الشعراء أجدر الناس باغتنام فرصة شهر الله
وصايا القائد
الشعراء أجدر الناس باغتنام فرصة شهر الله
عدد الزوار: 91
كلمة
الإمام الخامنئي في جمع من رواد الشعر والأدب في ليلة ميلاد الإمام الحسن
(ع)01/07/2015
الشعراء أجدر الناس باغتنام فرصة شهر الله
أذكّر قلوبكم المرهفة، وأرواحكم الرقيقة، وأحاسيسكم المتدفقة ببركات شهر
رمضان. فإن كان لأحد أن يستفيد من هذه البركات الغزيرة، فالأولوية لأصحاب الذوق
والروح والقلب والمشاعر؛ هي لكم أنتم. من أجدر منكم بالاستفادة من دقائق ولحظات
وساعات وأيام وليالي هذا الشهر، الذي هو شهر التقرب إلى الله، وشهر رقة القلوب،
وشهر الأنس بالله تعالى، وشهر الذكر، وشهر الخشوع؟ ومن أحقّ وأفضل من ذوي القلوب
الطاهرة والرقيقة والإحاسيس المرهفة؟
أنشدوا مضامين الأدعية ببيانكم المرهف
إن أفضل وسيلة للدخول في جنة الذكر والأنس والشوق، هي الأدعية الواردة
في شهر رمضان؛ سواء الأدعية المختصة بهذا الشهر، أو الأدعية التي تُقرأ في جميع
الأوقات المهمة، كالمناجاة الشعبانية وأدعية الصحيفة السجادية. وإنّ للانتهال منها
قيمة بالغة.
«اسْمَعْ دُعائي إِذا دَعَوْتُكَ، وَاْسمَعْ نِدائي إِذا
نادَيْتُكَ، وَأَقْبِلْ عَليَّ إِذا ناجَيْتُكَ».يمكن
لقلوبكم الرقيقة أن تقوم ببيانها بمزيد من التوجّه وحضور القلب.
«فَقَدْ هَربتُ إِلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيكَ».
هذه عبارات وكلمات نابعة من أرقّ القلوب وأبلغ الألسنة. فمن ذا الذي يجب عليه أن
يتلقّاها ويدركها ويغتنمها أفضلَ منكم ومن هذه القلوب الطاهرة واللطيفة؟ فلا تغفلوا
عن الدعاء في هذا الشهر. لقد ورد في المناجاة الشعبانية:
«هَبْ لي قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَلِساناً يُرْفَعُ إِلَيْكَ صِدْقُهُ،
وَبَصَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ». فجدير بالمرء أن يسأل الله
قلباً يرفعه شوقه ويقرّبه من الذات الربوبية. وأيّ القلوب أكثر استعداداً من ذلك
القلب المرهف الرقيق ؟ والحمد لله لديكم كل هذا.
جاء في دعاء أبي حمزة الثمالي: «بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ
دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ، وَلَوْلاَ أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا
أَنْتَ». وكم لهذا الارتباط المعنوي اللطيف بحضرة الحق وبمبدأ المحبة
والعزة من قيمة وأهمية بالغة! حقاً إنه يحيي القلوب المرهفة ويثبّتها ويمنحها الأمل
ويكون ملجأً وسنداً لها.
ولا شأن لي في من أنشد المرحوم أخوان شعره هذا ولماذا أنشده، فإني أخاطب بهذا الشعر
الصحيفة السجادية، وأخاطب به دعاء أبي حمزة الثمالي:
"أيها السند والملجأ
لأجمل اللحظات
المفعمة بالبراءة والعظمة
في وحدتي وخلوتي
ألا يا ساحلي الجميل المنيع "
الدعاء إكسير القلوب فلا تغفلوا عنه
هذا هو الدعاء، فلا تتركوه ولا تعرضوا عنه، فإن الدعاء له قيمة بالغة.
الدعاء هو ذلك الإكسير الذي يستطيع أن يقلّب القلوب الملوثة باليأس والتشاؤم
والأحساسيس الوهمية الخاطئة، فيهديها إلى الصراط المستقيم. الدعاء هو هكذا،
فاستغلوا هذه الليالي. فإنكم أجدر من يستطيع قراءة الدعاء والاستفادة منه بصورة
حقيقية. إغتنموا الدعاء. بالطبع فإن قراءة ألفاظ الدعاء هي مرحلة متدنية من قراءة
الدعاء، حيث يردّد الإنسان هذه الألفاظ على لسانه دون أن يفهم معناها بشكل صحيح، أو
أن يفهم ظاهراً من المعنى. فإن ما يتّسم بأهمية بالغة هو الامتزاج بالدعاء
وبمضامينه والتعمق فيها.