الهداية الإلهية والإجتهاد يصنعان التاريخ والغفلة أفة النفس الكبرى
تربية دينية (مواعظ)
الهداية الإلهية والإجتهاد يصنعان التاريخ والغفلة أفة النفس الكبرى
عدد الزوار: 82
من كلمة
الإمام الخامنئي في لقاء جمع من المعلمين والتربويين من جميع أنحاء البلاد
ــ6-5-2015
الهداية الإلهية والإجتهاد يصنعان التاريخ والغفلة أفة النفس الكبرى
شهر رجب: التوجّه الدعاء
إنّه شهر رجب1؛ شهر التوسّل، شهر التوجّه والدعاء. في هذا
الشهر الشريف، يطلب المؤمنون من الله تعالى في دعائهم أمورًا كهذه: اللّهم فاهدني
هدى المهتدين وارزقني اجتهاد المجتهدين ولا تجعلني من الغافلين المبعدين2.
كم هي مهمة هذه الفقرات الثلاث! والفقرة التي تليها أيضًا، وهي المغفرة، تمثّل أساس
جميع الأعمال: "واغفر لي يوم الدين"3.
الهداية الإلهية والإجتهاد يصنعان التاريخ
ما تطلبونه من الله تعالى هو "هداية المهتدين
واجتهاد المجتهدين". تأمّلوا في هذين العاملين، فإذا ما توفّرا عندي
وعندكم، فسوف تحلّ جميع المشكلات؛ أي أن تنالنا هداية المهتدين بالهداية الإلهيّة
وكذلك أن يظهر اجتهاد المجتهدين وصنّاع تاريخ البشريّة في سلوكنا وفي كلامنا
وشخصيّتنا.
الغفلة أفة النفس الكبرى
في الفقرة الثالثة [من الدعاء] تمّ تحديد الآفة والمشكلة الأساس: ولا
تجعلني من الغافلين المبعدين. إنّ الغفلة هي أكبر آفة؛ الغفلة عن المسير وعن الهدف،
الغفلة عن القدرات والفرص، الغفلة عن العدو، الغفلة عن الواجب الملقى حاليًا على
عاتقي وعاتقكم، الغفلة هي عدونا الأكبر. الغفلة هي أوّل عدو يُقعدنا ويمنعنا عن
مواجهة أعدائنا الآخرين؛ "ولا تجعلني من الغافلين المبعدين"؛ الغفلة تؤدّي إلى
البعد؛ البعد عن الله، البعد عن الهدف، البعد عن النجاح. إنّ مضامين الأدعية هي
المعرفة والتوحيد ودروس الحياة؛ فلنقرأ الأدعية ونتنعّم بأجواء هذا الشهر، بهذه
النظرة وهذا التوجّه.
1- استطرد القائد هنا قائلا:
وقد تضمّن هذا النشيد العميق والجميل الذي أنشدتموه إشارة إلى شهر رجب، شهر
التوسّل، شهر التوجّه والدعاء..
2- إقبال الأعمال، ج2، ص643.
3- المصدر نفسه.