يتم التحميل...

الرد على شبهات الوهابية (3) - الإمام الخميني قدس سره

كيف نرد على شبهات الوهابية؟

الشرك عبارة عن الاعتقاد بأن شخصاً هو ربّ أو أن يعبد على أنه ربّ أو أن تطلب حاجة من شخص على أنه مستقل التأثير كما كانت عليه طوائف المشركين.

عدد الزوار: 284

الرد على شبهات الوهابية (3) - الاستشفاء بتربة الحسين عليه السلام

هل أن طلب الشفاء من التراب شرك أم لا؟

الشرك عبارة عن الاعتقاد بأن شخصاً هو ربّ أو أن يعبد على أنه ربّ أو أن تطلب حاجة من شخص على أنه مستقل التأثير كما كانت عليه طوائف المشركين. فإذا طلب شخص الشفاء من تربة أو من أي شيء آخر بعنوان أنه رب أو شريك الله أو مقابل لله ومستقل في التأثير أو على أساس أن صاحب القبر ربّ فهذا شرك بل جنون. أما إذا كانت لاعتقاد أن الله على كل شيء قدير يجعل الشفاء في حفنة من التراب إكراماً لشهيد قدّم وجوده في سبيل الدين فهذا لا يلزم منه أي شرك وكفر.

دليل من كتاب الله:
فإن قيل مطلق طلب الشفاء شرك مهما كان عنوانه. قلنا يلزم على هذا الكلام أن يكون الله داعياً إلى الشرك أيضاً ففي سورة النحل الآية 69: ﴿يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وهذه الآية تتحدّث عن العسل الذي يعطيه النحل. فطلب الشفاء من العسل وإن كان على أساس أن الله قد جعل فيه الشفاء يصيّرنا مشركين ويكون الله الذي أرسل الأنبياء لنشر التوحيد إنما فتح لهم طريق الشرك ويكون الرسل دعاة إلى الشرك. وليس الأمر كذلك فإن طلب الشفاء ليس إلا توسلاً وتوجهاً إلى الله وإنما فسّره الباحثون عن الفتن كما يحلو لهم كي ينسبوا المتديّنين إلى الخرافات.

خدعة وشعبذة:
وهنا خطر على بال العابثين حذاقة عجيبة فيقولون: إن كانت تربة الإمام شفاء من كل داء وأمان من كل بلاء فلماذا هذه المستشفيات والصيدليات وكليات الطب ومصانع الأدوية؟
وجواب هذه المغالطة، إنّ هذا الكلام لو صحّ لجرى بالنسبة إلى العسل مع أنه إذا كان القرآن يقول الحق فليحتفظ كل شخص بإناء عسل في منزله وليتخلّص من شرّ الطبيب والدواء وإذا كان العسل شفاء فلتقفل أبواب جميع المستشفيات وكليات الطب ومصانع الأدوية. هذا هذيان ولغو من القول لأنكم لا تعرفون مورد استعمال هذا الدواء الإلهي. فإنّ التوسل بالأمور الغيبية يكون عندما تتوقف الطبيعة والأسباب الطبيعية التي هي في مجموعها المصنع الإلهي وآلات قدرة الحق تعالى. فعندما لا يبقى مجال للخلاص من خلال الأسباب الظاهرية وعندما لا ينفع علاج الأطباء والأدوية حينئذٍ فتح الله باب أمل لعباده كي لا ييأسوا بالكلية من الله والأسباب الغيبية ولا يقفلوا قلوبهم على الطبيعة وآثار الطبيعة ولا يغفلوا عن إله العالم وخالقه وحينئذٍ قد يتحقق الشفاء مع رعاية الشرائط في أخذ تربة الحسين عليه السلام  واستعمالها فلا منافاة أبداً بين العمل وفق الأسباب الطبيعية مع رعاية الشرائط في أخذ التراب واستعماله فلا منافاة أبداً بين العمل وفق الأسباب الطبيعية والذهاب إلى الأطباء وجريان هذه السنّة الطبيعية المحكمة وبين التوسل بالله إله العالم والطبيعة لأن سنّة الطبيعة من مظاهر قدرة الحق تعالى فالله هو الذي أعطى لكل دواء خاصيّته, أم أن الآثار التي في أدوية الصيدليات هي من ذواتها؟! بل هي آثار جعلها الله القادر العالم . فإذا قال الله المعبود إنّ الأثر الموجود في الأدوية قد جعلته لمن يئس من مصنع الطبيعة في تربة من سالت عليه دماء المظلوم الشهيد في سبيل الله كي لا يقطع الناس الأمل ثم إذا أراد يهب الشفاء بذلك الدواء الإلهي وإن شاء لم يرد لكن يقدم المريض إلى محضره المقدس بقلب مليء بحب إلهه وبعين متفائلة بمستقبل العالم (فهل هذا شرك أم هو عين التوحيد ومعرفة الله) أليس هذا هو الأفضل أم الأفضل تعلق القلب بالطبيعة وإغماض العين عن الآثار الإلهية الغيبية واليأس عن قدرة ورحمة الله غير المتناهيتين.

العلاج الروحي:
كان يعتقد كبار الأطباء القدماء كالشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا بنوع من العلاجات الروحية التي تكون أحياناً أنفع من العلاجات الطبية. وقد أيّد هذه النظرية علماء وأطباء أوروبا الكبار حتى إنه نقل عنهم أن المريض إذا لقن نفسه مراراً بتحسن حاله فهذا يساعد جداً في تحسّنه وإذا اطمأن بسلامته فهو يتحسّن تماماً فهذا الإيمان الروحي هو الذي شفاه. ويستند هذا الاعتقاد إلى قوة تأثير الروح في البدن وتبعية البدن للنفس كما هو رأي بعض الفلاسفة العظام[1] من أنّ الصحة والمرض كلاهما من الروح. وعلى فرض أن هذه النظرية لم تثبت إلا أن النظرية الأولى في العلاج الروحي المرتكز على تقوية روح المريض قد تأكدت اليوم في أوروبا وحازت اهتماماً كبيراً. ومن عنده اطلاع بآراء العصر الجديد في التنويم المغناطيسي يدرك إلى أي مستوى وصلت إليه المعتقدات حول الروح وتأثيراتها في هذا العالم. وحدّث أحد العلماء الثقات قائلاً: كنت قد ذهبت إلى مستشفى مدينة الري للعلاج فكنت أحياناً أزور المرضى وأدعو لهم وكان هناك طبيب أوروبي لم يكن على ديننا وكان يدفعنا إلى زيارة المرضى ويقول: قوموا بعملكم فقد فهمنا من كلام الأطباء قديماً وحديثاً أنه حتى لو فرض عدم وجود متديّنين في العالم فإن العلاقة الروحية ورجاء النفس وتعلقها بأن شفاءها في الشيء الفلاني هي سبب طبيعي للشفاء ومساعداً للأجهزة الطبيعية وما فعلوه من فصل القلب عن الروحانيات بالكلية والاتكال على خصوص الأسباب الطبيعية وصرف الناس عن المعنويات لهو خيانة للنوع الإنساني وعامل مساعد على الموت.

تراب قدم الأحياء يهب الحياة:
ونذكر هنا دليلاً من القرآن حتى يعلم الجميع أن الله قد يهب آثار الحياة لقبضة من تراث مشى عليها حيّ ففي سورة طه الآية 95 - 96: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَ جاءت هذه الآية بعد ذكر قصة السامريّ وصناعته العجل وحياته وصدور الصوت منه (الآية 90 من نفس السورة) فيسأل موسى السامريّ أن كيف فعل ذلك أي كيف تمّ إحياء العجل فيجيبه بأنه أخذ التراب من تحت قدم الرسول أي جبرائيل ونثرها فصار حيّاً. فهذا أثر وهبه الله للتراب من مرور حيّ عليه ولا مجال لأن يقول أحد الله غير قادر على أن يجعل التراب الميت منشأ حياة. وعليه فإنّ تأثير دم الأحياء في الأبدية الذي أريق على التراب في هذا التراب ليس أمراً بعيداً عن قدرته وبالتأكيد فإنه مع الاعتقاد بأن الله على كل شيء قدير لا إشكال على الإطلاق في أن يجعل عديم الأثر ذا أثر كما يمكن أن يسلب الأثر عن ذي الأثر كما ذكر القرآن عن نار نمرود التي سُلب أثرها في سورة الأنبياء الآية 69: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ فنحن مؤمنون بأن المدبّر لهذا العالم هو الله وتخضع جميع ذرات الوجود لمحضره فكما يسلب عن النار المشتعلة أثرها بإرادة نافذة كذلك وبإرادة نافذة يعطي الأثر لتراب شهيد. فإذا كان الميزان في عدم صحة أمر ونقصانه هو عقلنا وعقلكم فاعملوا على أن يحذف من القرآن ما ذكر من تبريد النار وإحياء الأموات وتكلم النمل وأمثال ذلك حتى تتمكّنوا من تمرير أفكاركم السخيفة يا معشر الشرذمة من الجهال على السذّج الذين لا حول لهم ولا قوة. وكي تتمكّنوا مطمئنين من تحميل المجتمع أهدافكم المسمومة بتفاؤل وإذا كان لديكم كلام في القدرة اللامتناهية لرب العالم فنحن على استعداد إلى النهاية كي نبحث بحثاً عقلائياً بموازين عقلية لا بهذه الكلمات الصبيانية المخزية التي يسخر بسببها أهل العقل والعلم على الناطقين بها والسامعين والمجيبين وقد ابتلينا بذلك قضاء للضرورة.

معاجز الأنبياء:
عثر هؤلاء العابثون على وسيلة أخرى وأهرقوا الماء دفعة واحدة. وبلا ربط بين الأمور أنكروا المعجزة واستدلّوا قوله تعالى: ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّ دون أن يتأمّلوا فيها وأن يرتكزوا إلى أساس صحيح كما أتوا بدليل مضحك مخزي من أن المعجزة إن كانت أمراً حقاً لكان اللازم على النبي أن يشفي ابن مكتوم من العمى وأن يشفي أمير المؤمنين عقيلاً.

ونحن قبل ذكر الجواب نسأل العقل: هل يمكن لنبوة أن تتم بدون معجزة. والمقصود من المعجزة الدليل الذي على أساس نصدّق بأن هذا الشخص المدعي للنبوّة لم يأتِ بكلماته من عقله البشري وإن أقواله وأفكاره من الله الذي خلقنا وخلق العالمين، والذي تجب طاعته بحكم العقل وبمخالفته الضرر في الدنيا والآخرة. والعقل الفطري الموهوب من الله يحكم بأن قبول كل دعوى بلا دليل وبرهان غير جائز ومن يقبل شيئاً بلا دليل فقد انحرف عن الفطرة الإنسانية. فلو جاء من يقول: أرسلني الله ببلاغات يجب أن تقرروا بها وتعملوا بها وأن لا تأسوا على أرواحكم وأموالكم في سبيلها وضحّوا لأجلها بما تملكون ومن يخالف ذلك اقتلوه ودمروا مساكنه وعلى شبابكم أن يتلقّوا بصدورهم رصاص البنادق والمدافع ورماح عدوي وعدو كلامي وعليكم تقبل كل ذلك بكل ميل ورغبة وبشاشة وجه. فهل تقولون لنا أن لا نسأله عن الدليل الذي يستند إليه في أنّ الله أرسله رسالة وأن هذه هي أقوال الله وأنه كلام سماوي وأنه لو سألناه وأجاب أنه كلام لا يحتاج إلى دليل بل عليكم قبوله وبذل أرواحكم في سبيله فهل يرضى العقل أن نقبل منه من دون دليل.

أدلّة من القرآن:
وكأن هؤلاء لم يروا القرآن الكريم ومن دون أي وجه يتباهون على المتديّنين ويلصقون أنفسهم بالقرآن أو أنهم رأوه لكن يريدون التحايل بإغفال أقوال القرآن المخالفة لرأيهم بصريح العبارة غافلين عن أنه يمكن أن يفضحهم شخص ما في المجتمع ويخزيهم عند الجميع. وهذا عدد من الأدلة من القرآن ليتضح أن الأنبياء ألقوا دعوتهم إلى الناس مع معجزة ولم يطع أحد نبياً في أيّ عصر بدون دليل ولم ينحرف، عن جادة العقل.

سورة القصص الآيات 31 – 32: ﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ * اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ وحتى يصحّ كلام هذه الحفنة التائهة يجب أن نعتبر هذه الأمور أموراً عادية غير معجزة أو أن ذلك كان اقتراحاً في غير محله أعطاه الله لموسى مع عدم احتياج النبوة إليه.
وفي سورة آل عمران الآية 49 التي تقدّم ذكرها جاء فيها ﴿أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ فقولوا إذن إحياء الميت وجعل الطين على هيئة الطير طيراً ليس بمعجزة أو أن عيسى أقدم من رأسه على ما لا فائدة فيه حتى لا يتزلزل فكركم ويقال إنكم ذوو فكر جديد جداً. هل معلوماتكم حقاً هي بهذا المقدار أم أن الضغوط الفكرية في ميدان الحياة المادية جعلت أعصابكم مضطربة وقد تمّ وجه الكلام فوضعتم أنفسكم في هذا اليوم الأسود المنفّر والموجب للذلّ.

وقد أعلن القرآن الكريم في عدّة مواضع عن إعجاز نفسه لتمام البشر في تمام العصور وعن عجز البشر جميعاً بل عالمي الجنّ والإنس عن المجيء بمثله واليوم تشهد ملّة الإسلام آية الله هذه بين يديها وهي تعلن لجميع البشر باطمئنان كامل أن هذه علامة نبوة النور الطاهر محمد (ص) فأيّ شخص في الدنيا كثير الخوض في العلم والفكر يأتي بمثله فسنسلّم له ونتراجع عن أقوالنا.

وفي سورة بني إسرائيل الآية 88: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً.

وفي سورة هود الآية 13: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ والآية 14 ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ.

فعلى كتّاب تلك الأوراق المذلّة أن يحذفوا هذه الآيات من القرآن كي تستقيم كلماتهم.

الجواب عن كلام مثيري الفتن:
اتضح إلى الآن بجلاء أن آية ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّ لا تريد أن تنفي المعجزات التي هي آية النبوة وآية صدق النبي بل هي في صدد إسماع العالمين إحدى آيات التوحيد وقدرة خالق العالم بأن لا أحد يملك القيام بأي عمل على نحو الاستقلال ولا يمكن لأحد أن ينفّذ شيئاً من نفسه من دون إمداد غيبي واستناد إلى الله. والأنبياء الذين هم مثل الإنسان الأعلى هم أيضاً لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً. وإذا أرادت الآية – حسب قولكم – أن تقول: إني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرّاً بأي وجه من الوجوه فسوف يكون أقل من الجماد وهذا يهزّ أدمغة البشر وتبقى آثاره حتى يوم القيامة لأن الجماد أيضاً له قوة تماسك تنفعه وجميعنا يعلم أن الإنسان مهما كان فهو بمعنى يمكنه أن ينفع نفسه بالأعمال الحسنة والأفكار الصحيحة والآراء المتينة كما يمكنه أن يضرّ نفسه بالأعمال السيئة والأفكار القبيحة والآراء الفاسدة. أنتم تقولون أن الله أمر رسول الإسلام أن يقول: إنني لا أستطيع القيام بأي عمل لا الحسن من الأعمال ولا الرزين من الآراء ومحكمها ولا ما يقابلها. ومثل هذا الكذب والخراف لا يقبل به لو قيل في المجتمع حتى  الأولاد والمجانين. أم نقول إنّ المراد من المضار والمنافع التي تلحق العالمين إنما هي بتقديرات إلهية ويد القدرة الإلهية التي لا ترى، حيث إن مالك النفع والضرّ بالاستقلال هو. وإذا حوّل موسى العصا ثعباناً وأبرز للعالم يداً بيضاء فهذا ليس من آثار قدرته. وإذا أحيى عيسى الأموات وشفى العيمان فهذا ليس من قدرته هو وإذا شقّ الرسول (ص) القمر كما دلّت عليه الآية الشريفة: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ فذلك بالقدرة الإلهية غير المتناهية لا قدرته الذاتية. وكل بشري أوحى الله إليه قد أعطي بإذن الله وقدرة الله إتيان الأعمال العظيمة التي يعجز عنها البشر.

وأما ما نقوله لم يشف ابن مكتوم وعقيلاً وحيث إن هذا لم يحصل فالمعجزة أمر غير صحيح فهو كلام يضحك الأطفال ويبكي المتديّنين العقال وضحك أولئك لسذاجة الكلام وبكاء هؤلاء لما وصل إليه الزمان من تلاعب أمثال هؤلاء بدين الله. وإذا سألنا الآن أطفال الصف الأول عن استفادة قاعدة كلية من عدم وقوع حادثة كما لو لم يذهب شخص إلى الطبيب للعلاج فنقول الطب كذب لأنه لو كان صحيحاً لكان اللازم أن يذهب هذا الشخص إلى الطبيب. والمستشفيات في العالم خدعة لأنها لو كانت حقاً لكان اللازم أن يذهب المريض الفلاني الذي وقع في الشارع الفلاني إلى المستشفى. ظنّ هؤلاء الجهّال أنه إذا كانت المعجزة حقّاً يجب على النبي والإمام أن يدوروا في الأحياء وينادوا: «نأتي بالمعجزات، نفعل الكرامات» كما ينادي الجوّالون: «نخلّي الماء من الحياض، ننظّف السجاد» أفٍ لهذا المنطق والبرهان. المعجزة التي هي آية النبوة والكرامة التي هي آية الإمامة بيد الله لا أنها لعبة وملهاة. وإذا أراد الله أحياناً لأجل تنبيه الناس إلى عالم وراء عالم الطبيعة أن يحقّق أمراً خارقاً للعادة عن طريق النبي أو الإمام فهل يوجب ذلك أن تشوّش جميع الأعمال ويزلزلها وأن يشلّ جميع ما يدور في عالم الطبيعة ويزلزل نظام الحياة البشرية وأن يحقق جميع الأمور بالمعجزة وخوارق العادة. وإلا فإنكم حينئذٍ ممارون وتصيرون منكري قدرة الله تماماً إذ يقال: الله الذي خلق بقدرته الكاملة السماء والأرض لِمَ لم يخلق للبشر رزقهم بلا جهد ولا تعب ليرتاحوا من المتاعب الكثيرة جرّاء تهيئة الحياة فإذا كان كذلك لنقل لم يخلق الله السماء والأرض إذ لو فعل لكان من اللازم أن يقوم بالعمل الذي ذكرناه بنحو الإعجاز وحينئذٍ سيكون إلهاً يتحرك وفق اقتراحاتنا وآرائنا لا الإله العظيم.

القول بالغيب
تحرك هؤلاء المثيرون للفتن في موضع آخر وقالوا للمتديّنين: القرآن ينفي في عدة مواضع منه علم النبي بالغيب فلماذا ينسب المؤمنون التكلم بالغيب إلى النبي والإمام.

ولعلّ جواب هؤلاء المخادعون قد اتضح مما سبق لكن أيضاً يجب هنا أن يبين طريق الاشتباه كي تزداد فضيحتهم.

إنّ المؤمنين لا يقولون أن النبي أو الإمام يتكلمان بالغيب عن أنفسهم ومن دون تعليم الله. بل هما بشر أيضاً بحيث لولا التعاليم الإلهية لا علم لهم بالغيب والآيات التي تقول أن النبي بشر لا يدري بالغيب تريد هذا المعنى (نفي ذاتية العلم) وإلا فلدينا من كتاب الله دليل على أن الأنبياء بل وغيرهم يتكلمون بالغيب ويخبرون عن الأمور المستورة والماضية والمستقبلية بتعليم الله لهم.

الأدلة القرآنية:
نزلت بعض الآيات الدالة على تكلم الأنبياء بشكل عام بالغيب وتكلم بعض الأنبياء بالخصوص بذلك نذكر للقراء بعضاً منها ليستوعبوا الأمر بشكل أفضل وليعرفوا جيداً غرض هؤلاء وهذيانهم.
ففي سورة الجن الآية 26 - 27: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدً أي يخبر عن الماضي والمستقبل.
وفي سورة آل عمران في ذيل الآية 49 التي تحصي معجزات عيسى: ﴿وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.
وسورة التحريم الآية 3: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ.
بل أثبت القرآن الكريم بالغيب لمريم أم عيسى في آية نذكرها فيما بعد.
وحينئذٍ إما أن تحذفوا هذه الآيات من القرآن لتصح أفكاركم أو أن تعترفوا بخطئكم ليرتفع الخلاف.
 
كلام الفلاسفة:
وهذه المقالة المختصرة والأوراق المعدودة لا تتسع للحديث عن هذه المسائل من جهة الفلسفة الإلهيّة والطبيعية العليا وللتحقيق في خوارق العادات وأسرار الآيات والأساس الحقيقي للكلام بالغيب حتى تتضح المسألة بالتحليل العلمي والتحقيق الفلسفي. لكي نكتفي بكلام عدد من الفلاسفة المعتبرين وعظماء علم الروح القديم والجديد، الشرقي والغربي. ومن أراد الاطلاع بشكل كافي على آرائهم وبراهينها العقلية الفلسفية أو الحسية الطبيعية فليراجع الكتب القديمة والجديدة التي كتبت في هذا المجال ليعرف مستوى علم واطلاع كتّاب تلك الأوراق المذلّة ومثيري الفتن وأغراضهم. وإذا كان في الدنيا خزي حقاً فاعرفوا مثاله الأعلى وإليكم الأقوال الثمينة لكبار فلاسفة العالم.

الشيخ الرئيس الفيلسوف الكبير: يقول رئيس فلاسفة الإسلام أبو علي ابن سينا الذي شهرته ورتبة علمه أسمى من أن يحتاج إلى بيان، يقول في النمط العاشر من كتاب الإشارات وهو من الكتب المحكمة المعتبرة: «إن جاءك خبر عن عارف يتحدث عن الغيب وصدق فصدّقه ولا تتردد في الإيمان به لأن لهذا الأمر في الطرائق الطبيعية أسباباً معلومة» ثم يبيّن هذا الرأي مع البرهان في ستة عشر فصلاً ويقول في بعض التنبيهات: إذا قلّت الاشتغالات الحسيّة فلا يبعد أن تنال النفس فجأة فرصاً تتخلص معها من التخيّل وتحلّق في جانب القدس ثم تنقش فيها نقوشات من نقوش عالم الغيب وهذه تحصل في حال النوم وأيضاً في حال المرض. ثم يقول وإذا قويت النفس في جوهرها بحيث تحيط بالأطراف المتجاذبة فلا يبعد أن تحصل لها فرصة ذلك في حال اليقظة. ثم يذكر بعد ذلك أقساماً. وللشيخ الرئيس في باب الكرامات والمعجزات كلام، فمنه: إن جاءك خبر عن عارف أن له طاقة بقوته على القيام بعمل أو إعطاء حركة لشيء أو أن يتحرك بنحو يخرج الأمر عن قدرة الآخرين فلا تسرع في الإنكار فلعلك تجد ممراً على طرق الطبيعة إن طويتها.

الشيخ شهاب الدين الفيلسوف الإشراقي الكبير: هذا الحكيم الكبير الذي جمع بين الفلسفة والرياضات النفسانية والذي يعتبر من كبار العلماء بالروح قال في المقالة الخامسة من كتاب حكمة الإشراق: «إذا قلّت شواغل الإنسان الحسيّة الظاهرة فأحياناً يتخلص من التخيّل ويحصل له اطلاع على الأمور الغيبيّة». ثم يذكر برهان هذه الدعوى ويقول بعد ذلك: «وما يناله الكمّل من الغيب والأنبياء والأولياء وغيرهم أحياناً يكون بشكل كتابات وأخرى بسماع صوت بحيث يكون هذا الصوت ناعماً مؤنساً أحياناً وموحشاً أحياناً أخرى. وقد يكون بمشاهدة شكل موجود قد يرى فيه شكل إنسان جميل يخاطبه بغاية اللطافة ويخبره عن الغيب» ويقول هذا الحكيم النوراني حول الكرامات والمعجزات: «لإخوان التجريد أي الذين بلغوا الكمال في العلم والعمل والرياضات النفسانية مقام خاص وهم في مقامهم هذا يملكن القدرة على إيجاد موجودات قائمة بهم بأي صورة أرادوا» وقال أيضاً في بعض الفصول: اعلم أنك إذا أشرقت إشراقات العالم العلوي على النفوس المقرّبة تصير مادة العالم مطيعة لهم ويصير دعاؤهم في العالم الأعلى مستجاباً. والنور الذي يفيض من العالم الأعلى على بعض النفوس هو إكسير القدرة والعلم وبواسطته يصير العالم مطيعاً له والنفوس المجرّدة تملك بواسطة ذلك النور القدرة على الإبداع.

صدر المتألّهين الفيلسوف الإسلامي الشهير والحكيم الإلهي العظيم الذي أنار أفق الشرف بنور حكمة القرآن. يقول في التعليقة على حكمة الإشراق: «أساس المعجزات والكرامات مبنية على أمور ثلاثة اجتمعت كلها في النبي: الأول خاصيّة في النفس بحيث تخضع له الأجسام وتطيعه المواد العنصرية وتتخذ شكلاً ما. وهذا أمر ممكن» ثم يذكر البرهان عليه ثم يقول «الخاصية الثانية: قوة في النفس نظرية بنحو تحصل للنفس صفات تصير بواسطتها شديدة وتتصل بالعقل الفعّال إلى أن يفاض عليها العلوم العقلية» ثم يبيّن ذلك ويبيّن أقسامه. ثم يقول: «الخاصية الثالثة أن تقوى القوة المتخيّلة وتتصل في اليقظة بعالم الغيب المثالي» ثم يذكر أقسام الاتصال بعالم الغيب وكيفيته في كلام طويل.

فلاسفة أوروبا الروحيون:
المينياتيزم أو التنويم المغناطيسي هزّ العالم بقوة وجعل أنفاس الماديين الأخيرة معدودة وفي المستقبل القريب سينزع العالم الستار كلية وسيسلط الضوء على عالم الأرواح وحياتها وآثارها الغريبة من قبيل عدم إحساس النائمين مغناطيسياً وحديثهم عن الغيب ومئات الأسرار العجيبة ويزول أساس المادية من العالم إلى الأبد. وخطوات العلم الكبرى اليوم في اتجاه اكتشاف أسرار العالم وخوارق العادات والمعجزات والكرامات والاطلاع على المغيبات تقرب اليوم من الواضحات في دنيا العلم. والأشياء التي يفتخر بها علماء أوروبا الروحيين هي أمور أعلنها قبل 1300 سنة رسول الإسلام وأئمّة الشيعة بلهجة صريحة جازمة عندما كان الظلام يعم العالم كله خصوصاً الجزيرة العربية دون أن يكون لهذا الكلام في عالم ذلك اليوم أية سابقة. وفي غد العلم سيهزّ العالم هزّة أخرى ويدرك البشر الطريق إلى حقائق أدق أعلن عنها القرآن. ونحن أهل القرآن نعلن للعالم اليوم تسبيح ونطق جميع ذرات العالم من الجمادات والنباتات والحيوانات وننتظر أن يخطو العلم خطوته الثانية ويهز العالم ليجلي هذه الحقيقة. فبالأمس كنا قد قلنا إن الله أعطى رسله نصيباً من علم الغيب ويطلع من يختار على الغيب بالإلهام الغيبي واليوم أدركتم هذا في حركة الطبيعة والشيء الذي قد ناله الأنبياء من دون وسائط طبيعية وأسباب ظاهرية والذي وهبهم الله إياه عبر الوحي والإلهام هو القول بالغيب، قد عثرتم أنتم على طريق ضيّق وعر إليه على أساس أسباب الطبيعة وهذا هو أحد الفوارق بين الطبيعة وغيرها فأصحاب المعجزة والكرامة يقومون بالأعمال من دون الوسائل الطبيعية أما الآخرون فهم إما غير مستطعين أصلاً أو أنهم لا يستطيعون ذلك من دون الوسائل الطبيعية. أنتم إن قطعتم بالطائرة مسافة شهرين فسليمان كان يطوي تلك المسافة ببساطة.

كلام فريد وجدي في دائرة المعارف:
كتاب دائرة المعارف وكثير من الكتب الأخرى التي كتبت في هذا الموضوع بالخصوص مليئة بالحكايات العجيبة جداً والتي منها التكلم بالغيب بواسطة التنويم المغناطيسي ويقول فريد وجدي بعد أن ينقل الأمور العجيبة: إنّ جميع هذه المشاهدات الملايين من أمثالها كتبت في كتب الطب وهذا لا اختصاص له بفقدان الشخص النائم للحس بل هناك أمور أخرى مهمة أيضاً مثل التكلم بالغيبيات ورؤية الأشياء البعيدة والوقوف على أسرار الأقارب والأباعد من الأمور التي لا يمكن أن يقبلها الإنسان لو لم تكن وقد ثبتت تلك الأمور بالمشاهدات الحسية الكثيرة وتواتر النقل العلمي بحيث لا يحسن الشك فيها. ومن الأمور التي ينقلها في دائرة المعارف أن «لويس» أحد المنوّمين المعروفين، نوّم امرأة بحضور جماعة وطلب منها الذهاب إلى منزلها لترى ماذا يفعل أهل المنزل فأجابت المرأة النائمة: ذهبت ورأيت شخصين يقومان بأعمال المنزل فقال لها لويس ضعي يدك على أحدهما فضحكت وقالت وضعت يدي فدخلها الرعب. فسأل لوريس الحضور إن كان فيهم من يعرف منزل المرأة فردّ أحدهم بالإيجاب فطلب منه الذهاب ليتأكد من صحة القضية فذهب ووجد أهل المنزل في حالة خوف وهلع فسأل عن السبب فأجابوا أنهم رأوا في المطبخ هيكلاً يتحرك ووضع يده على بعض من كان في المنزل.

وأمثال هذه القضايا في كتب هذا الفن كثيرة واليوم تعتبر الملل الغربية وفلاسفتهم وكبار الروحيين أن هذه القضية من الواضحات.

تحكيم القرّاء:
ماذا تحكمون  أيها القرّاء المحترمون؟ هل نفرع اليد عن أقوال القرآن الصريحة حول المعجزات والأخبار بالغيبيات وعن مقالة فلاسفة العالم الكبار مع براهينهم القطعية وعن آراء الفلاسفة الأوربيين في العصر الحديث وتجاربهم وعن نقل الملايين من المسلمين والنصارى واليهود بحيث تواتر النقل يداً بيد عن معجزات الأنبياء، وأن ندير أظهرنا لآيات القرآن وندوس على كلام عظماء العالم وبراهينهم الواضحة ونتبع شرذمة من الأطفال الجهّال التائهين. أم نتلقّى كلماتهم الممتزجة بالأهواء، بسوء نيّة ونعتبر أن قطع جراثيم الفساد هذه التي توجب زوال الوحدة الإسلامية والإخوة القرآنية والتعاون الوطني من وظائفنا وأن نشد بقوة على أعناق هؤلاء الجهّال بيد الانتقام البطولية حتى لا تتكرّر هذه الهذيانات ولا تطال اليد النجسة أقوال الله والأنبياء وأوليائه ولا يستخف بروح ووحدة وإحساسات الملايين من الناس.

منشأ إنكار المعجزة وسرّه الأصلي:
أنكر الميرزا أبو الفضل الكلبايكاني المعجزة وهو صاحب كتاب الفوائد الذي ألّفه لترويج مذهب الباب والبهائية وهؤلاء المثرثرون قد أخذوا كلامهم من ذلك الكتاب دون أي نقيصة. وسبب إنكار أبو الفضل الكلبايكاني للكرامات والمعجزات أنه لما كانت يد البهائية قاصرة عن ذلك وكانوا من أناس أقل من عاديين على ما يدل عليه كتابهم وكلماتهم التي هي في متناول اليد ومناقشة الباب مع نظام العلماء التبريزي المحفوظ في التواريخ[2] فرأوا أن لا محيص من إنكار المعجزات كلها حتى لا يطالبهم أحد بالمعجزة. ولذا يكتبون ضد أعاظم الدين وأولياء الدين كل ما يجري على أقلامهم وأحياناً يقتفون أثر ابن تيمية ووحوش نجد وأحياناً يتبعون البابيين وأبو الفضل الكلبايكاني البهائي وليراجع من أراد كتاب فرائد الميرزا أبو الفضل البهائي وكتاب منهج الرشاد الذي كتب رداً على الوهابية أو أي كتاب آخر من الكتب التي ذكرت مقداراً من سخافات هؤلاء كي يتضح الأمر ويتضح أساس كلامهم وحينئذٍ يتضح قيمة وقدر هذا الكلام وكتّابه في المجتمع.

* كتاب كشف الأسرار، الإمام الخميني قدس سره.


[1] نجد هذا في هامش ص97 من الجزء الثاني من كتاب «حاضر العالم الإسلامي».
[2] يراجع الملل والنحل للشهرستاني ودائرة المعارف لفريد وجدي ومروج الذهب للمسعودي وبيان الأديان لأبي المعالي.

2017-01-05