" الانتخابات " ركن النظام الإسلامي وتنبع من الإسلام نفسه
الحكومة الدينية
كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة ــ الزمان: 8/3/2012
عدد الزوار: 97
كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة ــ الزمان: 8/3/2012م.
" الانتخابات " ركن النظام الإسلامي وتنبع من الإسلام نفسه
العناوين الرئيسية
حضور الشعب في الإنتخابات يصفع وجه الأعداء
الانتخابات صفعة موقظة للأعداء من أوهامهم
الإنتخابات ركن نظام السيادة الشعبية الدينية
الانتخابات مظهر ثقة الشعب بالنظام
الانتخابات مظهر بصيرة الشعب
السيادة الشعبيّة بين النظرة الإسلاميّة والنظرة الغربيّة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أُرحّب بالسادة المحترمين، الخبراء الكرام والأجلّاء لنظام الجمهورية الإسلامية، وأشكرهم على ما أبدوه من مسائل في هذا الملتقى، والتي تدلّ على حساسيّتهم تجاه قضايا البلاد وأحداثها، وعلى شعورهم بالمسؤولية تجاه مستقبل هذا البلد، ونسأل الله أن يمدّنا جميعاً بالعون لكي نقوم بمسؤولياتنا الملقاة على عاتقنا بنيّةٍ خالصة. إنّ تأثير ذلك هو من الله، كما إنّ قبوله مرتبطٌ بكرمه ولطفه تعالى، لكن على كلّ منّا أينما كان أن يسعى ويبذل الهمّة للتقدّم في العمل.
حضور الشعب
في الإنتخابات يصفع وجه الأعداء
من الضروري أن نتوجّه ـ قبل ذكر المسألة التي دوّنتها ـ إلى شعبنا
العزيز بالشكر والتقدير والإجلال، لأجل مشاركته وحضوره في الوقت المناسب والفائق
التأثير في هذه الانتخابات. إنّه لحقّ أنّ شعبنا العزيز قد أدّى ما عليه، واستجلب
القدرة، الناشئة من الإيمان والبصيرة، إلى الميدان في مواجهة جبهة المعارضين وأعداء
البلد والشعب. إنّ كل من علم بما جرى في الأشهر الماضية من مساعٍ من قبل الأعداء,
من أجل أن يُفقدوا يوم الثاني عشر من شهر إسفند1 بريقه وتألّقه، وكم أنفقوا
واستعملوا وخطّطوا واختلقوا من أمورٍ في غرف التفكير من أجل أن ينقلوها إلى أذهان
الشعب لتؤثّر في أدائه، سيدرك كم كانت حركة هذا الشعب عظيمةً وجبّارة وعمله كذلك.
على المرء أوّلاً أن يتوجّه بالشكر إلى الله, لأنّه هو الذي أعطى، ولأنّ كلّ شيءٍ
متعلّقٌ به وناشئٌ من إرادته ورحمته وفضله, عندها يجب على الإنسان أن يشكر هذا
الشعب من أعماق وجوده, لأنّ هذه الرحمة الإلهية لا تتنزّل على أيّ شعبٍ أو إنسانٍ
أو أمّةٍ أو بلدٍ من دون سببٍ أو وجه. نحن نقرأ في الدعاء:
"اللهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك"، فعلينا أن
نؤمّن موجبات الرحمة، وعندها ستهطل على رؤوسنا أمطار رحمة الله وفضله الفيّاضة
والهادرة. لقد وفّر شعبنا موجبات رحمة الله. فحضوره في الساحة، وصموده مقابل هجمات
الأعداء، وبصيرته،كلّ هذه تُعدّ موجبات للرحمة الإلهية. كما أنّ توفيق نيل هذه
الموجبات متعلّق بالله تعالى أيضاً. فنحن شاكرون لله، وله نعفّر جباه الشكر
بالتراب، وكذلك نشكر شعبنا العزيز بكلّ وجودنا، ونسأل الله أن يفيض عليه بالثواب
الكافي والوافي.
الانتخابات صفعة موقظة للأعداء من أوهامهم
وأحد الآثار الناجمة عن هذه الانتخابات ـ وللانتخابات في الأغلب مثل هذا
الأثر ـ هو القضاء على الأوهام. فالانتخابات تشبه صفعة موقظة ومنبهة لأولئك الذين
غاصوا في أوهامهم ويدورون في فلك خيالاتهم، سواء أكان فيما يتعلّق بمستقبل النظام
أو أصله, أو فيما يتعلّق بالشعب والبلد والأعداء. فالانتخابات تخرجهم من هذه
الأوهام وتظهر الحقيقة جليّةً أمامهم. لقد سمعنا قبل يومين رئيس أمريكا وهو يقول
"إنّنا لا نفكّر بمحاربة إيران". حسنٌ جداً، هذا جيّد، هذا كلامٌ عقلائي وخروجٌ من
الوهم, لكنّه بالإضافة قد قال "إنّنا سنُركِع شعب إيران" بحسب النقل بالمضمون. وهذا
وهمٌ.
فالخروج من ذلك الوهم في القسم الأوّل جيّد، والبقاء في مثل هذا التوهّم في القسم
الثاني سيؤدّي إلى أن يتلقّوا ضربة. فعندما تكون حسابات المرء مبنيّةً على الأوهام،
وبعيدةً عن الوقائع، من الواضح أنّه سيخطّط بناءً على هذه الحسابات وسيفشل، وهذا هو
بالتأكيد.
حسنٌ، ها قد مرّت سنةٌ على أنواع الحظر التي بحسب قولهم ستشلّ وتفعل ما تفعل -
وبالطبع إنّنا تحت حصارٍ وحظرٍ منذ 33 سنة - وقيل إنّ الهدف هو فصل الشعب عن النظام
الإسلامي, لكنّهم رأوا أنّ الشعب قد جاء وأيّد النظام الإسلامي. إنّ انتخاب أيّ
مرشّحٍ والمجيء إلى صناديق الاقتراع هو تأييدٌ وانتخابٌ للنظام الإسلامي، وهذا ما
أظهره الشعب. لقد قلنا إنّ الانتخابات صفعةٌ, ولهذه الصفعة أنواعٌ وأقسام، وأحد هذه
الأنواع هو الصفعة الموقظة والمنبّهة. لهذا، فقد كان لانتخاباتنا هذه خاصّيّة توجيه
الصفعة أيضاً.
الإنتخابات ركن نظام السيادة الشعبية الدينية
ما أريد أن أبيّنه هنا، يدور حول قضية الانتخابات. فالانتخابات ليست
حادثةً عابرة، بل هي حادثة تترك بصمات تأثيرها، لهذا يجب أن نتأمّل فيها.
فالانتخابات أوّلاً، هي ركن النظام المهم. فنظام السيادة الشعبية الدينية يعتمد على
الانتخابات، وبدون الانتخابات لن يكون لنا مثل هذا النظام.
ومعيار الاعتماد على الشعب هو معيارٌ مشهودٌ وملموسٌ، ويمكن قياسه، وهو هذه
الانتخابات. لهذا، إنّ كلّ من يعتقد بهذا النظام الإسلامي، ويكون صادقاً في اعتقاده
هذا، سيعدّ المشاركة في الانتخابات مسؤوليةً ملقاة على عاتقه, ولو أنّه يحتمل أن
يكون لديه اعتراضٌ على شيءٍ في هذه الانتخابات أو شكلٍ من أشكالها، لكنّه في الوقت
الذي يعترض ينزل إلى ميدان الانتخابات، فهذه وظيفةٌ وتكليف. لهذا، فإنّ كلّ من نزل
إلى هذا الميدان، وفي جميع أنحاءالبلد، يكون قد أدّى تكليفه, وقد عبّر عن فهمه
الصحيح. وهذا الفهم الصحيح يدلّ على أنّ قضية الانتخابات هي قضية أساسية في النظام.
ونحن لا يمكننا أن نغضّ النظر عن هذه القضية لمجرّد أنّنا نعترض على زيد أو عمرو أو
على هذا الشيء أو ذاك. فمثل هذه الاعتراضات لا تحول دون هذا الأمر, وهذه قضية
أساسية وأصلية.
الانتخابات مظهر ثقة الشعب بالنظام
النقطة الثانية التي ذُكرت بالإشارة، هي أنّ الانتخابات مظهر ثقة الشعب
بالنظام. فبعد انتخابات عام 2008 م المليئة بالصخب والضجيج، كان بعض الأشخاص يتوقّع
أنّ ثقة الشعب بالنظام قد سُلبت، وأنّ الناس لن يأتوا مرّةً أخرى إلى صناديق
الاقتراع. وقد كانت هذه الانتخابات رداً حاسماً وقاطعاً على هذا التصوّروالاستنتاج
المغلوط، والتخرّص الخاطئ. لقد قام هذا الشعب بتخطئة هذه التخرّصات، وأظهر أنّ
الأمر ليس كذلك, بل أنّه ملتصقٌ بالنظام، ويثق به ويستجيب لندائه حينما يدعوه إلى
المجيء إلى صناديق الاقتراع وتقديم برنامجه.
وهكذا، نزل إلى الميدان. وكما ذكرنا، إنّ كلّ صوتٍ هو في الواقع تصويتٌ لنظام
الجمهورية الإسلامية. فهذه الأكثرية القاطعة التي جاءت إلى هذا الميدان تُعتبر من
أعلى النسب التي سجّلتها انتخاباتنا عبر هذه السنوات الـ 33. فبعد مرور 33 سنة،
عندما يأتي الشعب بهذه النسبة، لهو دليلٌ على الثقة الكاملة.
الانتخابات مظهر بصيرة الشعب
والمسألة الأخرى التي كان الإنسان يشاهدها في هذه الانتخابات هي بصيرة
الشعب، وسموّه الفكري. فالشعب قد شارك في الانتخابات برؤية تحليلية وأعطى صوته. لقد
كنتم تشاهدون ذاك الشاب الذي يصوّت لأوّل مرّة، وحتى الرجل والمرأة العجوز عندما
كانوا يُسألون لماذا تصوّتون، فإنّهم كانوا يُقدّمون تحليلاً، ويذكرون دليلاً، ولم
يكن الأمر مجرّد انتخابات نشارك فيها. كلا، كانوا يذكرون السبب وراء تصويتهم, ذلك
لأنّ العدوّ يكمن لنا، وتلك الذئاب المتعطّشة نصبت لنا شراكها. وبمشيئة الله، أنا
العبد سأقوم بتفصيل هذا الأمر في حديثٍ آخر، وكيف أنّ هؤلاء الأعداء قد كمنوا من
أجل الانقضاض والافتراس، متصوّرين أنّ هذه الفريسة تشبه الحمل الوديع الذي يمكن
افتراسه، وغير عالمين أنّه أسد، ولا يمكن الاقتراب منه! لقد شاهد الشعب هذه الجبهة،
وهؤلاء الأعداء، وأدركوا أهدافهم وجبهتهم المعاندة، لهذا جاؤوا ببصيرةٍ ورؤية
تحليلية, وهذا مهمٌ جداً.
السيادة الشعبيّة بين النظرة الإسلاميّة والنظرة الغربيّة
في السيادة الشعبية الإسلامية2، إنّ الروح واللب والمادّة
الأساسية عبارة عن الإسلام، ولا ينبغي تخطّي هذا الأمر أبداً، وهذا غير موجود، وإن
شاء الله لن يكون موجوداً. ففي إعداد التشريعات واختيار الأفراد يكون الإسلام
معيارنا. إنّ شكل العمل وقالبه ونهج الإدارة هو السيادة الشعبية. فالناس الذين
يدخلون إلى ساحات العمل يحملون عقيدةً راسخةً بالإسلام، ولو كان من الممكن أن يبدو
لبعضهم بحسب الظواهر أنّهم ليسوا ملتصقين بالإسلام والنظام الإسلامي، ولكنّهم في
الواقع كذلك، وهم يحبّون الإسلام.
إنّ تجربة هذه السنوات الـ 33 تدلّ على أنّ الإسلام يمكنه أن يمنح العزّة لأيّ بلد،
ويمكن أن يرفع رأس أي شعب، ويمكن أن يرسم أهدافاً جيدّة، ويمكن أن يُعبِّد الطرق
نحو هذه الأهداف، ويمكن أن يوجد حركةً علميّة، ويمكن أن يُحقّق حركةً تقنية
وصناعية، ويمكن أن يوجد حركةً تقوائية وأخلاقية، ويُمكِن أن يُبيِّض وجوههم في
مقابل الشعوب الأخرى. هذه أحداثٌ جرت في بلدنا، وهذه أعمالٌ كبرى أُنجزت ببركة
الإسلام في هذا البلد.
فالإسلام دوماً هو لبّ حركة نظامنا ومحتواه ومادّته الأساسية، أمّا الشكل فهو شكل
السيادة الشعبية، وهما أمران لا تفكيك بينهما, أي إنّ هذه السيادة الشعبية هي أيضاً
نابعة من الإسلام. إنّ ما يُقال بأننا اقتبسنا السيادة الشعبية من الغرب هو خطأٌ,
إنّ الصورة بحسب الظاهر واحدة. أمّا سيادتنا الشعبية فلها أصولٌ وجذورٌ تمتدّ في
معرفةٍ دينية ورؤية كونية مختلفة, فماذا يقول هؤلاء؟ إنّنا نؤمن بكرامة الإنسان
ونعتقد بأهمية صوته، ونعتقد بأنّ مشاركته أمرٌ ضروري لتحقّق الأهداف الإلهية، ولا
يمكن ذلك بدونها.
أمّا الغربيون فإنّهم يعملون بطريقةٍ أخرى - وبالطبع، لدينا أُطر ولديهم أُطرٌ كذلك
- إنّ الأُطر التي يتحرّكون وفقها هي أُطرٌ ظالمة, إذا اعترض أحدٌ في بلدٍ على
أسطورة الهولوكوست (المَحْرَقَة) وقال إنّني لا أقبل بذلك، يرمونه في السجن،
ويُدينونه على إنكاره لحادثةٍ خياليةٍ تاريخية! وحتى لو قلنا بأنّها ليست خيالية بل
واقعية، فلماذا يُعدّ إنكار حادثةٍ تاريخيةٍ واقعيةٍ جُرماً؟! فلو لم يثبت لشخصٍ ما
مثل هذا، وأنكره أو شكّك فيه، فإنّهم يرمونه في السجن. الآن، في الدول التي تدّعي
الحضارة في أوروبا، هكذا هي القضية: لو اعترض أحدٌ أو شكّك ولم يقبل (بقضية
الهولوكوست)، فإنّ المحاكم تحكم عليه، أمّا عندما تتمّ إهانة النبيّ الأعظم صلى
الله عليه وآله وسلم بصلافة - هذا الإنسان العظيم على مرّ التاريخ - ويتم إهانة
مقدّسات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، لا يحقّ لأحد أن يعترض ويقول لماذا قمتم
بهذا العمل؟ فانظروا هذه هي الأُطر الخاطئة والمشينة، هذه هي أُطرهم. لو أنّ واحدةً
ظهرت بحجابها ـ سواء أكان في الجامعة أو في مكان العمل ـ تكون مجرمة! هذه أُطرٌ في
النهاية، لكنّها أُطرٌ خاطئة ومعوجّة، ومخالفة لفطرة الإنسان ولفهمه الصحيح. أمّا
أُطرنا فهي أُطرٌ إلهية, فنحن نعارض الفساد والفحشاء وجميع أنواع وأقسام الانحرافات
البشرية، وذلك وفق ما نتعلّمه من الشريعة والدين. نحن نعتقد بضرورة الوقوف بوجه هذه
الانحرافات، وبوجوب استلهام طرق الحياة من الإسلام والقرآن والوحي الإلهي. هذا هو
إطارنا، وبهذا تكون السيادة الشعبية الدينية، وهذا هو أنموذجنا.
لو أنّ الشعوب المسلمة أرادت أن تعرف ما هو خطاب الجمهورية الإسلامية وادّعاؤها
فلتعلم أنّ هذا هو: أنّنا لا نتخلّى عن الإسلام، ونرى وجوب اتباعّ الأحكام الإلهية
والشريعة الإلهية التي هي الشريعة الإسلامية في جميع أمور حياتنا، وإنّ سعينا هو
لأجل أن نصل إلى هذا الهدف، وإنّ إطارنا وقالبنا من أجل الدخول في هذا الميدان هو
السيادة الشعبية الدينية. وعلى الشعب أن يحضر للانتخاب، وعلى المُشرِّع الذي يريد
أن يضع تشريعاً أن يتوجّه إلى الناس. فعلى الناس أن يُحدّدوا المنفّذ, فكلّ شيءٍ هو
بانتخاب الشعب وحضوره وبعزّته وكرامته.
نأمل أن يُوفّقنا الله تعالى لكي نستمرّ على هذا الطريق بشكلٍ صحيح، وأن نصون
أنفسنا من الانحرافات ونتمكّن بمشيئة الله من الوصول إلى الأهداف العليا، وتشملنا
الأدعية الزاكية لبقية الله أرواحنا فداه.
المسؤوليّة الثقيلة على عاتق مجلس الشورى
والنقطة الأخرى التي تترتب على هذه الانتخابات هي المسؤولية الثقيلة
الملقاة على عاتق هذا المجلس المنتخب. لقد كان الأمر كذلك دوماً، فرؤساؤنا
المنتخَبون من قِبَل الشعب، وكل مسؤولٍ في أي مستوىً كان - وهو منتخبٌ من قبل الشعب
- يكون عبء المسؤولية على عاتقه بمقدار ثقيل. ففي مثل هذه الظروف، ومع هذا الصخب
الذي يثيره العدوّ، وبمجيء الناس إلى هذا الميدان، فإنّ المجلس الذي سيتشكّل من
جرائها هو مجلسٌ يتحمّل مسؤوليات جمّة. ونحن من هنا سنقول للإخوة والأخوات الذين
سيأتون إلى هذا المجلس إن شاء الله ـ أولئك الذين انتُخبوا، وأولئك الذين سيُنتخبون
في المرحلة الثانية ـ أنّ عليهم أن يعلموا حجم المسؤولية وثقلها الملقى على عاتقهم،
فليأتوا ويؤدّوا ما عليهم بحكمةٍ وتدبير.
تنظيم القوانين
أهميّة البلد بتنظيم قوانينه (التشريعات), فنحن نحتاج إلى التشريعات
التي تشقّ السبل في كلّ القضايا. وعلى نوّاب المجلس أن يتطلّعوا إلى هذه الحقيقة
ويتعرّفوا على الاحتياجات، ويقدّموا للمسؤولين ذاك العلاج المناسب لكلّ داء أو
شكايةٍ.
فالقانون يجب أن يكون نافذاً، وحلّالاً للمشاكل. إنّ القانون الذي يسدّ الطرق ويزيد
المشاكل، أو لا يمكن تنفيذه، أو يؤدي إلى مشاكل كثيرة، أو يكتنف تناقضاً،لا فائدة
منه.
نعلم أن القانون هو الذي يكون حلّالاً للمشاكل، وقائماً على التدبير. فلا يكفي أن
نجلس ونعدّ القوانين.
تشكيل الحكومة
إنّ تشكيل الحكومات يقع على عاتق المجالس. وعليهم أن يعرفوا في
تعييناتهم كيف ينتخبون الشخص، وفق أيّة حاجة، وأيّ مقصد، وأيّة مزايا وخصائص.
فليُدقّقوا وليُنصفوا. نحن لا نوصي بالتدقيق حتى لو لم يكن في الأمر إنصاف، حيث قد
يحصل هذا الأمر أحياناً، بل ليُدقّقوا بما يتلازم مع الإنصاف, وليتحرّكوا بوعيٍ
مقرون بالإخلاص. فالإخلاص هو أساس كل قضية. وقد أشار السيد مهدوي في كلمته أنّ نفوذ
كلمة الإمام وتحقّق ما كان قد خطّط له يعود بالدرجة الأولى إلى إخلاصه. فالواقع هو
هذا الأمر. لقد كان رجلاً مخلصاً امتزج وجوده بالإخلاص. لو كنّا نحن مُخلصين فإنّ
أعمالنا ستتقدّم. وسواء كنّا مسؤولين في السلطة التشريعية أو القضائية أو كنّا في
المقامات الروحانية (العلمية) أو العسكرية أو في أيّ منصبٍ آخر، فإنّ ما هو ضروريّ
هو أن نتعرّف على التكليف ونعمل من أجل تكليفنا، وأن لا نُدخل فيه أيّ شيءٍ آخر.
الشكر للعاملين على الانتخابات
وبالطبع، إنّني أشكّر العاملين على الانتخابات. وقد أشار الشيخ اليزدي
إلى أنّ الشكر قد توجّه إلى مجلس الصيانة. والواقع هو هذا الأمر. فعندما يتعرّف
الإنسان عن قرب على حجم العمل ودقّته وصعوبته، فإنّ تكريم هؤلاء الأفراد يستقرّ في
قلبه. إنّني أقول لجناب الشيخ جنّتي، وبعض السادة، أنّني عندما أتذكّر ما قمتم به
من عمل، فإنّ تكريمكم يقع في قلبي. مراراً وتكراراً دَعَوْنا أن يهبهم الله القوّة
والقدرة: سواء أكانوا هم أو الحكومة أو وزارة الداخلية أو مسؤولي الحماية والأمن،
الذين استطاعوا توفير أمن الانتخابات، وكذلك مسؤولي الإعلام والتلفزيون والإذاعة
وغيرهم. لقد قام هؤلاء في الواقع بأعمالٍ عظيمة ومميّزة, لقد تمكّنوا من أداء ما
عليهم من مسؤوليةٍ كبرى وعملٍ عظيم ومشروعٍ ثقيلٍ جداً ومهم وحيوي على أفضل وجهٍ.
حسنٌ، هذا هو أنموذجنا: أنموذج السيادة الشعبية الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- اسفند: هو الشهر الأخير في
السنة الهجرية الشمسيّة الإيرانية، ويوافق شهر آذار في السنة الميلادية الشمسيّة،
وفي 12 اسفند أقيمت الانتخابات البرلمانية الإيرانية للعام 2012م.