يتم التحميل...

شبهات الوهابية حول الزيارة الجامعة الكبيرة (2)

كيف نرد على شبهات الوهابية؟

من الجيد أن ينظر القرّاء المحترمون بدقّة في الزيارة الجامعة الكبيرة التي جعلها البعض (أتباع الوهابية) إلى هذا الحدّ مورد انتقاد وتقريع ..

عدد الزوار: 45

نظر في زيارة الجامعة الكبيرة:

من الجيد أن ينظر القرّاء المحترمون بدقّة في الزيارة الجامعة الكبيرة التي جعلها البعض (أتباع الوهابية) إلى هذا الحدّ مورد انتقاد وتقريع ,..أوَلسنا نقرأ في هذه الزيارة «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته وأولو العلم من خلقه لا إله إلا الله هو العزيز الحكيم وأشهد أن محمداً عبده المنتجب ورسوله المرتضى» إلى أن نقول في وصف الأئمة «وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديّون المعصومون» هذه الزيارة التي تحوي الإقرار الصريح بتوحيد الله ورسالة النبي وإمامة الأئمّة هل يمكن وصف ما اشتملت عليه  بالشرك؟. نعم يمكن أن تكون هذه الكلمات لصاحب خيال «الملنخوليا»[1] مفيدة للشرك فيقال مثلاً معنى «أشهد أنكم الأئمة» أنكم الله ومعنى الإمام الإله!

كذب وافتراء واضح:
يكذب بعض هؤلاء المجحفين على المتديّنين بشكل واضح ويقول: «بعد أن هدى الأنبياء الناس إلى غرضهم الأصلي أي التوحيد فلم يمضِ زمان حتى تذكّروا الهند وقالوا نحن لا نستطيع أن نرى إله الأنبياء ولا أن نلمسه ولا أن نتصوّره كما لا نستطيع أن لا نستمع لكلامهم وعليه فنقول إن إله الأنبياء لهم وهم لنا آلهة فنستطيع أن نجعل حول قبورهم المنافذ وتتلمّسها أيادينا فإن لم نتمكّن من إيصال أنفسنا إليهم فنستحضرهم في الذهن».

من الجيد أن القرّاء المحترمين يعرفون جيداً عقائد الشيعة ولا يمكن الاستخفاف بعقولهم . فانظروا في الشوارع والأحياء واسألوا من شئتم من أتباع هذا المذهب هل أنتم تعبدون الأنبياء أم تعبدون الله؟. وهذه الصلاة والصوم والحج وسائر العبادات هل هي من أجل النبي أو الإمام؟. فهل وجدتم امرأة عجوزاً توافقكم على هذا الكلام؟ ... علما أن آراء كل طائفة يجب أخذها من كتب ومنشورات عقلائها أو من أقوال ومحاضرات محاضريهم أو مقالات صحفهم ومجلاتهم أو أقوال شعبهم. ولو أنكم أشرتم إلى دليل صغير على هذا الكلام الفارغ وتمسّكتم بكتاب حتى ولو كان كاتبه شخص غير عالم كتب فيه مثل ما ذكرتم وأشرتم إليه ليطلع الجميع عليه لم نكن لنتهمّكم بالخيانة.

خيانة في نقل رواية الكافي:
وممّا تمسّك به هؤلاء العابثون أنه «ورد في الكافي – وهو من الكتب الأربعة المعتبرة – أن الله خلق الخلق وفوّض الأمر إلى محمد وعليّ وفاطمة»

وقد نقلوا هذه الرواية مقطوعة الصدر والذيل من دون حياء واعتبروا المؤمنين على أساسها مشركين. والرواية هي في كتاب مرآة العقول في شرح الكافي المجلد الأول ص354 الحديث الخامس: «الحسين بن محمد الأشعري عن معلّى بن محمد عن أبي الفضل عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (ع) فأجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد إن الله تعالى لم يزل متفرّداً بوحدانيته ثم خلق محمداً وعليّاً وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوّض أمورها إليهم فهم يحلّون ما يشاؤون ويحرّمون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ثم قال يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ومن تخلّف عنها محق ومن لزمها لحق خذها إليك يا محمد».

هذا هو الحديث الذي من خلاله يتهم المثرثرون المؤمنين بالشرك. وهل هناك عبارة أدلّ على التوحيد من «لم يزل متفرداً بوحدانيته» وهل إذا قال أحد أن الله خلق نور النبي وعليّ وفاطمة قبل أي شيء يكون مشركا؟ إذ لا بدّ أن يكون هناك شيئاً خلقه أولاً سواء كان ماء أو تراباً أو إنساناً لا فرق وليس أي منها شركاً. وهل وجوب إطاعة النبي وعليّ وفاطمة شرك؟. وهل إن تفويض أمر الأشياء الذي ذكر بعد ذكر إيجاب الله لطاعتهم والذي ذكر بعده أنهم قادرون على التحليل والتحريم فهل يعني غير تفويض الأحكام. أما كيف يحلّلون ويحرّمون. فالإمام أشار إلى ذلك في الرواية يحلّلون ما أحلّه الله ويحرّمون ما حرّمه الله. وهذا الكلام صحيح من أوله إلى آخره وهو لا يعني إلا أنهم تابعون لله لا يريدون إلا ما يريده الله ويحلّلون حلال الله ويحرّمون حرامه. وبالجملة فوّض الله إليهم نشر الأحكام وهذا لا ربط له مع الشرك أبداً. فإن قلتم لم يفوّض إليهم نشر الأحكام وبيان الحلال والحرام قلنا فلمن فوّض ذلك إذن. ومضمون هذه الرواية هو مضمون الآية 59 من سورة النساء ﴿أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ لا أكثر. ومن ينقل رواية – مع أنه قد يحتمل الفضيحة – ويخون هذه الخيانة كيف يكون مشفقاً وأن يكون من عبّاد الله مع تساهله في الافتراء وذكر ما لا يليق بحق أعاظم الدين. ونستميح القراء المحترمين أن نقول لهؤلاء السفلة الأغبياء أنتم محرومون من حقوق الإنسانية خارجون عن صف الشرفاء.

وللأسف يصرف عمر قرائنا وعلمائنا، القيّم في هذه الكلمات الفارغة والأكاذيب التي لا تستند إلى أي أساس ويتلف العمر بحكم الضرورة مع أنه يجب صرفه في المعارف القيمة العقلائية ويجب صرف وقتهم العزيز في طريق الرشد والهداية. إنّ أضرار هؤلاء لا تنجبر وهم يجرحون ويسحقون فكر شبابنا المثقفين ويجعلوننا نسيء النظرة إلى أعاظم الدين والعلماء الذين يشكّلون أساس عزّتنا ومفاخر هذا المجتمع. وهم يشوّشون على شبابنا مئات الكتب النفيسة تراث عزّتنا وشرفنا وعظمتنا ويستخفّون بروح العلم والفخر في شبابنا اليافعين.


[1] الملنخوليا مرض يصيب الرأس يوجب تخيلات وقد تشتد بحيث يرى المريض الأمور بمنظار تشاؤمي وقد يحاول قتل نفسه والتعبير بالفارسية «ماليخوليا» وأصل اللفظ يوناني. (المترجم – عن قاموس عميد).

2016-11-29