الحج موضع للتقرب إلى الله وليس فرصة للتسوق
تربية دينية (مواعظ)
الحج موضع للتقرب إلى الله وليس فرصة للتسوق
عدد الزوار: 163من كلمة الإمام الخامنئي خلال لقائه القائمين على شؤون الحجّ ــ 22/08/ 2015
الحج موضع
للتقرب إلى الله وليس فرصة للتسوق
إن من الأمور المهمة في الحجّ هي الجوانب الشخصية والفردية. وإنّ
تأكيدنا على الجوانب الاجتماعية في الحجّ لا يتسبّب في غفلتنا عن جوانبه الفردية
المتمثلة في التضرّع والخشوع والخشية والدعاء. وهي فرصة ثمينة، فهل يوجد مكان [آخر]
كالمسجد الحرام؟ وهل يوجد مكان كمسجد النبي(ص)؟ هذه فرصة قد توافرت لكم وللحجّاج.
ومن تعاسة المرء الشديدة أن يترك هذه الأماكن ويذهب للتَّجوال في الأسواق وفي هذا
الدكان وذاك. وقد ذكروا بالطبع أنّهم وقفوا أمام ظاهرة التَّجوال في الأسواق، بيد
أنّ التقارير التي تصلني، تفيد بأنّ بعض حجّاجنا ــ وللأسف ــ ما زالوا قابعين في
هذه التعاسة، حيث يجولون في الأسواق، ويقفون عند هذا الدكان، وعند ذاك التاجر؛
الرجل بطريقة والمرأة بطريقة أخرى، ويشترون بضاعة رديئة بسعر مضاعف، ثم يصعدون بها
إلى الطائرة، ويأتون بها إلى طهران أو أيّ مدينة أخرى، وهذا عمل خاطئ جدًا، وعلى
أبناء شعبنا أن يتنبّهوا إلى أنّ هذا العمل مغلوط للغاية. فبالإمكان الشراء من كلّ
مكان، والتسوّق في كلّ مكان، واقتناء البضائع من كلّ مكان، وصرف الأموال في كلّ
مكان ــ فإنّ هذا إهدارٌ للأموال، وبإمكان الإنسان أن يصرف أمواله في كلّ مكان ــ
ولكنْ بادروا إلى الأعمال التي لا يمكن القيام بها في الأماكن الأخرى ويتأتّى
إنجازها في ذلك المكان، كالنظر إلى الكعبة، والصلاة في المسجد الحرام، وتقبيل موضع
أقدام النبي(ص). فقد كان النبي الأكرم(ص) في هذه المدينة يتمشّى ويتكلّم، وهذه
الأجواء مفعمة بأمواج صوت النبي الكريم(ص)، أليس من المؤسف أن لا يتنفّس الإنسان في
هذه الأجواء! في أيّ بقعة من بقاع العالم يمكنكم العثور على مثل هذا المكان؟ فليعرف
الحجاج قدر ذلك، وإلا فبالإمكان التَّجوال في الأسواق ونحوها في كلّ منطقة من مناطق
العالم، ويمكن القيام [أثناء الحجّ] بهذه الأعمال في طهران وفي أصفهان وفي تبريز
وفي مشهد وفي جميع أقطار العالم. وما عليكم إلا القيام بالأمور التي لا يمكنكم
إنجازها في هذه الأماكن وهي من مختصّات الحج.. هذه هي وصايانا.