وصايا ونصائح: لا تتخلوا عن روحية الطموح واجتهدوا في تحصيلكم العلمي
وصايا القائد
وصايا ونصائح: لا تتخلوا عن روحية الطموح واجتهدوا في تحصيلكم العلمي
عدد الزوار: 82
كلمة
الإمام الخامنئي في طلبة جامعة فردوسي بمناسبة زيارته مدينة مشهد المقدسة.الزمان:
25/2/1386هـ. ش ـ 27/4/1428هـ.ق ـ 15/5/2007م.
وصايا ونصائح: لا تتخلوا عن روحية الطموح واجتهدوا في تحصيلكم العلمي
أ ــ ضرورة تقبل النقد ونبذ التجريح
ولقد كنت أنوي أن أطيل الحديث، ولكني اكتفي بهذا القدر.
وفي الختام أودّ أن أتقدم إلى الطلبة الأعزاء ببعض النصائح والوصايا.
إنّ النقد البنّاء من جهة والقبول بالنقد بتواضع من جهة أخرى أمران ضروريان في
المحيط الجامعي والوسط الطلابي.
إنّ على الطلبة الشباب أن يكون ذهنهم وقّاداً ورأيهم حُرّاً في الوسط العلمي، وأن
يمارسوا النقد، بشرط أن يكون بنّاءً.
إنّ من الخطأ ألاّ نفرّق بين النقد وبين التجريح والعصبية والتشهير، ولكن لا مناص
من النقد.
وفي الوقت ذاته لابدّ من تقبّل النقد، فعلينا تقبّل النقد من الآخَرين واحتماله
بصفتنا طلبة جامعيين أو تنظيمات طلابية، فأنْ نتقبّل النقد هو أن نتحمّله.
ب ــ التحلي بالمرونة السياسية
وأما النصيحة الأخرى فهي: أنه لا بدّ من المداراة السياسية في الوسط
الجامعي.
إنّ على التنظيمات الطلابية أن يكون كل منها مرناً مع الآخر سياسياً وأن يتحمّل
أحدها الآخر.
إنّ هناك خطة خطيرة مرسومة لإشعال فتيل الصراع بين التجمعات الطلابية، فعليكم
بالحذر. إنهم يريدون تأليب التنظيمات الطلابية بعضها على الآخر. ولقد لاحظنا أنهم
كانوا على وشك تحقيق ذلك أخيراً في عدد من الجامعات، ولقد حال الطلبة دون وقوع ذلك
بفضل نباهتهم ومشاعرهم ونضجهم السياسي.
ولكنّ هذه هي الخطة، ولا سبيل لإحباطها إلاّ التحلّي بالمداراة والتحمّل بين صفوف
التجمعات والتنظيمات الطلابية.
ج ــ لا تتخلوا عن روح الطموح
والنصيحة التالية هي: ضرورة الحفاظ على الأصول والروح المعنوية الطامحة.
لا تكونوا متحّفظين، ربما يفضّل البعض التحفظ بسبب التقدم في السنّ، ولكنّ موتور
الحركة لابد وأن يكون شبابياً.
إنّ من شأن شبابنا ألا يكون متحفّظاً، فالطموح من شِيَم الشباب.
لا تتراجعوا عن الطموحات، وانظروا إلى العُلى، وانشدوا الذُّرى حتى نكون على يقين
بأننا سنبلغ منتصف الطريق على أقل تقدير.
ولكنكم إذا صمّمتم على بلوغ القمة، فإنني على يقين بأنكم ستصلون. لا تتخلّوا عن روح
الطموح والتي من مبادئها التمسّك بالأصول والأسس الفكرية.
د ــ تمتين بنيتكم العقائدية والتزامكم السلوكي
وهناك توصية تالية وهي: ضرورة البناء الذاتي عقائدياً وعلمياً وعملياً,
وذلك ما أشار اليه بعض الطلبة الأعزاء. (عليكم أنفسكم) وخذوا بنظر الاعتبار دائماً
نظرة الإسلام للإنسان في خطابه الفردي.
حافظوا على أنفسكم أنتم(عليكم أنفسكم).
إنّ الطريق الذي يبلغ بالإنسان إلى الله والنورانية هو طريق الابتعاد عن المحرمات
وأداء الواجبات.
إنّ عليكم الاهتمام بالواجبات، وعدم اقتراف الذنوب، فهذا هو معنى تهذيب النفس. ولأن
قلوبكم شابة، ومستنيرة، فإنها ستكون ـ بحمد الله ـ معافاة من التلوّث ومعها روحكم،
والله المستعان، وله المنّة والفضل.
هــ ــ الإجتهاد في التحصيل العلمي
وتبقى نصيحة أخيرة، وهي: ضرورة المواظبة على استذكار الدروس والتحصيل
العلمي بكل جِدّ واجتهاد, والبحث عن العلم وطلب المعرفة في الأوساط الجامعية. قد
يلاحظ المرء أنّ البعض لا يبحث عن طلب العلم حقيقةً في الجامعة، وأنه يكتفي بالحفظ
لاجتياز الامتحانات، فلا تكونوا كذلك، ولا تعتبروا أنّ العلم هو مجرد قراءة النصوص
وحفظها.
لقد قلت قبل قليل في لقائي مع الأساتذة: أنّ على الطالب الإلحاح في السؤال،
والتعمّق في الفهم، وأن يُشكل على أستاذه، وأن يتبحّر في زوايا البحث العلمي.
لتوفير أجواء وإمكانيات ممارسة الرياضة للطلبة
وأخيراً، فإن إحدى بناتنا العزيزات تحدّثت عن الرياضة.
إنني أؤمن بالرياضة، ولكن الأمر يتعلق في بعض جوانبه بالإدارة الحكيمة التي توفر
الامكانيات للطلبة، كما ويتعلق بالطلبة في جوانبه الأخرى، فلا ينبغي أن ننحى
باللائمة دائماً على الادارة.
إنّ كل هذه المرتفعات بالقرب من مدينة مشهد تثير قرائح المتسلّقين، فهي تُغري
الإنسان بالصعود بتألّقها وانفتاحها وسهولة ارتيادها بلا بطاقات دخول ولا عقبات،
ولكن البعض يفضّل النوم في الصباح على تسلّق القمم، وهو ما يجعلني ألوم الشباب
دائماً في طهران.
إنّ الرياضة مهمة جداً من أجل صحتكم ونشاطكم ونظرتكم أيها الشباب.
أسال الله لكم التوفيق، وأن يجعلكم ذخراً لشعبنا وشعوب المنطقة أملاً في مستقبل
زاهرٍ وغدٍ سابح في النور والضياء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2017-03-03