يتم التحميل...

الفوز بالجنة أن نطهر قلوبنا ونصلح أعمالنا

تربية دينية (مواعظ)

الفوز بالجنة أن نطهر قلوبنا ونصلح أعمالنا

عدد الزوار: 158

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في مسؤولي النظام والعاملين فيه_21/07/2013
الفوز بالجنة أن نطهر قلوبنا ونصلح أعمالنا
قال(عليه السلام ): "وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرّحمة وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة". فهذا من أدعية أيام شهر رمضان. إنّ رمضان هو شهر الإنابة وشهر التوبة. التوبة هي الرّجوع عن سلوك الطّريق الخاطئ الذي سلكناه بذنوبنا وغفلتنا. فمعنى الإنابة أن نوجد حالة التوجّه إلى الله تعالى في الحاضر والمستقبل. قيل أنّ الفرق بين التّوبة والإنابة هو أنّ التوبة ترتبط بالماضي والإنابة تتعلّق بالحاضر والمستقبل. فنعتذر بين يدي الله من ذنوبنا وأخطائنا ومسلكنا القبيح في أي مجالٍ أو محل صدر منّا، نستغفر ونتراجع وننيب في الحاضر والمستقبل ونقوّي هذه الرابطة القلبية بيننا وبين الله. رمضان شهر الرّحمة وشهر المغفرة، قال: "وهذا شهر العتق من النار"، النّجاة من النار.

النّجاة من النّار في الواقع هي نجاة من هذه الأخطاء والمعاصي التي ارتكبناها. فذنوبنا هذه وأخطاؤنا هي تلك الصّور الناسوتية لتلك العذابات الأخرويّة. فلو ارتكبنا ظلماً هنا أو غيبةً أو أمراً قبيحاً، ولو تجاوزنا حدودنا وتعدّينا تكليفنا، فإن کل واحدة من هذه الأعمال لها صورة أخرويّة تظهر عليها بأشكالٍ مختصّة بها وتتجسّم في عالم البرزخ وفي عالم القيامة، وهي مظاهر العذاب الإلهي.

قيل: "يا من مزّق قميص يوسف استيقظ أيها الذئب من سباتك العميق"،

في هذا العالم ينشب المرء مخالبه في قلب هذا وذاك وهناك يكون تجلّي العذاب الإلهي
هذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة، الفوز بالجنة هو هذا: أن نصلح أعمالنا ونطهّر قلوبنا ونؤدّي العبادات في وقتها والنّوافل في محلّها، ونؤدّي النوافل في محلّها. أن نصْدُق ونحافظ على الأمانة والرّفق والصّفاء تجاه المؤمنين، ونعتني بأداء التكليف في كلّ محلّ له، هو الذي يصبح توجّهاً نحو الجنّة في عالم القيامة. وعملنا هذا هو الذي يتجسّم بتلك الصّورة، بصورة النّعم الإلهيّة التي وُعد بها المؤمنون والمتّقون.

قال: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ في‏نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخيفَةً(، فذكر الله تضرّعاً هو دعامة وأساس جميع الخيرات وكل البركات التي يمكن للإنسان أن ينالها في مهلة هذه الحياة. فذكر الله هذا لا ينبغي أن يكون مختصّاً بفترات الشدّة والمحنة والضيق، كلا، بل يجب الحفاظ على ذكر الله هذا، في القلب في فترات الرّاحة وأيّام الرّخاء وحين لا يكون هناك قلقٌ مادّيّ. عندما تعرض لنا نحن البشر تلك المصاعب نلجأ إلى ذكر الله، قال: (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ)، ففي البلاء يتوجّه الإنسان إلى الله وعندما يرتفع البلاء ينسى هذا الإنسان. وفي مواضع مختلفة من القرآن نجد مثل هذه الملامة من الله تعالى للبشر تتكرّر وتتكرّر لعلّه عشر مرات أو أكثر فأنا لم أعدّها وهي أنّهم عندما تبتلون بالشدائد تتوجهون وإذا ارتفعت المحن تغفلون، حسناً، إن هذا يسدّ طريقكم ويوقف حركتكم، وفي سورة يونس المباركة تكرّر هذا الموضوع مرّتين، مرّة بلهجةٍ عجيبة لهجة الملامة الإلهية الشديدة لنا، قال: (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِم) فعندما يواجه الصعوبات يتوجّه إلينا ويدعونا ويتضرّع سواء كان نائماً أو ماشياً أو جالساً، (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ‏ضُرٍّ مَسَّه ُ) وعندما يرتفع الأمر ويزول يتحرّك كأنّه لم يكن يطلب منّا شيئاً وكأنّنا لم نعتن به، (هنا) الغفلة المحضة! وبعدها يقول بلهجةٍ شديدة وتوبيخ:(كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
 

2017-03-03