الرد على شبهات الوهابية (4) - الإمام الخميني قدس سره
كيف نرد على شبهات الوهابية؟
ومن الأسئلة أن السجود على التربة شرك أم لا؟ وقد اتضح جوابه الآن ولا يحتاج إلى إعادة وتطويل ولذا نكتفي بذكر الخلاصة. فبعد أن تبيّن معنى الشرك والعبادة
عدد الزوار: 365
الرد على شبهات الوهابية (4) -
السجود على التربة
ومن الأسئلة أن السجود على التربة شرك أم لا؟ وقد اتضح جوابه الآن ولا يحتاج إلى
إعادة وتطويل ولذا نكتفي بذكر الخلاصة. فبعد أن تبيّن معنى الشرك والعبادة نقول إذا
سجد شخص على التربة أو أي تراب آخر أو أي شيء على أساس أنه أو أن صاحبه ربّ وعلى
أساس عبادة القبر أو صاحب القبر فهو مشرك وكافر. أما إذا سجد على تربة القبر أو غير
القبر لله وإطاعة لأمر الله فهذا ليس شركاً بأي وجه بل هو عين التوحيد وعين عبادة
الله. واسألوا الـ100 مليون شيعي وأكثر من عشرة ملايين من الإيرانيين الشيعة أنكم
لماذا تسجدون على تربة كربلاء؟ هل تعتقدون أن الحسين بن عليّ ربّاً وابن الله أو
تعتبرون أنه في قبال الله مستقل في التأثير؟ أتعبدونه؟ فإن أجابكم فتيان ونساء عوام
الشيعة الاثني عشرية بالإيجاب وإن عثرتم بين الشيعة على من يدّعي ذلك فسنرفع أيدينا
عن أقوالكم ونستعفيكم من كل الكلام. وإذا كنتم – وأنتم الذين كنتم إلى سنين في مذهب
الشيعة وتربيتم في مجتمع الشيعة – تصدّقون أن سجود الشيعة على التربة الحسينية لله
ما يسجد جميع المسلمين على التراب بلا فرق غاية الأمر أنهم (الشيعة) يعتقدون أن في
السجود على التربة ثواباً أكثر فهم يسجدون لله ومنه يطلبون الأجر وحينئذٍ عليكم سحب
كلامكم وأن تتوبوا من اتهام الشيعة – تبعاً للسنّة والوهابيين – ومن الموقف الذي
وقفتموه في محكمة العدل والإنصاف والشرف والإنسانية والذي أدنتم وأذللتم من خلاله
أنفسكم. والله يقبل توبة التائبين وطريق التوبة أن تعلنوا عن خطئكم بقلم واضح من
خلال الصحف أو كتاب منفصل حتى نعرف أنكم ذوو عقيدة حرّة وفكر واضح. حرية الرجل أن
لا يعاند إذا رأى خطأ نفسه ونحن نعرف الشخصية بالوضوح في الفكر إذا ابتعد عن
المماراة والفساد وإذا تراجع عن أقواله إن كانت باطلة.
ولحاجة «شريعة سنكلجي» كانت باعترافه تعقيباً على بعض الخطباء. وثباته على رأيه كان
لأجل عدم التراجع عن كلام لم يكن معتقداً به. وترك الذكريات القبيحة ويعلم العلماء
(لا الآخرون) ذلك. وما يخبئه معروف في مجتمع العلم والدين. نحن لا نعتبر أمثال
هؤلاء الأشخاص أحرار فكر وشخصيّات مستقيمة ونشجبهم في محكمة الإنسانية والحرية.
دليل القرآن على قولنا:
لعلكم تقولون أن السجود على التربة بأي نحو كان شرك والجواب:
أولاً: بعد أن كان معنى الشرك معروفاً عند جميع العلماء وليس شيئاً بمقدوركم محوه
والجميع يعلم أن السجود على أي شيء اتباعاً لأمر الله ليس شركاً بل توحيد وطاعة.
فهذا الإشكال لا قيمة له.
ثانياً: بناء على قولكم، يجب أن يكون جميع المسلمين مشركين لأنهم كلهم يسجدون لله
على التراب والحجر والخشب والكثير منهم يجوّز السجود على الفرش والمعدن وأشياء أخرى
وأبو حنيفة إمام السنّة يرى جواز السجود على القاذورات إذن جميع المسلمين مشركين ما
عدا الذين لا يصلون أبداً ولم يشتغلوا بهذه العبادة فالموحّد هو الذي لا يصلّي فقط.
ثالثاً: أمر الله بالسجود في آيات كثيرة من القرآن منها ما في سورة الحج الآية 77
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ فالله – على قولكم – أمر المؤمنين
بالخروج من الإيمان والدخول في الشرك حتى يفلحوا فعلى من يُضحك.
رابعاً: قد ذكرنا أكثر الآيات التي تحكي أمر الله الملائكة بالسجود لآدم والآية
التي ذكرت بصريح العبارة سجود يعقوب وأولاده ليوسف فبناء على كلامكم يكون جميع
الملائكة ويعقوب وبنيه بل جميع الأنبياء والأولياء مشركين لأن الجميع قد يسجدوا على
شيء من أجزاء هذا العالم من التراب والحجر والخشب بأمر الله. فاللازم إذن أن نلغي
كلمة التوحيد من قاموس العالم وأن نكتب كلمة واحدة على صحف أعمال العالمين «مشرك»
حتى تصحّ حجّتكم على الشيعة أتباع عليّ وأولاده وحتى يكونوا في عداد المشركين.
الكاذب المخادع:
يعلم الجميع أن السجود على تربة الحسين ليس عبادة وشركاً وإذا كنتم كما تدّعون من
أهل العمل وفي صدد الإصلاح والبحث عن العلاج وكنتم صادقين في سعيكم لأجل الدين
وإصلاح المجتمع ولم تخطو خطوة إلا لإصلاح البلد ولصلاح الناس فلماذا هذا الاهتمام
بهذا الأمر البسيط وسجود الناس لله على الحجر أو التربة وهاجمتم واعترضتم. وسكتم عن
الجرائم التي ترتكب ضد صلاح البلد والدين في العاصمة ومراكز توزيع الأصناف الصالحة
والطالحة والأمواج التي تنشر من أوراق الصحف في جميع أنحاء البلد بل سعّرتم نار
الفتنة. ماذا حصل أيها الموحّدون طلاب الله أعداء الشرك حتى لم تشهروا السيف أبداً
وسكتم عن جواب هذيانات ذلك الكتاب القبيح مع ما له من الاسم المخجل كأنه كتب بلغة
الجن وتكلم مع الناس بمئات الألفاظ الغربية والبعيدة عن الفهم وجدّد الزردشتية
المجوسية المشركة عبّاد النار وبيوت النار في إيران ويعتبره الآن أتباعها من عباد
النار رجلاً طاهراً عابداً لله. أنتم الذين تدّعون أنكم تسعون لخير ملايين الناس
ورفع الأغلال الثقيلة التي قيد الناس لجهلهم أيديهم وأجلهم بها وتدعون أن لا غرض
إلا الشفقة وخدمة الحق فما الذي حصل حتى ابتعتم اللغو القذر فقلتم إن الله لم يكلّف
الناس بأي تكليف وترك ملايين الناس من أهل الشهوة والمتوحشين بوسائل جديدة وآلات
مروعة قاتلة للإنسان دون أن يحدد لهم تكليفاً ودون أن يبني لهم طريق سعادة البشر
وخيرهم وشرّهم ولم يجعل بينهم قانون عدل. آه من هذا البشري الذي ينسب الله إلى
الهوس وفعل السوء وهو الذي لا يعمل إلا على أساس العدل والإنصاف، ونسب إليه أعمالاً
لا تصدر من خائن فتف عليك أيها البشري. إن رئيس مصنع فيه خمسون عاملاً، وإدارة فيها
ثلاثون موظفاً، وبيتاً فيه عائلة من خمسة أو ستة أنفار، يحددون نظاماً للحياة
وللعامل ووقت العمل ومقداره ويعيّن كل شخص في عمله ويسنّ لهم قانوناً والله ترك
جماعات الناس متروكة اللجام تعيش مع بعضها وخلق هذه البلاد الشاسعة مع ما فيها من
عباد الشهوة وطلاب الرئاسة والمتوحشين دون أن يجعل لهم قانوناً بل كل من أراد أن
يعمل شيئاً عمله، وحسب رأيكم كلما كان الإنسان مسروراً فالعالم في سرور. مبارك هذا
الذكاء الوقّاد الذي تملكون إذ تدلّون الناس على مثل هذا الإله فلينظر مفكروا
العالم هل المادية أفضل أم الاعتقاد بمثل هذا الإله.
أيها المدّعي لحب الله وإن الله معك إن كنت صادقاً فيما تقول فلماذا تبنّيت آراء
مثل هذا المجنون الأبله الذي أبذلت دماغه الفاسد المشروبات المسكرة والمخدرات
ولماذا الخداع تريد تجميع الناس باسم الله والقرآن. ولو أُعطيتم المجال لقلتم
لكلامكم الآخر فقولوه من الأول.