ضرورة مواجهة ظاهرة الأرستقراطية وثقافة التجمل والكماليات
وصايا القائد
ضرورة مواجهة ظاهرة الأرستقراطية وثقافة التجمل والكماليات
عدد الزوار: 110
من خطبة
الإمام الخامنئي في صلاة عيد الفطر السعيد06/07/2016
ضرورة مواجهة ظاهرة الأرستقراطية وثقافة التجمل والكماليات
ثمة نقطة بشأن القضايا الداخلية في البلد، وهي الرواتب الظالمة والتصرف
بأموال بيت المال ظلماً وإجحافاً. الأمر الذي شاع اليوم بين الناس وراحت تتناقل
أخباره. فإن هذا التصرف عمل غير شرعي وجريمة وخيانة لمُثُل وأهداف الثورة
الإسلامية. من المؤكد أنه حصلت في الماضي بعض حالات التساهل والتغافل التي يجب
تداركها، ولا يكون الأمر بأن نقوم بإثارة الضجيج والصخب في هذا المجال، ثم نقوم
بإنهاء الموضوع بالكامل، وركنه في مطاوي النسيان، بل لا بد من متابعته. ولحسن الحظ
فقد تعهّد رئيس الجمهورية المحترم ورئيسا السلطتين الأخريين المحترمين، بأن يتابعوا
هذه القضية. يجب متابعتها بكل جدّية، واسترداد الأموال المستلمة اللامشروعة،
ومعاقبة الذين انتهكوا القانون، وعزل الذين استغلوا القانون عن مهامهم، لأنهم غير
جديرين بتولي هذه المهام والمناصب.
وعليكم الالتفات بالطبع إلى أن أعداء النظام الإسلامي يريدون أن يجعلوا من هذه
القضية مستمسكاً ضد النظام الإسلامي. إن عدد هؤلاء [المديرين الفاسدين] في مقابل
مجموع المديرين والموظفين في الأجهزة المسؤولة التي تمارس عملها بنزاهة وصدق، ليس
بالعدد الكبير، إلا أنّ قليلهم أيضاً مضرٌّ, وعيبٌ يجب إزالته. فإننا على اطلاع على
الآفات الناجمة عن الفقر، ونخطط لها، ونعقد الاجتماعات لأجلها. ولكن ــ وكأننا لا
نعرف الأضرار الناتجة عن نشوة النزعة الأرستقراطية بشكل صحيح ــ إن استشرت ظاهرة
الأرستقراطية والإسراف والبذخ وثقافة التجمل والكماليات في المجتمع، ستتبعها هذه
القضايا، وسيبادر الجميع إلى أن يلهثوا وراء لقمة تشبعهم، وأن يملأوا بطونهم من
الحرام. يجب مواجهة هذه الظاهرة بحزم وجدية. يجب على المسؤولين أن يجعلوا قضية
العزل والإقالة واسترداد ما خرج من بيت المال بصورة غير شرعية، على رأس جدول
أعمالهم. وهذا واجبٌ في أعناق الجميع، الناس يولون اهتمامهم بهذه القضية، وعدم
متابعتها، سيؤدي إلى إضعاف ثقتهم بالنظام، وهذه فاجعة كبرى. فلا بد من المحافظة على
ثقة الناس من خلال القرارات الحاسمة.