يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئي خلال لقائه القائمين على قوافل النور

2017

كلمة الإمام الخامنئي خلال لقائه القائمين على" قوافل النور"_6/3/2017 [الرحلات السیاحة الجهادية إلى مناطق حرب السنوات الثماني على الحدود الإيرانية العراقية]

عدد الزوار: 76

كلمة الإمام الخامنئي خلال لقائه القائمين على" قوافل النور"_6/3/2017
[الرحلات السیاحة الجهادية إلى مناطق حرب السنوات الثماني على الحدود الإيرانية العراقية]

مواحهة الغزو الثقافي يتحقق بانتاج البديل المحلي

المحاور الرئيسية
• الأعوام الثمانية من الدفاع المقدس هي من أيام الله
• "الدفاع المقدس أحد منابع القوة الثقافية
• ذكريات سنوات "الدفاع المقدس" ثروة وطنية عظيمة
• "قوافل النور" تمثل تقنيّةُ الاستثمار لثروة " الدفاع المقدس"
• لمواجهة الغزو الثقافي بإنتاج البديل المحلي

بسم الله الرحمن الرحیم1

والحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیّدنا ونبیّنا أبي القاسم المصطفی محمد، وعلی آله الأطیبین الأطهرین المنتجبین، لا سیّما بقیّة الله في الأرضین.

أهلاً وسهلاً بكم أيها الإخوة الأعزاء، والأخوات العزيزات، والقادة وبقية ذكرى الدفاع المقدس، والمقاتلون والشباب المتحمّسون، نماذج من عظمة الشعب الإيراني الذي ينبغي أن يعرف قدركم -سواء قدر الشباب الذين سلكوا هذا السبيل وعرّفوا قلوبهم على الحقائق، أو قدر قدامى المحاربين في هذا الطريق من الذين خاضوا غمار اللجج، وحقّقوا إنجازات كبرى، وما زلوا يواصلون اليوم خدماتهم، وينتظر أكثرهم الشهادة- هؤلاء هم أبناء الشعب الإيراني، والشعب بدوره يقدّرهم، وعلى المسؤولين ومتولّي أمور البلاد أن يعرفوا قدر هؤلاء الأفراد وقدر هذه الكلمات.

أوّلاً، أتقدّم بالشكر للمجموعة المتصدية والقائمة على عمل "قوافل النور". ولقد أشار اللواء باقري إلى أنّ المديرين والمسؤولين والناشطين والمرشدين والقائمين على القوافل حاضرون هنا، وأنا أشكركم جميعاً. إنّه إنجازٌ كبيرٌ ومهمٌّ ومؤثرٌ جدّاً.

الأعوام الثمانية من الدفاع المقدس هي من أيام الله
هناك قضية، وهي أنه ينبغي لنا ألّا نسمح بأن تغرق الأيام العظيمة في غياهب النسيان. الأيام العظيمة لأيّ بلدٍ وأيّ شعبٍ هي تلك الأيام التي تحقّقت فيها بواسطة الناس وعلى أيديهم حادثة إلهية. ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ(2)؛ إنّ الله سبحانه وتعالى يأمر النبي في القرآن أن ذكِّرهم بأيام الله. أيام الله هي هذه الأيام العظيمة الصانعة للتاريخ.

وعلى هذا، فإنّ الأعوام الثمانية من الدفاع المقدس هي من أيام الله، بل إنّنا لو نظرنا إلى كل يومٍ من أيامها، لوجدناه، بمعنى من المعاني، يوماً من أيام الله.

ضرورة إحياء هذه الأيام وعدم السماح بنسيانها
يجب علينا ألّا نسمح بأن تُرمى هذه الأحداث في مطاوي النسيان. إنّ القرآن هو الذي يعلّمنا هذه الذكريات والأمر بالتذكر: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ(3)، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى(4)، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ(5)، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ(6)؛ فلا يجوز لنا أن ندعها تُنسى. والقرآن يعلّمنا ويطالبنا بتذكرها وتكرارها . انظروا إلى قصة النبي موسى، وقصة النبي إبراهيم، وسائر القصص، كم قد تكرّرت في القرآن الكريم؟ فلا بدّ من استذكارها والحؤول دون نسيانها. وبالتأكيد فنحن نشاهد بذل الجهود في هذا المضمار.

مقومات النجاح : مواصلة العمل وتطويره دونما إنحراف في الإتجاه
وبالنسبة إلى السيد اللواء باقري، فإني متفائلٌ جداً، وأثق به بالغ الثقة، وقد قال إنّنا نُنجز أو أنجزنا هذه الأعمال.

هذه الأعمال على نمطين: بعضٌ منها أعمالٌ تنظيمية تأسيسية. جيد جداً: نقوم بتأسيس منظمة أو مجموعة، هذا عملٌ جيّد. فإنّ قسماً من هذه الأعمال تنفيذي، ويمثل تياراً مستمراً. غير أنّ الأعمال التنفيذية لا تنتهي بالتأسيس والافتتاح، بل لا بدّ دوماً من توخي المراقبة والحذر والانتباه لتقدم العمل إلى الأمام أولاً، وأن يتجه بالاتجاه الصحيح دونما انحراف ثانياً، وأن يتكامل وينمو ولا يسير على نسق واحد ومسار رتيب ثالثاً. والحديث القائل: «مَن ساوی یَومَاهُ فَهُوَ مَغبُونٌ»(7)، ينطبق على هذا الأمر بالكامل، أي لو كان عملنا في هذا اليوم يشابه عمل يوم أمس فقد خسرنا ووقعنا في الغبن بكل تأكيد. يجب علينا اليوم أن نخطو خطوة أكبر من يوم أمس، وأن نتحرك أفضل من يوم أمس. وهذا هو السبب وراء تأكيدي المتكرّر، أنا العبد، على جميع المدراء في القطاعات العسكرية، والحكومية، والقضائية وغيرها على أن: اِرموا بأبصاركم أقصى الصفّ الإنساني (البشري) الذي يقف خلفكم وانظروا إليهم وراقبوهم. فلا بد أولاً من مواصلة العمل، لأننا أحياناً نشرع بعملٍ، وفي الأثناء ننسى أننا أخذنا على عاتقنا القيام به أو أمرنا بإنجازه أو عزمنا على النهوض به، وبالتالي يقع العمل في مطاوي النسيان. وأحياناً لا يتم نسيان العمل، بل يواصل مسيره ولكن بصورة منحرفة. ولقد رأينا بعض الأعمال التي ابتدأت بشكل صحيح، ولكنها آلت إلى الانحراف، سواء الأعمال الثقافية، أو السياسية، أو الاقتصادية، أو الإدارية، حيث تبدأ بشكل صحيح، ولكنها تنحرف قليلاً في نقطة معينة. والانحراف في بداية ظهوره، لا يؤدي إلى تحسّس (شعور) المرء كثيراً، لأنه انحراف بسيط، ولكن كلما استمر هذا الانحراف، كبُر نطاقه واتّسعت دائرته. وهناك أعمالٌ لا تشهد انحرافاً بل تواصل طريقها ولكن على وتيرة واحدة، حيث نجدها اليوم على ما كانت عليه قبل خمسة أعوام أو عشرة أعوام أو عشرين عاماً، دونما تقدّم وتكامل.

والتقدم والتكامل أيضاً لا يتحققان بالقول وتقديم الأرقام والإحصاءات، وإنما لا بد من مشاهدة ثمارهما على أرض الواقع، ورؤية ما يتم إنجازه بالفعل. إني أرجو من المجموعة المتصدية لهذا الأمر أن تدرك عظمة العمل، وهذا ما سأشير إليه بإيجاز.

الثروة الثقافية إحدى أهم ما لدينا من ثروات
التفتوا أيها الإخوة الأعزاء، وأيتها الأخوات العزيزات: لكل بلدٍ رصيد وثروة: فبعضٌ يمتلك ثروات إقليمية، وبعضٌ يمتلك ثروات جغرافية، وبعضٌ يمتلك ثروات جوفية، وبعضٌ يمتلك ثروات إنسانية - شخصيات ذكية وبارزة - وبعضٌ يمتلك النفط، وبعضٌ يمتلك العقل من دون المال، وبعضٌ آخر يمتلك المال من دون العقل.. لدينا أمثال هذا بين شعوب العالم. ونقاط القوة في كل بلدٍ لا بد وأن تحظى عنده بالعزة والاحترام، وأن يتولى صيانتها والحفاظ عليها.

إنّ لدينا الكثير من الثروات ونقاط القوة، بما فيها الثروات الطبيعية الهائلة –وليس هنا الآن مجال الحديث عنها- حيث نمتلك الأرض، والمصادر الجوفية والسطحية، والطاقات البشرية، والذكاء وكل شيء. لكن إحدى أهم ثرواتنا هي ثروتنا الثقافية. ولكن ما هي الثروة الثقافية؟ حب الجهاد والإيمان به على سبيل المثال، هو ثروة ثقافية. فلو سِرتَ وجلتَ في أوساط الشعب الإيراني، لوجدتَ أبناء هذا البلد، باستثناء عدد قليل منهم، يحملون دافعاً ورغبة للحركة في سبيل الدين، مع اختلاف مقداره قلة وكثرة. فبعضٌ يحمل هذا المقدار من الدافع بحيث إنّه لو وقف أمام كاميرا التلفاز، يهتف ويطلق الشعارات لصالح البلد ولصالح مبادئ الثورة والإسلام، وهذا جيّد جداً، حيث يتوافر فيه هذا الإحساس. وبعضٌ يحمل مشاعر وميول أكبر وأعمق، وبعضٌ آخر مستعد لأن يضحي بنفسه ويبذل دمه في هذا السبيل. إنّ روح الجهاد وتقبّل الجهاد والإيمان به، ثروة ثقافية، وهذا ما يوجد فيه بلدنا وهو غير موجود في كثيرٍ من البلدان الأخرى.
"روح الجهاد" ثروةٌ ثقافيّة قيّمة
قبل الثورة، عندما كانت مجموعاتنا المناضلة تلتقي المجموعات الماركسية المناضلة يومذاك على سبيل المثال - سواء في اللقاءات الجماعية أو الفردية، وسواء في داخل السجن أو خارجه - كنتُ دوماً أقول لجماعتنا إنّ الفرق بيننا وبينهم هو أنّ لدينا إيمانًا بالله، وهم لا يشعرون بهذا. كان قلبي يحترق شفقةً عليهم. في زاوية الزنزانة، وتحت التعذيب، وفي أحلك الظروف وأشدها، كنا نلجأ إلى ملجأ، وهو الله، ونركن إليه ونستعين به. ولو اقتضت إرادته ألّا يعيننا هناك، فإنّ الذي يسكّن روعتنا على أقل التقادير هو أنّه سبحانه يرى أنّنا نتجرّع هذا العناء في سبيله، غير أنّ ذلك الماركسيّ المسكين لا يشعر بهذا الأمر.

وكنتُ أقول إنّ هذا الإنسان الذي ليس لديه الله، ينطلق ويتحمّل ما دام متأثراً بالحماسة والاندفاع والأحاسيس وما إلى ذلك، ولكن بمجرّد أن تُسلب منه هذه الحماسة وهذا الاندفاع، وتُنتزَع منه هذه الأحاسيس لحظة واحدة ويبدأ بالتفكير، يجد أنه يعمل عَبَثاً: أفهل أُقتل من أجل أن يبقى غيري حياً؟ أم هل أُقتل لكي يحصل فلانٌ على المال أو أن يعيش عيشاً رَغَداً؟ لماذا؟

ميزة الإيمان أنّه يُحيي في الإنسان روح الجهاد والرغبة بالجهاد، وهذه بحدّ ذاتها قيمة ثقافية؛ إنّها قيمة ثقافية كبرى. هذا أوّلاً.

لدى شعبنا قيم ثقافية حققت إنجازات كبرى
الإيمان بالصمود في وجه المتسلّط قيمة ثقافية أيضاً. الاعتقاد بأننا لو صمدنا وثبتنا، فإننا في نهاية المطاف سوف ننتصر على العدو لا محالة، قيمة ثقافية وثروة ثقافية. إذا أردنا إحصاء ثرواتنا الثقافية، لاستخرجنا قائمة طويلة من القيم والثروات الثقافية التي نتحلّى بها وتمنحنا القوة والطاقة. ولو أحييناها، أو أخرجنا المنسيّ منها من دائرة النسيان وأنزلناه إلى الساحة - كما حصل ذلك إبان الثورة حيث أُنزلت الموارد المنسيّة إلى الساحة - لتحقّقت إنجازات كبرى، كما تحقّقت هذه الإنجازات الكبرى في غضون الأعوام الثلاثين ونيّف التي مرّت على بلادنا.

 إنجاز الثورة الإٍسلامية نموذجا
أنتم الشباب لم تشهدوا فترة ما قبل الثورة وعهد الطاغوت، ونحن قد شهدناها. فلو قام أحد في ذلك اليوم قائلاً: قد تنطلق في إيران حركة تؤدّي إلى حاكمية الدين، ويتسلّم رجلٌ كالإمام الخميني العظيم مقاليد الأمور، لا شك أنّ أيّ إنسان متوسط عادي عاقل، سيقول: "لا يمكن ذلك، هذا أمرٌ مستحيل"، دون أن يتردّد فيما يقول. وذلك بسبب الظروف التي كانت سائدة، ولكن هذا ما تحقق بالفعل.

الحرب المفروضة: استشعر العدو ضعفنا فتشجع على حربنا
الحرب المفروضة والدفاع المقدس أيضاً من هذا النمط. وهنا أودّ أن أذكر مسألة على هامش هذا الموضوع: إنّ السبب الذي أدى إلى وقوع الحرب المفروضة، هو أن العدوّ استشعر فينا ضعفاً. فلو لم يكن العدوّ البعثي ومحرّضوه على اطمئنانٍ بأنهم سيصلون إلى طهران في غضون بضعة أيام - هكذا كانوا يفكّرون - لما اندلعت الحرب، ولكنهم استشعروا الضعف فينا.

إنّ شعوركم بالضعف، يؤدي إلى تشجيع العدوّ على مهاجمتكم. هذه قاعدة عامة. إذا أردتم أن تحولوا دون هجوم العدو عليكم، حاولوا ألّا تظهروا ضعفكم. ولا أعني بكلامي هذا أن ندَّعي كذباً أننا أقوياء، بل أن نُظهر قوتنا واقتدارنا. إن لدينا نقاط قوة كثيرة، علينا عرضها وإظهارها.

 الأمر نفسه حصل فيما يخص الضغوط الإقتصادية علينا
والأمر نفسه في المجال الاقتصادي وفي المجال الثقافي كذلك. إنّ الخطأ الكبير الذي وقع فيه بعضٌ منّا في غضون التحدي الاقتصادي الكبير الذي يتعرض له بلدنا اليوم -حيث إنّنا نواجه تحدّياً اقتصادياً- هو إظهار الضعف الذي حصل في المجال الاقتصادي. حيث أدرك العدو أن هذا مكان يمكنه من خلاله الضغط علينا فيه، ولهذا قام بمضاعفة الضغوط، بحيث وصل الأمر أنه حين يُسأل أحدهم في مقابلة له، عن المناورات التي تجريها بلاده في المنطقة الفلانية أثناء مفاوضاتها مع إيران، ألا تسبّب استياء الإيرانيين، لأنها ستلقي بظلالها السلبية على المباحثات الاقتصادية، يجيب بكل وقاحة ومن دون خجل: «كلا؛ لا تأثير لها، فإنّ الإيرانيين بحاجة ماسة إلى هذه المفاوضات لدرجة لا تؤدي أمثال هذه المناورات إلى إلحاق الضرر بمباحثاتنا الاقتصادية!». يجب ألا يتم إظهار الضعف هذا مقابل العدوّ.

قواتنا الثورية تستجمع قواها وتقلب المعادلة
إذًا، فالعدوّ (في زمان الحرب المفروضة) استشعر فينا ضعفاً، ولذلك شنّ هجومه. ولكن هل كنّا نحن ضعفاء أم لا؟ نعم كنّا ضعفاء بالفعل. كانت قواتنا المسلحة مشتّتة ومتعثّرة ولا تتمتّع بإدارة منتظمة، وكان كثير من معدّاتنا لا يُجدي نفعاً. وكثير منها مجهولاً (بالنسبة إلينا)، حيث اكتشفنا بعض التجهيزات في مخازننا وعرفنا أنه يمكننا استخدامها بعد سنة أو سنتين من اندلاع الحرب. لم نكن نملك تجربة الحرب، سوى أنه في عهد الطاغوت شنّ العراق بعض الهجمات الشكلية، حيث دخل من نقطة حدودية لعدة كيلومترات ثم خرج من نقطة حدودية أخرى. ولذا لم نكن نمتلك تجربة في الحرب.

تجاربنا في هذه الحرب تعود إلى الحرب العالمية الثانية، وذلك حين سأل طاغوت ذلك العهد أحد قادته قائلاً: كم تستطيع قواتنا المسلحة أن تصمد في وجه العدو؟ قال يا سيدي: يمكنها أن تصمد لساعتين، فاستاء "رضا خان" وانزعج كثيرًا. وكان هو الملك آنذاك، وبعد ابتعاده، قال أحدهم لذلك القائد العسكري: كان حريّاً بك أن تقولها بطريقة لا تُغضب الملك، وأن تحسّن قولك وتلطّفه قليلاً. فقال: أنا جاملته وسايرته في الجواب، حيث قلتُ إنّهم يصمدون لمدة ساعتين، والحال أنّ قواتنا لا يمكن أن تصمد عشر دقائق! هذه هي التجربة التي اكتسبناها في الحرب.

لقد وقعت الحرب في أوضاع كهذه، حيث وصل العدو خلال خطواته الأولى إلى مسافة تبعد عن مدينة الأهواز عشرة إلى اثني عشر كيلومتراً. أي إنّ قذيفة الهاون 60 ملم، كانت تسقط في أطراف المدينة. ثم اجتازوا جسر نادري في مدينة دزفول، ووصلوا إلى الجانب الآخر من نهر دزفول. وهذا يعني أن دزفول والأهواز وغيرهما من المدن المهمة في محافظة خوزستان قد صارت في دائرة خطر السقوط. هكذا دخل العدوّ في هجومه الأول، وهكذا كانت أوضاعنا.

ثم استجمعت قواتنا المسلمة والثورية قواها، بنداء الإمام العظيم الذي كان حقاً معجزة من معجزات الدهر ومن آيات الله الكبرى وآياته العظمى الحقيقية. الجيش تحرك بطريقة، والحرس الثوري بطريقة، والتعبئة بطريقة أخرى، حشدوا قواتهم، ووظّفوا إمكاناتهم، واستثمروا طاقتهم وقوتهم الكامنة التي لم يكونوا قد اكتشفوها من قبل. والقوة هذه لا تتلخص في القتال والشجاعة واقتحام الميادين وحسب، وإنما هي، بالإضافة إلى ذلك، قوة الإدارة والتنظيم والإبداع وابتكار العمل؛ فقلبوا ساحة الحرب رأساً على عقب. حيث بدأت الحرب في سنة 1359ه.ش (1980م) بتلك الخسائر التي ذكرتها، ولكن في شهر "فروردين" 61ه.ش (آذار 1982م)، في عمليات "الفتح المبين"، وقع عدة آلافٍ من قوات العدو أسرى بيد قواتنا المسلحة. انظروا إلى المسافة ما بينهما. ففي ظرف سنة ونصف، وصلت الحركة التقدّمية لقواتنا المؤمنة الثورية إلى حيث إنّها تبدّلت من تراجع إلى قُرب مدينتي الأهواز ودزفول، إلى عمليات كعمليات الفتح المبين التي أسرت فيها من قوات العدو عشرة آلاف أو اثني عشر ألف أسير.

المعارضون لحرب "الدفاع المقدس" مخطئون
ومن هنا، فإنّ أيام الحرب المفروضة والدفاع المقدس هي حقاً من أيام الله. هذه أيام يجب إحياؤها، إنها ثروة ورصيد لنا.

يُخطئ من يتصوّر أنه إما ينبغي الإعراض عن الحديث حول الحرب، أو الحديث ضد الحرب. حيث يعقدون الجلسات لعرض آثار وأدبيات الحرب، ولكنهم يقرأون الأشعار المعارضة للحرب فيها. وهذا خطأ واشتباه يقومون به.

مَثَلُهم كمَثَل الذي يُحرق المخطوطات النفيسة والفريدة النادرة التي توارثها الشعب ويقضي عليها، أو كمَثَل الذي يستخرج نفط البلد ويرميه في البحر ويتلفه. فإنهم بهذا الشكل يبدّدون الثروة الوطنية التي بمقدورها أن تصنع التاريخ والمستقبل، والتي يعتبر ذكرها كقوله: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ مدعاة لبناء حاضر البلد ومستقبله. وراحوا ينتجون الأفلام المناهضة للحرب، ويؤلّفون الكتب. فلا بد من توخّي الالتفات والانتباه جيداً.

هؤلاء اشتبه الأمر عليهم فصاروا يخلطون بين أمرين: الأمر الأول هو أن الحرب في حد ذاتها هل هي شيء جيد أم سيّئ؟ من الواضح أنّ الحرب فيها العنف وفيها القتل وفيها الخراب وفيها الجراح، وهذه قضية واضحة بيّنة. هذا هو الأمر الأول. والأمر الآخر هو أنّ الشعب الذي يتعرض للعدوان من الجهات المتعددة، إن لم يقم بإظهار قدراته وإنزال طاقاته إلى الساحة لمواجهة العدو، ما الذي سيحدث؟ إنهم يخلطون بين هذا الأمر وذاك. لقد كان الدفاع المقدس حركة حيوية، وكان بمثابة الهواء الذي تنفّسه الشعب، ولولاه لفتك الموت فينا، فلا بد من إحيائه وتخليد ذكراه.

ذكريات سنوات "الدفاع المقدس" ثروة وطنية عظيمة
وعلى هذا فإنّ ذكريات السنوات الثماني من الدفاع المقدس صارت ثروة وطنية عظيمة. وإنّ في هذه الذكريات من الكثرة والتنوع والعمق والنطق ما يعجز أيّ لسان ناطق ولغة معبرة -ليس لساني فهو لسان قاصر- عن بيانها بأسرها وبكل أبعادها. الدليل على ذلك: لقد مضى على الحرب ثلاثون عاماً تقريباً، اليوم حين يُؤلّف كتاب عنها، أنا العبد الحقير، رغم أني كنتُ حاضراً وشاهداً ومحيطاً بالكثير من الأمور، حين أقرأ ذلك الكتاب، أطّلع على مقدار عظيم وعالم كبير من المسائل التي يطرحها بشأن الأشخاص والشخصيات والأقوال والحِكَم. وإنّ هذا القول الذي نقله عني ليس من كلامي، وإنما هو من كلام مقاتل همداني(9) حيث قال: إذا أردتَ اجتياز الأسلاك الشائكة، فعليك العبور أولاً من أسلاك نفسك الشائكة(10). نحن حينما نكون أسرى أنفسنا لا يمكننا إنجاز شيء. هذا ما علّمنا إياه هؤلاء المجاهدون. هذا ما علّمنا إياه ذلك الشاب البالغ من العمر 20 أو 25 عاماً. لقد تعلّمنا منهم. هذه ثروة عظيمة.

"قوافل النور" تمثل تقنيّةُ الاستثمار لثروة " الدفاع المقدس"
حسنًا، حين تريدون استثمار ثروة، يجب عليكم أن تعرفوا تقنيتها. وأنا أقول إنّ قوافل النور هذه هي تقنية لاستثمار هذه الثروة العظيمة. إنّ منجم الذهب العظيم هذا المتوافر بين أيدينا يمكننا أن نَدَعه من دون تقنية، أو يصبح، شأنه شأن الكثير من مناجمنا التي يضعونها، وللأسف، بين يدي هذا وذاك من دون أن تكون لها قيمة مضافة، أو يمكننا أن نجعل له قيمة مضافة بالتقنية. وقوافل النور هذه تمثل تقنية وحركة عظيمة وإنجازاً كبيراً ومهماً. يجب معرفة قدرها وقيمتها جيداً. اسعوا لإنجاز هذا العمل بشكل صحيح.

أ ــ ضرورة تطوير أعمال "قوافل النور" عاما بعد عام
وقد تم القيام بهذه الحركة حتى الآن بصورة جيدة والحمد لله، ولكن هذا غير كاف. فكما ذكرت، لا تكفي مواصلة الطريق واستمرار الحركة فقط، بل لا بد من تجديد وتطوير هذه الحركة وتقدمها، وأن تكون آثارها ونتائجها في كل مرة وفي كل عام أكثر من العام الماضي.
ذلك أننا في الوقت الراهن نواجه أعداءً قد وظّفوا أحدث تجهيزاتهم وأموالهم الوافرة لمواجهتنا، ونحن قد لا نمتلك هذا الكم الهائل من المال، أو لا نمتلك هذا القدر الكبير من السلاح -فإنّ لديهم أسلحة نووية ونحن لا نملكها- لكنّنا نمتلك ما لا يمتلكونه، وهو ثقافتنا، وإيماننا، وطاقاتنا الإنسانية الكفوءة والنخبة الفعالة.
هذه ثروات في أيدينا، وينبغي لنا استثمارها، ولكن من الذي يستثمرها؟ يجب على قطاعات البلاد ومؤسساتها وجهاتها أن تستثمرها.

ب ــ لجعل حركة "قوافل النور" جزءا من ثقافتنا
نحن حينما نقول إنّ قوافل النور هي تقنية حديثة للاستفادة من منجم سنوات الدفاع المقدس الذي لا ينضب، نعني بذلك ضرورة أن يستفيد البلد كله منها وأن يعرف قدرها. أي أن تُدرج في كتبنا، وفي فنوننا، وفي ثانوياتنا، وفي مدارسنا، وفي جامعاتنا. يجب على مديري الجامعات والمسؤولين في القطاعات الحكومية الحاضرين في هذا اللقاء، أن يعتبروا أنفسهم ملزمين بهذا الأمر ويعدوه من مسؤولياتهم. والعمل هذا لا يقتصر على أن نفتح مركزاً في زاوية ما، ليسجّل فيه من أراد من طلاب الجامعات وغيرهم، للانطلاق إلى رحلات قوافل النور، وإنما ثمة حاجة إلى أعمال أكثر. انظروا إلى هذه الحركة كأنها كنز، كالمنجم العظيم الذي يدرّ ربحًا وفيرًا ونفعًا كبيرًا، لتروا ما الذي يجب عليكم القيام به. فلا بد من العمل والتفكير والبرمجة والتخطيط.

 الأعمال المنجزة جيدة لكن نطاق تأثيرها محدود
إنّ أولئك الذين يشاركون في رحلات قوافل النور ثم يعودون إلى مناطقهم، لا بد وأن يكتسبوا شيئاً جديدًا بالتأكيد، وأن تعقَد بينهم وبين واقعة الدفاع المقدس الهامة صلة وعلاقة لا يمكن أن تُقطع. أن يكتسبوا معرفة جديدة، وأن يحصلوا على وعي جديد. على مدى هذه الأعوام ـ وبالتأكيد ـ باعتقادي أننا قصّرنا في العمل. صحيح أن هناك كتبًا كثيرة أُلّفت، وأفلامًا عديدة أُنتجت، وأعمالًا جيدة وقيّمة أُنجزت، ولكنها برأيي قليلة نسبةً إلى ما يجب إنجازه. فإنّ هذه الكتب التي نراها ونطالعها جيدة جداً، إلا أنّ دائرتها ضيقة، ونطاق تأثيرها محدود. ولنفترض أنّ الكتاب الفلاني الذي يقال عنه إنّه كثير المبيع وواسع الانتشار، قد طُبعت منه خمس مئة أو ست مئة ألف نسخة؛ هل يكفي هذا العدد من النسخ في بلادٍ بهذه المساحة والسعة؟ بل حتى لو افترضنا أنّ كل نسخة من الكتاب يقرأها عشرة أشخاص، عند ذاك سيصل عدد القرّاء إلى خمس أو ست ملايين، فهل يعتبر هذا العدد من الأفراد الذين يقرأون هذا الكتاب ويقفون على معارفه، كافياً في مجتمعنا الذي يبلغ عدد سكانه ثمانين مليون نسمة؟ يجب ترويج الكتاب، وكذلك يجب ترويج المفاهيم، وعرضها كذلك في قالب الفنّ، وإدراج أفضلها في الكتب الدراسية، وتخصيص محاور في مناهج الجامعات حول قضايا الدفاع المقدس. فلا نسمح بأن تضيع هذه القضية بكل سهولة. إنّ كلّ جريح بقي من أيام الدفاع المقدس، يعدّ تذكاراً. والواجب علينا تكريم هؤلاء الذين يذكّروننا بالدفاع المقدس، وتكريم قادة الدفاع المقدس. كما ويجب عليهم أيضاً أن يعرفوا قدر أنفسهم وأن يحافظوا عليها وأن يحافظوا على تلك القيم في داخلهم. هذا النهج سيستمر ويضمن[يحفظ] بالثبات والاستقامة وسيتقدم إلى الأمام.

الدفاع المقدس أحد منابع القوة الثقافية
عندما نقوم في مجال الدفاع المقدس بالعمل الثقافي، والإنتاج الثقافي، سيصبح البلد غنياً بهذه الإنتاجات، وتغدو طاقاتنا الإنسانية غنية قوية في مواجهة حملات الأعداء ومؤامراتهم. فلا بد أن تتحلّى قواتنا بالاقتدار والغنى والقوة، سواء كانت في الساحة الاقتصادية أو الثقافية أو الإدارية. هذه هي الثقافة التي تقوّي الناس وتصنع الأقوياء. إنّ أحد منابع القوة الثقافية، هذا النبع الفياض لطاقات الدفاع المقدس. إذا استطعنا استثماره، ستقوى ثقافة البلد، وبهذا يتحقق الإنتاج الثقافي.
ففي الحقل الثقافي، كما هو الأمر في المجال الاقتصادي، إذا لم ننتج حاجاتنا بأنفسنا سنضطر إلى الاستيراد من الخارج. كما هو حال الاقتصاد، إن لم يكن لكم إنتاج داخلي، ستحلّ البضائع المستوردة محله، ولو حدث ذلك ستكون النتيجة أنّ الإنتاج المحلي لن تقوم له قائمة بعدها. هذه واحدة من مشاكلنا اليوم، حيث كثرت الواردات في مختلف الأقسام، ولعل الكثير منها يأتي اعتباطاً من دون حساب وتخطيط وتدبير، وفي قبال ذلك إنتاجٌ ناقص. الثقافة هكذا أيضًا، إن لم تنتجوا المحصولات الثقافية، ستدخل الواردات الثقافية إلى داخل البلد، سواء بشكل رسمي أو عن طريق التهريب! اليوم نجد الواردات الثقافية كثيرة. أنا العبد لدي معلومات واسعة في هذا المجال، وأحياناً نحذّر المسؤولين، عسى أن يلتفتوا إن شاء الله. بعضٌ منهم ينتبه.

لمواجهة الغزو الثقافي بإنتاج البديل المحلي
الأعداء يفكّرون ويخطّطون؛ يجتمعون في خلاياهم التي يُطلقون عليها اسم غرف الفكر، يلتقون للتفكر والتخطيط كيف يستطيعون التسلل والنفوذ إلى ثقافة الشعب الإيراني، وكيف يتمكنون من تغيير الشباب. هذه هي أمنيتهم، حيث يحلمون بإفراغكم ـ أنتم الشباب الذين تحيون اليوم بنفس عشق الإمام الخميني والثورة والقيم الدينية والإسلامية والثورية السامية ـ من كل هذه المبادئ والقيم، وتحويلكم إلى عناصر تابعة للثقافة الغربية والفكر الغربي، وأشخاص عديمي الفائدة والجدوى لبلادهم وأنفسهم ولمستقبلهم. هذا ما يهدفون إليه، بل يخطّطون له ويبذلون الجهود والمساعي لتحقيقه. هذا فضلاً عن التحركات والمؤامرات الأمنية، والتهديد بالحروب العسكرية. بالطبع فإن الهجوم الثقافي برأيي أخطر منها جميعًا. لأنّ التحركات العسكرية إذا قام بها العدو، ستدفع الشعب إلى التحلي بمزيد من الحماسة والهمة والاندفاع، وتقوّي قبضته في مواجهتهم. هذه هي ميزة الحركة العسكرية، على خلاف الغزو الثقافي، فلو استطاع العدو أن يشنّ هجوماً ثقافياً، سيدفع بالناس إلى التراخي، ويسلب منهم عزيمتهم، ويضعف إرادتهم، ويحرم البلاد من جيلها الشاب، ويجعل القوى النافعة عديمة الجدوى.
هذه هي ميزة الغزو الثقافي. السبيل لمواجهته هو الإنتاج الثقافي، وإن من النتاجات الثقافية، هذا الذي يرتبط بكم وبقوافل النور التي كانت حقاً إبداعاً وسنة حسنة أرساها وأطلقها إخواننا الأعزاء في الحرس الثوري وفي مختلف القطاعات، وهي عملٌ رائع. وآمل أن يتحقق هذا العمل على أحسن وجه.

ضرورة بيان حقائق وقيم الدفاع المقدس بوضوح للمشاركين بالرحلات
التفتوا أيضاً إلى أنّ هؤلاء الرواة الذين يرافقون هذه المجموعات لسرد الذكريات وتوجيه المشاركين بالرحلات، عليهم أن يعلموا ما الذي يجب بيانه في كلامهم. فتقديم التقارير هنا يختلف عما جرى تداوله من تقديم المعلومات للسيّاح الأجانب الذين يأتون مثلاً لمشاهدة العمارة الفلانية، ولا ينبغي الخلط بينهما، فالتقرير والعرض المطلوب هناك، يختلف عن المطلوب هنا. إذ لا بد أن يكون مضمون العرض هنا مفعمًا بالتبيين والمعرفة وكشف الحقائق والنقاط البارزة والإيجابية لفترة الدفاع المقدس وقِيَمه. لا أعني بذلك المبالغة بالطبع، فإني لا أؤيّد المبالغة في الكلام إطلاقاً، إذ كانت لنا خلال الأعوام الثمانية، هجمات ناجحة وأخرى فاشلة. وعلى سبيل المثال كانت عمليات «رمضان» أو «كربلاء الرابعة» عمليات فاشلة. ولدينا عمليات ناجحة أيضاً كما في عمليات «والفجر الثامنة» حيث عبر شبابنا نهر "أروند"، حتى إنّ تلك العمليات الناجحة أيضاً كانت محفوفة بمئات المشاكل. الناس لم يكونوا على نمط واحد، والشدائد أيضاً كانت كبيرة؛ فبعضٌ كان يعود في منتصف الطريق، وبعضٌ كان يندم، وبعضٌ كان لا يتقدّم إلى الأمام، وبعضٌ بدلاً من أداء التكليف كان يفكّر فيما سيقول الناس عنه. فكان بعضٌ من هذا النمط أيضاً، ولا ضير في الإفصاح عن هذه المسائل. في بيان هذه المجموعة بأكملها تتجلى تلك الإشراقات الخارقة، ويظهر أولئك الخُلّص، وأولئك الشهداء الأعزاء العظماء، وتتبلور مكانتهم وقيمتهم، ويبرز سموّهم وشموخهم. ومن هنا، فلا ضرورة في أن نبالغ في الكلام، أو أن نتحدث بطريقة وكأنما نشير إلى أناسٍ من نمط آخر. كلا، إنهم كانوا من جنسنا، غير أنهم كانوا أفضل منّا في تشخيص الطريق وفي معرفة الحياة، وأكثر منا إقبالاً على الله وتوسّلاً به، فغمرهم الله تعالى بمزيد من العناية والتوجه، ورواهم من معين لطفه وفضله.
إنّ كلّ واحدة من المحافظات الخمس، وهي خوزستان وإيلام وكرمنشاه وكردستان وأذربيجان الغربية -هذا الشريط الحدودي في غرب البلاد- لها قضيتها وقيمتها ومكانتها، ولا بد أن يحظى الناس فيها بالعناية والمحبة والاهتمام، لأنهم دعموا وساندوا بأجمعهم.
ولولا مساندة الناس في جميع هذه الأماكن المذكورة، لما تقدّم الأمر. فمن خلال دعم الناس وإسنادهم تمكّن المجاهدون من النهوض بمهامهم. علماً بأني، وخلال وجودي في تلك المناطق في غضون فترة قصيرة، رأيت بأم عيني مساعدة الناس ودعمهم واهتمامهم الخاص بالمقاتلين ما أدى إلى تشجيعهم على تحقيق هذه الإنجازات الكبرى والقيام بهذه الأعمال العظيمة.
نأمل أن يمنّ الله سبحانه وتعالى عليكم بتوفيقه وتأييده وأن يبارك في عملكم هذا، لتغطّي بركاته هذا البلد في حاضره ومستقبله بإذن الله.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته


1- في بداية اللقاء، قام اللواء باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة بعرض أفكار ورؤًى، كما ألقى السيد صادق آهنكران [شعرا وكلاما] مديحًا في الشهداء الدفاع المقدس، والشهداء الغواصين.
2- رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة.
3- سورة إبراهيم، جزء من الآية5.
4- سورة مريم، جزء من الآية 41.
5- سورة مريم، جزء من الآية 51.
6- سورة مريم، جزء من الآية 56.
7- سورة مريم، جزء من الآية 16.
8- [إعادة استحضارها]
9- أمالي الصدوق، ص668.
10- سورة إبراهيم، جزء من الآية 5.
11- الشهيد الهمداني شيت سازيان.
12- بكاء القائد والحضور.

2017-03-10