يتم التحميل...

هوى النفس منشأ الأمراض الأخلاقية (الحسد، التكبّر، الجبن)

الأخلاق والثقافة الإسلامية

عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: "إنما أَخاف عليكم اثنتين‏، اتّباع الهوى وطول الأَمل، أَمّا اتّباع الهوى فإنّه يصدّ عن الحق، وأَمّا طول الأَمل فيُنسي الآخرة".

عدد الزوار: 428

عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: "إنما أَخاف عليكم اثنتين‏، اتّباع الهوى وطول الأَمل، أَمّا اتّباع الهوى فإنّه يصدّ عن الحق، وأَمّا طول الأَمل فيُنسي الآخرة".

مدخل
إنّ سلوك طريق الله والآخرة للوصول إلى الكمال الإنساني والسعادة الأبدية عند مليكٍ مقتدرٍ غير ممكنٍ من دون جهاد النفس وتهذيبها من الأمراض والرذائل الأخلاقية. وأوّل ما يحتاجه الإنسان المؤمن الحريص على آخرته هو معرفة هذه الموانع والعوائق التي تحول بينه وبين لقاء ربّه، والتي تحرمه من فيضه الجزيل، وعطائه العميم. فالمعرفة الدقيقة والصحيحة بهذه الموانع هي المدخل الصحيح لإزالتها والتخلّص منها، لأنّه من غير الممكن معالجة الداء ما لم نكن على معرفةٍ به وبآثاره ونتائجه. لذا، كانت المعرفة المسبقة بهذه الأمراض والرذائل أمراً لا بدّ منه لمن يريد أن يهذّب نفسه ويطهّرها. وفي هذا الفصل والفصلين اللاحقين سوف نذكر بعض هذه الأمراض، مبيّنين خطرها الداهم على سلوك الإنسان، وكيفيّة معالجتها.

حقيقة هوى النفس
الهوى هو حبّ الشيء والميل إليه والتعلّق به واشتهاؤه، من دون فرقٍ بين أن يكون متعلّقه أمراً حسناً أو قبيحاً. وهوى النفس هو عبارة عن حبّ النفس وميل الإنسان إلى اتّباع الأوامر الصادرة عنها، سواء كانت خيراً أم شراً. واتّباع أوامر النفس يعدّ شركاً بالله، لأنّ المطاع فيه هو النفس وليس الله. فالأمر الصادر عن النفس، إن كان خيراً ولم يكن في طاعة الله ولأهدافٍ إلهية فهو مخالفٌ لإرادة الله، وبالتالي باطل، وإن كان شراً فهو صادرٌ عن النفس الأمّارة بالسوء التي تأمر الإنسان بالسوء دائماً وتدفعه إلى معصية الربّ ومخالفة أمره. وقد تحدّث الله تعالى عن هذه الحقيقة وأشار إلى أنّ المتّبع لهواه في الحقيقة عابدٌ لغير الله: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ1، فأشار بشكلٍ واضحٍ إلى أنّ الإنسان يمكن أن يتسافل إلى الحدّ الذي تصبح فيه نفسه هي المعبودة والمطاعة وليس الحقّ عزّ وجلّ.

والمؤمن الصادق يكفيه أن يعرف الأضرار والمساوئ الناجمة عن اتّباع الهوى وحبّ النفس، وما وعد الله به الذين يخافونه في الغيب من الجنان، حتى يقلع عنه: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى2.

آثار اتّباع هوى النفس
أ- عدم الإيمان بالآخرة: اتّباع الهوى يمكن أن يحول بين الإنسان والإيمان الصحيح بالآخرة: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى3.

ب- أسوأ الضلال: اتّباع الهوى أسوأ الضلال، فهو يخرج الإنسان عن طريق الله: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ4.

ج- انتفاء العدالة: اتّباع الهوى مانعٌ من العدل والإنصاف: ﴿فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُو5.

د- فساد الكون: إنّ نظام السماء والأرض خاضعٌ لإرادةٍ حكيمة وعادلة، فلو دار حول محور أهواء الناس وشهواتهم لعمّ الفساد كلّ ساحة الوجود: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ6.

هـ مصدر الغفلة: اتّباع الهوى يحجب عن سبيل الحق ويورث الغفلة: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطً7.

و- فساد العقل: اتّباع الهوى يفسد العقل ويضعفه ويمنعه من التمييز بين الحق والباطل: عن الإمام علي عليه السلام، قال: "طاعة الهوى تفسد العقل"8، وفي حديثٍ آخر عنه، قال: "الهوى عدوّ العقل"9.

ز- التلوّث بالكبائر: إنّ الإفراط في طلب اللذّة وعبادة الهوى يسوق الإنسان نحو منزلقات الإثم وارتكاب الذنوب، كما حدث مع بني إسرائيل: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ10.

ح- أسّ المحن: اتّباع الهوى سببٌ أساسي للمحن والبلاءات التي تصيب الإنسان في هذه الحياة كما أخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام: "الهوى أسّ المحن"11.

علاج اتّباع الهوى
إذا عرفنا أنّ اتّباع الهوى يكون باتّباع أوامر النفس دون الله والانصياع التام لتلبية رغباتها، فإنّ العلاج الأساس يكون بمخالفة هذه الأوامر النابعة من النفس والاحتكام عوضاً عنها إلى أحكام الشريعة في كافّة شؤون حياتنا، لأنّه ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ12، بالإضافة إلى تقوية رادع الإيمان والتقوى في النفس. فمن يشعر بوجود الله دائماً في حياته ويره حاضراً وناظراً إلى سلوكياته وأفعاله، ويرَ محكمة العدل الإلهية يوم القيامة بعين البصيرة، لا يمكن أن يتجرّأ على كسر طوق الحدود الإلهية ويتجاوز التشريعات الدينية ويتلوّث بمفاسد الشهوات والرذائل، فعن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: "خالف نفسك تستقم، وخالط العلماء تعلم"13. فمخالفة النفس وإشغالها دائماً بالطاعات والواجبات الشرعية بحيث لا يعود لها منفذٌ للجري وراء تلبية الأهواء والشهوات هو السبيل الوحيد للتكامل والرقيّ الإنساني. كما إنّ معاشرة الصالحين وترك صحبة رفاق السوء لهما الأثر الأكبر في توجيه الإنسان نحو معالي الأخلاق وعدم التلوّث في مستنقع الرذائل.

هوى النفس منشأ الأمراض الأخلاقية
إنّ المشكلة الكبرى في هذه التبعيّة للنفس تكمن في أنّها تضلّ الإنسان عن جادّة الحقّ والصّراط المستقيم، كما قال عزّ اسمه: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ14. والأخطر من ذلك أنّ اتّباع الهوى يصدّ عن سبيل الحقّ، ويحول دون الوصول إليه، وهل بعد سبيل الحقّ إلا الضلال؟! لذا، كان أمر الله وحكمه واضحاً وصريحاً بضرورة تجنّب هوى النفس وطاعتها، لأنّها لن تورث الإنسان إلا العذاب والضّلال: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ15.

بناءً على ما تقدّم، إنّ اتّباع هوى النفس يورّط الإنسان في العديد من الأمراض الأخلاقية القبيحة، منها:

الأول: الحسد:

الحسد حالة نفسانية، يتمنّى معها صاحبها سلب النعمة التي يتصوّرها عند الآخرين، سواء نالها أم لا. وهي من أبشع الرذائل وأبغض الصفات. وهو يختلف عن الغبطة، لأنّ الغبطة هي تمنّي النعمة التي لدى الغير، ولكن دون تمنّي زوالها عنهم. والحسد آفة الدين كما جاء عن الإمام علي عليه السلام: "آفة الدّين الحسد، وحسب الحاسد ما يلقى"16، وهو رأس العيوب والرذائل، لأنّه تتولّد منه أمراضٌ ومفاسد أخرى، كالعجب وفساد الأعمال وغيرها، لذا قال أمير المؤمنين عليه السلام: "رأس الرذائل الحسد"17. والأخطر من ذلك كلّه أنّ الحسد لا يمكن أن يجتمع مع الإيمان، فعن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: "لا يجتمع الحسد والإيمان في قلب امرئ"18.

دوافع الحسد:
للحسد أسبابٌ كثيرة، أهمّها قلّة الإيمان وضعفه في النفس. فالحسود ساخطٌ على الله، غير مؤمنٍ بعدله وحكمته ورحمته وحسن تقديره. مع العلم أنّ تقسيم النّعم والأرزاق إنّما جاء على خير تقديرٍ وأجمل نظامٍ، وهو يتطابق تماماً مع المصالح التامّة والنظام الكلّي. والحاسد في حقيقة نفسه رافضٌ لهذا النظام الأصلح، ولا يرى أنّ الله عادلٌ قي تقسيمه للنعم والمواهب وحكيم في تقديراته، وهو في قرارة نفسه لا يؤمن بأنّ من يتمتّع بالقابلية واللياقة ويطلب من الله أن يرزقه فإنّ الله سيرزقه حتماً، لأنّه الجواد المطلق. عن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران عليه السلام: يا ابن عمران، لا تحسدنّ الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدّن عينيك إلى ذلك، ولا تتبعه نفسك، فإنّ الحاسد ساخط لنعمي، صادّ لقسمتي الذي قسمت بين عبادي، ومن يكُ كذلك فلست منه وليس مني"19.

عواقب الحسد:
يترتّب على الحسد نتائجُ سلبية كثيرة، أهمّها:

أولاً: يشعر الحسود بالهمّ والغمّ دائماً، وهو يعيش حالةً شديدة من الانقباض والحزن والكآبة، فهو يشعر دائماً بالضيق والاختناق، ويتألّم لمجرّد سماعه بنعمةٍ تصيب غيره، وهذا ما يسلبه هدوءه واستقراره. لذا، نراه يتحرّك في تعامله مع الآخرين من موقع الخصومة والعداوة والتعرّض لهم وذكر عيوبهم من أجل الانتقاص من سمعتهم ومكانتهم، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الحسود كثير الحسرات متضاعف السيئات"20.

ثانياً: الحسد يأكل دعائم الإيمان ويوهن علاقة الإنسان مع ربّه، بحيث يدفع الإنسان إلى أن يسيء الظن بالله تعالى وحكمته، لأنّ الحسود في أعماق قلبه معترضٌ على الله تعالى، فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "لا تتحاسدوا، فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب اليابس"21.

ثالثاً: الحسد يحجب العقل عن إدراك حقائق الأمور، فالحسود لا يستطيع أن يرى نقاط القوّة عند المحسود حتى ولو كان قائداً عظيماً ومصلحاً اجتماعياً كبيراً، بل يبحث دائماً عن نقاط ضعفه وعيوبه.

رابعاً: يسلب الحسد الإنسان أصدقاءه ورفاقه، ويؤدّي إلى تمزّق روابط الألفة والمحبّة بين الناس، كما جاء عن الإمام علي عليه السلام: "الحسود لا خلّة له"22. فمن العوامل الأساسية التي تؤدّي إلى هزيمة المسلمين وانتصار الكافرين عليهم، هو تشتّت كلمتهم وتخاصمهم فيما بينهم.

خامساً: يؤدّي الحسد إلى تلوّث صاحبه بأنواع الذنوب الأخرى، من قبيل الظلم، والعدوان، والغيبة، والتهمة، والكذب، والبهتان، وغيرها، من أجل الوصول إلى مقصده. فهو رأس العيوب كما قال الإمام علي عليه السلام: "الحسد رأس العيوب"23.

علاج الحسد:
لعلاج الحسد طريقان، طريقٌ علمي وآخر عملي.

أ- الطريق العلمي: بأن يتأمّل الإنسان جيّداً في أمرين:
الأول: في النتائج السلبية والعواقب الضارّة للحسد على المستوى الروحي والبدني، إذ من المهمّ أن يعلم الحسود أنّ هذا المرض الأخلاقي سوف يؤدّي إلى هلاكه في الدنيا والآخرة، كما أخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام: "ثمرة الحسد شقاء الدنيا والآخرة"24، وسيحول دون إشراق نور الإيمان في قلبه، ويسلب منه الراحة والنوم وسيحوّل حياته إلى حزنٍ وغمّ دائمين.

الثاني: أن يتأمّل في جذور ودوافع حصول هذه الحالة في النفس، فإذا كان السبب ضعف الإيمان وعدم المعرفة الصحيحة بالله، فعليه أن يعمّق أسس المعرفة والتوحيد والإيمان بالله في قلبه، أمّا إذا كان السبب الشعور بعقدة الحقارة والدونيّة فعليه أن يعالجها في ظلّ الثقة بالله وحسن الظنّ به، ومن خلال الإدراك بأنّ الكمال الحقيقي هو في التحلّي بمكارم الأخلاق والقرب من الله، وهو ميسّر لكلّ إنسان.

ب- الطريق العملي:
وهو أن يتكلّف الحاسد بدايةً في إظهار المحبّة للمحسود، فإذا كانت نفسه تدعوه لإيذائه واعتباره عدوّاً وتدفعه إلى هتك حرمته وكشف عيوبه للآخرين، فعليه أن يعمل خلاف ما تريده نفسه، فيثني عليه مثلاً ويذكر صفاته الإيجابية ويحسن إليه ويدعو له بالخير ويقدّمه أمامه. ومع تكرار مثل هذه الأعمال تزول آثار الحسد من النفس شيئاً فشيئاً، ويعيش الإنسان حالةً من الرضا والصفاء والسلام الروحي مع نفسه ومع الآخرين.

الثاني: الكِبْر:

الكِبْر حالة في النفس، تدعو إلى التعاظم على الغير والتعالي عليهم، لما يراه الإنسان في نفسه من التفوّق والتقدّم على الآخرين. وهو غير العجب، لأنّ العجب هو الإعجاب بالذات، أما التكبّر فهو التعالي على الناس والترفّع عليهم. وهو من أخطر الأمراض الخلقية، وأشدّها فتكاً بالإنسان، وأدعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به ونفرتهم منه. وهي من الصفات التي يبغضها الله تعالى: ﴿إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ25، لأنها صفة وخُلق أهل جهنم: ﴿أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ26. وقد ذمّ الحقّ تعالى التكبّر كثيراً، حيث خاطب المتكبّر قائلاً: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ27.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: "فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستّة آلاف سنة، لا يُدرى أمن سنيّ الدنيا أم من سنيّ الآخرة عن كِبْر ساعة واحدة"28.

1- علامات الإنسان المتكبّر:
غالباً ما تكون الأمراض الأخلاقية مصحوبةً بآثارٍ وعلائم تظهر على ملامح الوجه وفي الأقوال والأفعال. فمن علامات الإنسان المتكبّر أنّه يتخايل في مشيته، وتراه مقطّب الجبين، عبوس الوجه، يشيح بوجهه عمّن يحدّثه ويشمئزّ من كلّ ما يدور من حوله، ويتحدّث كثيراً عن نفسه بعبارات فيها مبالغة، ويقطع كلام الآخرين باستمرار، ولا يصغي إليهم، معتبراً كلامهم تافهاً وعديم الجدوى، وفي المقابل يتوقّع منهم الإصغاء لكلامه والثناء عليه. ولا يبادر إلى السلام، ويسعى ليجلس في الصفوف الإمامية في المجالس والمحافل، ويتجنّب معاشرة الفقراء والمحتاجين، ولا يساعد في قضاء حوائج الغير، بل يتوقّع من الجميع أن يقدّموا الخدمة له، ويهتمّ بارتداء أفخر الثياب واقتناء أفخم الحاجيات من الأثاث والمركوب.

2- دوافع الكِبْر:
للكِبْر أسبابٌ ودوافع كثيرة تعود كلّها إلى أنّ الإنسان يتصوّر لنفسه كمالاً معيناً، وبسبب حبّه لذاته، ومغالاته في تقييم نفسه، وتثمين مزاياها وفضائلها، والإفراط في الزهو بها، فإنّه يرى نفسه الأكمل والأفضل والأعظم، والآخرين أدنى منه، فيترفّع عنهم ويحتقرهم. وقد يكون هذا الكمال المتوهّم نابعاً من الأمور الدنيوية، من قبيل: الحسب والنسب الشريف، كثرة الأولاد والأنصار، الجمال، المال، القوّة البدنية، النفوذ السياسي أو الاجتماعي وغيرها... أو من الأمور الدينية حتى، كأن يتصوّر نفسه عالماً أو عابداً، ويرى، في المقابل، الآخرين جاهلين، لا يعلمون شيئاً عن حقائق هذا الدين، فيعتزّ بعلمه أو عبادته ويستعظم نفسه، ويحتقر غيره ويتعالى عليهم. كما ويمكن إضافة أسباب ومناشئ أخرى، منها:

أ- الجهل وضعف العقل: إنّ جهل الإنسان بحقيقة ضعفه وعجزه، وغفلته عن حقيقة أنّ كلّ نعمة أو كمالٍ إنّما هي بالأصل من الله تعالى، من شأنه أن يورث الكِبْر في القلب. فما يتوهّمه في نفسه من كمال إنّما هو من الله وليس من نفسه، وهو لا يكاد يساوي شيئاً أمام الكمالات المبسوطة في عالم الوجود. ولو رُخّص الكِبْر لأحدٍ، لكان الأنبياء أحقّ به من غيرهم، كما في الحديث عن الإمام علي عليه السلام: "لو رَخَّص الله سبحانه في الكِبْر لأحد من الخلقِ، لرخّص فيه لأنبيائه، لكنّه كره إليهم التكبّر، ورضي لهم التواضع"29.

ب- رؤية ذلّة النفس: فعندما يرى المتكبّر الذلّ والنقص في نفسه فسيدفعه حاله هذا إلى الاستعلاء على الآخرين ظناً منه أنّه بذلك تعلو درجته، ويحصل على ما ينقصه من كمال، فعن الإمام الصادق عليه السلام، قال: "ما من رجلٍ تكبّر أو تجبّر إلا لذلّة وجدها في نفسه"30.

ج- العجب: تؤدّي رذيلة العجب إلى نشوء رذيلة الكِبْر المهلكة في النفس، فعندما يتوهّم الإنسان أنّه يتمتّع بصفةٍ من صفات الكمال تنتابه حالةٌ من السرور، فيُصاب بداء العجب. وإذا أعجب الإنسان بأعماله استصغر أعمال الآخرين، بل احتقرها واعتبرها بلا قيمة، وعندها يجد نفسه أفضل من غيره وأعظم، فيقع في شِراك التكبّر.

د- الحسد: قد يتكبّر الإنسان الفاقد للكمال على من هو واجدٌ له، كأن يتكبّر الفقير على الغني، والجاهل على العالم، لأنّ الذي يفتقر إلى كمالٍ ما يراه موجوداً عند غيره، يمكن أن يدفعه حسده إلى التكبّر عليه، بهدف إذلاله وإهانته.

3- مفاسد الكِبْر:
من الواضح أن التكبّر من الأمراض الأخلاقية الخطيرة والشائعة والتي لها آثارٌ مدمّرة على روح الإنسان ومعتقداته وأفكاره وعلى مصيره أيضاً، ومن مساوئ هذه السجيّة:

أ- الكفر: قد يؤدي التكبّر بصاحبه إلى الكفر بالله واليوم الآخر: ﴿فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ31.

ب- الحرمان من الجنّة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "لن يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من كِبْر"32.

ج- المذلّة يوم القيامة: من وصايا الإمام الصادق لأصحابه: "إيّاكم والعظمة والكِبْر! فإنّ الكِبْر رداء الله عزَّ وجلَّ، فمن نازع الله رداءه قصمه الله وأذلّه يوم القيامة"33.

د- دخول النار: عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: "إنّ في جهنم لوادياً للمتكبّرين، يُقال له (سقر)، شكى إلى الله عزّ وجلّ شدّة حرّه، وسأله أن يأذن له أن يتنفّس، فتنفّس، فأحرق جهنّم"34.

هـ الحرمان من العلم والمعرفة:
عن الإمام الكاظم عليه السلام، قال: "يا هشام، إنّ الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار، لأَنّ الله تعالى جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبّر من آلة الجهل"35.

و- ارتكاب المعاصي: قال الإمام الكاظم عليه السلام: "إنّ الفرح والمرح والخيلاء، كلّ ذلك في الشرك، والعمل في الأرض بالمعصية"36. وعن الإمام علي عليه السلام: "التكبّر يظهر الرذيلة"37.

ز- المقت لصاحبه ونزول النقم عليه: عن الإمام الباقر عليه السلام، قال: "إيّاك والكِبْر! فإنّه داعية المقت، ومن بابه تدخل النقم على صاحبه، وما أقلّ مُقامَهُ عنده وأَسرع زواله عنه!"38.

4- علاج الكِبْر:
إذا أراد المرء أن يعالج نفسه من داء الكِبْر فعليه اليقظة من الغفلة، ومن ثمّ تطهير القلب بنار الندامة، وهي بمثابة الخطوة الأولى لاستئصال هذه الرذيلة من جذورها، وأمّا الدواء والعلاج فهو على قسمين:

أ- العلاج العلمي: وهو بأن يتفكّر الإنسان المتكبّر بحال نفسه، وبمفاسد الكِبْر وآثاره السلبية. فمن المفيد للتخلّص من آفة الكِبْر أن يتفكّر الإنسان أولاً في حقيقة نفسه وفقره، كيف خُلق من نطفةٍ مهينة يستقذرها الناس، ومن ثمّ أصبح طفلاً ضعيفاً لا يقوى على شيء، وحتى عندما أصبح بالغاً وقويّاً فإنّ قواه ليست تحت تصرّفه، فلا يمكنه المحافظة على شبابه وجماله وصحّته، أو دفع المرض أو البلايا عنه... وتستمرّ مسيرته إلى أن يبلغ سنّ الشيخوخة، فيكون ضعيفاً عاجزاً لا يستطيع السير خطواتٍ معدودة بمفرده، إلى أن توافيه المنيّة، فيصبح جيفةً نتنة رائحتها تزكم الأنوف، وثرواته يتناقلها الورثة، وعن الإمام الباقر عليه السلام: "عجباً للمختال الفخور! وإنّما خلق من نطفة، ثمّ جيفة، وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يُصنع به"39.

وإذا ما انتقل إلى العالم الآخر ولم يتخلّص من رذيلة الكِبْر واستحكمت به آثارها المهلكة، فإنّه سيلاقي من أنواع العذاب ما لا يمكن وصفه.

ب- العلاج العملي: بعد أن يرى الإنسان خطورة بقاء هذه الرذيلة الأخلاقية على إيمانه ومصيره في الآخرة، لا بدّ له من السعي بجدّ للتخلّص منها. وأفضل سبيلٍ هو أن يعمل بما يضادّها، أي كلّما دعته نفسه ليتكبّر على الآخرين، يقمعها ويخالف أوامرها بأن يتواضع لهم، فعن الإمام علي عليه السلام: "ضادّوا الكِبْر بالتواضع"40. فإذا رأى أنّ سبب تكبّره ارتداء الملابس الفاخرة أو اقتناء الحاجيّات الفخمة، فعليه أن يبادر إلى ارتداء الملابس البسيطة، وإن لاحظ في نفسه نفوراً من مجالسة الفقراء، فيصرّ على مجالستهم ومساعدتهم. وإن كان يحب أن يتقدّم القوم، فليعمد إلى تقديمهم على نفسه، وإن كان لا يصغي إلى كلام الآخرين، أو لا يقضي حوائجه بنفسه دون الاعتماد على الآخرين، فعليه العمل بخلاف ذلك. وإذا حدّثته نفسه بالتعالي على غيره والسعي لإذلالهم أو الاعتداء على حقوقهم، فليتذكّر ما أعدّه الله من عذابٍ للمتكبّرين الظالمين: ﴿قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ41.

الثالث: الجبن:

1- حقيقة الجبن:
من الرذائل الأخلاقية صفة الجبن، وهو الخوف غير المنطقي، والتي تقابل الشجاعة والجرأة، ففي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: "لا يكون المؤمن جباناً ولا حريصاً ولا شحيحاً"42. وهي صفة تورث الإنسان المذلّة والمهانة وسوء العيش، وتحطّ من منزلة صاحبها، وتؤدّي إلى هدر طاقاته، وتفضي إلى أن يتسلّط عدوّه عليه. والمجتمع الذي يتّصف أفراده بالجبن يكون مجتمعاً خنوعاً ذليلاً خاضعاً لسياسة الظالمين، غير قادرٍ على مواجهة التحدّيات الكبرى وتقديم الحلول الناجعة، ولا يُرجى له الرقيّ والتكامل في كافّة مجالات الحياة، ويكون بعيداً عن تحقيق الأهداف الإلهية الكبرى، من قبيل بسط الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. والمراد بالجبن هنا هو الخوف غير المنطقي من المواقف أو المظاهر التي لا تستبطن خطراً حقيقياً، بل يتصورها الإنسان الجبان ويتوهّم أنّها أمور خطيرة، مع أنّها ليست كذلك. وهذا بخلاف الخوف من الأمور التي تتضمّن خطراً واقعيّاً على حياة الإنسان، أو أنّها يمكن أن تسبّب الضرر والأذى له، فإنّ الاندفاع نحو هذا النوع من المخاطر دون تفكيرٍ ورويّة يوقع الإنسان في مفسدة أخرى لا تقلّ خطراً عن الجبن، وهي التهور، وهو القائل في كتابه العزيز: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ43.

2- دوافع الجبن:
أ- ضعف الإيمان وسوء الظن بالله: لأنّ الشخص الذي يعيش الإيمان بالله والثقة به وينطلق في حياته من موقع التوكّل على الله والتصديق بوعده، لن يذوق طعم الذلّة والمهانة والضعف، ولن يتردّد أو يخاف أمام الحوادث الصعبة، ولن يتزلزل أمام التحديات، ولن يهاب أحداً من الأعداء، لأنّه يرى أنّ قدراتهم محدودة، ولا تعادل شيئاً أمام قدرة الله المطلقة، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى، يجمعها سوء الظنّ بالله"44.

ب- ضعف النفس: من أهمّ خصائص الإنسان الجبان ضعف نفسه وعجزها عن مواجهة الصعاب والتحدّيات المختلفة، لذا نراه يلجأ دائماً إلى التذرّع بالأعذار الواهية هرباً من المسؤوليات أو الواجبات المطلوبة منه، عن أمير المؤمنين عليه السلام: "شدّة الجبن من عجز النفس وضعف اليقين"45.

ج- الجهل وقلّة المعرفة: حيث غالباً ما يسبّب للإنسان الخوف الموهوم، كما يلاحظ في حالة خوف الإنسان من الموارد التي لا يعرفها جيّداً، أمّا عندما تتضح له الصورة جيّداً فإنّ حالة الخوف ستذهب من نفسه تدريجياً.

د- طلب الراحة والعافية: وهو من أحد الأسباب التي تكون منشأً للخوف غير المبرر، لأنّ خوض أيّ معتركٍ يتطلّب من الإنسان أن يُقحم نفسه في دوامة من المشاكل والصعاب، ما يعني أن يتخلّى عن حظوظه من الراحة.

هـ الآثار الناجمة عن خوض تجاربٍ مؤلمة: فالحوادث المرّة غالباً ما تترك في نفس الإنسان حالةً من الخوف والرعب، لأنّها تترسّخ في ذهنه وتحول دون إقدامه على خوض تجارب جديدة.

و- الإفراط في توخّي الحذر: إنّ الإفراط في سلوك طريق الحذر من شأنه أن يورث الخوف أيضاً، لأنّه يدفع بالإنسان إلى توقّي كلّ ما يحتمل فيه الخطر، فيعيش التردّد والخوف من الإقدام دائماً.

3- علاج الجبن:
إنّ إحدى الطرق لعلاج هذه الرذيلة الأخلاقية كما في سائر الرذائل الأخرى هي التفكّر في آثارها السلبية وعواقبها الوخيمة على صعيد الفرد والمجتمع، فعندما يتعرّف الإنسان إلى الآثار السلبية للخوف الموهوم وما يترتّب عليه من مذلّة وحقارة وتخلّف وحرمان، فإنّه سيتحرّك حتماً لإزالة هذه الرذيلة من نفسه. أمّا الطريق العملي لعلاج هذه الآفة، فهو بالسعي إلى قطع كلّ دوافع وجذور هذه الرذيلة من النفس. فعندما تزول السحب المظلمة لسوء الظنّ بالله من سماء القلب، وتشرق شمس الإيمان والتوكّل على الله في فضاء الروح الإنسانية، فإنّ ظلمات الخوف الموهوم ستزول بسرعة من النفس. ومن الطرق الأخرى المفيدة في العلاج أيضاً، هي أن يورّط الإنسان نفسه في الميادين المثيرة للخوف والوحشة، ويعمل على إقحام نفسه فيها مرّات عديدة، ومع تكرار التجربة سيزول الخوف من النفس حتماً. ونجد هذا المعنى بصورة جميلة في كلمات أمير المؤمنين عليه السلام، حيث يقول: "إذا هبت أمراً فقع فيه، فإنّ شِدَّة توَقّيه أعظم ممّا تخاف منه"46.

* كتاب أنوار الحياة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة الجاثية، الآية 23.
2- سورة النازعات، الآيتان 40 – 41.
3- سورة طه، الآيتان 15 – 16.
4- سورة القصص، الآية 50.
5- سورة النساء، الآية 135.
6- سورة المؤمنون، الآية 71.
7- سورة الكهف، الآية 28.
8- التميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمد، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، تحقيق وتصحيح مصطفى درايتي، ‏إيران، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، 1407 هـ، ط 1، ص 64.
9- م. ن.
10- سورة المائدة، الآية 70.
11- ميرزا حسين النوري الطبرسي، مستدرك الوسائل، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - بيروت - لبنان، 1408 - 1987م، ط1، ج12، ص113.
12- سورة المائدة، الآية 44.
13- الآمدي، غرر الحكم، ص237.
14- سورة الأنعام، الآية 119.
15- سورة ص، الآية 26.
16- الميرزا النوري، مستدرك‏ الوسائل، ج 12، ص 17.
17- م،ن، ص 23.
18- م. ن، ص 18.
19- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 307.
20- الميرزا النوري، مستدرك ‏الوسائل، ج 12، ص22.
21- م.ن، ص 17.
22- م.ن، ص 21.
23- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ص 21.
24- م. ن، ص23.
25- سورة النحل، الآية 23.
26- سورة الزمر، الآية 60.
27- سورة لقمان، الآية 18.
28- السيد الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة خطب الإمام علي عليه السلام، تحقيق وتصحيح صبحي الصالح، قم، دار الهجرة، 1414هـ.، ط 1، خطبة 287.
29- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج12، ص 29.
30- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 312.
31- سورة النحل، الآية 22.
32- الحر العاملي، وسائل الشيعة آل البيت -، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بقم المشرفة، 1414، ط 2،ج17، ص 7.
33- م.ن، ج15، ص 376.
34- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص310.
35- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج11، ص 299.
36- العلّامة المجلسي، بحار الانوار، ج70، ص 232.
37- الآمدي، غرر الحكم، 310.
38- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج12، ص 30.
39- العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مؤسّسة الوفاء - بيروت - لبنان، 1403 - 1983م، ط 2،باب الكبر،ج70، ص229،ح22.
40- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 329.
41- سورة الزمر، الآية 72.
42- العلّامة المجلسي، بحار الانوار، ج72، ص301.
43- سورة البقرة، الآية 195.
44- نهج البلاغة، خطبة 53.
45- الآمدي، غرر الحكم، ص 263.
46- العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 68، ص362.

2017-03-01