وضع بلادنا اليوم مصيري ومستقبله رهن إراداتنا الراسخة جميعا
وصايا القائد
وضع بلادنا اليوم مصيري ومستقبله رهن إراداتنا الراسخة جميعا
عدد الزوار: 161
من كلمة
الإمام الخامنئي مجماميع من القوات المسلحة والحرس الثوري والتعبئة أثناء زيارته
لمحافظة سمنان. الزمان: 20/8/1385هـ.ش ـ 19/ 10/1427هـ. ق ـ 11/11/2006م
وضع بلادنا اليوم مصيري ومستقبله رهن إراداتنا الراسخة جميعا
إننا نقطع اليوم إحدى أصعب المراحل في تاريخ ما بعد انتصار الثورة.
وإنّ تاريخنا ومستقبلنا وأبناءنا وأجيالنا القادمة في إيران الإسلامية الكبرى
مرهونة جميعاً بمدى ما يتحلّى به المسؤولون من عزم وإرادة، ومقدار ما يفي به أفراد
الجيش والشرطة والأجهزة المسؤولة من تعهّدات.
إنّ وضعنا اليوم هو وضع مصيري.
إنّ التدريب والتعليم الجيد، والسلوك الحسن، والفعالية الممتازة، والعزم الراسخ،
والإرادة والوعي المتيقظ، والتآلف، والتضامن بين الأقسام المختلفة، واستثمار ما
تستبطنوه من أفكار خلاّقة، وإبداعات وقابليات مختلفة في كافة المؤسسات وعلى شتّى
المستويات، يجب أن تكون كلها جميعاً دستور عمل للقوات المسلحة.
لا يصيبكم العناء والوهن من السير في سبيل الله، ولا تخشوا أبداً أولئك الأعداء
الذين يفتقرون للدين والأخلاق والإنصاف، {وَلاَ تَهِنُوا
وَلاَ تَحْزَنُوا}.
فهذا هو قانون القرآن {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم
مُّؤْمِنِينَ}.
إنّ إيمانكم جعل منكم الأقوى والأعز؛ فلا تضيّعوا هذا الإيمان، واتخذوا منه دعامة
لكم في عملكم الإداري والشخصي، وفي أداء الواجبات والقيام بالمسؤوليات، ولاسيّما
أنتم أيها الشباب، فعليكم أن تكونوا مستعدّين لتحمّل مسؤوليات أعظم وأكبر.
لقد استطاعت بلادنا اليوم، بحول الله وقوّته وفضله، وبما تحظى به من عزّة وشموخ أن
تُبعد عن نفسها كيد الأعداء ومكرهم في الساحات والمحافل الدولية، فعليكم بترسيخ
وتعميق هذه العزّة وهذا الاقتدار المادي والمعنوي في نشاطكم وأخلاقياتكم أكثر
فأكثر.
عليكم أن تتعرّفوا جيداً لِمْا يقع على كاهلكم من مسؤوليات في المؤسسات والأقسام
المختلفة، وأن تدركوا ما عليكم من التزامات، وأن تتعهّدوا بها بقوة، وأن تعتبروا
أنّ الوحدة والتضامن بينكم من المبادئ الأساسية التي لا يجوز المساس بها.
واعلموا أنّ الأمة التي تأخذ من إرادتها وإيمانها معياراً لعملها ومسيرتها، وأنّ
الأمة التي تعرف هويتها وتستندّ إليها، هذه الأمة لن يكون لها مصير سوى العزة
والرفعة والاقتدار المتزايد.
وللوصول إلى هذه القمة السامية لابدّ أن يتعاون الجميع معاً، وأن يضخّ كل منّا
المزيد من الطاقة في وجود الآخر: {وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.