يتم التحميل...

نداء الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) بمناسبة حلول عيد النوروز

نداء القائد

يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر اللّيل والنّهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال.

عدد الزوار: 205

نداء الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) بمناسبة حلول عيد النوروز وبداية العام الهجري الشمسي الجديد(1396) .

شعار العام الجديد: "عام الإقتصاد المقاوم : الإنتاج ـ توفير فرص العمل"

بسم ﷲ الرّحمن ‌الرّحيم

يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر اللّيل والنّهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال.

اَللّهُمَّ صَلِّ على فاطِمَةَ وأبيها وبَعلِها وبَنيها.
(1)

التبريك بمولد الزهراء(عليها السلام) وعيد النوروز
أبارك ذكرى المولد المبارك للسيدة فاطمة الزهراء الصديقة الكبرى (سلام الله عليها) وعيد النوروز لكم جميعاً يا أبناء الوطن الأعزاء. عيدكم مبارك أيها المواطنون الأعزاء، يا شعب إيران العظيم، ويا أيها الشباب الأعزاء، ومختلف فئات الشعب. وأبارك على الخصوص للأعزاء من عوائل الشهداء والجرحى والمضحّين ، وأبارك كذلك لكل الشعوب التي تعرف عيد النيروز وتحييه.

دعاء للشعب الإيراني ولجميع المسلمين بعام جديد مبارك
أشكر الله تعالى على هذه الفرصة حيث منّ بتوفيقه مرة أخرى لأبارك عيد النوروز لكم أيها الشعب الإيراني العزيز. نتمنى أن يكون عاما جيدا جداً ومباركا؛ ومفعما بالخيرات والأمن والرفاه على الشعب الإيراني ، وأن يكون عام 1396 إن شاء الله عاماً سعيداً على كل أبناء الشعب الإيراني وكل المسلمين في العالم؛ ولكل الأسر الإيرانية، وأن يكون كل الإيرانيين الأعزاء إن شاء الله في هذا العام، الذي بدأ في

العام الماضي: عزة وطنية مشوبة بصعوبات معيشية وإقتصادية
إذا أردنا تقييم العام الذي انقضى - عام 95 - لوجب القول إنه كان مثل كل الأعوام الأخرى؛ احتوى أفراحاً وأحزانا، ومرارات وحلاوات، والقصد هنا هو المرارات والحلاوات الخاصة بالشعب، وليس الأمور الشخصية. كانت لدينا في العام الماضي أحوال طيبة حلوة؛ وأفراح تتعلق بالعزة الوطنية والأمن الوطني والهمم الشبابية بين أفراد الشعب الإيراني؛ والحركات الإيمانية الشاملة في كل مكان من البلاد. وكانت لدينا مرارات تتعلق بشكل أساس بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية، والتي سوف أشير لها.

لقد كانت عزة إيران وشعبنا العزيز مشهودة طوال سنة 95 ؛ منذ بدايتها إلى نهايتها. فلقد اعترف أعداؤنا في كل مكان من العالم باقتدار الشعب الإيراني وعظمته، وقد أفصحت هوية الشعب الإيراني عن نفسها في كل القضايا المتنوّعة في هذه السنة. حيث رد الشعب في يوم الثاني والعشرين من شهر بهمن بحماس وحمية وغيرة على الإهانة التي صدرت من الرئيس الأمريكي تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي يوم القدس من شهر رمضان المبارك أفصح تجمّع الشعب العظيم عن هوية هذا البلد وأهدافه للعالم كله.

وقد كان أمن البلاد مؤشراً أساسياً وكبيراً لشعب إيران في هذا المحيط المتوتر على صعيد المنطقة؛ بل على الصعيد الدولي. المناطق المحيطة بنا والبلدان الجارة [ابتداء] من شرق البلاد وجنوب شرقها إلى شمال غربها تعاني من انعدام الأمن، وتعاني المنطقة من انعدام الأمن، لكن شعب إيران والحمد لله عاش أمناً مستقراً على طوال السنة.

والهمّة الشبابية التي أشرت لها نابعة من مشاهدة ومعرفة نشاطات آلاف الجماعات الشبابية في كل أنحاء البلاد، المشغولة بأعمالها الحماسية سواء على الصعيد العلمي، أو على الصعيد الثقافي، أو في المجالات الرياضية، أو في الميادين الإنتاجية، فهم يعملون ويعرضون أعمالاً جديدة وإبداعات غير مسبوقة ويوفرون الأرصدة لمستقبل البلاد. والمراد بالحركات الإيمانية التي أشرت إليها هي الجلسات الدينية الحماسية والحيوية والجذابة التي أقيمت على امتداد العام، فيما يخصّ مناسبات الأئمة (عليهم السلام) وما يتعلق بالشؤون الدينية المهمّة من اعتكاف وعبادات وشهر رمضان ومسيرة الأربعين والجلسات المهمة في عاشوراء وعشرة محرم، هذه نقاط إيجابية وباعثة على الفرح لبلادنا وشعبنا.

أما المرارات والصعاب فتتعلق غالباً بالمشكلات الاقتصادية والمعيشية للشعب، فقد عانت الطبقات المتوسطة والضعيفة طوال السنة من مشكلات، ولا زالت. ولأنني مطلع على أوضاع الناس فإنني أشعر بالمرارة من أعماق وجودي، المرارة التي يشعر بها(الناسا)؛ وخصوصاً الضعفاء والطبقات الضعيفة منهم؛ فيما يتعلق بالقضايا والمشكلات الاقتصادية؛ مثل الغلاء والبطالة والآفات الاجتماعية التي غالباً ما تكون ذات منشأ اقتصادي كحالات التمييز وعدم المساواة.

إنجازات العام الفائت بقيت دون المأمول والمتوقع
حسنٌ، كلنا مسؤولون، ويجب أن نتحمّل مسؤوليتنا أمام الله تعالى وأمام الشعب كذلك. في سنة «المبادرة والعمل» -التي كانت سنة 95 -طلبت من المسؤولين المحترمين أن يشكلوا لجنة للمبادرة والعمل وقد شكلوا. وأنجزت لحسن الحظ أعمال جيدة رفعوا لنا تقارير بها، بيد أن ما تمّ إنجازه يفصله بون شاسع عمّا يتوقعه الشعب وما نتوقعه نحن. وسوف أوضّح في الخطاب( 2) أن بعض المؤشرات والإحصائيات التي يعرضها المسؤولون إحصائيات إيجابية، وبعضها إحصائيات سلبية، وينبغي مشاهدة مجموع هذا كله.

السبيل لعلاج مشكلاتنا الإقتصادية: الإنتاج الداخلي وتوفير فرص العمل
إن الاقتصاد المقاوم هو منظومة شاملة، وإذا جرى النظر لهذه المجموعة تحت اسم الاقتصاد المقاوم فقط قد لا تكون لها نتائج مؤثرة ملحوظة. وأجد أن العلاج يكمن في أن نقسّم هذه المجموعة إلى نقاط مهمة ونخصّص لكل نقطة مفتاحية مهمة فصلاً من الزمن، ونطلب من المسؤولين والشخصيات المهمة ومن كل أبناء الشعب تركيز كل هممهم على تلك النقاط المفتاحية. أعتقد أن العلاج يكمن في أن نشخّص هذه النقطة المفتاحية بصورة صحيحة لهذا العام. وأخال أن هذه النقطة المفتاحية هي الإنتاج؛ الإنتاج الداخلي، وتوفير فرص العمل،وخاصة عمل الشباب. هذه هي النقاط المفتاحية الأصلية. إذا استطعنا التركيز على هاتين النقطتين والتخطيط للأعمال وتبويبها على هذا الأساس فمن المتوقع أن تتقدم الأمور والأعمال إلى الأمام بدرجة كبيرة، وأن تحصل نجاحات ملحوظة ومحسوسة. وسوف أوضح في كلمتي إن شاء الله الخصوصيات المترتبة على هاتين النقطتين المفتاحيتين الأساسيتين.

شعار العام الجديد: "عام الإقتصاد المقاوم : الإنتاج ـ توفير فرص العمل"
لذلك أعلن أن شعار هذه العام هو «الاقتصاد المقاوم: الإنتاج – توفير فرص العمل»، أي إن الاقتصاد المقاوم عنوان كلي ثم يأتي الإنتاج وتوفير فرص العمل. هذه هي مجموعة النقاط التي ينبغي على الجميع التركيز عليها. وهذا طلبي وطلب الشعب من المسؤولين الأعزاء المحترمين أن يركزوا على هاتين النقطتين وأن يؤدّوا الأعمال بتخطيط البرامج المناسبة، وسيستطيعون في نهاية العام إن شاء الله أن يرفعوا تقريراً بنتائج أعمالهم للشعب.

نتمنى أن يكون عامكم جميعاً عاماً بهيجاً سعيداً مفعماً بالأمن والرفاه في ظل عنايات سيدنا بقية الله (أرواحنا فداه) وببركة دعاء الأرواح الطاهرة للشهداء والإمام الخميني العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


(1) عوالم العلوم ،ج11،ص14.
(2) خطاب سماحته في اليوم الأول من العام الهجري الشمسي الجديد في الحرم الرضوي المطهر في مدينة مشهد المقدسة.
 

2017-03-21