الإمام الخامنئي يستقبل حشداً من أهالي آذربيجان بمناسبة انتفاضة 29 بهمن
لقاءات
الإمام الخامنئي يستقبل حشداً من أهالي آذربيجان بمناسبة ذكرى انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن
عدد الزوار: 70الإمام الخامنئي يستقبل حشداً من أهالي آذربيجان بمناسبة ذكرى انتفاضة التاسع و العشرين من بهمن 18-2-2015
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد
علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 18/02/2015 م الآلآف من
مختلف شرائح أهالي محافظة آذربيجان الشرقية، و قدم شكره الوافر لشعب إيران الكبير
لمشاركته الكبيرة في مظاهرات الثاني و العشرين من بهمن ذكرى انتصار الثورة
الإسلامية، مستعرضاً في حديث مهم الظروف الاقتصادية للبلاد و سبل علاج المشكلات،
خصوصاً تطبيق سياسات الاقتصاد المقاوم، و أشار إلى تهديدات أمريكا و ما تضعه من
شروط، و الحظر الجديد الذي أعلنته أوربا، مؤكداً: لقد أثبت الشعب الإيراني دوماً
أنه صاحب إرادة قوية، و أنه قادر في إطار موضوع الحظر على فرض الإخفاق على هذه
المؤامرة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى التقارير الدقيقة بخصوص مظاهرات الثاني
و العشرين من بهمن التي تفيد مشاركة الجماهير بأعداد أضخم في مظاهرات هذه السنة
مقارنة بالعام الماضي، و أضاف قائلاً: إن لساني لقاصر حقاً عن تقديم الشكر لشعب
إيران الكبير و وصف مشاركته في المظاهرات.
و ألمح سماحته أيضاً إلى الجوّ البارد و الممطر في بعض المدن و كذلك عواصف الأتربة
و الرمال في مدينة أهواز و محافظة خوزستان مردفاً: في هذه الظروف و رغم مضيّ 36
عاماً على انتصار الثورة، فقد كانت مشاركة الجماهير في المظاهرات لهذا العام أعظم و
أضخم من الماضي، و هذا شيء منقطع النظير في العالم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية السبب الأصلي لعظمة مظاهرات الثاني و العشرين من
بهمن و ضخامتها التواجد الجماهيري في الساحة و إيكال الأمور للناس منوهاً: في أيّ
وقت من الأوقات حيثما كانت هناك مشاركة جماهيرية شعبية في قضايا البلاد، شهدنا مثل
هذه المعجزة.
و عمّم الإمام الخامنئي هذه القاعدة العامة على القضايا الاقتصادية و شدّد على
المشاركة المدروسة للجماهير في الساحة الاقتصادية و الانتفاع من إمكانيات الشعب، و
تطرق لبيان أسباب المشكلات الاقتصادية في البلاد قائلاً: من أهم هذه الأسباب تخطيط
القوى الاستكبارية بعد نهاية الحرب المفروضة للحيلولة دون تحول إيران إلى قطب
اقتصادي مؤثر في المنطقة و العالم.
و تابع سماحته يقول: الغربيون و الأمريكان خصوصاً يخططون و يستخدمون مختلف الأساليب
ليعرقلوا المشاريع و النشاطات الاقتصادية الكبرى لإيران مع بلدان المنطقة و
ليلتفّوا على إيران في خطوط نقل النفط و الغاز و الخطوط البرية و الجوية و خطوط
شبكات المواصلات، و فرضوا عملياً و قبل سنوات من الملف النووي حظراً صامتاً، و لا
تزال هذه المواجهة الاقتصادية قائمة إلى هذا اليوم.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذن، في تحليل الظروف و المشكلات الاقتصادية للبلاد
يجب عدم تجاهل مخططات الأعداء، و هم أمريكا و حفنة بلدان أوربية تابعة لها.
و شدد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أنه يجب في مقابل مخططات الخصوم السعي
بطريقة تجعل ضربة العدو غير مؤثرة أو قليلة التأثير، مردفاً: بالإضافة إلى مخططات
جبهة الاستكبار المستمرة و الواسعة فإن اقتصاد البلاد يعاني بشدة من مشكلتين
كبيرتين هما «الاقتصاد النفطي» و «الاقتصاد الحكومي».
و اعتبر سماحته بيع النفط الخام و إنفاق موارده في الشؤون الجارية للبلاد، و عدم
الاستفادة من المنتجات الكثيرة للقيمة الفائضة للنفط، اعتبرها من التراث المشؤوم
للنظام الطاغوتي و خسارة لا تعوض قائلاً: هذا الأسلوب هو أسهل طريق للحصول على
المال، و بعض المسؤولين على مدى أزمنة مختلفة فضّلوا أن ينتفعوا من هذا المال
السهل.
و بخصوص مشكلة كون اقتصاد البلاد اقتصاداً حكومياً أشار قائد الثورة الإسلامية إلى
تبليغ سياسات المادة 44 قبل سنوات، و التأكيدات المتكررة لتنفيذ هذه السياسات
قائلاً: لقد بذل المسؤولون مساعيهم حقاً لكن هذه المساعي ليست كافية، و ينبغي أن
تأخذ هذه المساعي الاقتصادية أنفاساً جديدة.
و أوضح آية الله العظمى السيد الخامنئي أن التاسع و العشرين من بهمن يصادف الذكرى
السنوية الأولى لإعلان و تبليغ السياسات العامة للاقتصاد المقاوم مؤكداً: الاقتصاد
المقاوم الضروري للبلاد في أية ظروف، سواء كانت ظروف حظر أو غير حظر، يعني أن تنظم
أسس البلاد الاقتصادية بشكل لا تؤثر معه عليها الاهتزازات العالمية.
و أضاف سماحته قائلاً: إذا تمت برمجة و تحكيم دعامة البلاد الاقتصادية على أساس
الاستفادة من الإمكانيات الجماهيرية و الإنتاج الداخلي فلن يعود الحظر و انخفاض
أسعار النفط يضرنا شيئاً بحيث نشعر بالقلق.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية أن من اللوازم الأصلية و المهمة للخروج من الاقتصاد
النفطي إنهاء تبعية ميزانية البلاد لعائدات النفط، ملفتاً: يجب أن نصل إلى هذا
الهدف، و اعتقد أن هذه العملية الصعبة ممكنة التحقيق بالهمم و بالاعتماد على الشعب
و الشباب و الأرصدة الداخلية و فوق ذلك بالتوكل على الله تعالى الذي وعد بالنصر.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن أحد سبل إنهاء تبعية الميزانية
لعائدات النفط هو الاعتماد على العائدات الناتجة من ضرائب الإنتاج و التجارة، و
أضاف قائلاً: بعض أصحاب الرساميل الكبيرة الذين يمتنعون أو يفرّون من دفع الضرائب
يرتكبون بذلك مخالفة، لأنهم يجعلون البلاد مرتهنة لأموال النفط أكثر فأكثر و يمهدون
لظهور مشكلات أكبر.
و شدد سماحته على قضية الضرائب و أهميتها و اعتبر دفعها فريضة مردفاً: لقد صمم
مسؤولو الضرائب خططاً و خطوات و برامج جيدة لعائدات الضرائب الناتجة عن الإنتاج و
التجارة، و ينبغي تنفيذها بمساعدة الشعب بأسرع ما يمكن.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أنه من النقاط الأساسية الأخرى لحل المشكلات
الاقتصادية رفع مستوى الفائدة منوّهاً: رفع مستوى الفائدة عبارة عن خفض تكاليف
الإنتاج و رفع درجة الجودة.
و أوضح الإمام السيد الخامنئي أن من السبل الأخرى للخروج من المشكلات الاقتصادية
البرمجة المناسبة للانتفاع إلى أقصى درجة من الإمكانيات و المصادر الداخلية، و تابع
حديثه بالإشارة إلى جملة من النقاط.
النقطة الأولى التي أشار لها قائد الثورة الإسلامية هي الاستفادة من الإنتاج
الداخلي، و أضاف يقول: الشعب و كل المحبين لإيران و لمستقبل إيران و كذلك الأجهزة
الحكومية يجب أن لا يستهلكوا البضائع الخارجية التي لها نظائر داخلية.
و من النقاط الأخرى التي ألمح لها قائد الثورة الإسلامية ضرورة اجتناب الإسراف و
الحيلولة دون إهدار المصادر العامة، و الاعتماد على الشركات العلمية المحور، و
المحاربة الجادة للتهريب، و أردف قائلاً: لأجل معالجة المشكلات الاقتصادية يجب
القيام بهذه الأعمال.
و لفت سماحته قائلاً: خلال هذه الأعوام أطلقت الكثير من التحذيرات و التنبيهات و
بذلت الكثير من الجهود، و لكن لا تلك التحذيرات كافية و لا هذه المساعي التي يبذلها
المسؤولون.
و شدد الإمام الخامنئي على ضرورة إبداء مساع أكثر جدية و الاستعانة بإمكانيات الشعب
مضيفاً: بوسعنا الوقوف بوجه ضجيج الأعداء و ممارساتهم في خصوص موضوع الحظر، و فرض
الإخفاق عليهم في ما يرمون إليه من أهداف.
و قال آية الله العظمى الخامنئي: إذا لم نقم بالخطوات اللازمة و المساعي الأكثر
جدية في المضمار الاقتصادي فستكون النتيجة هي أن يضع العدو الآن الشروط في موضوع
الملف النووي، ثم يقول إذا لم توافقوا على هذه الشروط سنفرض عليكم الحظر!
و أشار سماحته إلى استخدام جبهة الاستكبار لحربة الحظر ضد شعب إيران إلى أقصى حدّ
ممكن مؤكداً: هدفهم الأساسي من هذه الممارسات هو إذلال الشعب الإيراني و إيقاف
حركته العظيمة نحو الحضارة الإسلامية الجديدة، و اعتقد أننا حتى لو وافقنا في الملف
النووي على مطاليبهم التي يملونها فإن الحظر لن يرفع، لأنهم يعارضون أصل الثورة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة الاستفادة من الإمكانيات العالية جداً
للشباب و خصوصاً الشباب التعبوي في قضايا البلاد و التقدم نحو أهداف الثورة، و أشار
إلى تهديدات الحكومة الأمريكية المتعسفة العاتية و الحظر الجديد الذي أعلنه أتباعها
الأوربيون، قائلاً: إذا كان الحظر هو القرار فإن الشعب الإيراني بوسعه أيضاً فرض
حظر عليهم، و سيفعل ذلك.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: للشعب الإيراني إرادة قوية جداً و
الجمهورية الإسلامية أثبتت عزيمتها الراسخة في أية قضية تخوضها.
و اعتبر الإمام الخامنئي المواجهة الجادة لإيران مع داعش نموذجاً لهذه الإرادة
القوية و أشار إلى أكاذيب أمريكا و حلفائها و تزييفهم بشأن مواجهة هذه الجماعة
الإرهابية ملفتاً: كتب الأمريكان إلى وزارة الخارجية الإيرانية رسالة قالوا فيها
إننا لا ندعم داعش، و لكن بعد بضعة أيام نشرت صور المساعدات الأمريكية لداعش.
و ثمّن قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه ذكرى انتفاضة أهالي تبريز في
التاسع و العشرين من بهمن سنة 1356 هـ ش [18 شباط 1978 م] و اعتبر الريادة و معرفة
الظرف و المبادرة في لحظة الحاجة و الشجاعة و الإيمان الحقيقي من الخصوصيات البارزة
لأهالي آذربيجان و تبريز في مختلف المراحل و الفترات، و أثنى على شخصية آية الله
مجتهد شبستري كرجل دين مجاهد صاحب بصيرة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الشعب هو المالك الأصلي للثورة و
البلاد، و شدد في الخاتمة: لا شك في أن شعب إيران سيقف في المستقبل غير البعيد على
قمة الشرف و الفخر.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث آية الله الشيخ مجتهد شبستري ممثل الولي
الفقيه في محافظة آذربيجان الشرقية و إمام جمعة مدينة تبريز فأشار إلى ملحمة الشعب
الإيراني الكبرى في الثاني و العشرين من بهمن لهذه السنة مؤكداً: لقد حرس أهالي
تبريز الغيارى في الظروف و المراحل الحساسة من تاريخ الثورة، و خصوصاً في انتفاضة
التاسع و العشرين من بهمن سنة 1356 هـ ش استقلال البلاد و وحدة أراضيها، و كان لهم
دور مؤثر في إثمار الثورة الإسلامية الكبرى.
و لفت ممثل الولي الفقيه في محافظة آذربيجان الشرقية: أهالي آذربيجان الواعون و
بالنظر للإمكانيات النادرة التي يمتلكونها في مجالات العلم و الصناعة و الالتزام
بالقيم الإسلامية، مستعدون كما في الماضي ليكونوا من رواد تكوين الحضارة الإسلامية
الجديدة.