يتم التحميل...

كيف تجلب المحبة الزوجية

العلاقات الزوجية

إن بحثنا هذا يدور حول كيفية جذب المحبة، وما هي الامور التي تؤدي إلى ذلك؟ أي ما هي الأمور التي ينبغي أن يمارسها الزوج والزوجة لكي تزداد المحبة في البيت الأسري؟ وكيف يمكن لنا أن نجعل الحاكم في المنزل هو الحب والوئام؟...

عدد الزوار: 87

التحبب والتودد
إن بحثنا هذا يدور حول كيفية جذب المحبة، وما هي الامور التي تؤدي إلى ذلك؟ أي ما هي الأمور التي ينبغي أن يمارسها الزوج والزوجة لكي تزداد المحبة في البيت الأسري؟ وكيف يمكن لنا أن نجعل الحاكم في المنزل هو الحب والوئام؟ حتى لو كان لنا الكثير من الأبناء، وكنا نعيل في بيوتنا إخواناً وأخواتٍ فمحبة الزوج يجب أن تتقدم على محبة الآخرين، وإذا ما فعلنا ذلك سنصل بحول الله وقوته إلى نتيجة طيبة وحسنة.

الكبيرة التي تبدو صغيرة
إن علماء النفس يستخدمون عبارة " الصغار الكبار " في بعض بحوثهم النفسية، وهذه العبارة بحدّ ذاتها تحمل في طياتها لطافة خاصة، وكما تعلمون ان علم النفس هو علم خاص ودقيق، وأن أغلب عباراته تحمل هذه الصفة المميّزة.

فعبارة "الصغار الكبار" على سبيل المثال تعني أن بعض العبارات التي نستخدمها قد تبدو صغيرة وتافهة، لكنها في حقيقة أمرها كبيرة وجليلة، فهناك من العبارات التي نطلقها بين الفينة والأخرى ونتعامل بها مع أحبائنا ونعتبرها صغيرة قد تتسبب في قلع جذور المحبة من قلوب الذين نتحدث إليهم، لتبدّل الحب إلى بغض والوئام إلى عداوة، والعكس هو الصحيح.

1- النظافة والطهارة

إن إحدى المسائل التي أكدّ عليها الدين الإسلامي الحنيف هي مسألة النظافة، فالفرد المسلم يجب عليه أن يكون نظيفاً أينما حلّ، سواء في الدار أو في الشارع أو المجامع العمومية، فقد نشاهد بعض الأفراد لا يهتمون كثيراً لهذه المسألة الحساسة، وينظرون إليها على أنها مسالة جانبية وصغيرة وتافهة مما يبعث على نفور الآخرين منهم.

إن الأفراد الذين يردون المجتمع ورائحة العرق تفوح من أحدهم، بالإضافة الى قميصه التي غدت ياقته سوداء من كثرة الاستعمال لا يمكن أن ينظر إليهم نظرة طبيعية، فلو تحدث شخص إليكم وكانت أسنانه صفراء، وكانت رائحة فمه نتنة ماذا يمكن أن تقولوا عنه؟ فقد يسمّي البعض منهم نفسه ضمن دائرة حزب الله، وجواربه تزكم الأنوف، وهذا ما حدث بالفعل على أيامنا هذه، حيث ظهرت في المجتمع ظاهرة عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، وعدم الاهتمام بالنظافة، وإذا ما سألت أحدهم عن السبب أجابك بأنها مسائل لا ينبغي الاهتمام بها، وما دام القلب طاهراً تهون بقيّة المسائل!!

كان أغلب الشباب على زمن الطاغوت يتمثّلون بالغرب الكافر، فترى حالات "الهيبية" و"البيتل" وما إلى ذلك من المصطلحات والعبارات المستوردة من خارج البلاد الإسلامية، وكانوا يطيلون شعور رؤوسهم ويرتدون بناطيل قذرة ممزّقة ويسيرون في الشوارع حفاة، أو بأحذية لا يرض العاقل أن يضع فيها قدمه، وقد امتدت تلك الحالة فشملت شباب ثورتنا الإسلامية هذا اليوم حتى لترى البعض ممن يدّعي الانتماء إلى حزب الله يترك لحيته وشاربه بدون ترتيب، ويرتدي ما رثّ من الثياب ويفتعل أفعالاً وأقوالاً يفهم منها أنه متشبّه بالدراويش الذين أداروا ظهورهم للدنيا في حُقَبٍ زمنية بائدة.

فالذي يدّعي أنه من حزب الله، يجب عليه أن يهتم بمظهره أولاً، وأن يراعي مسائل النظافة والطهارة لأن الباري تعالى يحب النظيف الطاهر، ويمقت القذر الشعث، ومن يفعل ذلك فهو من حزب الشيطان ولا علاقة له بحزب الله أبداً.

إن الإسلام العظيم لا يطلب منك شراء ما غلا ثمنه من الملابس، ولكنه يقول، عليكم بالنظافة والترتيب والنظم، فالرجل الشعث القذر ممقوت في مجتمعه، ممقوت في منزله في محل سكناه، ولا يظن من يفعل ذلك أنَّ الناس سينظرون إليه نظرة مقدسة وسامية، كلا، وألف كلا، فالناس تحبّ النظافة، وتتودد إلى النظيف.

إن البعض من المتدينين ينظر إلى مسألة السواك، ومسألة نظافة حذائه على أنها مسائل تافهة وصغيرة وحقيرة، ولكن الأمر غير ذلك، لأنها كبيرة إذا ما أمعنت النظر فيها، وإنها تقلّل من أهميّة الفرد إذا تركت، فكيف لك أن تتحدث للآخرين ورائحة فمك نتنة؟ ألا تخجل من ذلك؟ ألا تستحي من نفسك؟

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة"1.

فالرجل الذي ينام إلى جانب زوجته وهو على تلك الحال، ستتحمله زوجته لعدة ايام، وبعد ذلك يبدأ العد التنازلي في التحمل ليصل ـ لا سمح الله ـ إلى مرحلة الصفر، عندها تشرع الزوجة بالاحتجاج والتحجّج على هذه الحالة الوضيعة.

وكذا الأمر بالنسبة للزوجة التي تفوح منها رائحة التعرق ورائحة الفم النتنة، وفي جميع الأحوال نقول، إن البدن المتعرق عار عرفي، وعار شرعي، لأن الإنسان ينبغي له أن يكون نظيفاً في مجتمعه، وفي منزله، وفي السفر والحضر، وإن "النظافة من الإيمان". كما جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

فإذا أردت التعرف على المسلم الحقيقي فانظر إلى نظافته وإلاَّ فإسلامه ناقص، وهذا ما يسمّيه علماء النفس بالصغائر الكبيرة.

*الأخلاق البيتية، مظاهري، دار المحجة البيضاء، دار الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ط1، ص189-191.


 

1- فروع الكافي/ ج3، ص22.

2009-10-26