يتم التحميل...

المبعث النبوي: إنتشال للبشرية من حميّة الجاهلية إلى قيم الفطرة الإنسانية

ثقافة إسلامية

المبعث النبوي: إنتشال للبشرية من حميّة الجاهلية إلى قيم الفطرة الإنسانية

عدد الزوار: 79

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي النظام الإسلامي وسفراء البلدان الإسلامية في عيد المبعث النبوي الشريف 05-05-2016
المبعث النبوي: إنتشال للبشرية من حميّة الجاهلية إلى قيم الفطرة الإنسانية

المبعث إنبعاث لإزالة آلام ومحن البشرية
لقد وجّه القرآن الكريم خطابه في هذه الآية الشريفة: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ)، إلى البشرية كلّها، ثم يقول في آخرها: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)1. آلام البشر، والشدائد الـمُلمّة بحياة الناس وبالمجتمعات البشرية، إنما هي عبءٌ ثقيلٌ على نفس النبي الأعظم، فإنه (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ)، ومتشوّق لهدايتهم وسعادتهم؛ فالبعثة جاءت لجميع الناس. والـلافت مواساة القرآن للنبي الأكرم في تتمة هذه الآية نفسها: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)2؛ تَوجّه بخطابك إلى البشرية، وحُثَّ الخطى في سبيل صلاحهم وإصلاحهم، وتوكَّلْ على الله الواحد الأحد، فالأمور كلها في قبضته، والسنن الإلهية مسخَّرة لخدمة هذه الحركة. فنحن اليوم بحاجة إلى معنى البعثة ومفهومها، والبشرية بحاجة إليها كذلك، ولا سيما الأمة الإسلامية.

إن عيد المبعث هو عيد النهوض والانبعاث لإزالة الآلام والمحن عن البشر، وعليه فهو حقاً يوم عيد. غالبية الآلام والشدائد التي تعاني منها البشرية على امتداد التاريخ، ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا بأشكال مختلفة، هي: عبودية غير الله، وانتشار الظلم والجور، والاختلاف الطبقي، ومصائب الضعفاء، وغطرسة المتسلطين الأقوياء، هذه آلام تعاني منها البشرية باستمرار، وقد فرضها الجبابرة العتاة على البشر دوماً بدوافع فاسدة ومُفسدة. البعثة جاءت لإزالة هذه الآلام والقضاء عليها.

المبعث: إنتشال البشرية من حميّة الجاهلية إلى قيم الفطرة
في الحقيقة يوم المبعث هو يوم الرجوع إلى الفطرة الإلهية، لأن كل هذه الشدائد والآلام والمحن والاضطرابات مرفوضة في الفطرة الإلهية التي أودعت في نفوس البشر. لقد فَطَر الله الناس في فطرته على مناصرة الحق والعدل والجهاد في سبيل المظلومين. هذه هي الفطرة الإنسانية.

إن لأمير المؤمنين, في الغاية من بعثة الأنبياء، عبارة وردت في كتاب نهج البلاغة الشريف، ينبغي التدبّر فيها كثيراً، وهي قوله: «لِيَستَأدُوهُم ميثاقَ فِطرَتِه»، أي إن الأنبياء يدعون الناس للعمل بميثاق الفطرة الذي أودع في باطن البشر، والإقرار به. فإن الله سبحانه وتعالى قد طلب من البشر أن يكونوا أحراراً، وأن يعيشوا حياة ملؤها العدل والصلاح، وأن لا يعبدوا غير الله. «لِيَستَأدُوهُم ميثاقَ فِطرَتِهِ وَيُذَکِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِه». ذلك أننا نغفل عن نعمة الوجود، ونعمة الصحة، ونعمة العقل، ونعمة الأخلاق الحسنة الذي أودعها الله في طبيعة الإنسان. ينسى البشر هذه النعم، والأنبياء يُذكّرون الناس بها. «وَيُذَکِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِه وَيَحتَجّوا عَلَيهِم بِالتَّبليغ»، أي إنهم يتموّن الحجة على الناس، ويوصلون إلى مسامعهم كلمة الحق، ويكشفون لهم الحقيقة؛ التبيين والبيان أهم واجبات الأنبياء. أعداء الأنبياء يستغلون حالات الجهل وكتمان الحقائق، ويتستّرون خلف ستار النفاق، الأنبياء يشقّون ستار الجهل والنفاق. «وَيُثيرُوا لَهُم دَفائِنَ العُقول». فقد جاء الأنبياء ليدعوا الناس إلى التعقّل ويحثّوهم على التفكّر والتدبّر. فانظروا يا لها من أهداف كبرى تنشدها البعثة، وكم تحتاجها البشرية في هذا اليوم. بعد إثارة دفائن عقول الناس، «وَيُرُوهُم آياتِ الـمَقدِرَة» أي إنهم يوجهون عقول البشر نحو التوحيد وآيات الله، ويضعون أمام أنظارهم آيات قدرة الله. فإن العقل الذي لم يتصل بالهداية، لا يستطيع من دون هداية الأنبياء إدراك الحقيقة كما هي. الأنبياء يأخذون بيد العقل الإنساني ويرشدونه، ويقوم العقل بما وهبه الله من قوة وطاقة، بطيّ طريق الحياة الشاق، وكشف الحقائق للإنسان. إن قوة العقل والتفكّر مهمة جداً، ولكن بشرط اتصالها بهداية الله وعونه. حسناً، كل هذا من معاني البعثة.

"البعثة" خير لكلّ البشرية
إن الواجب الملقى اليوم على عاتقنا نحن المسلمين، هو الوعي بحقيقة البعثة وتوعية العالم كله بهذه الحقيقة. فالبعثة تعني النهوض والقيام من أجل إنقاذ الإنسان وإنقاذ البشرية، والبعثة تعني إقامة نظام الصلاح والسداد في أوساط المجتمع البشري.. هذا هو معنى البعثة. البعثة تعني طلب الخير لجميع البشرية. فإننا نطلب الخير لكل أبناء البشر، بل وندعو حتى لأولئك الرؤساء الفاسدين المفسدين في الأنظمة الطاغوتية بأن يقوم الله سبحانه وتعالى إما بهدايتهم وإرجاعهم عن طريق الباطل، أو تقصير أعمارهم كي لا يغرقوا في الفساد أكثر، ولا يستوجبوا غضب الله أكثر.

من كلمة الإمام الخامنئي في جمع من ذاكري أهل البيت (عليهم السلام) بمناسبة مولد الصديقة الطاهرة (سلام الله عليها) 30-03-2016
للمداحين: استثمروا "الإنشاد" في هداية الناس وفي توعيتهم وطنيا

العزاء والمدائح؛ ظاهرة لا نظير لها عند الآخرين
في هذا اللقاء أوجّه خطابي في الأغلب لكم أيها الإخوة الأعزاء – بالطبع تحضر أخوات كريمات- أيها الإخوة الذين تتشرفون بإنشاد المديح والذكر لسيد الشهداء (سلام الله عليه) وأهل البيت (عليهم السلام). الحمد لله فإنّ عدد المدّاحين ولا سيما الشباب في هذا المجال عدد مناسب وكبير وجيد، أما النوعيات فهي جيدة في بعض الحالات. إنّ المديح في بلادنا بحدّ ذاته هو ظاهرة لا نجد لها مثيلاً في أي مكان آخر. بالطبع فإن المجتمع الشيعي يتميز بالعديد من الخصائص والمميّزات الفريدة التي ليس لها وجود في سائر المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، فإن أصل إقامة مراسم العزاء وقراءة المصائب والرثاء على أهل البيت (عليهم السلام)، والتي تقترن في الأغلب بالموعظة والنصيحة وبيان المعارف والقضايا المعاصرة والمسائل المختلفة وكل ما يقتضيه الزمن في كل عصر، هي من مميزات الشيعة التي كانت شائعة منذ عهد الأئمة (عليهم السلام) واستمرت حتى يومنا هذا، ولا توجد في المجتمعات الأخرى، وهم يشعرون بالفراغ من غيابها، ما أدى إلى أن يحاولوا ملء هذا الفراغ بطريقة أو بأخرى ولكن من دون جدوى. وعليه فهذه الظاهرة بما تشمل من إنشاد الأشعار والألحان في المدح والمصيبة والرثاء والذكر وما إلى ذلك، من المميزات الخاصة التي لا نظير لها عند الآخرين في أي مكان بهذه العمومية والشمولية والسعة - سواء من الناحية الكمية أو من ناحية المضامين والمفاهيم وأمثال ذلك-. إنها ظاهرةٌ جديرة ومناسبة للعمل العلمي، الحقيقة أنه يجدر بطلاب جامعاتنا وأساتذتنا وباحثينا أن يتناولوا هذه الظاهرة بالتدبر والتفكر والبحث والتفسير والتحليل من جهة، وكذلك أن يحددوا لنا الطرق العلمية لنشر وترويج هذه الظاهرة، ويعلموننا تلك الأساليب. نحن حقيقةً استسهلنا هذه الظاهرة واستخففنا بها؛ إنها ظاهرة بالغة الأهمية.

حسناً، نحن وبحمد الله وُفِّقنا وكان لدينا هذه الفرصة، لأن نعقد هذه الجلسة في مثل هذا اليوم (ذكرى ولادة السيدة الزهراء عليها السلام) مع إخواننا المادحين والذاكرين في كل عام على مدى الأعوام الثلاثين ونيف الماضية. ولعلّ عدد الذين تقلّ أعمارهم عن عمر هذا اللقاء بين جمعكم ليس بالقليل. فإنه منذ ثلاثين عاماً ونيف وهذه الجلسة قائمة. وهي تشكل فرصة جيدة للتحدث قليلاً بشأن هذه الظاهرة.

لاهتمام الشعراء والمداحين بالجانب السلوكي من حياة أهل البيت(ع)
هذه المسألة- برأيي أنا العبد لله - يجب الاهتمام بها في عمل المدح والرثاء، ولا سيما للشعراء الذين يَنظمون الأشعار. فأحياناً يرى المرء أن الفضائل التي يذكرونها لم ترد في أيّ رواية أو في أيّ حديث عن المعصوم، بل ولا تعتبر فضيلة أساساً. قال الشاعر: « قد أخطأ ذاك الذي قارن وجهك بالقمر»4. في الواقع قد قلل من قيمتك بهذا التشبيه. فإن التشبيه بالقمر وبالشمس لا يمنح المشبَّه فضلاً وقيمة، فكيف إن كان من أمثال هؤلاء العظماء الذين لهم من المقامات المعنوية والإلهية ما يبهر أبصار أهل المعنى، ناهيك عن أمثالنا الفاقدين لهذه الأبصار، حيث لا يتسنى لنا إدراكها. أحياناً تُطرح أمورٌ عامة وكلية لا يُفهم منها شيء ولا تنفع المستمع أيضاً. إذاً فالكلمة الأولى لكم أيها الإخوة الأعزاء هي أن تستفيدوا بالتأكيد في مدائحكم للشخصيات العظيمة - سواء السيدة الزهراء (سلام الله عليها) أو أئمة الهدى (عليهم السلام) - من المسائل العملية والتطبيقية الموجودة في حياتهم.

للإهتمام أيضا بالقضايا المعاصرة
هناك نقطة أخرى شائعة اليوم ولحسن الحظ بين جماعة المدّاحين إلى حدّ كبير، وهي الاهتمام بالقضايا المعاصرة، حسناً، لقد سمعتم اليوم جوانب مختلفة منها فيما يخص المدافعين عن الحرم وقضايا معاصرة أخرى، هذه قضايا هامة وأساسية، لا ينبغي أن نتخيل بأنها خارجة عن حدود تديّننا. انظروا إلى النبي الأكرم، وهو سيد الكائنات الذي لم يخلق الله سبحانه وتعالى أفضل منه، وهو الذي جاء بهذا الدين وهذا الإسلام الذي ندّعيه اليوم، كم كان يبذل الجهود ويضحّي ويتعب في الشؤون السياسية الجارية في بلده- البلد الموجود يومذاك وكان بلداً صغيراً- لم يكن ليجلس ويعلّم الناس أحكام الصلاة والصيام، وعلى توصيتهم بالتوجه والعبادة وصلاة الليل فقط، بل كان يجمع الناس في ذلك المسجد ويدعوهم إلى الجهاد وإلى الوحدة وإلى الوعي والبصيرة واليقظة حيال العدو، هذه هي الأمور المتداولة نفسها اليوم والمناسبة لي ولكم. فإن القضايا الحالية ليست بالقضايا التي يمكن التغاضي عنها.

العدو يسعى لتغيير عقائد الشباب وللمداحين دورهم في تثبيتها
هذا كله يمثل أحد جوانب القضية، والجانب الآخر يتمثل في الجهد والسعي الذي يبذله العدو لتغيير معتقدات الناس وقناعاتهم. وهنا يتجلى دوركم الهام الذي ينبغي لكم أداؤه. حينما تناصرون المدافعين عن الحرم، فإن لعملكم قيمة بالغة. وإن هذه الأشعار التي أُنشدت، وهذه الكلمات التي أُطلقت، لها قيمة كبيرة، ولا يوجد شك في ذلك. كما إن الأشعار والأناشيد التي كان يتم إنشادها في فترة الدفاع المقدس، كانت تترك تأثيراً كبيراً، ولا شك في أن لها تأثيرها اليوم أيضاً. ولكن إلى جانب هذا هناك عملٌ آخر إن لم تكن أهميته تفوق الأول فهي لا تقلّ عنه، وهو تقوية عقائد الشباب. فإن العدو يهدف إلى تغيير هذه العقائد؛ الإيمان والاعتقاد بالإسلام والثقة بكفاءة النظام الإسلامي وفاعليته وبإمكانية استدامته ومواصلة طريقه. وهو يعمل ويروّج لما يخالف المسائل البديهية أيضاً، وأحياناً يمارس عملاً مضاداً لقضية واضحة، وكأنه يريد إثباتها عبر الخداع والتزوير وتعمية العيون والأبصار.

قلوب الشباب بين أيديكم فاملؤها فكرا وأملا
إنني عندما أعترض أحياناً على بعض المدّاحين مثلاً في مجالس العزاء لما يشاهده المرء من ممارسات تؤدّى خلال هذه المراسم التي تقام في العشرة الأوائل من محرم. أحياناً يجلبون صُوَرَها ــ والآن قد ازدادت هذه الوسائل، ولكن يجلبونها لي لمشاهدة الصور ونحو ذلك- فيشاهد الجميع على سبيل المثال في مجلسٍ يقفزون إلى الأعلى والأسفل! حسناً، ما نفع هذا العمل؟ ما هو الأثر الذي يتركه؟ وأين العزاء في أعمال كهذه؟ حين أعترض على هذا، فأنا لست منزعجاً من حماسة الشباب واندفاعهم العاطفي، الشاب أهل حماسة ومصدر للطاقة، ويرغب دوماً في تفريغ طاقته، وإنما أتكلم كي لا تبقى هذه الواجبات الكبرى ملقاة على الأرض. فإن اجتمع في مكان ما خمسة آلاف أو عشرة آلاف شابّ ووضعوا قلوبهم بين أيديكم، فأنتم قادرون من خلال أداء فنيّ مميّز وراقٍ ومفعم بالمضامين السامية أن تبدلوهم إلى أناس فعالين ذوي كفاءة عالية ويمارسون أعمالهم بعزيمة وإرادة، ويمكنكم كذلك أن تجعلوا منهم أشخاصاً غير مكترثين، وفاقدين للفكر والأمل، وفارغين من الناحية المعنوية؛ هذا أيضاً يمكن القيام به. فاغتنموا هذه الفرصة وتبّنوا الخيار الأول. هذه فكرتي وكلمتي لكم.

استثمروا "الإنشاد" في هداية الناس
إن عملية المدح على الرغم من كونها تمثل مدح أفضل الخلق في العالم - لأن موضوعها هو مديح أهل البيت (عليهم السلام) ومن هنا فإن لها شأناً ومنزلة رفيعة؛ هذا هو المديح بطبيعته - ولكن لكم أن تنظروا إلى شاعرٍ كدعبل الخزاعي مثلاً ماذا يقول في قصيدته «مدارس آيات»؛ تلك القصيدة التي أشاد بها الإمام الرضا (عليه السلام) ومنحه عليها كُسوة وَصِلة. فإنها قد سحبت البساط من تحت بني العباس وشككت بفلسفة وجودهم وأدانت سلطتهم، وهذا يعني أنها كانت سياسية محضة، ولم تكن تتلخص في مجرد ذكر المصائب والمراثي، وهو مطلوب بالطبع، إلا أن الذي يسترعي اهتمام الأئمة (عليهم السلام)، هو ذلك الأمر الذي يُطرح إلى جانب ذكر المصائب. كما في قصيدة دعبل، وقصيدة الكُميت، وقصائد أخرى، حيث كان الشعراء وغيرهم ينشدونها ويقرأونها على الناس بالصوت والتلحين، كما تقومون به من إنشاد للأشعار بالصوت واللحن؛ سواء الشاعر أو غيره. وهذه هي وسائل الإعلام العامة في ذلك اليوم. وبإمكانكم في هذا اليوم أيضاً، استثمروا هذه الوسائل؛ استخدموا وسائل الإعلام الجمعي وقوموا بهداية الناس؛ هذا باعتقادي عملٌ أساسي جداً.

مديح أهل البيت رسالة فائقة الأهمية
معروفٌ بأنهم يقولون شرف كل علم بشرف موضوعه، وكلما ازداد الموضوع شرفاً، ازداد العلم الذي يتناوله شرفاً. ولو عممنا هذا الأمر من العلم إلى المهن، يكون موضوع شغلكم وعملكم ومهمتكم هو عبارة عن مديح أهل البيت (عليهم السلام) ومنح المستمعين البصيرة والصحوة؛ وهذه هي أفضل الغايات ولها قيمة بالغة، فاستثمروها. وإن جماعة المدّاحين والذاكرين كثيرة والحمد لله، وهذه الحشود التي تفضلت بالمجيء إلى هنا في هذا اليوم غفيرة، لكنّ تعداد جماعة المدّاحين والذاكرين في كلّ أرجاء البلاد يفوق ذلك أضعافاً، وهم في كثرة متزايدة والحمد لله، وهناك الكثير ممن يرغب في هذا الأمر ويتصدّى له. وعلى أي حال فإن هذه هي رسالة فائقة الأهمية، فاحملوها على محمل الجد. وبالطبع فإن الشعراء أيضاً يؤدون دوراً هاماً في هذا المجال، غير أن الشعر تأثيره أقلّ بكثير ما لم يَقترن بأداءٍ جيد، ويزداد أثَرُه حين تمزجونه بأدائكم الجيّد والرائع.
 


1- سورة التوبة، الآية 128.
2- سورة التوبة، الآية 129.
3- نهج البلاغة، الخطبة الأولى.
4- إشارة الى بيت للشاعر "وثوق الدولة": (قد أخطأ ذاك الذي قارن وجهك بالقمر. فمساواتك بحجر تنقص من قدرك!)

 

2017-03-16