفهم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):" أَلَا إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ، إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللَّه فِيكُمُ الصَّنَائِعُ، وأَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2017-05-16