يتم التحميل...

المؤامرات على بلدنا حقيقة موجودة

وصايا القائد

المؤامرات على بلدنا حقيقة موجودة

عدد الزوار: 108

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء جمع من النخب العلميّة في البلاد_ 28/10/2009
المؤامرات على بلدنا حقيقة موجودة

المؤامرات على بلدنا موجودة وهي ليست بوهم

أشاروا إلى الأحداث والقضايا الأخيرة. جيّد، هناك الكثير من الكلام في هذا الصدد. لا تتصوّروا أنّ الكلام الذي تقوله مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون هو كلّ الكلام. لا، هناك الكثير من الكلام. ويُقال: «صدْرٌ كاملٌ من الكلام يتموّج على شفاهنا». ليس كلّ ما يشعر به الإنسان يقوله أو يستطيع أن يقوله؛ هناك الكثير من الكلام. أنتم الشباب والحمد لله أذكياء وموهوبون، وسوف تتّضح لكم تدريجيًّا الكثير من الحقائق. أرى في هذه الأحداث السياسيّة الأخيرة وفي مجمل الأحداث التي وقعت طوال هذه الأعوام الثلاثين أنّ البلاد تحوّلت تدريجيًّا إلى منظومة ذات مناعة مضادّة للضربات والقنابل. أي نظام الجمهوريّة الإسلاميّة. ليس هذا بالهزل. لا تستهينوا بالقدرات الأمنيّة والتجسّسية والإعلاميّة لهذه الأجهزة الأمنيّة والإعلاميّة العالميّة المتنوّعة. يشعر الجميع بهذا ــ ولعلّه قلّما استطاع غير المتبحّرين في هذه المواضيع رؤية ذلك ــ لا تستهينوا بهوليوود. لا تستهينوا بالتأثير الفني ــ كما قالت إحدى السيدات ــ في الغرب والانتقاء الدقيق جدًا للحروف الإعلاميّة1 في العالم الغربي. فجميع هذه الطاقات الهائلة بالإضافة إلى الثروات اللامتناهية والأجهزة السياسيّة والإعلاميّة العظيمة تهاجم الجمهوريّة الإسلاميّة. لن تجدوا اليوم أي بلد في العالم يتعرّض لكلّ هذه الهجمات؛ والجمهوريّة الإسلاميّة صامدة مقاومة. هل هذا بالهزل؟ فهذا الكائن القوي المحنّك ذو المناعة يقاوم. ليست المؤامرة أمرًا متوهّمًا؛ ليعلم شبابنا الأعزّاء هذا. لا تظنّوا إنّني أنزعج لسماع هكذا كلام. لا، إنّما أنزعج حينما لا يطرح مثل هذا الكلام.

حينما أرى أنّ البعض في اللقاءات الطلابيّة والجامعيّة لا يطرحون كلامًا معيّنًا بسبب بعض الملاحظات أو انطلاقًا من الاحترام أو لأيّ سبب آخر ظنًّا منهم أنّني أنزعج من هذا الكلام؛ الواقع إنّني أنزعج لعدم طرحه ولا أنزعج أبدًا لطرحه. ليت المجال كان يسمح للحديث، ليفتح الإنسان عندئذ أوراق كتاب الكلام المكدّسة على بعضها لتتّضح الكثير من الحقائق. وبالطبع سيحصل هذا في المستقبل.

فهم المؤامرة يحتاج إلى ذكاء والبعض لا يملكونه
لا تظنّوا أنّ المؤامرة على هذا البلد وهم، لا، إنّها حقيقة. المؤامرة تأتي من كلّ ناحية. قد يكون الشخص الذي يتحرّك داخل البلد في نفس اتّجاه تلك المؤامرة وهو لا يشعر بذلك على الإطلاق.

إنّ فهم هذا أيضًا يحتاج إلى ذكاء. البعض لا يتحلّون بهذا الذكاء. لقد جرّبنا الأشخاص؛ لا يفهمون في أيّ اتّجاه يسيرون. بيد أنّ هذا لا يغيّر الواقع سواء فهموا أم لم يفهموا؛ علموا أم لم يعلموا. هذه المؤامرات موجودة.

البلد يتقدم بالرغم من المؤامرات
وفي الوقت نفسه لا يتضعضع هذا البلد وهذا النظام إطلاقًا ولا يضعف. يتقدّم اليوم مجتمعه العلمي ومجتمعه المتطوّر -وهو أنتم أيّها الشباب– بشكل أوضح قبل عشرة أعوام. ما معنى هذا؟ هذا يعني الحقّانية، يعني الأصالة، يعني التجذّر: «ألم تر كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيّبة كشجرة طيّبة»2؛ هذه هي عقيدتنا. إنّنا نعمل بعقيدة راسخة في أعماق قلوبنا، وأنا لا أنكر النواقص. إنّني على معرفة بالنواقص أكثر من كثير من الناقدين، غير أنّ السبيل لرفع النواقص ليس هذه الأمور التي تُتصوّر أحيانًا بأن تعال وأعلِن عن أنّ الوضع كذا في المكان الفلاني، لا، لا تصلح الكثير من الأمور بالإعلان بل بالعمل. ولا تصلح بالكلام، فالكلام والضجيج الإعلامي والمهاترات الكلاميّة لا تقدّم أيّة مساعدة لحلّ المشكلات كما رأيتم.


1- أو: الصياغة الماهرة والدقيقة للمادة الإعلامية والحبكة الفنيّة في العالم الغربي.
2- سورة إبراهيم، الآية 24.

 

2017-03-03