الثورة الإسلامية بداية تحول فكري وإنساني على مستوى العالم
وصايا القائد
الثورة الإسلامية بداية تحول فكري وإنساني على مستوى العالم
عدد الزوار: 93
من كلمة
الإمام الخامنئي في لقاء رجال العشائر ووجهائها في كردستان 14/05/2009
الثورة الإسلامية بداية تحول فكري وإنساني على مستوى العالم
كل ما يملكه الشعب الإيراني هو من بركات الإسلام والثورة
إنّ ما ذكره الإخوة الأعزاء هنا حول ثورتنا المجيدة وعن الوفاء لمبادئ
هذه الثورة هو من معتقداتي القلبيّة أنا العبد الحقير. إنّنا منذ بداية الثورة وإلى
اليوم، لم نشكّ حتى لحظةً واحدة في وفاء العشائر الغيورة المؤمنة البطلة في هذه
المنطقة الشامخة المجيدة. وما قلتموه أيّها الإخوة الأعزّاء، وخصوصًا مقدّم الحفل
المحترم، الحسن الصوت، حول شخصي المتواضع يعود كلّه في حقيقة الأمر إلى الثورة.
شخصي المتواضع ذرّة من البحر الهائل لهذه الثورة العظيمة وهذا الشعب العملاق.
كلّ ما يملكه الشعب الإيراني، وكلّ ما أحرزه أبناء هذا الشعب ومسؤولو البلاد و
مضحّو هذا الطريق من مفاخر -إنّما هو بفضل الإسلام، ولهذه الثورة العملاقة، وبفضل
اللطف والرحمة اللامتناهية التي ظلّل الله تعالى بها هذا الشعب فاستطاع ببركتها
النهوض بهذه الحركة العظيمة.
الثورة الإسلامية بداية تحول فكري وإنساني على مستوى
العالم
أعزّائي: قام الشعب الإيراني في الثورة الإسلاميّة بتحرّك كان بداية
تحوّل ليس للمنطقة وحسب، بل لعالم الإنسانيّة. وأصبح بداية نظرة جديدة ومسار جديد
في الحركة الفكريّة للبشريّة وسوف يزداد ظهورًا في المستقبل.
إنّ ما رسمه الإسلام للإنسانيّة ولسعادة الإنسان لا تعود فوائده على معتنقي الإسلام
خاصةً. يقول الإسلام عليكم الوقوف بوجه العسف والجور والدفاع عن المظلوم، وأن لا
تهابوا ضغوط العتاة الظالمين، وأن تتحلّوا باليقظة والوعي مقابل مؤامرات المخادعين
المحتالين قطّاع طرق الحياة الإنسانيّة. يوصي الإسلام الإنسان بالعودة إلى فطرته.
يناصر الإسلام الحق والعدل. وهذه الأمور علاج لأوجاع البشريّة وأمراضها. لقد عانت
البشريّة طوال التاريخ من الظلم والإجحاف والتمييز. وتلقّت الأجيال الإنسانيّة
ضربات من قبل عتاة التاريخ. ذات يوم ظهر هؤلاء الطواغيت في شخصيّات من قبيل فرعون
وقارون وفي يوم آخر ظهروا في صور أبي جهل و أبي لهب، وظهروا في يوم آخر على شكل
العتاة المتعسّفين في زماننا. وإنّ خطر هؤلاء أكبر من خطر الفراعنة، وضررهم على
البشريّة أكبر من أضرار كلّ ظلمة التاريخ. هؤلاء مجهّزون ولهم عدّتهم؛ إنّهم
مجهّزون بكلّ أسباب القوّة والتزييف والخداع. تحاول دعايات الأعداء اليوم - ليسوا
أعداءنا و حسب بل أعداء الإنسانيّة كلّها - أن تصنع لهم وجوهًا إنسانيّة و تُظهرهم
كمناصرين للبشر والإنسان. هؤلاء خطرون جدًا. وقفت الثورة الإسلاميّة بوجه مثل هذه
الجبهة الخطيرة وصمدت ونجحت.
هذه فرصة كبيرة لشعب إيران. نحن أبناء هذا الماء والتراب يجب أن نفخر بأن غرس الله
تعالى بيد قدرته هذه الشجرة الطيّبة في أرضنا، وعند شعبنا، وفي قلوبنا. إنّه لفخر
لنا نحن الإيرانيّين أن استطعنا رفع راية الإسلام وهي راية العدالة والإنصاف،
والعقلانيّة، والتقدّم الوطني، والإحسان، والعدل، والإنصاف. رفع الإيرانيّون هذه
الراية وبذل أعداء الإنسانيّة ومستكبرو العالم كلّ جهودهم وقدراتهم لإنزال هذه
الراية و قطع هذه اليد، لكنّهم لم يستطيعوا. وكان دور عشائرنا العزيزة في هذه
المنطقة كبيرًا جدًّا في هذا المسعى المقدّس.
تفاؤلنا بمستقبل مشرق للبلاد تفاؤل يقيني
أملنا كبير أيّها الأعزّاء. تعلّمنا التجارب أن نكون آملين متفائلين
ويكون لنا يقيننا بالمستقبل. تجاربنا تجعل هذا الأمر مبرمًا ومسلّمًا به بالنسبة
إلينا. ذات يوم ظنّ الأعداء أنّ بوسعهم استئصال هذا النظام، وأصدقاؤنا في شتى بقاع
الأرض كانوا أيضًا خائفين من هذا. كانت قلوب المؤمنين في البلدان الإسلاميّة
والشباب المؤمن الذين عقدوا آمالهم على هذه الثورة خائفةً على مستقبل هذا النظام
الفتي. ودخل عدوّنا الجار الأبله صدام العفلقي البعثي الحرب بهذه الظنون الباطلة و
تصوّر أنّه سيُنهي كلّ شيء، لكنّ الثورة صفعته على وجهه بحيث شاهدتم عاقبته. كما
أنّ الأعداء ممّن هم أكبر من صدام عقدوا الآمال طوال هذه الأعوام المتمادية وفكّروا
وتآمروا وحاكوا الأساطير التي أمّلوا بها أنفسهم، إلّا أنّ كلّ هذه الظنون عادت
خائبة. كانوا يتصوّرون أنّ الثورة الإسلاميّة إمّا أنّها لا تبقى أو أنّها إذا بقيت
فلن تستطيع التقدّم بالبلاد إلى الأمام. و بقيت الثورة الإسلاميّة على رغم أنوف
الأعداء وتجذّرت وبهرت الأنظار أيضًا في العلوم والتقنيّة ومختلف مظاهر التطوّر
الاجتماعي والسياسي.